كل إنسان على وجه الأرض مُعرَّض لمشكلات وضغوط نفسية على مستوى الأسرة أو العمل، ومع ذلك يرفض البعض فكرة اللجوء إلى الطبيب النفسي وربما يمتنعون عن زيارته حتى تضطرهم الظروف، وهو ما عبَّر عنه الفنان شريف منير بشخصية «أدهم» في مسلسل بقينا اتنين، فخلال أحداث الحلقة السابعة أخبر المعالج النفسي أنه لم يكن ليتوقع يوماً أنه سيكشف أسراره لشخصٍ غريب، ما جعلنا نتساءل عن أسباب رفض البعض للعلاج النفسي رغم أهميته.

الخوف من المجتمع

«من زمان وأنا عايزة أروح لحد متخصص علشان يشرح لي حاجات مش فاهماها عن نفسي بس كنت بتكسف من كلام الناس»، بهذه الكلمات حددت الفنانة رانيا يوسف التي تقوم بشخصية «ياسمين»، أولى أسباب المشكلة وهي الخوف من المجتمع، فبحسب حديث الدكتور علي خلاف، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية، لـ«الوطن»، تلعب الاعتبارات المجتمعية دوراً مهما في رفض أو قبول العلاج النفسي، فالمجتمعات التي تفتقر إلى الوعي بأهميته تجدهم ينظرون بشكٍ وريبة إلى الشخص الذي يتردد على الطبيب النفسي لظنهم بأنه يعاني من خلل عقلي ينتقص من شخصيته.

أسباب رفض العلاج النفسي

الأمراض النفسية لا تحتمل الإهمال مثلها في ذلك الأمراض العضوية، فكلاهما يحتاج إلى تشخيص دقيق ومتابعة دورية للعلاج، وبخلاف الاعتبارات التي يفرضها المجتمع يوجد عدة أسباب تدفع البعض إلى رفض العلاج النفسي حددها «خلاف» في النقاط الآتية:

1. الكتمان:

فبعض الأشخاص يرفضون التعبير عن دواخلهم ويفضلون الإبقاء على مشاعرهم سراً لا يطلعون عليه أحد، وفي هذه الحالة يحتاج الشخص إلى مزيد من التوعية بخطورة إهمال المشكلات النفسية.

2. تهديد الثقة بالنفس:

يخطئ البعض بربط العلاج النفسي بالقيمة الشخصية التي يمنحونها لأنفسهم، فيدفعهم الكبرياء إلى رفض اللجوء إلى طبيب متخصص.

3. الشعور بالخجل وعدم القدرة على التعبير:

كثيراً ما يحتاج الإنسان إلى البوح لصديق أو شخص متخصص عما يمر به من مشاكل نفسية، لكن يمنعه الخجل أو ضعف ثقته بالقدرة على استخدام الكلمات المناسبة لتوصيل أحاسيسه وهو ما يدفع به في النهاية إلى عدم اللجوء إلى الطبيب النفسي.

4. رفض الاعتراف بالمشكلة:

فأول خطوة في العلاج النفسي تتمثل في الاعتراف بالمرض أو المشكلة وما دام الشخص لا يؤمن بوجود المشاكل النفسية أو يظن أنها تنحل بمرور الوقت فلن يذهب إلى متخصص.

5. الخوف من الأدوية النفسية:

أحد الأسباب التي يجب التوعية بشأنها في مسألة رفض العلاج النفسي هي الخوف من العقاقير التي ينصح بها الطبيب في بعض الحالات، فيخاف البعض من إدمان المهدئات إلا أن ليس كل الحالات تستدعي تناول هذه العقاقير.

مسلسل بقينا اتنين

يذكر أن مسلسل بقينا اتنين من المسلسلات الاجتماعية القصيرة التي تعرض خلال النصف الثاني من موسم رمضان 2024، وتدور أحداثه حول زوجين دفعت بهما الخلافات الصغيرة إلى الانفصال بعد سنوات طويلة من الزواج، ليستعرض الكثير من القضايا المتعلقة بالأسرة في قالب كوميدي خفيف، المسلسل من تأليف أماني التونسي وإخراج طارق رفعت ويشترك في بطولته النجوم: شريف منير، رانيا يوسف، صلاح عبدالله، ميمي جمال، ومروة عبدالمنعم.

ويمكن مشاهدة مسلسل بقينا اتنين على قناة سي بي سي في الساعة 12 منتصف الليل، على أن تكون الإعادة الأولى في الساعة 6.30 صباحًا، والثانية في الساعة 11.15 صباحًا، كما يمكن مشاهدته قبل ساعتين من عرضه بالتلفاز على منصة «watch it».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دراما المتحدة مسلسلات رمضان رمضان 2024 دراما رمضان مسلسل بقینا اتنین العلاج النفسی الخوف من

إقرأ أيضاً:

الوطن وعي

 

فاطمة الحارثية

اعتدتُ منذ صغري مُراقبة وقراءة الأوضاع من حولي، قبل أن أُقرِّر البت في أي حوار، ودائمًا ما قادني ذلك إلى القياس، وإيثار الصمت والتصرف بهدوءٍ، دون هدرٍ لطاقة الكلمة، وفي حال قررتُ الكلام ومشاركة أية حديث أو حوار، أنطقُ بالقليل العميق، وما زلت على هذا النهج، وزاد عليه التغافل لحفظ الود وتوازن الأمور، ودرء تقلبات الزمن.

قال لي بعض المقربين إنَّ الكلمات تصنع الأعداء، لكني لم أُعر هذا القول أهميةً، لحرصي الدائم على انتقاء المفردات أثناء السرد والحديث. وأصدقكم القول، لم يخطئوا إلّا في مسألة الكلمات؛ فالعداوة لم تنبثق من الكلمة؛ بل من فهمهم ومحدودية الوعي. ومع هذا لا أعتقد في هذا القول، والأعداء الذين صنعتهم بكلماتي وقلمي، ستجدون أنهم لا يستحقون أي جهد، لجهلهم الكامن وضعفهم العقلي وصفاتهم اللاإنسانية، فكلمة الحق أعادت حقوقًا وصنعت حروبًا، وخاضها الجاهلون والمجاهدون، ولسنا في زمن تغيير أو نستطيع أن نغير فيه فطرة البشر وطبائعهم المتماثلة عبر العصور، رغم التقدم العلمي والاجتماعي وسهولة نهل العلوم، وتعدد وسائل التعليم والتواصل في حصرنا الحالي.

كل يوم من لحظة استيقاظي وأنا في تأملٍ مُستمرٍ عن وفي كل شيء، مثل بعضكم أصنع تصورات وحلول وخطط، لا أكون متشبثة في أغلبها، أتبع الأسباب لأعطي الآخر مساحة ليصنع الفارق، تعلمت ألا أكون مباشرة، فلست هنا لأغير العالم، بل لأتمم رسالتي على الأرض، ورسالتي الخاصة على هذا الوطن الذي اختاره الله لي، الهوية والجنسية أوراق رسمية، رغم أهميتهما، يبقى الانتماء كامناً في قبول قضاء الله وما اختاره لنا، والإخلاص التام له بلا قيد أو شروط أو تذمر، وهذا ما يُؤرق بعض ضعاف النفوس، أولئك الذين يرون الجنسية مصالح يقضون منها مطامعهم ومآربهم، وامتيازات مستحقة.

أنا أنتمي لعُمان، أرضها وبحرها وسمائها وهوائها وأهلها، ولا أقبل الجعجعة التي صنعها صغار العقول عن قرارات حكيمة وعادلة، تحفظ حقوق عبق وطيب عُمان، فمن أساء لعُمان لم يقدر النعمة التي منَّ الله عليه بها، وأساء لأهلها أيضًا، والمساس بالحكومة هو مساس بالشعب أجمع، فكل فرد في الحكومة هو عُماني من هذه الأرض الطيبة، قبل أن يتحمل التكليف وأثناء التكليف وبعده، ونشر الهجاء القاسي والكذب، وحتى الحياة الطبيعة التي قاموا بتحريف حقائقها من أجل التشهير والشهرة، لا نقبلها، وهو يُعد انتهاكًا لحقوق شعب آمن يُريد الاحترام حيث تطأ قدمه، والعيش بكرامة وسلام ورخاء على أرض يعتز بها، ويلهج لسانه بشكر الله على هذه النعمة.

