ما بين الأنقاض والأحلام : فلسطين تقاوم وحوش كاسرة وتضيء العالم
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
أبريل 2, 2024آخر تحديث: أبريل 2, 2024
د. أروى محمد الشاعر
في يوم اجتاحته عاصفة النكبة، وُلدت قصة طفلة اسمها فلسطين.
فلسطين، التي كانت زهرة ندية بريئة، تجد نفسها ذات صباح تائهة في رحلة قاسية، قذفتها رياح الغدر إلى أرض غريبة، بعيداً عن حضن وطنها الدافئ. قدرٌ عاتٍ كتب لها أن تستيقظ في قارة أمريكا، ذلك العالم الجديد المفعم بالأحلام والآمال، لكن قلبها ظل ينبض بحنينٍ لا ينتهي إلى تراب فلسطين العزيز.
عندما غدت شابة قوية، قررت فلسطين أن تخوض رحلة العودة إلى جذورها بحثًا عن ماضيها وأهلها، على الرغم من التحذيرات الكثيرة التي أحاطت بها، فالطريق إلى الوطن مليئاً بالمخاطر، فإما أن تواجه أمواج البحر الهائجة وشراسة قرش البحر المفترس، أو أن تختار مسالك البر الوعرة، حيث يتربص لها الذئب المعمر الهائج، إلا أن قلبها كان يخبرها بأن فلسطين تستحق كل تضحية.
بعد تفكير عميق، اختارت فلسطين مواجهة تحديات الطريق البري، مؤمنةً بفرصتها في النجاة والهروب من مخاطره، أكثر من تلك التي تكمن في أعماق البحر.
بدموع تلمع في عينيها، ودعت عائلتها الأمريكية وكل من أحبها وقدم لها الدعم والمساندة في تلك الأرض البعيدة. خطت خطاها نحو المجهول بشجاعة تليق باسمها فلسطين، حاملةً في قلبها ذكريات لا تُنسى وأملاً لا ينضب، طريقها لم يكن مفروشًا بالورود، ولكن إيمانها بقضيتها وحبها لوطنها منحاها قوة لا مثيل لها. في خضم رحلتها الشاقة عبر البراري القاسية، واجهت فلسطين تحدياً غير مسبوق، الذئب الغدار، الذي حذرها الجميع منه، هاجمها بشراسة لا مثيل لها، في تلك اللحظة وجدت فلسطين نفسها في معركة من أجل البقاء، حيث غرقت بجروح خطيرة، تلك التي كادت تسلبها الحياة، ومع ذلك، بقلب لا يعرف اليأس، استطاعت أن تجمع كل قواها، مستلهمة الصمود والإرادة الفولاذية من أعماق روحها بشجاعة الأبطال، تمكنت من الهروب من قبضته، تاركةً خلفها كل المخاطر، وعلى الرغم من الآلام والجروح، استمرت فلسطين في رحلتها، مدفوعةً برؤية وطنها الذي طالما حلمت به. تلك الرؤية التي كانت لها نوراً في ظلمات الليل الحالكة، هي ما أبقاها على قيد الأمل.
بعد عذاب طويل وصمود لا يُقهر، مع كل خطوة عبرت بها الجبال والوديان، شعرت فلسطين بأنها تقترب أكثر فأكثر من جذورها، من تراب ذلك الوطن الذي زرع في قلبها حباً لا يموت. لقد واجهت تحديات جمّة، من طقس قاسٍ ومسالك وعرة، وذئب غدار حذرها الجميع منه. لقد تمكنت من التغلب على كل المخاوف التي كانت تعتريها، وتجاوزت كل العقبات بنجاح.
بينما كانت تقترب من نهاية رحلتها، بدأت ملامح الأرض التي طالما حلمت بها تتشكل أمام عينيها. أرض فلسطين، بكل ما فيها من تاريخ وذكريات وأحلام معلقة. شعرت بأن كل ذرة على هذه الأرض الطاهرة تروي قصة من قصص البطولة والصمود، انهمرت دموع الفرح من عينيها، لم تكن دموعاً عادية، بل كانت دموع العودة والانتصار على الخوف والشوق لأحضان الوطن. كان الإحساس غامراً بمشاعر لا توصف، فهي الآن تقف على تراب وطنها، تستنشق عبير أرضها، وتشعر بنسمات الحرية تلفح وجهها.
واصلت فلسطين رحلتها إلى مدينتها الحبيبة غزة، ولكن كم كانت الصدمة عظيمة عندما شاهدت الدمار الذي خلفته طيور الغربان الوحشية وأفاعي الأرض الشريرة، بمساندة الذئب الشرير وقرش البحر المفترس وحيوانات مفترسة أخرى، أرض مروجها الخضراء كانت الآن مغطاة بأسى الركام ودموع الذكريات.
