السنغال.. أدى الرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي فاي، اليمين الدستورية، اليوم الثلاثاء، بصحبة زوجتيه ماري وعبسة، في مشهد غير مألوف في الساحة السياسية السنغالية، حيث من المقرر أن يتسلم السلطة من سلفه ماكي سال في القصر الرئاسي في العاصمة السنغالية، دكار.

وبعد أدائه اليمين، أصبح فاي، الرئيس الخامس للسنغال منذ استقلالها عام 1960، بعد كل من ليوبولد سيدار سنجور (1960-1980)، وعبده ضيوف (1981-2000)، وعبدولاي واد (2000-2012)، وماكي سال (2012-2024).

والرئيس السنغالي الحالي، هو أصغر رئيس دولة منتخب في القارة الأفريقية.

ويبلغ الرئيس السنغالي الجديد من العمر نحو 44 عامًا، وكان منذ ما يزيد عن أسبوعين، زعيمًا معارضًا غير معروف يقبع في السجن، محتجزًا دون محاكمة بتهم من بينها «التحريض على التمرد»، ولم يشغل أي منصب منتخب قط.

لكن قبل أسبوع واحد، هزم مرشح الحزب الحاكم «أمادو با» في الانتخابات الرئاسية في البلاد، حيث حصل على 54% من الأصوات في الجولة الأولى، في اقتراع بلغت نسبة المشاركة فيه 61.30%.

ولم يقتصر فوزه على إزاحة حكومة لا تحظى بالشعبية من السلطة فحسب، بل إنه عزز المؤسسات الديمقراطية في البلاد وأعاد تنشيط الثقة الشعبية في الديمقراطية في وقت أدت الانقلابات في دول أخرى في غرب أفريقيا إلى العكس.

وقبل الانتخابات، اتخذت حكومة الرئيس ماكي سال عددًا من الخطوات غير الديمقراطية فيما اعتبر محاولة للاحتفاظ بالسلطة على خلفية السخط الشعبي المتزايد.

وشمل ذلك الاضطهاد المستمر لزعماء المعارضة والأصوات الناقدة ومحاولات اللحظة الأخيرة لتأخير الانتخابات في محاولة لتجنب الهزيمة، الأمر الذي دفع بعض المعلقين إلى التساؤل عما إذا كنا نشهد وفاة الديمقراطية السنغالية.

رئيس السنغال الجديدمن هو باسيرو ديوماي فاي؟

تعود جذور الرئيس السنغالي الجديد إلى بلدة صغيرة في وسط السنغال. وهو مسلم، وكشف فاي قبل الانتخابات عن ذمته المالية التي تضمنت منزلًا في داكار وأرضًا خارج العاصمة وحسابا مصرفيا يحتوي على حوالي 6600 دولار.

ودرس فاي، القانون وتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة في السنغال عام 2004، وأصبح مفتش ضرائب وانضم إلى حزب سونكو الذي صعد فيه بشكل سريع ليصبح شخصية بارزة، وأصبح أمينه العام عام 2021.

وقضى 11 شهرا في سجن كاب مانوال بالعاصمة السنغالية داكار، حيث زج به في السجن في أبريل 2023 بتهمة ازدراء المحكمة وإهانة القضاء، لينضم لقيادات حزبه باستيف، الذي تم حظره بعد ذلك بشهرين فقط.

وخرج من السجن إثر عفو عام أصدره الرئيس ماكى سال، في سياق محاولة تهدئة المشهد السياسي بالتزامن مع انتهاء ولايته، رفقه زعيم حزبه عثمان سونكو وقيادات أخرى.

وتولى بصيرو الأمانة العامة للحزب، وملف السنغاليين في الخارج، ومكنت جولاته المتعددة في أوروبا بشكل خاص من حشد التأييد والدعم السياسي والمالي للحزب الذي استطاع في فترة وجيزة أن يستحوذ على نصيب الأسد من دعم الجماهير الشبابية في بلاده.

زوجات رئيس السنغال الجديدزوجات الرئيس السنغالي الجديد

وظهر باسيرو، الذي - لم يكن معروفا لدى الشارع السنغالي وتم ترشيحه في آخر اللحظات بديلا عن زعيم المعارضة عثمان سونكو الذي رفض المجلس الدستوري ملفه- في إحدى أنشطة الحملة الانتخابية برفقة امرأتين ترتديان الملابس التقليدية البسيطة.

ولم يعرف حينها غالبية السنغاليين هل هما فعلا زوجتاه، إلى أن ظهرت السيدتان مجددا برفقة باسيرو واحدة عن اليمين والثانية عن اليسار، قبل أيام من التصويت.

ويرتبط الرئيس المنتخب حديثا باسيرو ديوماي فاي، (44 عاما) بزوجتين، الأولى هي ماري خون فاي، أم أطفاله الأربعة «ثلاثة ذكور وفتاة» وهي ابنة قريته بمنطقة سانت لويس، وتدين ماري بالدين المسيحي، وهي حاصلة على ماجستير في الاقتصاد وإدارة الأعمال، تزوجت بباسيرو قبل 15 عاما.

