نيويورك تايمز: دعوة ترامب إسرائيل لإنهاء الحرب تثير قلق حلفائه
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والتي حث فيها على إنهاء الحرب في غزة دون الإصرار على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين أولا، كانت بمثابة خروج آخر عن دعم المحافظين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واستعرضت الصحيفة -في تقرير بقلم جوناثان سوان- ما قاله صحفيان إسرائيليان سافرا إلى ولاية فلوريدا على أمل الحصول على تعبير قوي من ترامب عن دعمه لحرب بلادهما في غزة، ولكن ما سمعاه كما يقولان "صدمنا حتى النخاع".
وقال أرييل كاهانا، وهو مستوطن يميني وكبير المراسلين الدبلوماسيين لصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "كلا المرشحين للرئاسة الأميركية، الرئيس الحالي جو بايدن وترامب، يديران ظهرهما لإسرائيل".
رسالة مزعجةفما الذي قاله ترامب وأثار قلق كاهانا؟ قال الصحفيان إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم الشعبي لهجومها على غزة، وإن صور الدمار كانت مضرة بصورة إسرائيل العالمية، وإن نتنياهو يجب أن ينهي حربه قريبا، لأن مثل هذه التصريحات الجديرة ببايدن ليست هي التشجيع الذي كان نتنياهو يتوقعه من الجمهوريين في واشنطن.
قال ترامب للصحفييْن "عليكم أن تنهوا حربكم. عليكم أن تنجزوا الأمر. علينا أن نصل إلى السلام. لا يمكننا أن نسمح لهذا أن يحدث"، وهي تصريحات يبدو أنها أزعجت كاهانا أكثر من تحذيرات بايدن لإسرائيل -حسب الصحيفة- خاصة أن ترامب لم يمهد لدعوته إسرائيل لإنهاء الحرب بالإصرار على إطلاق سراح المحتجزين.
وكتب كاهانا أن "ترامب تجاوز بايدن إلى جهة اليسار، عندما أعرب عن استعداده لوقف هذه الحرب لتعود إسرائيل تلك الدولة العظيمة التي كانت من قبل"، مؤكدا أنه "لا توجد طريقة لتجميل هذه الرسالة الإشكالية أو التقليل منها أو التستر عليها".
هل هي تفسيرات خاطئة؟ورغم إصرار مساعدي ترامب على أن التفسير خاطئ، وأن ما يعنيه مرشحهم هو "دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بشكل كامل والقضاء على التهديد الإرهابي"، فإنه لا يمكن -حسب الصحيفة- الالتفاف على الانقسام الظاهر بين ترامب وجمهوريي الكونغرس الذين يتنافسون في إظهار الدعم لحكومة نتنياهو.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما قاله ترامب لصحيفة "إسرائيل اليوم" ليس إلا الأحدث في سلسلة طويلة من التصريحات التي أدلى بها لتقويض نتنياهو، الذي لم يغفر له حتى الآن تهنئته لبايدن باعتباره الفائز في انتخابات عام 2020.
ترامب ونتنياهو
ففي عام 2021، قال ترامب لأحد الصحفيين إنه خلص إلى أن نتنياهو "لا يريد السلام أبدا" مع الفلسطينيين، كما انتقد نتنياهو وأجهزة المخابرات الإسرائيلية في أول رد فعل له على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، حتى أن مستشاريه ناشدوه سرا أن يصحح تعليقاته.
ويقوم المؤيدون اليمينيون لإسرائيل والإسرائيليون مثل كاهانا، بتحليل كل كلمة من تصريحات ترامب، خشية ألا يكون حليفا لا يمكن الاعتماد عليه عكس ما كان في ولايته الأولى، عندما قدم لنتنياهو كل ما يريده تقريبا، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
وقال جون بودهوريتز، رئيس تحرير مجلة كومنتاري وكاتب خطابات رونالد ريغان السابق، إنه "على من يدعمون ترامب ويدعمون بشدة جهود إسرائيل للفوز في الحرب، أن يفهموا أن الإدارة عندما تتحدث علنا عن كلا الجانبين في لحظة حاسمة، تخلق إحساسا بعدم الاستقرار".
