يبدو أن الكسوف الشمسي حدث لم يكن كمثيله من الأحداث الفلكية، التي تشهدها الأرض على مدار السنوات المنقضية، بل يحصد اهتماما واسعا على مستوى العالم، باعتباره استثنائيا تشهده بعض البلاد كل مئات السنوات، بينما ربطه البعض بنهاية العالم أو أن نيزكا ضخما سيصطدم بكوكب الأرض لينهي الحياة البشرية بالكامل.. فما حقيقة كل ذلك؟ 

هل كسوف الشمس يعني اقتراب نهاية العالم؟

يوم 8 أبريل سيكون من الأيام الاستثنائية، إذ يغطي القمر قرص الشمس بالكامل، ليسود الظلام الدامس لعدة دقائق، ويتحول النهار إلى ليل، ما جعل البعض يظن أنها نهاية العالم، لكن صحيفة «space»، والمختصة في تغطية الأحداث الفلكية وعالم الفضاء، أكدت أنه مجرد كسوف شمسي حدث من وقت سابق، قبل ما يقرب من 7 سنوات، وسيعلن عن ذاته مرة أخرى بعد فترة بعيدة، لكنه لم يشكل أي خطر على الكوكب أو يمس البشرية بأي سوء.

 

وعن اقتراب نيزك من الأرض، أكدت الصحيفة أن هذا لن يحدث يوم 8 مارس، مثلما أشيع في الأيام الأخيرة، في إشارة إلى أن وكالة ناسا معنية بدارسة ومتابعة وتتبع النيازك وحركتها، ولا يوجد ما يدعو للقلق بشأن هذا الأمر، إلى جانب عدم وجود أي تهديد للأرض من نيازك او كواكب أو أجسام غريبة. 

تشهد الشمس ذروة نشاطها في الفترة الحالية، وهو ما بدوره يولد العديد من الانفجارات الشمسية القوية والضعيفة، على أن يكون الأقوى العام المقبل، والذي من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على الإنترنت والكهرباء حول العالم، لكن ذلك لم يحدث بالتزامن مع كسوف الشمس الكلي مثلما يردد البعض. 

«لا يحدث كسوف الشمس أبدا إلا إذا كان القمر محاقا، وفي حالة الكسوف الكلي للشمس الذي سيحدث يوم 8 أبريل سيحجب قرص القمر قرص الشمس بالكامل كاشفا لنا عن الغلاف الخارجي للشمس المعروف باسم الإكليل الشمسي أو الكورونا».. هكذا أوضح أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، بالتأكيد على أنها ستكون ظاهرة فلكية على مرأى عدد من الدول، لكن الدول العربية لن تشهد هذا الحدث يوم 8 أبريل. 

وقال تادرس عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن إمكانية رؤيته في مصر: «لن يرى هذا الكسوف في مصر أو المنطقة العربية،  ولكنه سيُرى في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وكندا .. سيبدأ مسار الكسوف الكلي من المحيط الهادئ ويتحرك عبر أجزاء من المكسيك ثم شرق الولايات المتحدة وكندا، وسيكون مرئيا ككسوف جزئي في بعض دول أوروبا».

متى كان آخر كسوف كلي للشمس في الولايات المتحدة؟

وأكمل: «كان آخر كسوف كلي للشمس شهدته الولايات المتحدة عام 2017 وسيكون الكسوف التالي لديها عام 2045 بإذن الله، لذلك يهتم الأمريكان بهذا الحدث على وجه الخصوص.. مدة الكسوف كاملا منذ بدايته حتى نهايته حوالي 5 ساعات، أي منذ بداية دخول قرص القمر تدريجيا على قرص الشمس حتى يغطيه بالكامل، ثم انسلاخه تدريجيا من الجهة الأخرى حتى يتركه تماما.. أما الإظلام التام ستكون مدته حوالي 4 دقائق فقط، سيتحول فيها النهار إلى ليل دامس وتتراءى بعض النجوم في السماء بوضوح.. علما بأن هذه الدقائق القليلة للكسوف الكلي التام للشمس هو الوقت الوحيد الذي يمكننا فيه رؤية النجوم الخلفية للشمس والتي تمثل البرج أو المجموعة النجمية الذي تقع فيها الشمس في هذه الفترة من العام، وهو مجموعة برج الحوت».

ونوه نادي بأن كسوف الشمس وخسوف القمر هما من الظواهر الفلكية الطبيعية جدا، وليس لهما أي علاقة بنهاية العالم أو قرب الساعة أو اصطدام نيزك أو كوكب مجهول بالأرض: «فلا تنتبهوا لمثل هذه الخزعبلات لأن مروجي هذه الإشاعات هم من المنجمين والدجالين والمهووسين بسيناريوهات نهاية العالم، وهم يُتاجرون بالظواهر الفلكية الطبيعية لترويج أفكارهم الغريبة على أساس أن عموم الناس ليس لديهم معلومات كافية عن تلك الظواهر».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كسوف الشمس كسوف الشمس الكلي نهاية العالم نهایة العالم کسوف الشمس

إقرأ أيضاً:

القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة

الانشغال بالقران في شهر القرآن هو تجديد العهد بأيام نزوله

المجتمعات المسلمة بحاجة ملحّة إلى العودة إلى القرآن الحكيم كمنهج وطريقة حياة، لهذا وجب لنا فقه "قراءة القرآن" بمعنى أن نفطِن أو ندرِك حقيقة الفضل والثواب لقارئ القرآن، وفضل من رزِق العمل به، وما ينتظره في الآخرة من عاقبة طيّبة وحسن مآب، لأنّه من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، فيجب تعويد النفس- قبل رمضان- قراءة القرآن، فهو حبل اللّه المتين، وحامله من أهل اللّه وخاصّته، ويأتي القرآن شفيعًا لصاحبه، الذي يجيد فهم القرآن وتلاوته مع السّفرة الكرام البررة، وتنزل عليه السّكينة، وتغشاه الرّحمة، وتحفّه الملائكة، وله به في كلّ حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ويقال له يوم القيامة اقرأ واصعد في درجات الجنّة فمنزلك عند آخر آية تقرأها من القرآن، وكثير من الفضائل الجليلة.
كما وصف الله القرآن بأوصاف عديدة هي أسماء لها دلالات ومغزى تدلّ على عظيم فضل القرآن وعلوّ منزلة قارئه وعاقبة التلذذ بتلاوته، وهي أنفع الطرق لصلاح القلب وذهاب القسوة عنه، ولا بد من وقفة أو لحظات متأنّية متأمّلة ومتدبرة كي نهّذب نفوسنا ونزكّيها ونطهرها، وتتجسد ذواتنا في هذه الخصال والمناقب، وصف اللّه القرآن بأنه "روح" "وبشرى"، وبأنّه" نور" و "حق"، ويهدي إلى "الرشد"، والتي «هي أقوم» أي أعدل وأصوب الطرق، وصفه بأنه "شفاء" و"هدى" و"بصائر" "كتاب عزيز" كلّ هذا الوصف الحافل الجامع لفضائله لحث المسلم على تعظيمه والاهتداء بآياته، والالتفات إلى أحكامه، والتفكر في محكم بيانه، والالتزام بما اشتمل عليه من تعاليم .
والاحتفاء بهذه النعم الجزيلة والشكر عليها لا يكمل إلا من خلال الإجادة أو القراءة -هناك قلم مصحح للتلاوة- والاعتماد على تفسير واضح وسهل؛ لتحقيق التدبر والإنصات، وإتقانه أو فهمه حتمًا عبادة كاملة، والالتفات إلى العلوم والمعارف المعاصرة لتحقيق فهم عميق للقرآن ليشمل الإعجاز التشريعي والأخلاقي والعلمي أو شتى ميادين العلوم.. الخ أصل الذكر تلاوة القرآن، فحين نفهم القرآن ونتعلمه ونتدارس أحكامه ورسالته سنقوّي صلتنا بالله تعالى، وأنّ القرآن ميسّر لمن أراد أن يحفظه أو يفهمه أو يسترشد به، من قرأ القرآن ليتذكر ويتفكر به ويتدبر وينصت لآياته سهل عليه ذلك، أفلا نعتبر ونتعظ وقد يسر الله القرآن للذكر؟ بدليل قوله: { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ {.
قراءة القرآن وشهر رمضان احتفاء بشهر انزل فيه القرآن، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه وأضاعه اللّه، لهذا فإن الانشغال بالقران في شهر القرآن هو تجديد العهد بأيام نزوله، كي نرزق العمل به، والشكر على نعمه وأفضاله أن أنزل علينا كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومن ليس في قلبه شيء من حفظ القرآن كالبيت المهجور الخرب، الخالي من الخير والصلاح، أو القلب الفارغ يحتاج إلى ملء جوانبه بالنور والحق كي يستنير القلب، وينشرح الصّدر ليصل إلى مرحلة التذوق والتلذّذ بذكر الله، وهو علاج لأمراض العصر مثل: الوحشة والقلق والاكتئاب، ويشكّل عقلية الإنسان المسلم ويصوغ حياته حاضرًا ومستقبلًا.
لهذا ذمّ الله الذين لا يتدبّرون مواعظه وآياته ويتفكرون في معانيه ومحكم تنزيله، بأنها "قلوب مقفلة" لا تقبل الخير وفهم آياته ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالهَا ) بمعنى أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون، ويؤكّد هذا الزركشيّ بقوله: "مَن لم يكن له علمٌ وفهمٌ وتقوى وتدبر، لم يدرك من لذّة القرآن شيئاً".
ما يحدث الآن في مجتمعاتنا الإسلامية من الفتن والنزاعات والحروب الدمويّة، ملزم للمسلم بالرجوع إلى القرآن، هناك أئمة الضلال الذين يبغون الفتنة وفيهم سماعون لهم، ويتبعون متشابهه بتأويلات محرّفة ابتغاء الإيقاع بالشباب في تديّن معوّج يحمل شعارات حزبيّة وسياسيّة تتستر تحت مظلّة الدين، فيوقعونهم في شراك الضلالة تحت مسمّى أنه طريق الجهاد والجنة والصلاح، للنجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحل لهذه الإشكالية هو بالرجوع إلى البوصلة الحقيقة للأمّة "القرآن الكريم" والاستهداء بنوره لتمييز الحق من الباطل والهدى من الضلال، وفي الحديث: (ألا إنها ستكون فتنة. فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم(.

مقالات مشابهة

  • لن يستمر حتى نهاية رمضان.. مفاجأة حول موعد انتهاء مسلسل "معاوية"
  • القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة
  • رسميًا.. تحديد أول أيام عيد الفطر المبارك وفقًا للحسابات الفلكية
  • لا تتعرضوا للشمس.. بيان جديد من الأرصاد بشأن حالة الطقس
  • سطوع للشمس وطقس معتدل على قرى ومراكز الشرقية
  • ناسا تنشر صورا مذهلة لكسوف شمسي ليس من الأرض
  • زلزال شرم الشيخ .. البحوث الفلكية يكشف التفاصيل
  • زلزال يضرب شمال شرم الشيخ والبحوث الفلكية تعلن التفاصيل
  • اليوم نهاية فصل الشتاء وبداية الربيع في القاهرة
  • "الحقيقة" الأمريكية