دبلوماسيون: أمن مصر أولوية وسط «منطقة ملتهبة»
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
أكد عدد من الدبلوماسيين أن أمن مصر القومى أولوية أكدها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمته بحفل التنصيب لولاية رئاسية جديدة أمس، خاصةً أن مصر تقع فى منطقة ملتهبة، تعج بالصراعات والاضطرابات والأحداث، فى حين أن الاستقرار والأمن من الأمور الضرورية، التى لا تتحقق التنمية إلا بهما.
وقال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن الأمن القومى لمصر له أولوية، نظراً لأنه دون أمن واستقرار يصعب تحقيق عملية التنمية، فالأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة، وبالتالى يُعد تحقيق الأمن هو الأساس حتى يتم توفير التنمية المستدامة، التى تشمل عدة قطاعات، تصل لما يقرب من 18 قطاعاً، ولذلك يرى «حليمة» أن رؤية الرئيس واضحة فيما يتعلق بحماية أمن مصر القومى.
وتابع الدبلوماسى السابق أن الأمن المصرى يأتى فى محيط الدولة نفسها، أو بمحيط دوائر تحركها، سواء كان فى المحيط العربى أو الأفريقى أو المتوسطى أو الأمن العالمى، مشيراً إلى أن هناك قضايا ساخنة تحيط بمصر، من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار، ولها انعكاسات على الأمن المصرى، وعلى سبيل المثال، ما يجرى فى السودان وليبيا وسوريا واليمن والعراق، إذ يعد هذا المحيط العربى الأفريقى مليئاً بالمشاكل والتحديات والقضايا، التى لها انعكاسات على الأمن القومى لمصر.
كما أشار السفير صلاح حليمة إلى أن النقطة المحورية الهامة هى القضية الفلسطينية، حيث ما يجرى من عدوان للاحتلال الإسرائيلى على غزة من شأنه إحداث تغيير جغرافى فى الأراضى المحتلة، وهذا الأمر له انعكاسات على الأمن القومى المصرى والعربى والدولى، وتظهر أهمية مصر فى معالجة هذه القضايا، مشيراً إلى أن هناك قضايا أخرى ذات بعد أمنى على مصر، مثل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وجائحة كورونا، وتغير المناخ، وهو ما يستوجب الاهتمام الشديد، وهذا ما ظهر فى حديث الرئيس السيسى.
وعن دور مصر تحديداً داخل أفريقيا، أكد «حليمة» أن مصر تتحرك ضمن 4 محاور، الأول محور أمنى حيث مكافحة الإرهاب، أما الملف الثانى فسياسى ويرتبط بالعلاقات السياسية بين مصر وكافة الدول الأفريقية فى إطار ثنائى وشراكة استراتيجية شاملة فى كل المجالات، والإسهام بدور فى تسوية القضايا والنزاعات، خاصةً فى منطقة الساحل والقرن الأفريقى، وأيضاً الأمن والاستقرار فى منطقة البحر الأحمر، أما المحور الاقتصادى فيتعلق بتطوير وتعميق العلاقات الاقتصادية وشموليتها لمجالات عديدة متعلقة بالبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية، وإنشاء منطقة تجارة حرة تعزز العلاقات الاقتصادية بين الدول الأفريقية وبعضها، أو مع دول العالم.
من جانبه، أكد السفير محمد الشاذلى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية وسفير مصر السابق فى السودان، أن الرئيس السيسى عبَّر، فى كلمته، عن موقف الدولة المصرية تجاه أمنها، حيث يعد الأمن القومى هو الأولوية بالنسبة لأى بلد، خاصةً مصر، التى يشهد محيطها فى هذا التوقيت العديد من الاضطرابات، سواء ناحية الشرق وما يحدث فى غزة، أو ما يجرى فى البحر الأحمر، وغرباً فى ليبيا، وجنوباً فى السودان، مما يحتم الأولوية القصوى للأمن حيث الاستقرار والتنمية.
وشدد «الشاذلى» على أهمية تعزيز العلاقات مع الدول المختلفة، باعتبارها عنصراً مهماً للعلاقات الخارجية التى لها صدى واسع وتأثير كبير على العديد من القضايا والمشاكل التى تواجه المنطقة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو تجارية، مشيراً إلى أن الأمن القومى له علاقة قوية بالتنمية والاستقرار داخلياً.
ولفت إلى أن المواقف الخارجية للدولة المصرية ظهرت فى أكثر من جانب، فى ظل التوترات الشديدة والمتلاحقة، حيث استطاعت الإدارة المصرية، خلال الفترة الماضية، بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن تقدم نماذج عديدة من التعاون المثمر بين دول القارة الأفريقية فى مجالات متنوعة، خاصة فى الدول التى شهدت توترات كثيرة خلال 2023، مثل السودان؛ فرغم كل التوترات، فإن الدولة المصرية استضافت الأشقاء من السودان وليبيا، ودائماً ما تفتح مصر ذراعيها للجميع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تنصيب الرئيس الدستور الأمن القومى إلى أن
إقرأ أيضاً:
مابعد الفيتو!!