البعض لا يُدرك أنَّ من بيده القلم لا يكتب على نفسه الشقاء، فكيف بالتشويه والنبذ والضرر، يتبين لنا سوء استخدام البعض لنعم العصر، مثل الذكاء الاصطناعي الذي به يتلاعب بالعقول البريئة، ويُساء استخدامه لهضم الحقوق، في جهل دون أن يُدرك عواقب فعله وبُعد الأثر ومداه، أصبحت الحاجة إلى التدبر وقراءة الأمور، والمواضيع من كافة الجوانب ما استطاع الإنسان، أساسًا مهمًا لنستمر في الاستثمار الإيجابي، لمواردنا ولتكنولوجيا، فخيرها قد ينقلب شرًا بسبب ضعاف النفوس، وشح القيم والمبادئ وسوء التقدير والقياس، والانجراف خلف الأوهام بعيدًا عن الواقع الحقيقي لمنظومة الحياة وقوانين العيش المشترك والمصير، ولهذا بات من الضروري جدًا مواكبة المتغيرات بقوانين صارمة وواضحة، طالما كانت من صُنع البشر، على البشر التحديث المستمر، ليبقى التوازن وننعم ببعض السكينة.

الوطن كالأسرة، على هذه الأرض الواسعة، احتضانها واجب، وتقويم الاعوجاج أمانة لابُد أن تؤدَّى، أما الأبناء الضالُّون المنغمسون في الملذات، فلا يجب أن يؤثروا سلبًا على الأبناء الأوفياء المجتهدين المخلصين، وعلى أولياء الأمور أن يعلّموا أبناءهم عواقب فعلهم، مقابل العواقب التي قد يتحملها شعب كامل قد يُقذف بالفساد لتمتد يد الغرباء في نعمه، وانتهاك سلامته بحجة الإصلاح، وإفساد مصالح عامة، وتعطيل معاملات واستثمارات بسبب وسم أطلقه جاهل مِنَّا، أجبرنا سلوكه أن نتبرأ منه، لنُنقذ ما يُمكن، نحن لا نحتاج إلى غرباء لإصلاح ما بيننا، ولا تنقصنا سبل التربية ولا الوعي في إدراك واستدراك السلوك الذي يحتاج إلى تقويم.

نحن وطن ننهض ببعضنا البعض، ويجب ألا نقبل بغير ذلك، ولا نسمح لعملاء الفتنة والخيانة، أن يؤثروا على أمن وسلام بلادنا الغالية، اجتماعيًا واقتصاديًا وفكريًا.. إننا ننبذ كل دعوة هدَّامة وإن كان ظاهرها سلميًا، فبكل تأكيد ثمّة أجندة مُبطَّنة من أعداء عُمان والطامعين في خيراتها الطيبة.

وإن طال...

عُمان الطِيب والريحان واللبان، من الشمال إلى الجنوب، نحن عُمان الأمس واليوم والغد، راضون ومدركون للجهد الذي يُبذل لكِ لتبقي شامخة عريقة يعمُّكِ السلام والرخاء، وكلنا معكِ وفيك؛ فالحمد لله أن جعلكِ جنتنا على هذه الأرض.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • يسرا اللوزي لام شمسية تجربة مؤثرة ومثمرة ومازالت متأثرة بردود الفعل التي تلقتها حول المسلسل
  • جولان: نتنياهو يرفض تحمل المسؤولية حتى بعد الكارثة التي شهدتها إسرائيل
  • جائحة العزاب: لماذا يرفض الشباب الزواج والإنجاب في الكثير من دول العالم؟
  • مختص يوجه نصائح هامة للحفاظ على الصحة النفسية.. فيديو
  • “إن الإنسان خلق هلوعا”
  • آفـة الترويض السياسي (1 – 3)
  • الوطن وعي
  • احترسوا من المحتالين
  • لماذا شبه الجمهور ريم مصطفى بـ لاعبة التنس الروسية ماريا شارابوفا
  • عام “سورسي” لطبيب شتم شرطة المطار وحاول تحريض المسافرين على الفوضى