قضايا غريبة وقعت وأثارت الجدل تحول فيها القاتل إلى برئ، والجانى إلى مجنى عليه، ألغاز كشفتها التحقيقات، وأزال عنها الستار دفوع المحامين فى ساحات القضاء، اليوم السابع يقدم على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه القضايا ووقائعها المُثيرة.

يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا".

.

انتهى الجزء الأول من القضية بالعثور على زوجة الرجل الذى عرف دائما شدته وبلطجته على الأخرين، وأجبر شخص أن يطلق زوجته قبل أن يتزوجها هو.. مقتولة بإحدى الأراضى داخل "عشة صغيرة" وتم إشعال النيران بجسدها..
حامت الشبهات فى البداية حول اثنين. الزوج الحالى.. والزوج السابق..
وفيما يتعلق الشبهات حول زوجها الحالى كان من الدلائل التى ترجح لهذه الشبهات ما عرف عنه وما اشتهر به من تحجر العواطف وتيبس القلب واستهانته بالنفس البشرية..
لكن هذا الاحتمال ما لبث أن تبدد أمام ما توصلت إليه تحريات الشرطة أنه كان محبًا لزوجته محققا لكل رغباتها.. كان سعيدًا فرحًا يعد الأيام والليالى ليملأ عينيه بابنه الذى طال انتظاره.. كان يعد العدة للاحتفال بأعظم وأسعد حدث فى حياته المليئة بالآثام والشرور.
لكن سجله الحافل بالجريمة بكافة أنواعها.. بشخصيته المتمردة الشرسة التى تنجح دائما إلى العنف غير المستقرة لم تسبعد هذا الاحتمال نهائيًا.. هل اكتشف فجأة علاقتها بأخر فساورته أفكاره وظنونه السوداء أن الجنين ليس من صلبه.. فلم يتردد فى قتلها هى والجنين ومثل بجثتها وأخفى معالمها كى يتعذر التعرف على صاحبتها.
نشط رجال الشرطة فى البحث والتحرى وقد بات هذا الاحتمال متزايدًا أمام ما اشتهر عنه من قسوة وعنف، أمام شخصيته المستبدة المتعطشة دائمًا للدماء التى تستهين بأى عزيز مهما كان إذا بدر منه ما يمس هيبته وجبروته.
لكن التحريات جاءت مخيبة لكل التوقعات.. فقد ثبت أن زوج المجنى عليها لم يكن بالقرية وقت ارتكاب الحادث.. كان بعيدًا عن البلد قبل ذلك بيومين فقد سافر إلى القاهرة لشراء جرار وبعض المستلزمات لأرضه.
حامت الشبهات حو مطلقها، خصوصًا أنه كان متواجدًا فى القرية يوم الحادث، وكان قد غادرها بعد طلاقه لزوجته بناء على أوامر زوجها الجديد وتهديده وتوعده بالقتل أن ظل يومًا بالقرية.. بل أن مطلقها قد غادر القرية ليس خوفًا من هذا التهديد – فحسب- وإنما لإحساسه أنه فقد كل شىء فى هذه القرية الظالمة فما عاد له غال فيها يبكى عليه.. زوجته التى يحبها أكثر من نفسه أجبره الطاغية على تطليقها.. وبات لا يستطيع العيش فى قرية فقد فيها محبوبته بل والأقسى والأمر أنها تعيش بين أحضان رجل أخر، اغتصبها بجبروته واقتنصها بأمواله بعد أن غرر بفكرها واحتال على مشاعرها بتلك الفرية الدنيئة التى أشاعها بين أهل القرية، وحفر فى ذهن الناس أنه قبض الثمن غدرًا بها، وهو من كل ذلك برىء فما قبض ثمن ولا باع حبه لها.. بل أن أموال الدنيا كلها لا تساوى يومًا من أيام العذاب بل لحظة من الآلم الذى حل به من أن تركها.
لكن ما الذى حدا به أن يعود رغم كل ما حدث؟ كان هذا السؤال الذى بادره وكيل النيابة المحقق به.
عجز عن تفسيره ولم يستطع تبريره خصوصًا أن الأدلة قويت ضده أمام هذا العجز وانحسرت عن زوجها الحالى، وبات هو صاحب المصلحة الوحيدة فى ارتكاب الجريمة انتقامًا جماعيًا منها ومن زوجها الذى اغتصبها منه ومن الجنين الذى تحمله من هذا الوغد الشرير.. بل زاد من ضراوة الاتهام ما ثبت من وجود أثار مادة البنزين بأظافره أثبتها تحليل المعامل الكيماوية بعد قص وكيل النيابة لأظافره خصوصًا بعد سكب البنزين عليها وإشعال النار فيها.
أنكر الواقعة فى البداية وأصر على الإنكار وأن مادة البنزين التى عثر على أثرها عالقة بأظافره كان نتيجة حمله لزجاجة بها بنزين يحتفظ بها ليشعل بعض الحطب للتدفئة وسكب جزء منه لسرعة اشتعال النار بها..
وتساءل متنحبًا وهو يلطم خديه : كيف يقتل أحب الناس فى الدنيا إليه.. لو أجمع أهل الأرض جميعًا على قتلها لافتداها بحياته.. أنه يحبها حبًا جنونيًا.. لاحياة ولا معنى للحياة بدونها.. فهواها مازال يملأ قلبه وصورتها لا تبارح عينيه.. والحب والكراهية ضدان لا يلتقيان.. وأكد أنه كان على استعداد أن يقدم حياته فداء لها وقربانً لحبهما.
لكن ما لبث أن انهار عندما واجهته النيابة بأن جرمه مضاعف وإثمه لا يغتفر.. فلم يقتصر على قتل المجنى عليها فحسب بل قتل الجنين الذى تحمله فى أحشائها.. وكان على وشك أن يطل على الحياة طفلًا..