استمرّت في رحلة البحث عن أهلها، وعندما وصلت إلى مكان كان يُسمى يومًا منزلها، لم تجد سوى أطلال الحجارة والخراب، فقد استشهد أهلها، تاركين خلفهم قصة حلم لم تكتمل وسط الخراب والدمار، وكل أصدقاء طفولتها التي كانت تلعب معهم ويحدثونها عن أحلامهم المستقبلية كانوا قد استشهدوا ايضاً. رغم تلك المأساة الفظيعة من فقدان أهل وأصدقاء الطفولة، الا أن فلسطين كانت تجد أناساً يستقبلونها بأذرع مفتوحة، يشاركونها نفس قصتها المؤلمة وذكرياتهم وآمالهم لمستقبل أفضل.
وجدت فلسطين ضوءً في نهاية النفق، ضوء الأمل الذي لا ينطفئ، فرغم الدمار والجروح التي لحقت بمدينتها، من بين الأنقاض والركام استمدت القوة لا الضعف، والعزم لا اليأس. مع كل رفاقها من جيل الشباب، قرروا أن يبدؤا رحلة البناء من جديد. رحلة لا يبحثوا فيها فقط عن وطن فقدوه فحسب، بل عن استعادة الحياة نفسها، توحدوا جميعاً ليشكّلوا قوة لا يستهان بها، قوة الإرادة والعزيمة للقضاء على كل أشرار العالم من ذئاب وأفاعي وغربان وقروش بحر مفترسة، لقد أدركوا بأن القوة الحقيقية تكمن في الوحدة والتضامن تحت شعار: “مجموعة الأنهار الصغيرة تصنع البحار الكبيرة”، وهكذا بدأت تبرز براعم الحياة من جديد، براعم تحمل في طياتها ذاكرة الماضي وأحلام المستقبل. ومع كل برعم ينبت، كانوا يزدادون يقينًا بأن الظلم والدمار الهائل وفقدان الأهل والأبرياء لا يمكن أن يقتل الروح التي تسعى نحو الحرية والعدالة، يعملون بجد وإصرار، يبنون ويزرعون، يحيكون نسيج مستقبلهم بأيديهم، لم يكن الهدف فقط إعادة بناء البيوت والمدارس والمستشفيات، بل أيضاً بناء الروابط الإنسانية وتعزيز الثقة بينهم، مستلهمين القوة من ماضيهم وجذورهم التاريخية في أرض فلسطين ومن الأجيال التي قاومت قبلهم من أجل وطن يتنفس الحرية، حيث يمكن للأطفال اللعب والضحك بلا خوف، وحيث يمكن للشيوخ أن يرووا قصصهم دون ألم.
تتواصل قصة فلسطين ورفاقها في أمريكا، حيث ينهض جيل جديد من الشباب، مدفوعًا بالعدالة والإنسانية، يقف بجانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الظلم والتهميش. هذا الجيل، المتسلح بالمعرفة والوعي، يتحدى السياسات الحكومية الداعمة التي تواصل أعمالها ضد الفلسطينيين من إبادة جماعية، بصورة تذكر بأفاعي الظلام وغربان الدمار مستخدمين كل الوسائل المتاحة لهم للتعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية، من التظاهرات السلمية إلى حملات التوعية عن طريق الإعلام الرقمي وشبكات التواصل محاولين إحداث تغيير في السياسة الخارجية لبلادهم.
مع اقتراب الانتخابات الأميركية، يجد هذا الجيل نفسه أمام خيار صعب، فالمرشحون المتاحون أمامهم، المجازيين بـ”الذئب المعمر بايدن و”قرش البحر الطماع ترامب” الذين يساندون الأفعى لا يمثلون أملهم في تغيير جذري يعالج الظلم ويدعم حقوق الإنسان والعدالة للجميع، بما في ذلك الشعب الفلسطيني. إنهم يواجهون تحديًا كبيرًا في التأثير على مسار السياسة الخارجية في نظام يبدو أنه لم يترك لهم خيارات تعكس قيمهم ومعتقداتهم.
هذا الجيل من الشباب الأمريكي والأوروبي وكل شعوب العالم لا يروا أنفسهم مجرد متفرجين ، بل فاعلين رئيسين في صنع التغيير، يدركون أن معركتهم ليست معركة أيام قليلة، ولكنهم يؤمنون بقوة صوتهم وقدرتهم على إحداث فارق حقيقي في العالم ، انهم شعاع من الضوء في زمن يبدو مظلمًا، ويذكر الجميع بأهمية النضال من أجل العدالة والسلام، ليس فقط للفلسطينيين، بل لكل المظلومين والمهمشين في العالم.
