محافظ بنك إسرائيل: تصنيف البلاد الائتماني أقل مما صنفته الوكالات
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
قال محافظ بنك إسرائيل أمير يارون "من الناحية العملية، تصنيف إسرائيل هو "بي بي بي"، حتى لو لم تخفّضه وكالات التصنيف إلى هذا المستوى"، مؤكدا أن تخفيض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للبلاد مؤخرا يشير إلى الحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية لاستعادة ثقة المستثمرين، وتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين بمناسبة إصدار البيانات المالية للبنك لعام 2023، سلّط يارون الضوء على التناقض بين الأداء الاقتصادي الفعلي لإسرائيل وتصنيفها الائتماني المتصور.
وقدم البنك تقييما، سلط فيه الضوء على التداعيات متعددة الأوجه للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأزمة الإصلاح القضائي الداخلي، وتطرق التقرير إلى ما تسببت به هذه الأحداث في إرسال موجات صادمة عبر مختلف القطاعات، مما أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي والاستثمار والصادرات.
وشدد محافظ بنك إسرائيل على الآثار السلبية للحرب على الاقتصاد، مشيرا إلى انكماشات كبيرة في مجالات رئيسية مثل الاستهلاك الخاص والاستثمار.
وقال يارون إن "التأثير السلبي للحرب على الاقتصاد ظهر على عدة مستويات"، مشيرا إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض الاستهلاك الخاص والاستثمار بشكل حاد، وشهدت الصادرات أيضا انخفاضا، مما أدى إلى تفاقم التحديات الاقتصادية.
وبلغ التضخم ذروته في بداية عام 2023 عند 5.4%، ثم انخفض تدريجيا على مدار العام، ويبلغ مستواه السنوي 3%، وهو الحد الأعلى للمعدل المستهدف.
وأشار التقرير إلى أن "السياسة النقدية المتشددة، وانخفاض التضخم في جميع أنحاء العالم، والسياسة المالية غير الدورية التي اعتمدتها إسرائيل خلال هذه الفترة ساهمت في انخفاض التضخم حتى الحرب، وفي المقابل، أدى انخفاض قيمة الشيكل إلى تأخير وصول التضخم إلى هدفه".
قطاعات تضررت أكثروكانت الصناعات التي تعتمد على العمالة الأجنبية، مثل البناء والزراعة، من بين أهم القطاعات التي تضررت بشدة على وجه خاص، وسلط يارون الضوء على النقص الحاد في العمالة الأجنبية، الذي تفاقم بسبب القيود المفروضة على توظيف العمال الفلسطينيين، مما أثر بشكل أكبر على هذه القطاعات.
وشدد التقرير على التأثير الحاد على صناعات البناء والزراعة، حيث أدى حظر توظيف العمال الفلسطينيين إلى تفاقم النقص في العمال الأجانب.
الأسواق المالية لم تنجوترددت أصداء تأثير الحرب في جميع أنحاء الأسواق المالية، مع انخفاض ملحوظ في قيمة الشيكل، وضعف أداء الشركات الإسرائيلية التي تتاجر في الخارج.
وأشار التقرير إلى أنه "على مدار العام، وفي ضوء المعالم البارزة في هذه العملية، انخفضت قيمة الشيكل بشكل ملحوظ، وكان أداء سوق رأس المال الإسرائيلي، وكذلك الشركات الإسرائيلية التي تتاجر في الخارج، أقل من أداء الدول الأخرى".
ورغم هذه التحديات، أظهرت إسرائيل مرونة مع بدء ظهور علامات الانتعاش بحلول نهاية عام 2023.
أموال إضافية لفاتورة الدفاعواستجابة لحالة الحرب الدائرة وأضرارها الاقتصادية، وافقت الحكومة الإسرائيلية على ميزانية منقحة، وخصصت أموالا إضافية للإنفاق الدفاعي.
وتحدد الميزانية المعدلة عجزا بنسبة 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، مقارنة بمستوى ما قبل الحرب البالغ 2.25%، وارتفعت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي من 60.5% إلى 61.9% هذا العام.