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
وطن حين تستدير نحوه
تشعر أن كل الأشياء ملكك وبين يديك
وحين تُعْرض
فكأنما فاتك كل شيء
و في سابق حديث ذكرنا أن حكومة جو بايدن تحاول حسم ملف الحرب في السودان و تقوم بتحركات متسارعة تسابق بها الوقت الذي أصبح كل يوم فيه يجعل عقارب الساعة تنبض بالأمل عند الذين ينشدون سلاما في السودان حتى وأن كان العد تنازليا
فزيارة توم بيرييلو الي بورتسودان تكشف ان الرجل جاء ليناقش أهم النقاط الحاسمة مع الفريق البرهان وان الإجتماع الذي جمع بينهما لم يتم لطرح إقتراحات ناعمة كما افصح المجلس الإنقلابي لأن القضية بكل المقاييس تجاوزت الطلب والرجاء وذلك لعلم امريكا أن البرهان غير جدير بالثقة فيما يتعلق بالعهود
ويبدو أن بيرييلو اوضح للجنرال أنهم بصدد حسم هذا الملف قبل مغادرتهم البيت الأبيض اما بالتفاوض او التدخل لذلك تحدثنا عن أن التحركات الدولية بما فيها زيارة خمسة مسئولين وسفراء الي البرهان في غضون اسبوع واحد، ربما تثمر عن نتائج قبل تلويحة بايدن الأخيرة لباحة البيت الأبيض
و معهد Quincy في واشنطن نشر تقريرا
تساءل فيه عما قد يتغير في العلاقات السياسية لواشنطن مع مختلف البلدان الأفريقية، وكيف يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على توازن الهيمنة الأمريكية مقابل سياسات ضبط النفس ، لتأتي الإجابات من عدد من المختصين يأن الولايات المتحدة تميل الى النظر إلى القارة من خلال عدسة مكافحة الإرهاب، ومن غير المرجح أن يتغير ذلك بحلول 21 يناير 2025 ، أي لن تتغير ملامح نظرتها بمغادرة بايدن وحلول ترامب
ولكن حسب التقرير إن إدارة بايدن ربما تخشى من أن أفريقيا ستكون على الأرجح من أقل المناطق التي سيفكر بها ترامب وفريقه ، وهذا مايعني ضرورة ووجوب سعيها واهتمامها لحسم ما قد تهمله ادارة ترامب
ويتخوف التقرير ايضا من أن تحاول إدارة ترامب دعم طرف معين ( من يكسب الحرب ) في الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
لذلك تريد أن تختصر مسافات الطريق قبل العبور بمنعطافات مستقبلية ، ربما تطيل أمد الحرب ويدخل السودانيون في دوامة الأنفاق المظلمة لقطار الإنتظار، سيما أن الوضع الإنساني كارثي للحد الذي جعل المنظمات الدولية تدعم بشدة المشروع البريطاني وتسعى بتكاتف دولي للقفز فوق العقبة التي وضعتها روسيا ولكن يبقى السؤال ما هو اقصى مايمكن أن تبذله ادارة جوبايدن لتحقيق اهدافها قبل ان تدخل مرحلة مخاض الرحيل دون أن يشهد مهد الوداع ميلاد سلام في السودان!!
فما الذي يمكن أن تفعله ما بعد الفيتو الروسي !! إجابة قد نجدها في حديث السفير علي الجندي في حديثه لراديو دبنقا حول ماهية خيارات الحل
ويرى الجندي إن هناك ثلاثة خيارات الأول أن تقوم امريكابعمل إختراق في جلسة مجلس الأمن الثانية في ديسمبر القادم
والخيار الثاني يتمثل في اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وطرح قضية السودان أمامها كنوع من الضغط لمجلس الأمن أسوة بسابقة عام 1950 خلال الحرب الكورية حيث استخدم الاتحاد السوفيتي حينها حق الفيتو لمنع ارسال قوات تحت مظلة الأمم المتحدة إلى كوريا وفي أعقاب ذلك دعت الدول الغربية الى عقد دورة استثنائية خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1950 تحت عنوان «الاتحاد من أجل السلم» تمّ فيها اتخاذ القرار رقم 377، بتصويت 52 ضدّ 5 أيّ بأغلبية الثلثين، جاء فيه أنه في حالة قيام عضو دائم في مجلس الأمن بعرقلة اتخاذ قرار يتعلق بالأمن والسلم الدوليين فإنه يحق لدورة خاصة للجمعية العامة تجاوز ذلك باتخاذ قرارات بأغلبية الثلثين تكون لها قوة قرارات مجلس الأمن
، ومن ضمنها الصلاحيات الممنوحة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وقد تمّ بموجب هذا القرار إرسال قوات للأمم المتحدة الى كوريا
اما الخيار الثالث هو أن يعقد الإتحاد الافريقي اجتماعا غير عادي للنظر في الوضع الراهن في السودان وإحالة ما يتم التوصل إليه من توصيات إلى مجلس الأمن للبت في الموضوع).
لهذا فإن الأيام القادمة حبلى بالمفاجأت على الصعيد الدولي سيما أن ثمة تحركات سياسية دولية واقليمية تجرى لمساعدة امريكا وبريطانيا لقلب الطاولة
فقد يتغير مسار الرياح فالسماء بالرغم من أنها أبرقت وأرعدت أحلاما للسلطة الإنقلابية وفلولها ولكنها قد تمطر بعيدا عن أرض الأمنيات الكذوبة.
طيف أخير :
#لا_للحرب
يونيسف: ما لا يقل عن 13 مليون طفل سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2024
ربما تكون هذه إجابة مقصودة على الجنرال الذي نفى وجود المجاعة في السودان.
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