عبدالغني هندي: إنجازات كبيرة رغم التحديات
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
على مدار السنوات الأخيرة، واجهت الدولة المصرية العديد من التحديات التاريخية على مستوى الحدود وعلى مستوى التحديات الزمنية والمكانية، كذلك تحديات الأوبئة التى اجتمعت فى زمن واحد، وتحديات الأعداء والإرهاب، وفى العشر سنوات الأخيرة، كانت هناك إنجازات كبيرة فى ملف الأزهر والأوقاف والإفتاء، تلك الإنجازات تُكتب بأحرف من نور، حيث تضاعفت ميزانية الأزهر الشريف عدة مرات لتصل إلى أعلى مستوى لها فى هذه الآونة الأخيرة.
وكذلك ميزانية وزارة الأوقاف، وميزانية دار الإفتاء المصرية، والهيئات الإسلامية المختلفة، التى تضاعفت لأكثر من 20 ضعفاً، ثم ما حدث فى ملف التنمية والتدريب؛ حيث تم إنفاق مبالغ كبرى عليها، لكى تخرج بعلماء وأئمة يمثلون وجه الجمهورية الجديدة فى المستقبل. وأقول كلمة للتاريخ إن ما حدث فى ملف مساجد آل البيت يمثل طفرة كبرى فى تاريخها، وليس أدل على ذلك مما حدث فى منطقة شارع الأشرف بداية من مسجد السيدة زينب، رضى الله عنها وأرضاها، مروراً بمسجدى السيدة سكينة والسيدة نفيسة بنهاية شارع الأشرف، حيث تم ترميم أكثر من 12 مسجداً جامعاً كبيراً، وترميم هذه المنطقة وجعلها مزاراً تاريخياً وسياحياً، حيث تعود تلك المنطقة إلى واجهتها الحقيقية مرة أخرى لتكون درة التاج، وفى القلب منها مسجد الإمام الحسين، رضى الله عنه وأرضاه.
الاهتمام بالمساجد الكبرى والمساجد الأثرية ومساجد آل البيت لم يقتصر على مساجد القاهرة فقط، بل شمل كل المساجد على مستوى المحافظات، فهناك مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى ومسجد سيدى أحمد البدوى، وهناك اهتمام غير مسبوق بهذه المساجد التى شهدت على مدار العقود الماضية إهمالاً كبيراً.
أستطيع أن أقول إن الدولة المصرية الجديدة فهمت من تاريخ هذه الأمة التى امتدت لأكثر من 7 آلاف سنة واستمرت لأكثر من 1400 عام فى خدمة الإسلام والمسلمين فى كل الدنيا أن هناك جسرين رئيسيين فى الدولة المصرية يجب المحافظة عليهما ويمثلان أهم مقومات الأمن القومى للدولة المصرية هما الأزهر الشريف والمؤسسة الوطنية الأكبر مؤسسة القوات المسلحة المصرية.
بذلت الدولة المصرية جهوداً كبيرة لتدريب الأئمة والواعظات، كونهم عنصراً رئيسياً فى عملية تجديد الخطاب الدينى ونشر مفاهيمه ومظاهر صحته، حيث عملت المؤسسات الدينية على نشر الفكر المُستنير، وتأكيد القيَم والأخلاقيات التى تدعو إليها الأديان السماوية، وتجديد الخطاب الدينى، والتركيز على نبذ الكراهية ومناهضة العنف بجميع أشكاله، عبر إطلاق حزمة برامج لتعزيز مفهوم المواطنة وقبول الآخر، ونبذ الكراهية، جنباً إلى جنب مع الكنيسة المصرية.
المواجهة الفكرية كانت من أهم التحديات الكبرى التى استطاعت الدولة الانتصار فيها، حيث بذلت الدولة مزيداً من الجهد لرفعة الوطن، ونستطيع أن نقول إن مصر، كما كرر الرئيس السيسى فى أكثر من مرة، تقود الدفاع عن كل العالم فى مواجهة الأفكار المغلوطة وفى مواجهة الإرهاب.
حرصت الدولة خلال المؤتمرات التى نظمتها -سواء المحلية أو الدولية- على تجديد الفكر والخطاب الدينى من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر الوسطية، والحد من أفكار التطرف، وإدانة الإرهاب، ومن أبرزها مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد، الذى صدرت عنه وثيقة «التجديد فى الفكر والعلوم الإسلامية».