وشدد المحافظ يارون على أهمية الإدارة المالية الحكيمة، داعيا إلى إجراء تقييم شامل لاحتياجات ميزانية الدفاع، وأضاف أن "إسرائيل تعتزم إضافة نحو 20 مليار شيكل (5.4 مليارات دولار) للإنفاق الدفاعي سنويا"، منوها إلى ضخامة حجم الزيادات المقترحة.
وشدد يارون على أنه "إذا كانت هناك زيادات إضافية في ميزانية الدفاع، فيجب أن تكون مصحوبة بتعديلات مالية لمنع زيادة دائمة في نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي على الأقل".
وأشار إلى ضرورة تشكيل لجنة لتحديد حجم ميزانية الدفاع، وقال يارون: "يجب أن تحدد احتياجات إسرائيل الدفاعية في السنوات المقبلة، وصياغة برنامج ميزانية مناسب متعدد السنوات يأخذ في الاعتبار جميع التداعيات على الاقتصاد".
يارون شدد على ضرورة تشكيل لجنة لتحديد حجم ميزانية الدفاع (أسوشيتد برس)وفي معالجة التحولات الديموغرافية، سلّط بنك إسرائيل الضوء على الأهمية المتزايدة لدمج السكان اليهود المتشددين في القوى العاملة. وقال يارون "إن دمج السكان الحريديم في سوق العمل أمر مهم"، مؤكدا على الفوائد الاقتصادية المحتملة.
وحذر المحافظ يارون من أن الفشل في القيام بذلك قد يستلزم زيادة كبيرة في الضرائب المباشرة، مما يزيد الضغط على النمو الاقتصادي والرفاهية الفردية.
وبالنظر إلى المستقبل، تواجه إسرائيل عملية توازن دقيقة، في حين تواجه التحديات المزدوجة، المتمثلة في الضغوط الاقتصادية الناجمة عن الصراع والعوائق البنيوية التي تعوق النمو.
الإصلاح القضائي يزيد الأمر تعقيداوتمتد التحديات الاقتصادية التي تواجهها إسرائيل إلى ما هو أبعد من التأثير المباشر للحرب، وسلط التقرير الضوء أيضا على التغييرات الهيكلية المصاحبة لأزمة الإصلاح القضائي، باعتبارها أحداثا محلية مهمة تؤثر على الاقتصاد، وقد أدت هذه التغييرات إلى تقلبات في الأسواق المالية، وحالة من عدم اليقين لدى المستثمرين، مما زاد تعقيد المشهد الاقتصادي في إسرائيل.
ويتصارع الاقتصاد الإسرائيلي مع التأثيرات المتعددة الأوجه للصراع الطويل والتحديات الهيكلية.
وبعد اندلاع الحرب اقترضت إسرائيل نحو 81 مليار شيكل (22.3 مليار دولار)، مما رفع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 62%، وهو أعلى مستوى لها منذ نحو 8 سنوات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الناتج المحلی الإجمالی الأسواق المالیة میزانیة الدفاع على الاقتصاد بنک إسرائیل الضوء على
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواصل خروقاتها بلبنان ومخاوف من عدم انسحابها من البلاد
واصل الجيش الإسرائيلي خروقاته -الأربعاء- لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، وذلك مع اقتراب انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي من جنوب البلاد وفق الاتفاق.
وارتكب الجيش الإسرائيلي اليوم 8 خروقات لوقف إطلاق النار، ليرتفع الإجمالي منذ بدء سريان الاتفاق إلى 630 خرقا.
وتركزت الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، الأربعاء، في أقضية بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا بمحافظة النبطية (جنوب)، وشملت الخروقات غارة بمسيرة، وعمليات تفجير وإحراق لمنازل ومبان، وتمشيط بأسلحة رشاشة.
ففي قضاء بنت جبيل، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف وتفجير لمنازل ومبان ببلدة عيتا الشعب وأطراف بلدة حانين.
