معاريف : نتنياهو يحرق أهمّ المقدرات “الشرعية والزمن” ويوجه إسرائيل إلى نقطة لا يمكن الانتصار منها
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
#سواليف
نشرت صحيفة معاريف مقالا انتقدت فيه ممارسات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، قائلة إنه يحرق أهمّ المقدرات؛ الشرعية والزمن، ويوجه إسرائيل إلى نقطة لا يمكن الانتصار منها.
وأشارت الصحيفة إلى خطورة ما يقوم به نتنياهو من حصار خانق لقطاع غزة ومنع لوصول المساعدات إلى الأهالي هناك، بالإضافة إلى استخفافه بالقانون الدولي.
وتابع المقال: “الأخطر من هذا، أمام عيون أعداء إسرائيل المندهشة، يتبرع نتنياهو بتفكيك إسرائيل من ذخائرها. الشرخ المقصود مع الولايات المتحدة والغرب والمس بالشرعية يقوضان بث عظمة وقدرات إسرائيل العسكرية والسياسية والاقتصادية. ليس لإسرائيل قدرة على الوقوف وحدها أمام جملة تحدياتها، ومن يعتقد خلاف ذلك لا يفهم العالم”.
مقالات ذات صلةوتاليا نصّ المقال
انتهت الحرب في غزة تقريباً دون تحقيق أهدافها وتحقيق الموضوع الأساس الذي تغير لبقاء المشروع الصهيوني في ضوء مس متعمق من جانب نتنياهو لذخائر الدولة الجوهرية. اختياره لمصلحته الشخصية يدفعه للسير على الخط مع متطرفي الائتلاف وسيتراكم الثمن إلى ضرر استراتيجي يمس بالوحدة والشرعية والعلاقات الخارجية والتوجه الدولي والاقتصاد والتصدير والاستثمارات الأجنبية، ويمس أيضاً بميزان الهجرة والهجرة المضادة من وإلى البلاد. هذا ضرر للأجيال يصعب الانتعاش منه.
بينما يلعب أعداء إسرائيل الشطرنج، بمعنى لعبة استراتيجية لتصميم السنوات والعقود التالية، نجد أن نتنياهو، لاعتباراته، والمردوع من بن غفير وسموترتيش، يلعب لعبة “سنتّجه”؛ أي يتدحرج من حي إلى آخر في غزة دون أي اتجاه استراتيجي. فهل تبقى الحقيقة التي كانت قبل الحرب (بحاجة نتنياهو لحماس كي يحافظ على الائتلاف الذي يعتمد على سموتريتش) موجودة في الحرب أيضاً؟ فقد مرت نصف سنة ولم يقترح نتنياهو بعدُ حكماً بديلاً لحكم حماس.
لقد منح مواطنو إسرائيل لنتنياهو إسناداً كبيراً. 320 ألف رجل احتياط امتثلوا للخدمة بينما هم مفعمون بالدافعية، والجمهور مستعد للتضحية اقتصادياً لتمويل الحرب، و150 ألف مواطن أخلوا من بيوتهم. الحلفاء منحوه نصف سنة، ونشر قوات غفيرة للدفاع من إمكانية فتح جبهة ثانية وللسماح لنتنياهو بحشد جهد عسكري في غزة، وحماية ضد الصواريخ، والحلول محل إسرائيل في مهمة القتال في باب المندب، وعشرات آلاف القذائف، والموافقة على إخلاء 1.5 مليون غزي من بيوتهم، و14 مليون دولار، وشبكة أمان دولية.
لكن نتنياهو يحرق المقدرات، الشرعية والزمن، ويوجه إسرائيل إلى نقطة لا يمكن الانتصار منها. مواجهة المساعدات الإنسانية والاستخفاف بالقانون الدولي تسحق القدرات الوطنية. لم يتبقَ لنتنياهو وقت وخطوات مهمة أخرى.
والأخطر من هذا، أمام عيون أعداء إسرائيل المندهشة، يتبرع نتنياهو بتفكيك إسرائيل من ذخائرها. الشرخ المقصود مع الولايات المتحدة والغرب والمس بالشرعية يقوضان بث عظمة وقدرات إسرائيل العسكرية والسياسية والاقتصادية. ليس لإسرائيل قدرة على الوقوف وحدها أمام جملة تحدياتها، ومن يعتقد خلاف ذلك لا يفهم العالم.
إن تفوق إسرائيل النسبي، العسكري الاقتصادي والبحثي، متعلق بالاندماج الدولي. وأي مس بها قد يخلق ضرراً نحتاج لسنوات لإصلاحه. حتى عندما تستبدل الحكومة، فسترافقنا الأضرار، هذا إذا كان ممكناً إصلاحها أصلاً. يعرض نتنياهو إسرائيل لخطر العزلة والفقر والضعف والهشاشة، وعلى مدى سنوات بعد رحيله.
بالتوازي، يواصل نتنياهو تقويض إسرائيل من الداخل لتسييس الشرطة والمنظومة العامة؛ في حرب الميزانيات عن النمو، إلى تشجيع عدم عمل الحريديم، وتقويض الأكاديميا والبحوث. تستثمر دول أخرى في الذكاء الصناعي، أما نتنياهو فيستثمر في الحكم الذاتي الحريدي. لأول مرة في تاريخ إسرائيل انخفضت تصنيفات الائتمان والديمقراطية. فقد خفضت إلى “ديمقراطية انتخابية” في مقياس V-Dem، أي توجد انتخابات، لكن مع ضعف في الكوابح والتوازنات وحكم القانون.
