أثير – ريما الشيخ

يستمر النقاش الفقهي حول العملات الرقمية، وهو ليس بالغريب، ففي البداية دائما ما تكون هناك نقاشات لحين استضياح الظروف المحيطة، فعند ظهور الأوراق النقدية، تساءل الفقهاء: هل هي سلعة؟ هل هي عملة؟ هل هي ذهب وفضة؟ هل استخدامها حلال أم حرام؟

حول هذا الجانب، حاورت ”أثير“ الدكتور أحمد بن عبيد التميمي، أستاذ مساعد في كلية العلوم الشرعية، للحديث بشكل أوسع حول العملات الرقمية والنقاش الفقهي وما هي التحديات وأهم النصائح لمستخدميها، وقال لـ “أثير”: الجدل الفقهي حول العملات الرقمية ما زال مستمرا بين المانعين والمجيزين، وهذا ليس مستحدثا، حيث أن الأوراق النقدية عندما ظهرت لأول مرة ظهر جدل فقهي حولها، هل هي سلعة أم عملة؟ هل هي ذهب وفضة؟ فالعملات النقدية هذه وإن كانت بدأت عام 2009م، إلا أن الرؤية فيها ليست واضحة لدى كثير من الفقهاء ، والإشكالية تكمن في نقطتين هما: توصيفها ومخاطرها.

وأضاف لـ “أثير”: في التوصيف، هناك ثلاث نقاط مهمة في العملة، وهي:
-الثمنية: من المفترض أن تكون العملة ثمنا للاشياء، حيث قال بعض فقهائنا بأنه لا يصح أن تكون الدراهم والدنانير ثمنا، بمعنى أنها ليست سلعة، ولكن في عالم البتكوين وحسب الدراسات العلمية واستعمالات
بعض الدول، منهم من يتعامل على أنها بضاعة كبعض المؤسسات الأمريكية، ومنهم من يتعامل على أنها عملة مثل المحاكم الأوروبية، وهناك دول سمحت بتداولها ولكن لا تعتبرها عملة خالصة.

-الشيوع: تختلف درجة قبول العملات الرقمية وشيوعها بين الشركات والدول وهذا يعزز الغموض حول مكانتها كعملة.

-الصك القانوني: كل عملة من العلامات لها مرجعية، فالريال العماني له البنك المركزي، والدولار له بنك المركز الاحتياطي الأمريكي، حيث تحدد القوانين سعر الفائدة، ومسألة التضخم حماية العملة و إلى غير ذلك من القضايا الاقتصادية المعروفة، ولكن في عالم العملات وخصوصا البتكوين تصف باللامركزية.

موضحا: إذا أردنا أن نسأل عن الحكم الشرعي: هل هي عملة؟ فيجب أن تطبق فيها أحكام العملة، أم هي سلعة جديدة؟ فالسلعة لها مواصفات لكي يجوز أن تباع، ولكن هي ليست سلعة ولا تنطبق عليها ضوابط العملة، فلذا هنا كثير من الفقهاء وقفوا عنها موقفا متحفظا.

وعن المخاطر التي قد يواجهها من يدخل هذا العالم، فذكر الدكتور: هناك مخاطر الأمن السيبراني ومخاطر التقلبات، لذلك بعض الفقهاء قال هي نوع من القمار فيها شبه من القمار، وقد يكون هناك مخاطر أمنية، مثل التمويل لعمليات إرهابية أو المخدرات وغسل الأموال، كون هذه العملة لا يمكن تتبعها.

وأكد بأن عملة البتكوين عملة متقلبة، لا يمكن لأي دول في العالم بأن تقبل هذا التقلب، فكل دولة تراقب عملتها للحفاظ على قوتها، بيما في عملة البتكوين لا يمكن التنبؤ بها بين ارتفاعا وانخفاضا شديد، فعندما بدأت كانت 0,001 ، وخلال سنوات قليلة وصلت إلى 4 آلاف دولار، ثم 30 أو 40 ألف دولار.