انهار وقد غاص فى بكاء هيستيرى عندما علم بأمر حملها وهو يهذى: " لقد ضاع كل أمل لى.. لقد عدت للقرية لكى أتحسس أخبارها..
كنت على أمل أن يكون زواج البلطجى بها نزوة من نزواته الطائشة، وأنه لن يلبث فى أن يتخلى عنها كما كان يحدث مع غيرها.. بعد أن يحقق مأربه وينال غرضه منها.
لكن تصوره كان خيالًا محضًا.. اكتشف أنه كان يلهث وراء وهم.. كان حلمه سرابًا.. ما لبث أن تبدد على صخرة الحقيقة بعد أن علم بأنها كانت حاملًا.. وتحدث فى صوت خفيض:
-أنا قتلتها.
وناقشته النيابة فى كيفية تنفيذ الجريمة..فأجاب بصوت كبير:
أنا قتلتها..ألقيت البنزين وولعت النار فيها"..

من جانبها قضت محكمة الجنايات عليه بالإعدام شنقًا. كانت تلك هى أحداث القضية حسب ما نضحت به أوراقها.







المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: غرائب القضايا اغرب القضايا اخبار الحوادث أنه کان

إقرأ أيضاً:

وزارة التّربية والتّعليم تبحث مع المدير القُطْري لليونسيف القضايا المتعلّقة باستيعاب الأطفال بالمدارس

