أداة تدريب على المشي الصحيح.. نظرة علمية جديدة للكعب العالي
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
على عكس الاعتقاد الشائع حول ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي، قدم باحثون في دراسة حديثة نظرة جديدة للكعب العالي المعروف بمشاكله الصحية، حيث وجد الباحثون أن النساء اللاتي كن يرتدينه أكثر كفاءة في المشي.
فما حقيقة أضرار الكعب العالي وماذا يحدث للجسم عند ارتدائه؟
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"لويس فيتون" تغضب اللوبي الصهيوني بسبب قميص يحمل ألوان علم فلسطينlist 2 of 4صاحبة هذه الصورة "روبوت".. لماذا يرفض المتابعون تصديق الخدعة؟list 3 of 4قد تسبب البتر.. ما "عاصبة الشعر" التي تصيب أطراف الرضع؟list 4 of 4هل يجب ترك طفلك يختار ملابسه الخاصة؟end of list ماذا يحدث للجسم؟
أظهرت دراسات سابقة، وبينت آراء متخصصين على مدار سنوات، خطورة الكعب العالي، حتى أن طبيب أمراض القدم بمركز المحيط الجنوبي الطبي، إريك باسكن، انتقد صناعة الأزياء، وقال "إلى أن تتخلص صناعة الأزياء من الكعب العالي تدريجيا، فإنها ستؤثر على الناس لأجيال عديدة".
ووصف باسكن في مقال منشور على موقع مؤسسة "هاكنساك ميرديان هيلث" ما يحدث في الجسم عند ارتداء الكعب العالي، موضحا أن ارتداء الكعب العالي يمكن أن يسبب آلاما في الظهر والقدمين.
واعتبر أن المشي على مشط القدمين سيحرك مركز الثقل للأمام، مما يجبر المرأة على تقوس ظهرها عند الوقوف ويسهم في زيادة آلام الظهر، وتكون مقدمة القدم والأصابع مسؤولة عن امتصاص كل الضغط عند المشي أو الوقوف. ويرجح باسكن أن هذا من شأنه، أيضا، أن يؤدي إلى تورم الأصابع والأقدام والألم في جميع أنحاء الرجل.
ولفت باسكن إلى أنه عندما يميل الجزء السفلي من الجسم إلى الأمام للحفاظ على مركز التوازن، يميل الجزء العلوي من الجسم إلى الخلف كثقل موازن. ونتيجة لذلك، يتم التخلص من محاذاة الجسم، مما يخلق وضعية قاسية وغير طبيعية بدلا من وضعية مريحة ومحايدة.
وقال باسكن "إن الكعب العالي يخلق موجة صادمة عبر الجسم، تبدأ من القدم وتنتقل إلى العمود الفقري، ويمكن أن تسبب التهاب المفاصل في العمود الفقري".
تتحمل مقدمة القدم عبء الوزن غير المتوازن عند ارتداء الكعب العالي (شترستوك) أضرار الكعب العاليالميل أو الانحدار الذي يسببه ارتداء الكعب العالي، وينقل الوزن الزائد كله إلى الأمام، قد يؤدي على المدى الطويل إلى أضرار كبيرة، وفقا لطبيب جراحة العظام في معهد كونيتيكت، جون ريتش.
وذكر ريتش في مقال على "هارفارد هيلث كير" أضرار ارتداء الكعب العالي، ومنها:
عدم التوازن: رفع نصف القدم على الكعب العالي يخل بتوازن الجسم. في الوقت الذي تكون فيه وظيفة القدمين بجميع عظامها ومفاصلها وأوتارها وعضلاتها، دعم الجسم والحفاظ على توازنه.
وضعية سيئة للجسم. تعتمد وضعية الجسم، أيضا، على دعم من القدمين. إذا كانتا في وضع غير طبيعي، يصبح الوقوف بوضع مختلف، وهذا التكيف في ميكانيكا الجسم قد يؤدي إلى آلام في الفخذين والركبتين والظهر السفلي.
آلام القدم المزمنة: تتحمل مقدمة القدم عبء الوزن غير المتوازن عند ارتداء الكعب العالي، وقد يؤدي إلى الألم في هذا المنطقة لفترة طويلة بعد خلع الكعب.