واعتبر الدكتور في حديثه لـ “أثير” أن قرار الدولة وغيرها الكثير من الدول حكيم، حيث لا يمكن أن تربط الدولة بشيء عبثي، ولا ننسى بالذكر بأن العملة الرقمية عملة مشفرة أي إذا توفى صاحب العملة لا يمكن للورثة الحصول عليها.

وفي الختام، قال الدكتور أحمد التميمي لـ“أثير“: لا ننصح العامة بتداول هذه العملة لعدة أسباب تم ذكرها خلال حديثنا وأيضا المخاطر التي قد تهدد الثروة المالية والمخاطر التي يمكن تهدد كيان الدول، بسبب التمويلات التي لا يمكن للدول تتبع مصادرها ومداخلها إلا بصعوبة كبيرة.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: العملات الرقمیة لا یمکن

إقرأ أيضاً:

انهيار غير مسبوق بسوق العملات الرقمية يتسبب في خسائر ضخمة

عرضت قناة القاهرة الإخبارية، تقريرا تليفزيونيا بعنوان «انهيار غير مسبوق في سوق العملات الرقمية يتسبب في خسائر ضخمة».

مقاضاة مصلحة الضرائب الأمريكية.. أزمة جديدة في سوق العملات الرقمية بالولايات المتحدة اقتصادي: 2025 العام الذهبي للعملات المشفرة وسعر البتكوين سيتضاعف خلال أسابيع (فيديو) عاصفة اقتصادية تضرب أسواق العملات الرقمية

وأفاد التقرير: «عاصفة اقتصادية تضرب أسواق العملات الرقمية لتكشف هشاشة هذا السوق أمام قرارات وسياسات عالمية عابرة للحدود، ففي غضون 24 ساعة فقط هوى سعر عملة البيتكوين إلى ما دون 100 ألف دولار في مشهد عاد للأذهان ذكريات الانهيارات الكبرى التي أربكت المستثمرين».

وتابع: «ولم تكن هذه الخسائر معزولة، إذا انخفضت الإيثيريوم بنسبة 8% خلال أسبوع، بينما  تكبدت عملة ترامب الرقمية خسارة صادمة أيضا بلغت 273%، تأتي هذه الانتكاسة نتيجة تفاعل عوامل عدة أبرزها قرار بنك اليابان برفع أسعار الفائدة بشكل غير متوقع، ما أثار قلق الأسواق المالية».

الانهيار قد يعيد تشكيل خريطة سوق العملات المشفرة 

وأضاف التقرير: «تقارير اقتصادية حديثة تشير إلى أن هذا الانهيار قد يعيد تشكيل خريطة سوق العملات المشفرة مع احتمال فقدان جزءً من قيمتها السوقية المقدرة بملايين الدولارات، فيما يحذر الخبراء من أن هذه الأزمة قد تمتد خاصة مع تزايد المخاوف من تجديد السياسات النقدية عالميا».

جدير بالذكر أن جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، نظم في دورته السادسة والخمسين، ندوة بعنوان "العملات الرقمية والمراهنات الإلكترونية .. رؤية شرعية وقراءة اقتصادية".

 حاضر فيها الدكتور فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، الدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، وأدار الندوة الإعلامي القدير حسن الشاذلي.  

قال الدكتور فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، أن البيتكوين والعملات الرقمية المشفرة من الظواهر الاقتصادية الحديثة التي تحمل العديد من المخاطر، ورغم الفرص التي قد توفرها، فإنها تفتقر إلى الرقابة المركزية، مما يجعلها عرضة للمضاربات وتقلبات حادة تهدد استقرار الاقتصاد، كما تساهم في تعزيز الأنشطة غير القانونية مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتشكل خطرًا على الأفراد بسبب غياب الضمانات التقليدية، مبينًا أنه من الضروري التعامل مع هذه العملات بحذر وتنظيمها لضمان حماية الأفراد والاقتصاد، لأنها باتت تشكل تحديات معقدة على الصعيدين الشرعي والاقتصادي، ويترتب عليها نتائج اقتصادية سلبية، حيث تساهم في زيادة القمار وتعميق الفقر لدى بعض الأفراد.