لقد تحولت قصة فلسطين من قصة نجاة فردية إلى رمز للنضال الجماعي من أجل الحرية وإعادة البناء، تروي كيف يمكن للحب والإرادة والتضامن أن يعيدوا بناء ما دمرته الحروب والكراهية، وعلى الرغم من أن الطريق لا يزال طويلاً ومليئًا بالتحديات، إلا أن إرادة فلسطين ورفاقها في استعادة الحياة والوطن، والقضاء على كل الشر، تمثل بارقة أمل لكل من يناضل من أجل العدالة والسلام في أي مكان في العالم، إنها قصة ألهمت كل شعوب الأرض بأن الروح الإنسانية، بقوتها وصلابتها، قادرة على تحدي كل العقبات، وإعادة بناء الحياة من رماد الدمار .
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: التی کانت من أجل
إقرأ أيضاً:
مريم المهيري: الابتكار الزراعي يعزز جودة الحياة لملايين الأسر من صغار المزارعين حول العالم
باكو - أذربيجان (الاتحاد)
أخبار ذات صلة المجلس العالمي للتسامح والسلام يوقع مذكرة تفاهم مع الجمعية الوطنية الأذرية شراكة بين «العالمية للاقتصاد الأخضر» وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيشاركت معالي مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، ضمن وفد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المؤتمر التاسع والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) الذي استضافته العاصمة الأذرية باكو هذا الأسبوع. وأكدت معاليها، عبر سلسلة من الفعاليات المحورية، أهمية الشراكات والإنجازات التكنولوجية في تحويل النظم الغذائية، وتعزيز قدراتها لمواجهة تحديات تغيّر المناخ.
وبعد الإعلان عن الشراكة التي تم التوصل إليها بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة «بيل وميليندا غيتس»، بشأن الابتكار الزراعي في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) التي استضافتها دبي العام الماضي، شاركت معاليها في عدد من الفعاليات في دورة هذا العام (كوب 29)، بهدف تسليط الضوء على التقدم المحرز في تنفيذ الشراكة على مدى الإثني عشر شهراً الماضية.
وشاركت معالي مريم المهيري في جلسة حوارية استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة في جناحها، وتم تنظيمها بالشراكة مع مجلس إدارة نظام المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية ومؤسسة «بيل وميليندا غيتس». وركزت الفعالية التي حملت عنوان «الشراكة من أجل تحقيق منافع عامة قائمة على الذكاء الاصطناعي لـ500 مليون من صغار المزارعين»، على كيفية زيادة الوصول إلى خدمات الإرشاد الزراعي، باعتبارها عنصراً أساسياً لتغيير حياة مئات الملايين من أسر صغار المزارعين حول العالم. وناقشت الجلسة أيضاً إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي كأداة قوية لتحسين تقديم البحوث الزراعية وخدمات الإرشاد في البلدان المعرضة للتحديات المناخية، وتوسيع فرص الوصول إليها من قبل هؤلاء المزارعين.
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
وقالت معالي مريم المهيري: «يمكن تقديم الخدمات للعاملين في مجال الإرشاد والمزارعين بطريقة أفضل من خلال الاستعانة بجيل جديد من الأدوات الرقمية المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل النماذج اللغوية الكبيرة. ومن خلال المشروع التجريبي الجديد «النموذج اللغوي الكبير للأغراض الزراعية» AgriLLM الذي أطلقناه مع شركائنا العالميين في «كوب 29»، ستتيح مجموعة «فالكون للنماذج اللغوية الكبيرة» Falcon LLMs مفتوحة المصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة، معلومات دقيقة وشفافة يمكن للمزارعين حول العالم الوثوق بها والاعتماد عليها في ممارساتهم وعملياتهم».
وأضافت معاليها: «سيكون «النموذج اللغوي الكبير للأغراض الزراعية» AgriLLM في بادئ الأمر بمثابة أداة لدعم القرار للباحثين الزراعيين والعاملين المتخصصين في المجالات التنموية والإرشاد».
وقال مارتين فان نيوكوب، مدير التنمية الزراعية في مؤسسة «بيل وميليندا غيتس»، في كلمته أمام الاجتماع إلى جانب معاليها: «لقد أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة «بيل وميليندا غيتس» في مؤتمر الأطراف «كوب 28» شراكة جديدة للاستثمار في الابتكار الزراعي. وجاءت هذه الخطوة استجابة للاحتياجات الملحّة لصغار المزارعين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، لتوفير أدوات وموارد أفضل لهم من أجل مساعدتهم على مواجهة تحديات التغير المناخي. وتمكّنت فرقنا بعد أقل من عام من إحراز تقدم ملموس على جبهات عديدة، بما في ذلك الاستفادة من النماذج اللغوية الكبيرة للبحوث الزراعية والذكاء الاصطناعي لتحسين التنبؤ بالطقس».
