قطار الحرمين السريع ينقل أكثر من 1.3 مليون زائر ومعتمر عبر رحلات ترددية منتظمة
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
عبر رحلات ترددية منتظمة، يتم تسييرها على مدار الساعة، بين المدينة المنورة، ومكة المكرمة، يخدم مشروع «قطار الحرمين السريع»، مئات الآلاف من الزائرين والمعتمرين والمقيمين، خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لنقلهم لأداء مناسك العمرة، والصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
ويعدّ مشروع قطار الحرمين بمحطاته الـ5 في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي، وجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، أضخم مشروع نقل في منطقة الشرق الأوسط، قدمته المملكة لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين على مدار العام وخصوصاً خلال مواسم العمرة والحج، حيث يقطع مسافة 450 كلم في زهاء الساعتين بسرعة تصل إلى 300 كلم / الساعة، ويتم تسييره عبر تقنية كهربائية بشكل كامل، بأعلى مواصفات الأمن والسلامة، دون أدنى انبعاثات كربونية مما يوفّر راحة تامة، وخياراً آمناً لانتقال المسافرين بين المدينتين المقدستين.
وفي محطة قطار الحرمين السريع بالمدينة المنورة، هناك المشاهد من الخدمات التي تقدّم للمسافرين عبر القطار، بدءاً باستقبال المسافرين، وانتقالهم عبر خدمات التحقق من الحجز، وإجراءات الأمتعة، ووصولهم مباشرة إلى عربات القطار في دقائق معدودة قبل تحرّك الرحلة إلى وجهتها وفق رحلات مجدولة بإشراف مختصين من الشباب السعوديين على دقة مواعيد سيرها بشكل منتظم.
وتتنوّع الخدمات المقدمة للمسافرين عبر قطار الحرمين السريع لتشمل استقبال المسافرين عبر البوابات، والتحقق من بيانات الحجز، ومتابعة انتقالهم عبر السلالم الكهربائية إلى منطقة الانتظار قبل النداء بموعد سير الرحلة، والانتقال عبر السلالم الكهربائية إلى منطقة وقوف القطارات، والإشراف على الحالة الأمنية في المحطة ومناطق العبور، والتحقق من سلامة الأمتعة، وإرشاد المسافرين إلى العربات وفق البيانات المدونة في تذاكر الحجز، وتوجيه الراكب إلى المقعد المخصص، وكذلك خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة ونقلهم بواسطة كراسي متحركة إلى مقعد الجلوس في العربة المخصصة بشكل آمن وسهل، كما تشمل الخدمات الإشراف على تقديم الأغذية داخل القطار، وخدمة مبيعات توفّر خدمات وسائل دفع إلكتروني آمنة ومتعددة أثناء الرحلة.
وأشاد مهند موفق الكبيسي -زائر عراقي، مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال لحظة وصوله من رحلة القطار من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة الرحلة، بالخدمة الراقية، والمشروع الذي قدمته المملكة للزوار، مستذكراً التطوّر الكبير الذي شهدته خدمات قطاع النقل لخدمة الحجاج والمعتمرين على مرّ العصور التي كانت تستغرق أياماً، ثم تقلّصت إلى عدة ساعات عبر المركبات، وتحوّلت بفضل خدمات الرعاية المثلى إلى قرابة الساعتين للانتقال بين مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وبأعداد غفيرة من المسافرين عبر قطار الحرمين السريع الذي يمثّل نقلة كبرى في نوعية الخدمات الموجهة للزوار.
فيما عبر الزائر حسين أبو بكر -زائر إريتري مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية- عن سعادته بما شاهده خلال رحلة قدومه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عبر قطار الحرمين السريع من حفاوة استقبال وترحاب خلال إتمام إجراءات السفر في المحطة، وحسن الضيافة والخدمة داخل القطار، مبيناً أنه حظي بالخدمة ذاتها حينما قدم لأداء العمرة قبل سنتين.
كما أعرب الدكتور فاتح هريش -زائر من جمهورية الجزائر مقيم في فرنسا- عن سروره بعد تجربة رحلته عبر القطار، واصفاً الخدمة بأنها هائلة ولا نظير لها في كل الدول التي زارها، متمنياً للمملكة مزيداً من التقدم والرقي لما تقدمه من جهود لضيوف الرحمن.