هناك محور فى غاية الأهمية شملته تحركات الدولة على مدار الـ10 سنوات الماضية وشمل ذلك المزيد من التبادل والمزيد من اتساع العلاقات الخارجية، خاصة مع الأشقاء العرب والدول الإسلامية، كذلك الدول الكبرى والعظمى، فالدولة المصرية تعد دولة إلهام فى العالم العربى والعالم الإسلامى، كذلك اعتمدت الدولة المصرية مبدأ عدم التدخل فى شئون الآخرين، ودعم الدول العربية فى قضاياها، كذلك التمسك بالثوابت الوطنية لهذه الأمة المصرية، وأنا أعتبر أن هذه السياسة نجحت على مدار السنوات الماضية، حيث ثبت للعالم صحة الموقف المصرى والقيادة المصرية الحكيمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تنصيب الرئيس الدستور الدولة المصریة على مستوى على مدار
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يهنِّئ الرئيس السيسي والشعب المصري بعيد الشرطة
تقدَّم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالتَّهنئة إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وجموع الشعب المصري، ووزارة الداخليَّة المصريَّة، بمناسبة عيد الشرطة، وذكرى ثورة 25 يناير.
مستشارة شيخ الأزهر تدعو الوافدات لزيارة معرض الكتاب شيخ الأزهر يستقبل وزير السياحة والآثار السابق
وأعربُ الأزهر عن خالص تقديرِه واعتزازِه بتضحيات أبطال الشَّرطة ورجالها البواسل، الذين قدَّموا ملحمة بطوليَّةً في الذَّود عن أرضنا العزيزة بدماء نفيسةٍ فداءً لحريتها في مواجهة احتلال غاصب بمدينة الإسماعيلية الباسلة، التي يمر اليوم على ذكراها ثلاثة وسبعون عاما.
كما ذكر الأزهر بأن ثورة 25 يناير، كَتبت بدماء شهدائها وعزائم شبابها، فصلًا جديدًا في تاريخ النضال المصريِّ والسعي نحو النهوض بالوطن، سائلًا المولى -عز وجل- أن يهيِّئ لمصرنا كلَّ أسباب الرخاء والاستقرار، وأن يرحم شهداءَ مصر الأبرار، وأن يحفظَ وطنَنا العزيزَ من كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، وأن يديم عليه الأمن والأمان والسلامة والازدهار والسلام.
نقيب الأشراف: رجال الشرطة يقدمون ملاحم وطنية لحفظ أمن واستقرار الوطنوفي سياق متصل، هنأ السيد الشريف نقيب السادة الأشراف، اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، ووزارة الداخلية، قيادةً وضباطًا وأفرادًا، والشعب المصري، بمناسبة العيد الـ٧٣ للشرطة المصرية، الذي يوافق ٢٥ يناير كل عام.
وقال السيد محمود الشريف، إن جهود وزارة الداخلية نجحت في كشف الكثير من المخططات التي تنفذها الجماعات والتيارات الإرهابية لضرب استقرار الوطن ونشر الفوضى والعنف في كل مكان، وضربت أورع الأمثلة في التضحية والفداء، في ظل توجيهات القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأكد نقيب السادة الأشراف، أن عيد الشرطة مناسبة غالية على كل مصري مما يدعونا جميعًا للاصطفاف والتكاتف والتعاون مع رجال قواته المسلحة والشرطة، للقضاء على قوى الإرهاب والشر.
وأشاد نقيب السادة الأشراف، بما قدمه ويقدمه رجال الشرطة المصرية من مَلاحم وطنية جسدوا فيها روح الوفاء والفداء للوطن، لحفظ الأمن والاستقرار في البلاد، مقدمًا خالص التحية والاعتزاز والتقدير لأرواح شهداء الوطن من رجال الشرطة البواسل، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمد جميع شهداء الوطن بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
ودعا نقيب السادة الأشراف، المولى عز وجل أن يديم على بلادنا نعمتي الأمن والأمان وأن يحفظ أهلها وجيشها ورجال أمنها من كل مكروه وسوء، وأن يعم الأمن والسلام على العالم أجمع.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد شارك في احتفالات عيد الشرطة، بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.
ورأس الرئيس اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، وحضر الاحتفال السنوي الذي تنظمه وزارة الداخلية بهذه المناسبة، ومنح الأوسمة لعدد من أسر شهداء الشرطة والأنواط لعدد من الضباط المكرمين، وقد ألقى الرئيس كلمة خلال الاحتفال. جاء نصها على النحو التالي:
السادة أعضاء هيئة الشرطة..
السيدات والسادة الكرام،
يطيب لى، بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لعيد الشرطة المصرية، أن أتوجه بأسمى كلمات التهنئة للشرطة، نساء ورجالا الذين يقفون دوما، فى طليعة صفوف الجبهة الداخلية، مدافعين عن أمن واستقرار وطننا الحبيب، ويشكلون درعا حصينا، أمام كل التهديدات والمخاطر الأمنية، التى تستهدف أرض مصر الطاهرة وشعبها الأصيل.
