«عباقرة الظل»، حلقات نشرتها «البوابة»، منذ سنوات، للكاتب المبدع مصطفى بيومي، وصدرت فى كتاب بالعنوان نفسه، ويتناول الحديث عن عدد من الممثلين الأقل شهرة عن نجوم الصف الأول، وقدموا أدوارًا معقدة ظلت باقية فى أذهان الناس، ويطلق عليهم أعمدة الطبقة الوسطى فى السينما المصرية، ويرى «بيومي» أن كثيرًا من هؤلاء العباقرة لعبوا أدوارًا لا تقل أهمية عن أدوار البطولة، حملت مقولات معبأة بالفلسفة الشعبية الخالصة.

. تحيةً لروح كل نجم من هؤلاء النجوم، تعيد البوابة نشر بعض هذه الحلقات.

لعله في طليعة من يتعرضون للظلم النقدى ويغيب عنهم التقدير المستحق، ذلك أن الكثيرين يتسرعون فيصنفونه في دائرة أصحاب الدور الواحد المكرر، ويدللون على ذلك بعدد من أفلامه التى لا يضيف فيها جديدا ويبدو أقرب إلى «سد الخانة» عبر تجسيد شخصيات بلا أعماق، وأداء يخلو من الحرارة، كأنه الواجب الروتينى الميكانيكى الثقيل. قراءة سطحية متعجلة كهذه تشيع عن حسن مصطفى وغيره من فنانى الظل المهملين، لكن الحقيقة الغائبة تتمثل في خطورة التعميم أحادى الجانب الذى لا ينتبه إلى الخلل في إطار مرحلته التاريخية وتأثير القوانين التجارية الصارمة التى تحكم صناعة السينما المصرية.

كم من عظماء التمثيل في مصر يظفرون بنعمة الاختيار ولا يوافقون إلا على ما يرونه جيدا مناسبا؟، عدد يقل عن أصابع اليد الواحدة!، ذلك أن الموت جوعا جراء غياب العمل ليس بديلا واقعيا مطروحا.التنازلات قدر الفنان المصري، والتحليل الموضوعى المتوازن يتطلب القراءة الشاملة الواعية. إزاحة بعض الثمار غير الناضجة لن يضير، ومن كان بلا أدوار سطحية رديئة فليرم غيره بحجر.

حسن مصطفى ممثل عملاق ذو إبداع احترافى متميز في الأغلب الأعم من أعماله السينمائية، فضلا عن عدد غير قليل من المسرحيات «التجارية» والمسلسلات التليفزيونية. يُسأل عن أدائه ومدى التزامه وانضباطه، ولا يتحمل مسئولية تفوق طاقته الفردية.. فلاح وصعيدي، موظف وقاض وسياسي، صديق وتابع. عبر هذه المحاور، يمكن اكتشاف تفرد حسن وعظيم عطائه.

الخفير عبدالمطلب في «الحرام»، ١٩٦٥، دور صغير مميز في مرحلة مبكرة من مسيرة حسن مصطفى. يكتشف جثة الرضيع، محور الفيلم، ويبدع في تجسيد الشخصية ذات الخصوصية في المجتمع الريفى التقليدي. لهجته وزيه وحركته، ونظراته التى يعبر من خلالها عن الدهشة والاستنكار والإحساس بالسلطة الصغيرة التى ترفعه درجات فوق العاديين من الناس. كم هو رائع عندما يتأمل التعيسة عزيزة، فاتن حمامة، وهى تشرب فيتوهم أنها تتعافى. عيناه مليئتان بالحب والحنان والحس الإنسانى الرفيع. يزف إلى ناظر الزراعة فكرى أفندي، زكى رستم، خبر شفائها مسكونا بسعادة الفقير المتعاطف مع الفقراء.يقف عبد المطلب في المنطقة الوسطى بين القمة والقاع في المجتمع الطبقي، وهو الموقع نفسه الذى يشغله فتحي، خولى المزرعة في «أفواه وأرانب»، ١٩٧٧. يخلص لسيده المالك، محمود ياسين، كما يليق بالتابع الخانع المطيع، ويمارس السيادة على من هم دونه ومنهم نعمت، فاتن حمامة، ووفق مقولته الصريحة المباشرة: «انتِ طبعا عارفة إنى أنا هنا الكل في الكل.. يعنى أى حاجة تعمليها لازم بمشورتى أنا».