ومن الناحية الشرعية، أوضح الدكتور فياض أن المعاملات الرقمية المشفرة، يجب أن تدرس بعناية وفقًا للضوابط الشرعية، خاصةً فيما يتعلق بالربا والتعاملات التي قد تتعارض مع مبادئ الإسلام، مثل المراهنات الإلكترونية، معتبرًا أنها تتعارض بشكل صريح مع الشريعة الإسلامية التي تحظر القمار بكل أنواعه، وهو ما يتطلب ضرورة تبني ضوابط صارمة في التعامل مع هذه القضايا لضمان تحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية والالتزام بالمبادئ الشرعية.


من جانبه أوضح الدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، أن العالم شهد في الآونة الأخيرة تطورًا واسعًا في استخدام العملات المشفرة والمنتجات المالية الرقمية، وشهد ثورات تكنولوجية غيرت وجه التاريخ، مما يتطلب من الجميع مواكبة التطورات والتعامل معها، ويفرض العديد من التحديات الجديدة، نظرًا لأن هذه التعاملات الرقمية الجديدة، تأتي مع قواعد معقدة ومتعددة، وهناك خطر من تعارض المصالح الخاصة والعامة في استخدامها، حيث تُستثمر أموال ضخمة يصعب مراقبتها والتحكم فيها، بالإضافة إلى أن منصات التداول الخاصة بها غالبًا ما تكون خارج النظام الرسمي، ويترتب على ذلك أن التداول بهذه العملات يرتبط بأنشطة مضاربات ومراهنات، تهدد المدخرات الشخصية وتساهم في إهدارها.

وأكد مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، في سياق حديثه عن العملات الرقمية  المشفرة والممارسات المرتبطة بها مثل البيتكوين، أن هذه العملات لا يعلم مصدرها ولا قيمتها على وجه اليقين والتي من الممكن في أي لحظة أن تذهب بمال الإنسان ومدخراته، ولذلك لا يجوز التعامل بهذه العملة حتى توضع لها الضوابط المحكمة التي تجعلها عملة موثوق فيها، موضحًا أن المؤسسات الدينية في مصر تحرم التعامل مع هذه العملات، نظرًا للمخاطر والمضاربات التي تتضمنها، والتي لا تتوافق مع شروط التعامل النقدي الطبيعي، كما نبه إلى أن هذه العملات تمثل تهديدًا للاقتصاد الوطني، وتؤثر سلبًا على العملة المحلية، والاستثمار في هذه المعاملات الرقمية عالي المخاطر، محذرًا من خطورة التداول بالعملات المشفرة والمراهنات الإلكترونية، ليس فقط لكونها مخالفة للشريعة الإسلامية، ولكن أيضًا لأنها تمثل تهديد اقتصادي وأخلاقي يستدعي التدخل العاجل. 

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • روائي: كان هناك اعتقاد لدى أم كلثوم بأن من حولها يطمعون فيها
  • في 24 ساعة.. ضبط قضايا تجارة عملة بقيمة 7 ملايين جنيه
  • انهيار غير مسبوق بسوق العملات الرقمية يتسبب في خسائر ضخمة
  • انهيار غير مسبوق في سوق العملات الرقمية يتسبب في خسائر ضخمة
  • بما فيها عملته الرقمية..تراجع حاد العملات المشفرة بسبب رسوم ترامب
  • هبوط البيتكوين والعملات المشفرة بسبب قرارات ترامب.. اضطراب في الأسواق
  • انهيار البيتكوين والعملات المشفرة.. قرارات ترامب تهز الأسواق الرقمية
  • الداخلية تضبط قضايا عملة بـ 7 ملايين جنيه
  • رسوم ترامب تكبد سوق العملات الرقمية خسائر حادة.. بيتكوين تهبط 10% وإيثر 23%
  • ضربات مستمرة ضد تجار النقد الأجنبي.. ضبط قضايا عملة بقيمة 7 ملايين جنيه