التقى الدّكتور أحمد خليفة عمر، المُفَوّض بتسيير أعمال وزارة التّربية والتّعليم الاتّحادية، بمكتبه بالدّامر بالمستر/ شيلدون، المدير القُطْرِي لمنظّمة اليونسيف بالسّودان، وذلك بحضور الأستاذ أحمد حامد أحمد يس، المدير العام لوزارة التّربية والتّعليم بولاية نهر النّيل، الوزير المُكَلّف، إلى جانب عددٍ من قيادات التّعليم بوزارتي التّربية والتّعليم الاتّحادية وولاية نهر النيل.وبحث اللّقاء عدداً من الموضوعات ركّز من خلالها على كيفية وصول الأطفال للمدارس لتلقي خدمة التّعليم والاطمئنان على وجود المعلّمين بالمدارس والعمل على تسليمهم استحقاقاتهم بصورة دوريّة كما ركّز اللّقاء على أهميّة توفير الدّعم النّفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بالحرب وبث رسائل توعويّة عن طرق السّلامة من مخلّفات الحرب.وأشاد الدكتور أحمد خليفة بالجهود الكبيرة لمنظّمة اليونسيف تجاه دعم برامج التّعليم بالسّودان وقال إن اليونسيف لم تتخلّ عن السّودان في ظل الحرب وحرصت على توصيل صوته للمانحين.وأكد حرص الوزارة الاتحاديّة على التّعامل بشفافيّة مع منظّمة اليونسيف من خلال توفير المعلومات المطلوبة للوصول لبرنامج مشترك من شأنه المساهمة في عودة الأطفال للمدارس بالتّدرّج الذي يضمن حمايتهم .وأضاف المفوّض بتسيير أعمال وزارة التّربية والتّعليم الاتّحاديّة أنّ ملف التّعليم يجد اهتماماً كبيراً من الدّولة مشيراً في هذا الصّدد إلى حرص نائب رئيس مجلس السّيادة على حضور الملتقى التّنسيقي لوزراء التّربية والتعليم بالولايات الذي أبدى اهتماماً كبيراً بتوصيات الملتقى وعلى رأسها الاهتمام باستحقاقات المعلّمين وسداد المتأخرات وزيادة مرتباتهموقال إن ولاية الخرطوم بدأت في سداد المتأخرات شهر بشهر كما هو الحال في عددٍ من الولايات المتأخرة في صرف المرتّبات، كما أشار لاهتمام الوزارة بالتّعليم الإلكتروني وذلك بعمل منصّة لهذا النّوع من التّعليم بالتّنسيق مع وزارة الاتّصالات.وكشف المُفَوّض بتسيير أعمال وزارة التّربية والتّعليم الاتّحادية عن خطّتهم للوصول للمدارس واستيعاب الأطفال من خلال التّعليم الإلكتروني، إلى جانب المنهج المسرّع الخاص بالطّوارئ بالتّركيز على المناطق التي خرج منها الدّعم السّريع بولايات كردفان ودارفور وقال إن الوزارة بحاجة لتدخّل اليونسيف في هذا الإطار في طباعة الكتاب وتدريب المعلّمين.وفيما يتعلّق بامتحانات الشّهادة الثّانويّة لدفعة العام (2024)كشف المُفَوّض عن جملة من التّدابير لاستضافة طلاب الولايات المتأثرة بالحرب بعددٍ من الولايات الآمنة.مشيراً إلى أن موعد إعلان نتيجة امتحانات الشّهادة الثّانويّة للدّفعة المؤجّلة للعام (2023) سيكون في أواخر شهر أبريل الجاري.من جانبة شدّد المدير القُطْري لمنظّمة اليونسيف على أهميّة بث رسائل توعويّة للأطفال والمعلّمين عن طرق السّلامة وتوفير حماية كافية للمدارس مع العمل على ترتيب الأولويات البرامج المرفوعة لمنظّمة اليونسيف في ظل تقليص الدّعم المقدّم من المانحين.وأشاد المدير القُطري لمنظّمة اليونسيف بأداء ولاية نهر النيل واستمرارها في الدّراسة.وأشاد الأستاذ أحمد حامد أحمد يس، وزير التّربية والتّعليم المُكَلّف بولاية نهر النّيل، بالوقفة الكبيرة لمنظّمة اليونسيف والمنظُمات المنضوية تحت مظلّتها من خلال تقديم المعينات التُعليميّة،وتهيئة البيئة المدرسية،والدّعم المباشر المتمثل في المنحة المدرسيّة مما أسهم كثيراً في استقرار العام الدّراسي كأول ولاية يستمر فيها التّعليم بفضل القرار الشجاع لوالي الولاية بفتح المدارس تحت شعار التّعليم لا ينتظر.وقال إن البيئة المدرسيّة للمدارس تأثّرت بسبب الضّغط الكبير عليها بسبب استضافة أكثر من(180) ألف طالبا من الولايات بالمراحل المختلفة، إلى جانب تأثّر عدد من المدارس بسبب السّيول والأمطار.وأضاف الأستاذ أحمد حامد أن الولاية أفلحت في إكمال الدراسة للعامين 2023 و2024 وعقدت الامتحانات للشّهادتين الابتدائية والمتوسّطة لتلاميذ الولاية والتلاميذ الوافدين إلى جانب امتحانات المراكز الخارجيّة، واستضافت امتحانات الشّهادة الثّانويّة للدّفعة المؤجّلة للعام( 2023). ووصل العام الدّراسي (2025) لمنتصفه في ظل حماية تامّة للمدارس .وقال إنّ ولاية نهر النّيل أفلحت في صرف حقوق العاملين بالولاية حتى مرتّب مارس ومنحة عيد الفطر المبارك.فيما طالب الأستاذ مصعب يس محمّد الطّاهر، منسّق المنظّمات بوزارة التّربية والتّعليم بولاية نهر النّيل بالبحث عن مانحين جدد في ظل تقلّص الدّعم حتى يتم توفير المعينات التّعليميّة لكل المدارس.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إيداع “كوميسار” حبس بوفاريك بعدما قتل طليقته مديرة ثانوية وإبنته بمفتاح
  • القصة الكاملة لأب قتل طليقته وإبنته ذبحا بمدينة مفتاح
  • القصة الكاملة لأب يقتل طليقته وإبنته ذبحا بمدينة مفتاح
  • زيدان والطالباني يبحثان “القضايا القانونية”
  • هل تناول الفسيخ يضر الحامل؟
  • غرائب الحياة من حفاة الى طغاة ومن عباد لله الى عبيد اللات
  • وزارة التّربية والتّعليم تبحث مع المدير القُطْري لليونسيف القضايا المتعلّقة باستيعاب الأطفال بالمدارس
  • الحكومة الوطنية تعقد اجتماعاً بشأن القضايا العامة والمسائل الخدمية
  • دعوة لنشر الجمال برعاية وزارتيْ السياحة والآثار والثقافة
  • الموظفة الحامل أبرزهم.. تخفيض ساعات العمل لبعض الموظفين