أما الزوجة الثانية، فهي عبسة فاي، مسلمة، تزوجها باسيرو قبل عام ونصف ولم تنجب أطفالا بعد.

اقرأ أيضاًالمجلس الدستوري السنغالي يعلن فوز باسيرو ديوماي بالانتخابات الرئاسية

زوجتان في القصر الرئاسي السنغالي.. من تحمل لقب السيدة الأولى؟

انتخابات الرئاسة في السنغال.. 50 ألف عنصر أمن لتأمين الحدث

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السنغال الرئيس السنغالي رئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي باسيرو ديوماي فاي الرئيس السنغالي المنتخب ديوماي فاي رئيس السنغال الجديد رئيس السنغال الجديد باسيرو ديوماي الرئيس السنغالي المنتخب رئيس السنغال الجديد باسيرو ديوماي الرئيس الجديد الرئيس السنغال بصيرو ديوماي فاي باسیرو دیومای فای

إقرأ أيضاً:

مزدوجو الجنسية يشعرون بالقلق من مشروع اليمين المتطرف في فرنسا

يعرب فرنسيون من مزدوجي الجنسية عن ذهولهم بعد طرح حزب « التجمع الوطني » اليميني المتطرف خلال حملته الانتخابية منعهم من شغل وظائف « حساسة »، منددين بـ »سابقة تمييز » تثير « القلق ».

ويقول المدون سامبا غاساما (37 عاما) في تصريحات لوكالة فرانس برس « أعتبر نفسي معنيا بصفتي حامل جنسية مزدوجة… وصحيح أنني فرنسي مالي، لكنني أعزو كل الفضل إلى فرنسا وأنا لا أدين بشيء إلى مالي، سوى جذوري العائلية وأنا لم أنشأ في مالي وأشعر أنني فرنسي في المقام الأول ».

ويقر بأنه يشعر « بالإهانة » عندما يسمع فرنسيين ينبذونه.

وفي سياق حملة الانتخابات التشريعية، قال حزب « التجمع الوطني » الذي يتصدر نوايا التصويت أنه يريد « منع » مزدوجي الجنسية من شغل « مناصب عالية الحساسية »، كالفرنسيين الحاملين الجنسية الروسية « في مناصب إدارة استراتيجية في الدفاع ».

وكان « التجمع الوطني » قد قدم في يناير مشروع قانون ينص على احتمال حظر تولي الفرنسيين الحاملين جنسية أخرى هذه المناصب في الإدارات والمؤسسات العامة.

وعليه، قد يحرم 3,3 ملايين فرنسي من وظيفة من هذا النوع بحسب تقديرات نقابة « سي اف دي تي ».

وخلال مناظرة تلفزيونية، الثلاثاء، اتهم رئيس الوزراء غابرييل أتال رئيس حزب « التجمع الوطني » جوردان بارديلا بـ »النفاق » إذ لدى حزبه ممثلة فرنسية روسية هي تامارا فولوكوفا تشغل منصبا حساسا في البرلمان الأوربي، بما يتعارض مع مقترح الحزب.

وفي فرنسا، لا يمنع ازدواج الجنسية من شغل وظائف عامة.

وفي ميادين كثيرة، « ثمة تحفظات على الجنسيات »، بحسب ما يوضح لوكالة فرانس برس عالم الديموغرافيا في المعهد الوطني للأبحاث الديموغرافية باتريك سيمون. ويقول إن « قيودا تفرض على الرعايا الأوربيين من غير المواطنين، فضلا عن قيود إضافية في المجالات السيادية مثل الأمن والدفاع » على وجه الخصوص.

ويلفت سيمون إلى أن « مزدوجي الجنسية لا ينتمون إلى فئات الأشخاص الخاضعين لهذه القيود لأنهم فرنسيون بالكامل. وما يسعى التجمع الوطني إلى تطبيقه هو اعتبار أن مزدوجي الجنسية ليسوا مواطنين بصفة كاملة، وهو أمر خطير بالفعل ».

لا بد من العودة إلى الثلاثينات لإيجاد جذور القيود المفروضة على الأشخاص المجنسين. فبعد تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، أبطلت أغلبية تلك القوانين.

وفي مقال نشر الثلاثاء في صحيفة « لوموند » كتب محمود بوعبدالله الدبلوماسي الحائز على جنسيتين أن « التشكيك في ولاء مزدوجي الجنسية بمثابة محنة شديدة » له.

ولفت إلى أن « الآلاف من مزدوجي الجنسية… يشغلون مناصب من المقام الأو ل في جهاز الدولة، بما في ذلك مناصب توصف بـالحساسة ».

واعتبر بوعبدالله أن « التجمع الوطني يسير على خطى نظام فيشي العنصري… وفي العام 2024، لم يعد الكلام عن اليهود (وسيأتي دورهم) بل عن العرب والمسلمين ».