وتمتاز محطة قطار الحرمين في المدينة المنورة بموقعها المتميز على امتداد طريق الملك عبدالعزيز المؤدي مباشرة إلى المسجد النبوي بمسافة 3 كيلومترات، وتبلغ مساحة المحطة 268 ألف متر مربع، تمكّنها من استقبال ونقل 4000 مسافر في الساعة الواحدة قدوماً ومغادرة من المحطة، كما تتضمن المحطة مركزاً تجارياً متكامل الخدمات، ومطاعم ومقاهي، ومناطق مخصصة للانتظار، وخدمات بنكية وصرافة، وخدمات تأجير السيارات، وشركات الاتصالات، ومكاتب لإتمام حجوزات السكن والفنادق، وخدمات النقل العام والرحلات الترددية بين الحرمين الشريفين، إضافة إلى مواقف للسيارات أسفل المحطة.
وتنفّذ وزارة النقل والخدمات اللوجستية عبر شركة الخطوط الحديدية السعودية "سار" خطة نقل ميسّرة للزائرين والمعتمرين عبر مشروع قطار الحرمين السريع عبر خمس محطات، لنقل 1.330 مليون راكب خلال شهر رمضان المبارك بزيادة بلغت 26% عن العام الماضي، وبعدد رحلات يصل إلى 2748 رحلة بزيادة 9% عن العام الماضي، إذ يتم تسيير الرحلات بشكل منتظم خلال الشهر الفضيل عبر أسطول يضم 35 قطاراً سريعاً من مختلف المحطات، تبلغ سعة القطار الواحد إلى 417 مقعداً، وبشبكة سكة حديدية يصل طولها إلى 450 كيلو متراً، صٌممت بأعلى مواصفات الجودة والأمان التي تضمن -بمشيئة الله- راحة وأمن المسافرين وانتقالهم إلى وجهاتهم في مواعيد منتظمة.
Mohamed Raafatالمصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: نقل المعتمرين قطاع الحرمين قطار الحرمین السریع المدینة المنورة مکة المکرمة
إقرأ أيضاً:
“مهرجان تنوير” يجمع أكثر من 6000 زائر في تجربة لا تُنسى من التنوير الثقافي
اختتمت الدورة الافتتاحية من “مهرجان تنوير” فعالياتها، الذي حضره أكثر من 6000 زائر على مدار أيامه الثلاث، بحفل فني استثنائي للفنان ظافر يوسف حضره مقدماً لهم رحلة لا تُنسى من التنوير الثقافي والتعبير الفني والتجربة الإنسانية المشتركة، وسط الجماليات التاريخية والطبيعية لصحراء مليحة بالشارقة.
وأسدل المهرجان الستار على ثلاثة أيام حافلة بالموسيقى والفن والشعر والتجارب التفاعلية، أقيمت في الفترة 22-24 نوفمبر، برؤية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسِّسة المهرجان، الذي اصطحب الزوار في رحلة تفاعلية تحت عنوان “أصداء خالدة من المحبة والنور” المستوحى من حكمة الشاعر جلال الدين الرومي، وشعار “رحلتك تبدأ من هنا”.
وفي حديثها عن رحلة “مهرجان تنوير”، الأول من نوعه في المنطقة، والذي شكل احتفالاً استثنائياً باستكشاف الذات والثقافة والاستدامة والتجربة البشرية المشتركة، عبّرت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عن فخرها واعتزازها بالمهرجان، وقالت: “أثبت مهرجان تنوير دوره كحراك فني غني، وشهادة حية على تجربتنا الإنسانية المشتركة، متجاوزاً جميع الحواجز اللغوية والثقافية من خلال محبة الإبداع، والفكر، والتواصل مع التراث والطبيعة، وسط منطقة مليحة، التي تشكل مهداً لواحدة من أقدم الحضارات البشرية”.