وفي قضاء مرجعيون، واصلت القوات الإسرائيلية حرق ونسف المنازل في بلدة الطيبة، مع تنفيذ أعمال تمشيط بالأسلحة الرشاشة خلال التنقل بين أحياء البلدة.
كذلك، نفذت تلك القوات تفجيرات لمنازل ومبان ببلدتي كفركلا ومركبا وعند أطراف بلدة حولا.
وفي قضاء حاصبيا، شنت مسيرة إسرائيلية غارة على المنطقة الواقعة بين وادي خنسة والمجيدية، دون معرفة ماذا استهدفت الغارة على الفور وحصيلتها.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن الجيش الاسرائيلي صعد من وتيرة تعدياته على أملاك المواطنين والمرافق العامة ودور العبادة، لإلحاق الأذى في قرى حدودية، لا سيما عيتا الشعب ويارون.
إعلانولفتت الوكالة إلى أن إسرائيل "أنهت بناء الجدار الإسمنتي بين لبنان وفلسطين المحتلة"، على طول الخط الأزرق من بلدة يارين إلى بلدة الضهيرة، في القطاع الغربي جنوبي لبنان.
ارتكب الجيش الإسرائيلي اليوم 8 خروقات لوقف إطلاق النار بلبنان (الفرنسية) عن الانسحابورغم كل هذه الانتهاكات، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر، خلال لقاء مع منسقة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، التي تزور إسرائيل حاليا، إن تل أبيب "ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وهي عازمة على مواصلة هذه العملية"، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
ومع اقتراب انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وفق الاتفاق، حيث تبقى نحو 3 أيام، قال ساعر، إن الانسحاب "يجب أن يتم وفقا لاحتياجات إسرائيل الأمنية وبشكل تدريجي"، دون أن يوضح ما إذا كان يعني الإخلال بالمهلة المحددة لإتمام الخطوة من عدمه.
ومن أبرز بنود الاتفاق انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
ويطالب المسؤولون في لبنان المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان خلال تلك المهلة، وذلك في ظل تصريحات إسرائيلية بأن تل أبيب قد لا تلتزم بها.
يأتي ذلك في حين كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، مساء اليوم، أن ممثلين عن الجيش الإسرائيلي عقدوا مؤخرا اجتماعا مغلقا مع أعضاء لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست (البرلمان)، وأكدوا خلاله أن الجيش لن يتمكن من الانسحاب من كامل جنوب لبنان خلال المهلة المحددة بالاتفاق.
كما قالت القناة 13 الإسرائيلية إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سيجتمع غدا الخميس لبحث إبقاء جزء من قوات الجيش في جنوب لبنان.
إعلان انتشار الجيش اللبنانيفي المقابل، نفذ الجيش اللبناني الأربعاء، انتشارا إضافيا في 5 بلدات بمحافظة النبطية جنوب البلاد، عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.
وذكر الجيش في بيان أن وحداته العسكرية واصلت اليوم انتشارها في نقاط عدة ببلدة كفرشوبا (في قضاء حاصبيا) "بعد انسحاب العدو الإسرائيلي منها".
وأوضح أن هذا الانتشار يأتي بالتنسيق مع اللجنة الخماسية المشرفة على مراقبة وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
ودعا الجيش المواطنين إلى "عدم الاقتراب من المناطق التي ينسحب منها العدو، والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار بها".
في سياق متصل، ذكرت وكالة الإعلام اللبنانية أن جيش البلاد أنجز انتشاره في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، حيث تمركزت آليات مدرعة ودبابات تابعه له في مرتفعات بلدة كفرشوبا وصولا إلى منطقة بركة بعثائيل.
وأضافت أن الانتشار بمنطقة العرقوب شمل بلدتي كفرحمام وراشيا الفخار والطرف الشرقي لبلدة شبعا.
وفي قضاء بنت جبيل، قالت الوكالة إن قوة من الجيش اللبناني دخلت بلدة حانين في إطار مهمة إعادة الانتشار بها.