قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والتي حث فيها على إنهاء الحرب في غزة دون الإصرار على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين أولا، كانت بمثابة خروج آخر عن دعم المحافظين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

واستعرضت الصحيفة -في تقرير بقلم جوناثان سوان- ما قاله صحفيان إسرائيليان سافرا إلى ولاية فلوريدا على أمل الحصول على تعبير قوي من ترامب عن دعمه لحرب بلادهما في غزة، ولكن ما سمعاه كما يقولان "صدمنا حتى النخاع".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4بلومبيرغ: حرب الظل بين إسرائيل وإيران دخلت مرحلة جديدةlist 2 of 4طبيبة عملت في غزة: هذه حرب على الأطفال!list 3 of 4غارديان: هل حقا يتراجع حلفاء إسرائيل عن دعمها؟list 4 of 4إيكونوميست: ما مصير البشرية في حال اندلعت حرب نووية؟end of list

وقال أرييل كاهانا، وهو مستوطن يميني وكبير المراسلين الدبلوماسيين لصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "كلا المرشحين للرئاسة الأميركية، الرئيس الحالي جو بايدن وترامب، يديران ظهرهما لإسرائيل".

رسالة مزعجة

فما الذي قاله ترامب وأثار قلق كاهانا؟ قال الصحفيان إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم الشعبي لهجومها على غزة، وإن صور الدمار كانت مضرة بصورة إسرائيل العالمية، وإن نتنياهو يجب أن ينهي حربه قريبا، لأن مثل هذه التصريحات الجديرة ببايدن ليست هي التشجيع الذي كان نتنياهو يتوقعه من الجمهوريين في واشنطن.

قال ترامب للصحفييْن "عليكم أن تنهوا حربكم. عليكم أن تنجزوا الأمر. علينا أن نصل إلى السلام. لا يمكننا أن نسمح لهذا أن يحدث"، وهي تصريحات يبدو أنها أزعجت كاهانا أكثر من تحذيرات بايدن لإسرائيل -حسب الصحيفة- خاصة أن ترامب لم يمهد لدعوته إسرائيل لإنهاء الحرب بالإصرار على إطلاق سراح المحتجزين.

وكتب كاهانا أن "ترامب تجاوز بايدن إلى جهة اليسار، عندما أعرب عن استعداده لوقف هذه الحرب لتعود إسرائيل تلك الدولة العظيمة التي كانت من قبل"، مؤكدا أنه "لا توجد طريقة لتجميل هذه الرسالة الإشكالية أو التقليل منها أو التستر عليها".

هل هي تفسيرات خاطئة؟

ورغم إصرار مساعدي ترامب على أن التفسير خاطئ، وأن ما يعنيه مرشحهم هو "دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بشكل كامل والقضاء على التهديد الإرهابي"، فإنه لا يمكن -حسب الصحيفة- الالتفاف على الانقسام الظاهر بين ترامب وجمهوريي الكونغرس الذين يتنافسون في إظهار الدعم لحكومة نتنياهو.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما قاله ترامب لصحيفة "إسرائيل اليوم" ليس إلا الأحدث في سلسلة طويلة من التصريحات التي أدلى بها لتقويض نتنياهو، الذي لم يغفر له حتى الآن تهنئته لبايدن باعتباره الفائز في انتخابات عام 2020.

ترامب ونتنياهو

ففي عام 2021، قال ترامب لأحد الصحفيين إنه خلص إلى أن نتنياهو "لا يريد السلام أبدا" مع الفلسطينيين، كما انتقد نتنياهو وأجهزة المخابرات الإسرائيلية في أول رد فعل له على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، حتى أن مستشاريه ناشدوه سرا أن يصحح تعليقاته.

ويقوم المؤيدون اليمينيون لإسرائيل والإسرائيليون مثل كاهانا، بتحليل كل كلمة من تصريحات ترامب، خشية ألا يكون حليفا لا يمكن الاعتماد عليه عكس ما كان في ولايته الأولى، عندما قدم لنتنياهو كل ما يريده تقريبا، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.

وقال جون بودهوريتز، رئيس تحرير مجلة كومنتاري وكاتب خطابات رونالد ريغان السابق، إنه "على من يدعمون ترامب ويدعمون بشدة جهود إسرائيل للفوز في الحرب، أن يفهموا أن الإدارة عندما تتحدث علنا عن كلا الجانبين في لحظة حاسمة، تخلق إحساسا بعدم الاستقرار".

ترامب لا يتجاوز الأقوال

وأوضح بودهوريتز أن "الفرق الوحيد بين ترامب وبايدن هو أن أفعال بايدن تطابق أقواله. وكل ما يفعله ترامب هو الكلام، وهو لا يضع أي سياسة من شأنها أن تجعل أي شخص يشعر بالارتياح".

ومن ناحيته، أصر سفير ترامب السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، في مقابلة أجريت معه على أن الناس يسيئون قراءة تصريحات ترامب، مشيرا إلى أن كاهانا، رغم احترامه له، بالغ في تفسير تصريحات ترامب، وقال "أنا أتفهم الخوف من الانعزالية الجمهورية، لأن هناك تيارا داخل الحزب الجمهوري يتحرك في هذا الاتجاه، لكنني سمعته (ترامب) يقول "أكمل المهمة، اهزمها (حماس) بشكل حاسم، اهزمها في أسرع وقت ممكن. ومن ثم المضي قدما".