وأضافت الشيخة بدور القاسمي: “هنا، وقفنا شاهدين على أصداء المحبة والنور التي لن تقتصر على الأيام الثلاثة، بل سيمتد تأثيرها لتأكيد قدرتنا اللامحدودة على التواصل مع بعضنا، وتنوير أحدنا للآخر، وتتملكني مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز الذي حققناه معاً، مما يدفعني إلى التعبير عن تقديري وامتناني لكل من انضم إلينا في هذه الرحلة، التي أظهرنا من خلالها أن الاتحاد والتسامح والإبداع والحوار ينير درب الشعوب والثقافات نحو عالم أكثر تراحماً واستدامة ووعياً”.
أساتذة موسيقى العالم تحت سماء واحدة
وشهد اليوم الختامي حفلات موسيقية وعروضاً فنية ، تصدرها حفل الفنان العالمي ظافر يوسف، أحد أبرز عازفي العود في العالم، والذي قدم للجمهور تجربة فريدة تجمع بين موسيقى الجاز والموسيقى التقليدية تحت سماء صحراء مليحة. وترك ظافر يوسف انطباعاً متميزاً لدى جمهور المهرجان بسرده القصصي المعبّر من خلال ثنائية الصوت والموسيقى، التي تجمع الإيقاعات الكلاسيكية والحديثة في حفل فريد يرمز إلى رؤية “مهرجان تنوير” حول وحدة التجربة الثقافية الإنسانية.
واستضاف المسرح الرئيسي حفلاً موسيقياً وأدائياً قدمه الفنان نورالدين خورشيد و”فرقة الدراويش الشامية”، الذين حولت عروضهم وألحانهم لمس خلالها الجمهور الارتباط الوثيق بين الحركة والموسيقى، حيث جسد الدوران الذي يؤديه دراويش الصوفية جوهر التنوير الذي ترددت أصداؤه طوال رحلة المهرجان.
وتحول مسرح “سوق تنوير” إلى احتفالية جمعت بين الموسيقى والكلمة المقروءة في فن القصيدة، حيث ألقى شعراء مثل “بركة بلو” والشاعرة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، مقتطفات من أشعارهم أمام الجمهور، وكشف كلماتهم أسرار الأفكار والمعاني التي عززت التجربة الجماعية لزوار المهرجان، كما استقبل مسرح “شجرة الحياة” فنان موسيقى “الغناوة” حسن حكمون، الذي اصطحب المستمعين إلى جذور التقاليد المغربية العريقة من خلال صوته القوي ومهارته على آلة “السنتير” الموسيقية، مجسداً قدرة المهرجان على مد جسور التواصل بين الثقافات والعوالم الفنية المختلفة.
باقة من الأنشطة والتجارب المدهشة
وإلى جانب 29 حفلاً فنياً أحياها أكثر من 100 موسيقي وفنان من 15 دولة على مدار ثلاثة أيام، قدم “مهرجان تنوير” للجمهور باقة من الأنشطة والمرافق والخدمات التي عززت تجربتهم، ابتداءً بـ10 ورش عمل تفاعلية غطت موضوعات متنوعة كـ”الدوران الصوفي” و”الزخرفة والتذهيب والأشكال الهندسية”، وانتهاءً بمجموعة المطاعم في “منطقة التغذية”، التي قدمت وجبات صحية وشهية من المطبخ المحلي والعالمي، حيث شكّل كل ركن من أركان المهرجان تجربة شيقة تنتظر من يكتشفها.
كما وفرت 10 أعمال فنية تركيبية موزعة على أرض المهرجان للزوار مساحة للتأمل، في حين احتفل السوق بالفنون الحِرفية المحلية والعالمية التي أتاحت لزوار المهرجان فرصة تسوّق مميزة، يختارون خلالها منتجات تعبّر عن روح هذه التجربة المشتركة.
واستمتع الزوار بالأنشطة التجريبية الإضافية التي وفرها المهرجان ضمن فعالياته، كالجولات على المواقع الأثرية، وجلسات مراقبة القمر والنجوم، وتجارب الطيران المظلي، التي وفرت للمشاركين مساحة للتأمل، وفرصة للتواصل مع المشهد الطبيعي وسط الكثبان الرملية، حيث التقى الماضي والحاضر، وتعزز الارتباط بأرض المنطقة وثقافتها وتاريخها.