ويقر مزدوجو الجنسية الذين استطلعت آراؤهم والذين لا يخفون تمسكهم بجنسيتهم الأخرى بالشعور بالانزعاج والاستغراب أو حتى الإجحاف إزاء المقترح الصادر عن « التجمع الوطني ».

ويرى المياس علام (24 عاما) الفرنسي من أصول جزائرية الذي يدرس في كلية تجارة مرموقة في هذا الاقتراح « إهانة لمزدوجي الجنسية برمتهم »، معربا عن قلقه من دعم بعض الفرنسيين هذا النوع من المبادرات.

ويقول « ما أخشاه هو سابقة التمييز بين الفرنسيين التي قد يحدثها » المشروع الذي قد « يفسح المجال » لتدابير أخرى تستهدف مزدوجي الجنسية بشأن « النفاذ إلى الرعاية والمرافق العامة وسواها ».

ولا تخفي الفرنسية الجزائرية نجاة أفيليس (58 عاما) التي تدرس في مدرسة ثانوية استغرابها « تدبير التجمع الوطني الذي يصم مزدوجي الجنسية بالكامل. وقد تساءلت إن كان يجدر بي أن أوضب حقائبي، علما أنني أعيش في فرنسا منذ 34 عاما وأن أولادي ولدوا هنا ».

ولا يخفي النائب الفرنسي التشيلي في « ال اف اي-نوبيس » (اليسار الراديكالي) الذي وصل إلى فرنسا في سن الرابعة مع أهله الفارين من ديكتاتورية الجنرال بينوشيه استياءه هو أيضا، معتبرا أن هذا المقترح « بلاهة براغماتية وسياسية واستراتيجية لا تستجيب لأي حاجة وهو في الواقع يتعارض مع مصالح فرنسا ».

ويقول إن « الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ وحتى الوزارات فيها أحيانا شخصيات سياسية مختلفة الجنسيات. فهذا تاريخ البلد ».

ويشاركه الرأي مزدوجو جنسية أصغر سنا، مثل إميلي الفرنسية البريطانية البالغة 17 عاما، والتي تعيش في بريتان (الغرب) وباتت تشعر بـ »الخوف ». وتقول « سمعت تعليقات ليست لطيفة في ما يخص جنسيتي البريطانية، لكن ذلك كان في المدرسة لا غير. بيد أن الأمر سيكون على درجة أعلى من الخطورة إذا قام بذلك أشخاص على رأس الدولة يسنون القوانين ».

أما المغنية الفرنسية ماندا سيرا (30 عاما) فتندد بمقترح « يدعو إلى العجب. وهي وسيلة لإحداث مزيد من الشقاق والفروقات في وقت نناضل للتقدم ولطمس » الفروق.

وتعرب عن قلقها من فكرة « تصنيف فرنسيين يكون لهم المزيد من القيمة أو الحقوق ».

ويأمل مزدوجو الجنسية هؤلاء أن يتصدى المجلس الدستوي الفرنسي لاقتراح من هذا القبيل أو يرفضون حتى التسليم بهذه الفرضية.

تشعر الفرنسية الروسية أولغا بروكوبييفا التي وصلت إلى فرنسا سنة 1995 وباتت ترأس جمعية « روسيا-حريات » بأنها فرنسية أكثر مما هي روسية. وتخبر « درست هنا وأسست حياتي وابنتي تحمل أيضا جنسية مزدوجة ».

لا تود التفكير بفكرة حرمانها « بعض الحقوق والفرص ». وتقول « هي انتكاسة خطرة جدا. وقد تكون الصدمة رهيبة بعد الانتخابات التشريعية لكنني أفضل عدم التفكير فيها في الوقت الراهن ».

كلمات دلالية انتخابات جسنية عنضرية فرنسا يمين

مقالات مشابهة

  • عاجل| إلى أين وصل تشكيل الحكومة الجديدة؟.. سبب التأخير وموعد حلف اليمين
  • مصدر حكومي: حلف اليمين للوزراء الجدد خلال أيام
  • علييف يحل البرلمان وأذربيجان تذهب إلى انتخابات مبكرة
  • مزدوجو الجنسية يشعرون بالقلق من مشروع اليمين المتطرف في فرنسا
  • السنغالي ماغات صو يعرف بإفريقيا من خلال عزف الإيقاع
  • المحكمةُ الدستوريةُ أو الحجرُ المُهمَل في البناءِ الديمقراطي
  • اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا
  • ما بعد الانتخابات السنغالية: أبعاد وفرص التعاون مع العالم العربي
  • عاجل - ملامح التعديل الوزاري الجديد 2024.. مصادر: رؤساء جامعات ضمن المرشحين وتوجه لأداء اليمين بالعلمين
  • عاجل - موعد التعديل الوزاري الجديد 2024 في مصر (تفاصيل)