تتمرد نعمت الطموحة قوية الشخصية على سلطته الوهمية، وبصعودها السريع تتراجع مكانته تدريجيا، ذلك أن البك ينحاز إليها ويصدر أوامره غير القابلة للمناقشة بوجوب طاعتها.عبدالمطلب وفتحى ريفيان بسيطان فقيران، يرتفعان قليلا عن الأغلبية التى تندمج في العملية الإنتاجية، ومثل هذا النمط من الشخصيات يحتاج براعة ممثل متمكن مثل حسن، الذى يصل في «البوسطجي»، ١٩٦٨، إلى ذروة جديرة بالإشادة وكل المتاح من جوائز. صميدة، فراش مكتب البريد، يصطدم مبكرا مع عباس أفندي، شكرى سرحان، المدير الجديد الوافد من القاهرة. يوبخه اعتراضا على الفوضى والقذارة، ويهدده بالعقاب الرادع. الصراع غير متكافئ بين الأفندى والعامل الذى لا يملك سلاحا إلا صلة القرابة التى تجمعه بالعمدة: «حكم أنا قريب العمدة وما يصحش تتمهلس عليا».

الظاهر يوحى بالسذاجة وقلة الحيلة، والباطن حافل بالمكر والخبث والقدرة على التآمر والكيد والتحريض. أداء عبقرى يحتوى الشخصية المعقدة ويفك شفراتها، وموهبة أصيلة تحتاج فحسب إلى دور مناسب يحشد له الفنان الكبير إمكاناته الكامنة.

الخفير عبدالمطلب والخولى فتحى والفراش صميدةشخصيات هامشية مهمشة، يبرع حسن مصطفى في تجسيدها والولوج إلى أعماقها حيث التشبث بوهم ما يشبه السلطة والمكانة، ولا تقل براعة حسن عندما يصعد قليلا فإذا به موظف تقليدى يجمع بين النفاق والتسلط وتقديس الروتين في «أرض النفاق»، ١٩٦٨، أو موظف بنكى كلاسيكى محافظ في «عفريت مراتي»، ١٩٦٨، وصولا إلى قمة النضج والاستيعاب الواعى لأبعاد الشخصية في «مرجان أحمد مرجان»، ٢٠٠٧. على الرغم من الاختلاف اللافت بين هؤلاء الموظفين، ينتبه حسن في مراحله المختلفة إلى السمات العامة للموظف المصرى من حيث الملبس والوقار الشكلى وازدواجية السلوك وإيحاءات الصوت متفاوت الطبقات. أكبر هؤلاء سنا ومقاما، الجلداوى في «مرجان أحمد مرجان»، موظف شريف يقاوم «الشاى بالياسمين» قدر طاقته قبل الاستسلام والسقوط، وبداية الانهيار تولد في عينيه اللتين ترمقان كومة النقود في اشتهاء يمهد لرفع الراية البيضاء.

القاضى العجول في «يوميات نائب في الأرياف»، ١٩٦٩، من المحطات البارزة في مسيرة حسن مصطفى. يضع يده على المفتاح الأساس للشخصية: الإيقاع السريع اللاهث بغية اللحاق بالقطار العائد إلى القاهرة. منذ الظهور الأول للقاضى يبدو واضحا أن هيبة القضاء غائبة، والاهتمام كله ينصب على مطالب استهلاكية يوصى بها حاجب المحكمة. إدارته للجلسة عبثية تنم عن الاستهتار واللامبالاة، والأحكام الجائرة تتوالى في سرعة صاروخية كأنه يتخلص من هم ثقيل، أما عن الهرولة للحاق بالقطار محملا باللحوم والدواجن والبيض والزبد فتجسيد فنى متقن لأزمة العدالة التى تتجاوز القاضى الفرد. ما أسلوب الأداء الذى يتبناه حسن إلا الامتداد الواعى المحسوب لعالم الموظفين الذى يقدمه من قبل، ذلك أن القاضى على هذا النحو لا يمكن إلا أن يكون موظفا تقليديا.في «القضية ٦٨»، ١٩٦٨، يقدم الفنان الكبير واحدا من أدواره المتقنة التى لا تُنسى. المحامى حنفى حنفي، العضو القيادى في وحدة الاتحاد الاشتراكي، الثرثار المولع بالخطب الإنشائية الرنانة. انتهازى منافق لا يستهدف إلا مصالحه الشخصية، ويجسد بسلوكه ولوازمه التعبيرية فضحا للتنظيم السياسى الهزيل الهش، الذى يقوده من لا يؤمنون بالمبادئ والأفكار التى يبشر بها.يتألق حسن في تجسيد شخصية حنفى والجناح اليمينى الرجعى الذى يمثله، ويتجلى تألقه هذا من خلال أدوات تتجاوز كلمات الحوار المكتوب إلى استيعاب الأبعاد النفسية والفكرية والطبقية للشخصية.