الشروخ والكسور: الضغط الزائد وحده على القدم قد يؤدي إلى التواء الكاحل، وشروخ و كسور في العضلات والأربطة والمفاصل في القدم.
قصر وتر العرقوب: وتر العرقوب أو "الأخيل" هو شريط من النسيج من الكعب إلى الساق يتمدد ويقصر مع الحركة. وعند رفع القدمين في الكعب العالي، يقصر الوتر الأخيل.
آلام في الركبتين والفخذين: تتحمل الركبتان الضغط الزائد عندما يتم دفع وزن الجسم إلى الأمام على الكعب العالي. في أعلى الجسم، يضع الكعب العالي الوركين في حالة مستمرة من الانحناء، مما قد يسبب تقصيرها وانقباضها، ومن ثم الألم وربما الإصابة.
الكعب العالي قد يكون بمثابة "أداة تدريب" للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحركة أو للنساء والرجال الأصحاء (شترستوك) دراسة مفاجئةفي منتصف مارس/آذار الماضي، وبشكل مفاجئ بينت نتائج دراسة الميكانيكا الحيوية للأحذية أن الرجال والنساء الذين كانوا يرتدون الكعب العالي، في أغلب الأحيان، أفضل وأكثر كفاءة في المشي من غيرهم.
اعتمدت الدراسة التي نشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقي، على متطوعين من النساء والرجال لم يرتدوا الكعب العالي أبدا من قبل. وابتكر العلماء أحذية ذات كعب عالٍ مقبولة لدى المتطوعين، كانت ذات كعوب عالية سميكة، وساعدت في ثني قدم المشارك للأسفل بزاوية تصل إلى 14 درجة.
استخدم العلماء الموجات فوق الصوتية وغيرها من التقنيات للتحقق من طول عضلات ساق المتطوعين وتصلب وتر العرقوب. وأعطوا المتطوعين أجهزة لتتبع النشاط اليومي المعتاد وارتداء الكعب الجديد كل يوم لمدة 14 أسبوعا.
بعد المدة المحددة، عاد المتطوعون إلى المعمل، وأجريت الاختبارات عليهم مرة أخرى. وبينت الدراسة أن المتطوعين الذين توقفوا في وقت مبكر عن ارتداء الكعب العالي لم يظهروا أي تغيرات في أرجلهم أو المشي، لكن الذين ارتدوا الكعب العالي بشكل ثابت إلى حد ما كانوا يميلون إلى أن تكون لديهم عضلات ساق أقصر وأوتار العرقوب أكثر صلابة من ذي قبل.
وكشفت الدراسة أن الذين التزموا بارتداء الكعب العالي أصبحوا، أيضا، أكثر كفاءة في المشي، وظهر ذلك أيضا عند ارتدائهم الأحذية المسطحة على حد سواء.
الدراسة المثيرة للجدل، أرجحت أن الكعب العالي قد يكون بمثابة "أداة تدريب" للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحركة أو للنساء والرجال الأصحاء، بما في ذلك الرياضيون، الذين يرغبون في أن يكونوا قادرين على التحرك بشكل أسرع وبسهولة أكبر.
لا داعي للمبالغة في طول الكعب الذي يسهم في التوزيع غير الطبيعي للوزن ويضغط على أصابع القدم (رويترز) كيف ترتدين الكعب العالي؟اتفق فريق الدراسة على ضرورة إجراء مزيد من البحث، خاصة أن الدراسة كانت صغيرة ولم تشمل سوى متطوعين شباب أصحاء، وليس كبار السن أو الرياضيين، كما لم يتم رصد أي إصابة أو التواء في التجربة. لكنهم في نفس الوقت دعموا ارتداء الكعب العالي من أجل تصحيح الحركة وسهولة المشي.