تمكين صغار المنتجين
وكجزء من برنامج مشاركتها في أذربيجان، شاركت معالي مريم المهيري أيضاً في فعالية ركزت على مبادرة «آلية التوسع في الابتكار الزراعي» (AIM for Scale)، بعنوان «تمكين صغار المنتجين بتوفير معلومات الطقس المفيدة للأغراض الزراعية». وشاركت معاليها عند افتتاح الحدث في جلسة حوارية جانبية أدارها البروفيسور أمير جينا، رئيس اللجنة الفنية لمبادرة «آلية التوسع في الابتكار الزراعي» AIM for Scale.
وفي تعليقها عن أهمية هذا الحدث، قالت معالي مريم المهيري: «هناك فوائد لا تحصى يمكن الحصول عليها عند تمكين مئات الملايين من المزارعين، وتزويدهم بالمعلومات المناخية المهمة التي يحتاجون إليها لتأمين مستقبلهم بالاعتماد على التنبؤات الجوية. لقد رأينا التأثير الإيجابي الذي يمكن تحقيقه من توفير الخدمات المناخية المحسنة، ودورها في مساعدة المزارعين، وتعزيز قدراتهم لمواجهة تحديات التغير المناخي، وتحديداً لدعمهم على اتخاذ قرارات تستند إلى البيانات الدقيقة في الممارسات والعمليات المتعلقة بالزراعة والحصاد وإدارة المخاطر».
بنوك متعددة الأطراف
وفي وقت سابق من الأسبوع، انضمت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، إلى بنوك متعددة الأطراف، وعدد من كبار الممثلين الحكوميين وغير الحكوميين، في إطلاق مبادرة «آلية التوسع في الابتكار الزراعي» الذي استضافه جناح الإمارات العربية المتحدة. ووفرت هذه الفعالية منصة لإطلاق حزمة الابتكار الأولى للمبادرة رسمياً، وهي عبارة عن إطار للعمل الجماعي لتوسيع نطاق الوصول إلى تنبؤات الطقس عالية الجودة التي تركز على المزارعين في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، والذي نجح في تأمين مليار دولار من التزامات التمويل.
«كوب 28»
أكدت معالي مريم المهيري على الإرث الذي تركه مؤتمر الأطراف «كوب 28» فيما يتعلق بدمج تحويل النظم الغذائية والعمل المناخي، والحاجة الملحة لمواصلة الزخم الإيجابي الذي حققه. وفي فعالية استضافها جناح الأغذية والزراعة في «كوب 29»، أعلنت معاليها إطلاق برنامج جديد لتقديم المساعدة الفنية للنظم الغذائية المستقبلية، والذي تم تطويره لتوفير الأدوات التحليلية والدعم لخمس عشرة دولة ملتزمة بتنفيذ إعلان «كوب 28» الإمارات بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي.
واختتمت معاليها حديثها بالقول: «لقد أثارت رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة لـ«كوب 29» حواراً عالمياً، وتمكنت من التوصل إلى التزامات رائدة غير مسبوقة عبر أجندة العمل المناخي بالكامل. وفي دورة هذا العام «كوب 29»، بات لزاماً علينا الآن تحويل هذا الحوار إلى إجراءات عملية ملموسة من شأنها أن تُمهّد الطريق لمستقبل مستدام للجميع».
الابتكار الزراعي
جاء الإعلان عن مبادرة «آلية التوسع في الابتكار الزراعي» AIM for Scale في مؤتمر الأطراف «كوب 28»، كمبادرة مشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة «بيل وميليندا غيتس»، وبالشراكة مع لجنة الابتكار، وتهدف إلى توسيع نطاق الابتكارات الزراعية الواعدة لمئات الملايين من صغار المزارعين حول العالم.
وفي معرض حديثها عن هدف هذه المبادرة، قالت معاليها: «مما لا شك فيه أن الابتكار يعدّ شريان الحياة للعمل المناخي، لذا فإنه يقع في صميم هذه المبادرة. إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة يحدونا إيمان راسخ بضرورة تعزيز المنظومة العالمية التي تدعم تطوير التقنيات الرائدة ونشرها، لتسريع التحول والوصول إلى صافي انبعاثات صفري في المستقبل، بما في ذلك إعادة تصميم أنظمتنا الغذائية».
وأكدت معاليها، خلال الجلسة، التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بحزمة الابتكار في مجال الطقس ضمن مبادرة «آلية التوسع في الابتكار الزراعي»، وذلك من خلال الإعلان عن إطلاق برنامج جديد للتدريب والبحث في مجال التنبؤ بالطقس يعتمد على الذكاء الاصطناعي. وبقيادة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، سيعمل البرنامج مع عدد من الشركاء التقنيين حول العالم، بما في ذلك المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وجامعة شيكاغو، والمركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات، بغية تطوير تقنيات جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤات الجوية. وسيوفر البرنامج أيضاً فرص التدريب الفني والدعم لأكثر من 30 دولة شريكة على مدى ثلاث سنوات.