“اليوم التالي” لم يعد يعنى بمسألة من يحكم في غزة، بل بضعف إسرائيل، وإيران لا يمكنها أن تصلي لأكثر من هذا. يبدو وكأن ائتلاف نتنياهو يعاني من “أمنية موت” استراتيجية، ويسعى لـ “لحظة متسادا” خاصته. الموضوع الملح تغير من الحرب إلى مسألة كيف تنجو إسرائيل من ائتلاف نتنياهو.
(رون تيرا – معاريف)
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف إسرائیل من فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" مع تعيين قائد جديد للجيش
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، أن إسرائيل تمتلك فرصة تاريخية "لتغيير وجه الشرق الأوسط"، وذلك خلال إعلانه تعيين إيال زامير قائدًا جديدًا للجيش الإسرائيلي.
وأعرب عن تفاؤله بأن يساهم التعيين الجديد في تحقيق نجاح عسكري "غير مسبوق"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تقف أمام لحظة حاسمة لرسم مستقبلها الأمني والسياسي في المنطقة.
وسبق لنتنياهو أن أبدى تأييده لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة، مع إعادة إعمار القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بالتوازي مع ترحيل سكانه إلى دول مجاورة.
وفي كلمته اليوم، شدد نتنياهو على أن هذه المرحلة تشكل "فرصة تاريخية لضمان مستقبل دولة إسرائيل، ومستقبل الشعب اليهودي، ومستقبل أرض إسرائيل، ومستقبل عالم التوراة"، معتبراً أن تل أبيب لن تتمكن من الحفاظ على هويتها ومكانتها دون تحقيق هذه الأهداف.
Related إسرائيل تُعيّن إيال زامير خلفا لهاليفي.. ماذا نعرف حتى الآن؟هاليفي بعد الاستقالة بسبب فشل السابع من أكتوبر: حققنا إنجازات كبيرة وقد تغير وجه الشرق الأوسطسموتريتش: "على هاليفي أن يستقيل قبل أن يُقال" والأمم المتحدة تكشف: 90% من منازل غزة تضرّرت أو هدّمتوأضاف: "طلبت كلمتين، هما النصر الكامل، وقد قوبل ذلك بالعديد من الانتقادات والسخرية، لكن أصبح واضحًا للجميع أننا أمام فرص لتحقيق انتصارات لم نكن نحلم بها سابقًا. أتوقع من إيال زامير، خلال فترة قيادته، وربما حتى في المستقبل القريب، أن نحقق جميع هذه الإنجازات الكبيرة، التي لن تغير فقط وضع إسرائيل، بل ستعيد تشكيل الشرق الأوسط بأكمله".
وقال نتنياهو إنّ "السبب الأول لاختيار زامير هو أنه يمتلك توجهًا هجوميًا، فالجيش، إلى جانب باقي أجهزة الأمن، يجب أن يكون خاضعًا لقرارات الحكومة، لكنني أتوقع أن يقدم لنا خيارات فعالة لمواجهة أعدائنا والانتصار عليهم. فالوظيفة الأولى للجيش هي محاربة العدو وتحقيق النصر".
وجاءت تصريحاته خلال اجتماع لمجلس الوزراء، حيث صادقت الحكومة الإسرائيلية رسميًا على تعيين زامير رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي، خلفًا لهرتسي هاليفي، الذي أعلن استقالته الشهر الماضي. ومن المقرر أن يتولى زامير مهامه اعتبارًا من آذار/مارس المقبل.
وشغل زامير، البالغ من العمر 58 عامًا، منصب المدير العام لوزارة الدفاع قبل تعيينه، كما يتمتع بعلاقة وثيقة مع نتنياهو، إذ عمل سكرتيرًا عسكريًا له بين عامي 2016 و2018. وتولى قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش خلال حرب 2014 على غزة، التي شهدت تدمير آلاف المنازل ومقتل أكثر من 2100 فلسطيني.
وجاء اختيار زامير بعد أشهر من التكتم حول هوية المرشحين للمنصب، وسط انقسامات داخل المؤسسة العسكرية بسبب تداعيات الحرب على غزة والتوترات المتزايدة داخل إسرائيل. وكانت استقالة هاليفي قد أثارت موجة من الاستقالات في صفوف قيادات الجيش، وسط حالة من الغضب الشعبي تجاه الأداء الأمني خلال الأشهر الماضية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لقطات جوية تُظهر حجم الدمار في جباليا بشمال غزة بعد 16 شهراً من العمليات العسكرية الإسرائيلية نتنياهو يرفض إدخال مساعدات إعادة إعمار غزة رغم الاتفاق..هل تفشل جهود التهدئة؟ مسؤول أممي ليورونيوز: وقف إطلاق النار يجب أن يصمد في ظل الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة دونالد ترامبالشرق الأوسطقطاع غزةإسرائيلبنيامين نتنياهوفلسطين