ويمكن ارتداء الكعب العالي بطريقة آمنة لتقليل خطر الإصابات، منها:
لا داعي للمبالغة في طول الكعب: الكعب المنخفض قليلا يمنح القدم بعض الراحة مقارنة بالكعب شديد الارتفاع الذي يسهم في التوزيع غير الطبيعي للوزن ويضغط على أصابع القدم. المقاس المثالي: من المهم الشعور بالراحة واختيار المقاس المناسب، خاصة أن أربطة القدم تتمدد بمرور الوقت، مما يؤثر على طول وعرض القدم. مقدمة حذاء مريحة: من الجيد ارتداء أحذية مستديرة أو مفتوحة الأصابع لمنح أصابع القدم مساحة كبرى للحركة، بدلا من المقدمة المسحوبة والضيقة. قسط من الراحة: عدم ارتداء الكعب العالي طول الوقت، ومن الجيد، أيضا، ارتداء الأحذية المسطحة لبعض الوقت. تقوية عضلات الأرجل والقدم والظهر: ممارسة التمارين لتقوية تلك العضلات يمنح قوة إضافية للأطراف السفلية عند ارتداء الكعب ويساعد في التوازن عند المشي.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ارتداء الکعب العالی یؤدی إلى قد یؤدی
إقرأ أيضاً:
السودان يضم نصف سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا
كشف برنامج الغذاء العالمي، أمس الأحد، أن السودان يضم نصف سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا، فيما بين المجلس النرويجي للاجئين إن الأزمة في هذا البلد، أسوأ من أزمات أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعين، وأكد البرنامج الأممي، زيادة عملياته في جميع أنحاء السودان، كجزء من جهود توسيع النطاق للوصول إلى ملايين الأشخاص في المناطق الأكثر احتياجا وعزلة في السودان.
وقال إن أكثر من 700 شاحنة تحمل مساعدات غذائية للبرنامج في طريقها إلى المجتمعات المحلية في أنحاء السودان، وتستهدف إطعام 1.5 مليون شخص لمدة شهر واحد.
وأوضح أن السودان يضم نصف سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا (المستوى الخامس للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).
وزاد، يعاني ما يقدر بنحو 4.7 مليون طفل دون سن الخامسة، والنساء الحوامل والمرضعات، من سوء التغذية الحاد، مما يؤكد الحاجة إلى تقديم المساعدات دون انقطاع والدعم الدولي المستمر.
في السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد جرّاء النزاع الدائر منذ أبريل /نيسان 2023.
وأضاف أن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، لافتا إلى أن “أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا إلى الداخل والخارج منذ بداية الصراع”.
إلى ذلك، قال إيان إيجلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعين.
وأوضح في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية بعد زيارته لمنطقة دارفور غرب السودان ومناطق أخرى “حياة 24 مليون شخص على المحك في السودان”.
كما أضاف: “نحن ننظر لعد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها”.
وأكد أن الصراعات مثل الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط لا يجب أن تصرف الانتباه عن معاناة المواطنين في السودان.
وأضاف: “إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان في العالم، إذن ستكون السودان على قمة قائمة الأمور المهمة الآن”. وأوضح أنه شهد تداعيات الصراع، المستمر منذ 600 يوم.
وقال إنه رأى في الكثير من المناطق، ومن بينها مناطق كان يعمل فيها المجلس سابقا ” دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروعة. منزل بعد منزل ومنطقة بعد منطقة، تعرضت للحرق والدمار والنهب”.
وحذر من أن الوضع “على وشك الانفجار” مثلما حدث عام 2015، عندما عبر الملايين من اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب، بما فيها سوريا، البحر المتوسط، ووصلوا إلى عتبات الدول الأوروبية.
وقال “لا أعتقد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والدول الاسكندنافية وفرنسا يرغبون في ذلك”.
وأضاف أن الاستثمار في السودان لن يساعد فقط في إثناء المواطنين عن السعي نحو فرص أفضل في أماكن أخرى، ولكن أيضا هو ” الأمر الوحيد” الذي يتوافق مع القيم والمصالح الأوروبية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان العام الماضي، دخل السودان دوامة حرب مستعرة خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين، إلى جانب عمليات تخريب واسعة طالت المشاريع الزراعية والبنية التحتية مما أدى إلى واقع اقتصادي ومعيشي في غاية التردي والسوء.
الخرطوم – «القدس العربي»: