تعد القيمة السوقية أحد المؤشرات المهمة لبورصة الأوراق المالية، وكلما ارتفعت القيمة السوقية للبورصة ازداد اهتمام المستثمرين بها، وأيّ تراجع للقيمة السوقية من المفترض أن يحفّز المسؤولين عن البورصة وشركات المساهمة العامة للبحث عن أسباب ذلك.

ويتم قياس القيمة السوقية من خلال ضرب رأسمال الشركة في سعر إغلاق السهم، وبناء على هذا فإن أسباب ارتفاع القيمة السوقية للبورصة تعود إلى عدد من العناصر من أبرزها: ارتفاع سعر السهم أثناء التداول، وقيام الشركة برفع رأسمالها، وقيام البورصة بإدراج شركات جديدة، وفي المقابل فإن تراجع أسعار الأسهم وقيام الشركات بتخفيض رأسمالها وقيام البورصة بشطب الشركات وإلغاء إدراجها يدفع القيمة السوقية الإجمالية للبورصة للتراجع.

عندما نراجع إحصائيات القيمة السوقية الصادرة عن بورصة مسقط نجد أن الرقم الرئيسي الذي يتم التركيز عليه هو القيمة السوقية الإجمالية للأوراق المالية المدرجة في البورصة والتي تشمل الشركات المقفلة والسندات والصكوك بالإضافة إلى شركات المساهمة العامة، وعلى سبيل المثال بلغ إجمالي القيمة السوقية لبورصة مسقط مع نهاية مارس الماضي: 23 مليارا و924 مليون ريال عماني، من بينها 10 مليارات و609 ملايين ريال عماني القيمة السوقية للشركات المقفلة، و4 مليارات و216 مليون ريال عماني القيمة السوقية لسوق السندات والصكوك، في حين أن شركات المساهمة العامة التي تعد هي العمود الفقري للبورصة تبلغ قيمتها السوقية 9 مليارات و98 مليون ريال عماني، مشكّلة حوالي 38.1% من إجمالي القيمة السوقية للبورصة، في حين تمثل الشركات المقفلة 44.3% وسوق السندات والصكوك 17.6%، أي أن الشركات المقفلة والسندات والصكوك تشكل أكثر من 60% من إجمالي القيمة السوقية لبورصة مسقط، وهو أمر يؤثر على التحليلات ذات العلاقة بالقيمة السوقية للبورصة من عدة جوانب ويقدم قراءات غير واقعية للمستثمرين عن حجم البورصة والتغيرات التي تشهدها من حين لآخر.

وعلى سبيل المثال فإن إدراج شركة مقفلة برأسمال 500 مليون ريال عماني سوف يرفع القيمة السوقية للبورصة، وإذا تم شطب هذه الشركة سوف تخسر البورصة 500 مليون ريال عماني من قيمتها السوقية، كما أن تحوّل شركة مقفلة (مدرجة في البورصة ضمن الشركات المقفلة) إلى شركة مساهمة عامة لا يؤثر على القيمة السوقية الإجمالية للبورصة إلا بمقدار ارتفاع السهم أو تراجعه، وفي كل هذه الحالات نجد أن القيمة السوقية لم تعكس حالة البورصة، بل قد تؤثر خسارة البورصة لـ500 مليون ريال عماني من قيمتها السوقية (عندما يتم شطب شركة بهذا المقدار) على معنويات المستثمرين، في حين أن الحقيقة تشير إلى أن شاشات التداول خضراء وكل الأسهم مرتفعة غير أن شطب هذه الشركة هو الذي جعل البورصة تخسر كل هذه القيمة.

وبناء على هذا فإنه من المناسب أن تقوم بورصة مسقط بمراجعة مؤشرات القيمة السوقية في النشرات اليومية والأسبوعية التي تصدرها بحيث يتم التركيز على شركات المساهمة العامة فقط، ويتم ذكر القيمة السوقية للشركات المقفلة والسندات والصكوك في التقارير الشهرية دون جمعها مع القيمة السوقية الخاصة بشركات المساهمة العامة، ومن خلال هذا الإجراء نستطيع معرفة مستوى النمو الحقيقي لبورصة مسقط والتغيرات التي تشهدها بشكل يومي، وكما يعلم الجميع فإن تنظيم تداول أسهم شركات المساهمة العامة والإشراف على الشركات المدرجة وحماية مصالح المستثمرين فيها هي أبرز الأهداف التي تأسست البورصة من أجلها، أما إدراج الشركات المقفلة فهو من باب تنظيم هذا القطاع وبالتالي لا يوجد أي معنى للحديث عن قيمتها السوقية ليتم إدراجها في النشرات الصادرة عن بورصة مسقط، والأمر نفسه ينطبق على السندات والصكوك التي نتطلع إلى تطوير تداولها لتكون في سوق مستقلة تتيح لها مجالات أرحب للنمو.