الكابتن علي الناشف مدير الكرة في نادي الزمالك، «غريب في بيتي»، ١٩٨٢، دور ناجح شهير يعرف الكثيرون حسن مصطفى من خلاله، وتتحول بعض كلمات الشخصية إلى جزء من نسيج اللغة اليومية التى يرددها قطاع عريض من جمهور اللعبة الشعبية، عندما يتعلق الأمر بالفضائح والمغامرات الجنسية لبعض اللاعبين الذين يسقطون في غواية شبيهات حنان، هياتم: «حنان.. لحقتِ توصليله.. حرام عليكِ.. دا انتِ السبب في سوء حالة المنتخب القومي»!.كثيرة هى الأدوار البسيطة المرحة، البعيدة عن الابتذال والسوقية، في مشوار حسن مصطفى السينمائي، ومن ذلك على سبيل المثال شخصية فانتوماس في «مطاردة غرامية»، ١٩٦٨، سعيد صديق طبيب الأسنان وعاشق ممرضته في «نص ساعة جواز»، ١٩٦٩، إبراهيم شوكت زوج خديجة أحمد عبدالجواد في «السكرية»، ١٩٧٣. تضيق المساحة فلا تسمح بتفرد إبداعي، والبراعة في الأداء الاحترافى وفق المتاح.

قرب نهاية الرحلة، يتوهج الممثل القدير في «حسن ومرقص»، ٢٠٠٨. الشيخ بلال نموذج جديد شائع في المجتمع المصرى جراء التحولات الجذرية التى تزلزل ثوابته القديمة، وما أكثر المريدين الذين يهللون لأشباه الدعاة ويصنعون منهم نجوما وأساطير.نصف قرن من العمل الجاد الدءوب، والحصيلة تزيد على مائة فيلم. يرتقى الفنان القدير في بعضها إلى قمة الأداء الرفيع الذى يبقى بالضرورة خالدا جديرا بالإعجاب والتأمل الطويل، ويرضخ في أعمال أخرى لمتطلبات السوق فلا يتجاوز في أدائه مرحلة العمل الاحترافى الملتزم المنضبط، لكنه لا يهبط أبدا إلى هاوية الابتذال.

إمكاناته تفوق حصيلة إنجازه، والعلة كامنة في المناخ الرديء الذى يضع معايير غير فنية لنجومية الممثل والمكانة التى يحتلها. ينطلق حسن محلقا عندما تُتاح الفرصة للتحليق، ويرضى مضطرا بما يُعرض عليه لأنه، وغيره من الموهوبين، لا يملكون ترف الاختيار. لمن يرغبون في معرفة حجم موهبته أن يشاهدوا «البوسطجي» و«القضية ٦٨» و«أرض النفاق» و«يوميات نائب في الأرياف»، وعندئذ يدركون كم تتعثر المواهب الأصيلة وتُجهض قربانا للنجوم من أشباه الممثلين.

شخصيات هامشية مهمشة، يبرع حسن مصطفى في تجسيدها والولوج إلى أعماقها حيث التشبث بوهم ما يشبه السلطة والمكانة، ولا تقل براعة حسن عندما يصعد قليلا فإذا به موظف تقليدى يجمع بين النفاق والتسلط وتقديس الروتين في «أرض النفاق»، ١٩٦٨، أو موظف بنكى كلاسيكى محافظ في «عفريت مراتي»، ١٩٦٨، وصولا إلى قمة النضج والاستيعاب الواعى لأبعاد الشخصية في «مرجان أحمد مرجان»، ٢٠٠٧.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حسن مصطفى ذلک أن

إقرأ أيضاً:

«هاريس - ترامب» رهان خاسر وسبات عميق

أتابع عبر الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعى نظرة تفائل هنا وتشاؤم هناك حول المرشحين فى الانتخابات الأمريكية للرئاسة التى بدأت صباح اليوم الثلاثاء، أتابع وأنا أضحك وجود معسكرين فى المنطقة العربية، الأول ينحاز لترامب والثانى لهاريس، كلا المعسكرين يبنى آمال عريضة على مرشحه وكأننا نحمل الجنسية الأمريكية، صحيح أن الولايات المتحدة هى وحدها التى تضع سياسة العالم وهى الدولة الكبرى الوحيدة فى العالم التى لا ينافسها أحد، لكن مسألة المبالغة فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين هو أمر مثير للدهشة منا كعرب، لأن هاريس وترامب وجهين لعملة واحدة، بالنسبة لبعض الدول العربية هناك وجه منهم مريح إلى حد ما فى بعض الأمور، لكن بالنسبة للقضايا الرئيسية التى تشغل العرب مثل القضية الفلسطينية أو اعتداءات الكيان الصهيونى على بعض الأشقاء فتلك السياسات لن تتغير، سيبقى الأسطول الأمريكى فى البحر المتوسط لحماية الكيان الصهيونى، وسيظل «الفيتو» الأمريكى موجود لتعطيل وتعديل أى قرار ضد الكيان الصهيونى، وستظل المساعدات العسكرية والمالية تصل إلى تل أبيب فى الميعاد الذى تطلبه حكومة الكيان.