وملأ بعض مستشاري ترامب السابقين فراغ سياسته بأفكارهم الخاصة لحل الصراع -كما تقول الصحيفة- فقال صهره جاريد كوشنر إن "الواجهة البحرية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة" وإنه يجب "إخراج الفلسطينيين منها"، كما اقترح فريدمان على إسرائيل المطالبة بالسيادة الكاملة على الضفة الغربية مما ينهي بشكل نهائي إمكانية حل الدولتين، مع حرمان الفلسطينيين من الجنسية.

ومع ذلك ليس من المعروف هل سيدعم ترامب هذه الأفكار، مع أنه تشبث منذ فترة طويلة بإمكانية التوصل إلى صفقة كبرى بين إسرائيل والفلسطينيين، وأصر على أنه وحده القادر على التوسط في "صفقة القرن"، وإن تصرف بشكل غير متوازن لصالح إسرائيل أثناء وجوده في منصبه، لدرجة أن حل الدولتين الذي قدمه لم يكن واقعيا على الإطلاق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات فی غزة

إقرأ أيضاً:

غضب في إسرائيل.. دعوات لوقف الحرب ولابيد يطالب باستقالة نتنياهو

تفاقمت الأزمة السياسية والشعبية في الداخل الإسرائيلي عقب استئناف العدوان والقصف علي قطاع غزة، حيث عبرت عائلات الجنود الأسرى لدى حركة حماس عن غضبها العارم خلال اجتماع عاصف مع وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حسب ما أفادت به القناة 12 العبرية.

ووفق القناة، فإن العائلات حذّرت من أن استمرار الحرب "يُعرّض حياة أبنائهم المحتجزين للخطر"، معتبرة أن استئناف الهجمات دون ضمانات لإطلاق سراح الأسرى يمثل تخليًا حكوميًا عنهم، في تكرار لمشاهد التوتر التي رافقت مظاهرات سابقة في تل أبيب أمام مقر الحكومة.

وفي سياق موازٍ، صعّد زعيم المعارضة يائير لابيد من لهجته تجاه الحكومة، مهاجمًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة، وقال في تصريحات:
"الصواريخ تنهال على إسرائيل، بينما نتنياهو يقضي رحلة بحرية على نهر الدانوب"، في إشارة إلى زيارته لأوروبا.
وأضاف لابيد: "هذه الحكومة هدمت إسرائيل وتخلّت عن مواطنيها.. حان الوقت لاستقالتها".
ويعكس هذا الهجوم المتصاعد من المعارضة تدهور الثقة الداخلية بالحكومة الإسرائيلية على خلفية تداعيات الحرب المستمرة في غزة وتنامي العزلة الدولية.

تأتي هذه التطورات بعد استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته العدوانية في قطاع غزة، خاصة في منطقة رفح جنوب القطاع، وسط أنباء عن سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، وتدهور الأوضاع الإنسانية على نحو غير مسبوق.

في الوقت نفسه، تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار برعاية مصرية وقطرية وأمريكية حالة من الجمود، حيث تتمسك حماس بوقف كامل للعدوان وضمانات لإعادة إعمار القطاع، بينما ترفض إسرائيل أي اتفاق لا يشمل الإفراج عن جميع الأسرى.

وتعيش إسرائيل داخليًا أزمة قيادة واضحة، مع استمرار الاحتجاجات ضد الحكومة، وتزايد الانتقادات داخل المؤسسة الأمنية بشأن أداء نتنياهو، وسط اتهامات بأنه يُعرقل جهود الوساطة الدولية من أجل البقاء السياسي، خصوصًا مع اقتراب بدء لجان التحقيق البرلمانية حول "إخفاقات 7 أكتوبر".

مقالات مشابهة

  • “تايمز أوف إسرائيل”: نتنياهو يغادر واشنطن بخيبة أمل
  • نيويورك تايمز: مع اشتداد الحرب نزوح كبير للمدنيين من دارفور
  • غضب في إسرائيل.. دعوات لوقف الحرب ولابيد يطالب باستقالة نتنياهو
  • خبيرة: زيارة نتنياهو لواشنطن تثير قلقًا إسرائيليًا من ضغوط لوقف حرب غزة
  • خبيرة: زيارة نتنياهو لواشنطن تثير قلقًا إسرائيليًا من ضغوط لوقف الحرب
  • لماذا أحدثت دعوة ترامب نتنياهو بلبلة في إسرائيل؟
  • نيويورك تايمز: الغارات الأمريكية في اليمن تستنزف الذخائر بنجاح محدود (ترجمة خاصة)
  • نيويورك تايمز: غزة الصغرى في الضفة وصبي يتمنى الشهادة
  • زيلينسكي يطلب المساعدة من حلفائه: "روسيا لا تريد إلا الحرب"
  • نيويورك تايمز: الامارات تدعم الغارات الامريكية على اليمن