إن دقة الإحصائيات ذات العلاقة بقطاع سوق رأس المال والقطاعات الاقتصادية الأخرى من شأنها توفير معلومات واقعية عن حجم أي قطاع اقتصادي وبالتالي تتيح المجال أمام جهات الاختصاص لتطويره، كما تتيح المجال أمام الباحثين والمهتمين للوقوف على حقيقة القطاع وتقديم مقترحاتهم لتنميته والنهوض به بالشكل الذي يرفع مساهمته في الاقتصاد الوطني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القیمة السوقیة للبورصة ملیون ریال عمانی قیمتها السوقیة لبورصة مسقط

إقرأ أيضاً:

ارتفاع طفيف في مؤشرات البورصة المصرية يضيف 3 مليارات جنيه لرأس المال السوقي

استهلت البورصة المصرية تعاملات الأربعاء بأداء إيجابي، حيث أضاف رأس المال السوقي للأسهم المقيدة مكاسب قدرها 3 مليارات جنيه، ليرتفع من 2.203 تريليون إلى 2.206 تريليون جنيه.

وكشفت بيانات التداول عن تحركات إيجابية محدودة في المؤشرات الرئيسية، حيث سجل المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" صعوداً هامشياً بنسبة 0.01% ليستقر عند 29,931.27 نقطة. وتبعه في الاتجاه الصعودي مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" الذي ارتفع بنسبة 0.07% إلى 8,342.44 نقطة، بينما تقدم مؤشر "إيجي إكس 100" بنسبة 0.05% ليصل إلى 11,464.12 نقطة.

وشهدت الجلسة نشاطاً تداولياً متوسطاً، حيث بلغت قيمة التعاملات 377.7 مليون جنيه، تم تنفيذها من خلال تداول 33.27 مليون سهم عبر 3,609 عملية. وأظهرت حركة الأسهم تفوقاً للأسهم الصاعدة التي بلغ عددها 28 سهماً، مقابل تراجع 9 أسهم فقط، فيما استقرت أسعار 132 سهماً.

أسعار العملات العربية مستهل تعاملات الأربعاءالأعلى منذ 9 شهور .. نمو القطاع الخاص غير النفطي في دبي

وفيما يتعلق بتعاملات المستثمرين، برز المصريون والأجانب كمشترين صافين بقيمة 2.18 مليون جنيه و705.25 ألف جنيه على التوالي، في حين اتجه المستثمرون العرب للبيع بصافي 2.88 مليون جنيه.

ويعكس الأداء المستقر للبورصة المصرية استمرار ثقة المستثمرين في السوق، رغم محدودية التحركات السعرية في مستهل تعاملات اليوم، مما يشير إلى حالة من الترقب والحذر في أوساط المتعاملين.

مقالات مشابهة

  • عمليات بيعية تكبد البورصة 18.4 مليار جنيه خلال تعاملات الأسبوع الماضي
  • 284.95 مليون يورو القيمة السوقية لأندية السوبر الإماراتي القطري
  • 3.88 تريليون درهم القيمة السوقية للأسهم المحلية
  • صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الخميس
  • خبير مالي يكشف مبررات تراجع مؤشرات البورصة في جلسة اليوم
  • تراجع مؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات اليوم الأربعاء
  • مؤشرات البورصة المصرية تسجل تراجعا في منتصف جلسات الأربعاء
  • ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية في بداية تداولات اليوم الأربعاء 8 يناير 2025
  • ارتفاع طفيف في مؤشرات البورصة المصرية يضيف 3 مليارات جنيه لرأس المال السوقي
  • هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الأربعاء