أمريكا طوال تاريخها، وهناك فتى واحد مدلل بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأوسط، هذا الفتى هو الشرير الذى يحرق ويقتل ويرفع راية البلطجة على الجميع.

خلال عام قام هذا البلطجى «مصاص الدماء» بقتل أبناء فلسطين حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسين ألف، وتجاوز عدد المصابين المائة ألف بين طفل وسيدة وكبار سن، دمر هذا الطفل المدلل ما يقرب من ٧٠% من غزة وحولها إلى تلال من المبانى المنهارة، أصبحت غزة بقايا مدينة، لم تعد بها أسرة واحدة مكتملة البناء «الأبناء الأب الأم»، أحدهم أو كلهم شهداء، وهناك أسر كاملة استشهدت، لم يعد لها من يحمل اسمها، نعم أسر كاملة أبيدت برعاية أمريكية، وبسلاح ومساندة ودعم أمريكى.

لذلك لا أعلم كيف وبأى وجه أجد بعض العرب يبنون آمال عريضة على نجاح مرشح أمريكى بعينه أو أجد متشائم من وصول الآخر لسدة الحكم، كلاهما مر.

أمريكا هى التى ترعى دولة الكيان وحريصة على بقائها، وبقاء هذه الدولة المحتلة مرهون ببقاء أمريكا، ونحن العرب ستظل أمريكا بالنسبة لنا هى الكابوس الذى يطاردنا فى الليل والنهار.

سياستها تجاهنا قائمة على مصلحتها، ومصلحة الكيان الصهيونى الذى يحركها كما ومتى يشاء، الموضوع بينهما تخطى مرحلة المصالح إلى مرحلة الحياة والموت، إسرائيل تعتبر أمريكا قلبها النابض، الذى يمد جسدها بالدم المحمل بالاكسجين، وأمريكا تعتبر إسرائيل الابن المدلل.

و بالنسبة لنا كعرب أمريكا هى سفينة النفايات التى تحمل لنا السموم والميكروبات بكافة اشكالها.

أمريكا ليست للعرب فقط مركز السموم، و وكر الأفاعى، لكنها تمثل نفس الأمر لدول كثيرة حول العالم تضررت منها وذاقت من شرورها الكثير.

الغريب فى الأمر والشيء العجيب أن كل الأقطار العربية تعى تماما حجم العلاقة بين الكيان الصهيونى وأمريكا، ورغم ذلك مازلنا نبحث عن الأمان عندها، تريدون أن تعوا قيمة الكيان الصهيونى لدى أمريكا؟، اقرأوا هذا الرقم الذى يوضح حجم العلاقة بينهما،

منذ تأسيس إسرائيل فى عام 1948 حتى عام 2022 تلقت 158 مليار دولار مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق فى التاريخ.

فى النهاية نجحت هاريس أم سقطت، نجح ترامب أم سقط كلاهما مر، فلا تشغلوا حالكم بمن هو الرئيس القادم، الكل ينفذ أجندة واحدة تم وضعها منذ سنوات طويلة ولم ولن تتغير.

تلك الحرب الدائرة فى كل بقاع الأرض أمريكا هى كلمة السر فيها، فلا تسرفوا فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين كلاهما مر، كلاهما لا يهمه سوى مصلحته ومصلحة الكيان الصهيونى.

فلا تصدقوا التعهد الذى قطعته نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب فى قطاع غزة فى حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء فى القطاع وصل إلى مستوى غير معقول، ولا تصدقوا ترامب عندما يقول نفس المفردات، خاصة أن أمريكا لن تسمح بحل الدولتين مهما حدث.

على العرب يستيقظوا من السبات العميق الذى هم عليه، علينا كعرب البحث عن طرق أخرى للتعامل مع هذا الكيان «الأمريكى - الصهيونى».

 

مقالات مشابهة

  • قرية البصيرة بالعامرية بلا خدمات
  • «ملكات» أشباه الرجال!؟ لو أحبتك «٢»
  • غزة لن ترفع الراية البيضاء
  • عودة «ترامب» للبيت الأبيض
  • تحليل سياسي يكتبه محمد مصطفى أبوشامة: وانتصرت «أمريكا أولاً».. وسقطت العولمة
  • عادل حمودة يكتب: مفاجأة العدد 1000
  • «هاريس - ترامب» رهان خاسر وسبات عميق
  • الرئيسة هاريس!!
  • ضريبة النجاح القاسية
  • محمد مصطفى أبوشامة يكتب في تحليل سياسي: هل سيفوز «أقل الضررين» في يوم «تحرير أمريكا»؟!