وفى هذه المناسبة الجليلة، نقدم تحية رفيعة، لشهداء الشرطة المصرية، الذين بذلوا أرواحهم فداء للوطن، وبرهنوا بدمائهم الزكية، على شجاعتهم وإقدامهم فى مواجهة الأعداء والإرهابيين، أعداء الوطن والدين .. وهذا النموذج المشرف من الأبطال، يبث فى نفوسنا على الدوام، شعور الفخر والاعتزاز .. وعلى أساسه، تقف الدولة المصرية، بكل مؤسساتها بجانب أسر أبطالنا.. وإننى أعتبر أبناء هؤلاء الأبطال وأسرهم، جزءا من عائلتى الكبيرة .. متمسكا بالعهد الذى قطعناه معا، بتقديم كل الدعم والرعاية لهم، فى مختلف مناحى الحياة، لتعويض جزء مما كان يقدمه الأبطال الشهداء نحوهم.
وهنا اسمحوا لي أن أقول لكم أنه مهما قمنا به لن نعوض الشهيد أبدا… نحاول الوقوف بجانب أسرهم في هذا التوقيت الصعب… نحاول أن نبني منهج حياة.. لن ننسي شهدائنا وأسرهم أبدا….
الإخوة والأخوات،
إن احتفالنا هذا العام، يأتى فى وقت يمر فيه العالم، ومنطقتنا بشكل خاص، بصراعات وتحديات غير مسبوقة، تعصف بدول وتدمر مقدرات شعوبها .. ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى؛ ثم بالجهود الدءوبة التى تبذلها القوات المسلحة والشرطة، ستظل بلادنا بمأمن من تلك الاضطرابات .. بل إن مصر أصبحت، كما كانت على مر العصـور، واحـة للامن والســلام فى المنطقة .. فقد اختارها الملايين من أصحاب الجنسيات الأخرى، ملاذا آمنا لهم، اقتداء بقول الله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" .. حيث تستضيف مصر، ما يزيد على تسعة ملايين ضيف، وتقدم لهم الدولة المصرية الخدمات التى يحصل عليها المصريون .. كونهم ضيوفا كراما لدينا، فى إطار من الامتثال للتعاليم الدينية السمحة، والاحترام للمنظومة القانونية المصرية.
وفى السياق ذاته، وبحكم مسئوليتها التاريخية، ووضعها الإقليمى والتزاماتها الدولية، تسعى مصر بكل طاقاتها وجهودها المخلصة، إلى نبذ العنف والسعى نحو السلام. ويعتبر اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، شاهدا حيا على هذه الجهود الدءوبة، والمساعى المستمرة التى تبذلها مصر.. إلى جانب شركائها فى هذا الشأن ..وسوف ندفع بمنتهى القوة، فى تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل، سعيا لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، وإعادة الخدمات إلى القطاع ليصبح قابلا للحياة، ومنع أى محاولات للتهجير، بسبب هذه الظروف الصعبة.. لأنه الأمر الذى ترفضه مصر بشكل قاطع، حفاظا على وجود القضية الفلسطينية ذاتها.
شعب مصر العظيم،
إن التطرف بوجهه البغيض وتلونه المكشوف، لن يجد فى مصر بيئة حاضنة له، أو متهاونة معه .. وحدتنا هى درعنا الحصين ضده، وأى محاولات لزرع الخلاف بيننا.. ستبوء بالفشل، بإذن الله تعالى. فالشعب المصرى يعتز بوسطيته، ويرفض التطرف بكل أشكاله، ويفتخر بهويتــــــــــــــه الوطنية الراسخة .. ومهما فعل الأعداء من محاولات لزرع الأفكار الهدامة، ونشر الشائعات المغرضة، فمحكوم عليها بالعدم .. والتجارب أثبتت أن يقظة القوات المسلحة والشرطة، ووعى المواطنين ووحدتهم.. كانت ومازالت حائط الصد، الذى تكسرت أمامه هذه المحاولات الخبيثة.
ومن خلال احتفالنا اليوم، أوجه رسالة طمأنة للشعب المصرى الأبى، بأن الدولة المصرية، تسير فى الطريق الصحيح، رغم كل التحديات .. وهو طريق يتطلب منا جميعا، العمل والتفانى للنهوض بأمتنا، وجعلها فى المكانة التى تستحقها .. ونسعى بجدية لإجراء المزيد من الخطوات المتتابعة، لتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين مسـتوى معيشـة المواطـن المصــرى .. ونؤكد على استمرار عزيمتنا القوية وإرادتنا الراسخة، للتغلب على كافة التحديات، لنصنع مستقبلا مشرقا لمصرنا الحبيبة، وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها؛ من خلال الحرص على مقدرات الوطن وتنميتها وحسن استغلالها، والحكمة فى اتخاذ القرارات.. التى تتعلق بالمصلحة العليا لمصرنا العزيزة.
وختاما، أتوجه إلى أعضاء هيئة الشرطة مجددا، بالتهنئة بمناسبة عيد الشرطة .. وأؤكد لكم أن مصر، ستظل فخورة بعملكم فى حفظ الأمن والأمان، وكفالة سيادة القانون، لكى من يعيش على أرض مصر، فى أمان واطمئنان.
وفقكم الله ورعاكم..
وكل عام وحضراتكم بخير،
ودائما وأبدا:
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.