ترامب لا يتجاوز الأقوالوأوضح بودهوريتز أن "الفرق الوحيد بين ترامب وبايدن هو أن أفعال بايدن تطابق أقواله. وكل ما يفعله ترامب هو الكلام، وهو لا يضع أي سياسة من شأنها أن تجعل أي شخص يشعر بالارتياح".
ومن ناحيته، أصر سفير ترامب السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، في مقابلة أجريت معه على أن الناس يسيئون قراءة تصريحات ترامب، مشيرا إلى أن كاهانا، رغم احترامه له، بالغ في تفسير تصريحات ترامب، وقال "أنا أتفهم الخوف من الانعزالية الجمهورية، لأن هناك تيارا داخل الحزب الجمهوري يتحرك في هذا الاتجاه، لكنني سمعته (ترامب) يقول "أكمل المهمة، اهزمها (حماس) بشكل حاسم، اهزمها في أسرع وقت ممكن. ومن ثم المضي قدما".
وملأ بعض مستشاري ترامب السابقين فراغ سياسته بأفكارهم الخاصة لحل الصراع -كما تقول الصحيفة- فقال صهره جاريد كوشنر إن "الواجهة البحرية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة" وإنه يجب "إخراج الفلسطينيين منها"، كما اقترح فريدمان على إسرائيل المطالبة بالسيادة الكاملة على الضفة الغربية مما ينهي بشكل نهائي إمكانية حل الدولتين، مع حرمان الفلسطينيين من الجنسية.
ومع ذلك ليس من المعروف هل سيدعم ترامب هذه الأفكار، مع أنه تشبث منذ فترة طويلة بإمكانية التوصل إلى صفقة كبرى بين إسرائيل والفلسطينيين، وأصر على أنه وحده القادر على التوسط في "صفقة القرن"، وإن تصرف بشكل غير متوازن لصالح إسرائيل أثناء وجوده في منصبه، لدرجة أن حل الدولتين الذي قدمه لم يكن واقعيا على الإطلاق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات فی غزة
إقرأ أيضاً:
“نيويورك تايمز”: العقوبات على الصين ستكون مدمرة للعالم
الثورة نت/..
تسلّط التدريبات العسكرية الأخيرة التي أجرتها الصين حول تايوان الضوء على خطر انهيار العلاقات الأميركية الصينية، هذا ما وصلت إليه صحيفة “نيويورك تايمز” .
وتعتبر الصحيفة أنّ احتمال “غزو الصين لتايوان قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرات وباء كورونا”، وفق تقرير صادر عن لجنة في مجلس النواب الأميركي الذي يشير إلى افتقار الولايات المتحدة لخطة طوارئ لمواجهة التداعيات الاقتصادية لنزاع محتمل مع الصين.
وطالبت الصحيفة الإدارة الأميركية المقبلة بالتعاون مع الكونغرس والحلفاء بوضع خطة واضحة لمواجهة أي أزمة تتعلق بتايوان، لتجنّب تعرّض الحلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والفلبين للإكراه الاقتصادي.
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أن العقوبات الاقتصادية الشاملة ضد الصين قد تكون مدمّرة للنظام الاقتصادي العالمي، نظراً لدور الصين المركزي في سلاسل التوريد.
وتأتي تحذيرات الصحيفة فيما ترتفع الأصوات التي تطالب واشنطن بتطوير “رؤية إيجابية” لمواجهة أي أزمة تتعلق بتايوان، تشمل التنسيق مع البنوك المركزية لتوفير السيولة خلال الأزمات، وإنشاء مجلس تعاون أمني اقتصادي لدعم الدول الأعضاء.
كذلك، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها العمل على تأمين المنتجات الحيوية التي تعتمد عليها من الصين، واتخاذ إجراءات تدريجية لتقليل الاعتماد على السلع الصينية غير الحيوية.
وبحسب “نيويورك تايمز” لن يكون من السهل تطبيق هذه الرؤية نظراً لاحتمال ردود الفعل الصينية، بما في ذلك معاقبة الشركات الأجنبية العاملة في الصين، ومع ذلك، بناء إطار أمني اقتصادي شامل سيكون دفاعاً فعّالاً ضدّ اضطراب التجارة والأسواق المالية، ويجب عقد جلسات استماع في الكونغرس حول التأثير الاقتصادي لأيّ مواجهة محتملة حول تايوان، ووضع تشريعات جاهزة للتنفيذ في حال حدوث الأزمة.