قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن الصبر على الابتلاء في الدنيا، مقارنة بالنعيم الذي ينتظر المبتلى وبغفران الذنب الذي وعد به المبتلى له جزاء عظيم، قد أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغةً، ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيمٌ قط؟ فيقول، لا والله يا رب، لم أرى خير قط، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغةً في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدةٌ قط؟ فيقول: لا، والله ما مر بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدةً قط»، مشيرا إلى أن هذا دليل على أن الصبر على البلاء شيء هين، وما ورد في هذا الحديث يهون على الإنسان الصبر على البلاء، ويحذر الإنسان من الركون إلى الدنيا، وفتنتها ومباهجها.

نصيب العبد من اسم الله «البر»

وأوضح فضيلته، في الحلقة الثالثة والعشرون من برنامج «الإمام الطيب»، أن نصيب العبد من اسم الله «البر» هو الطاعة المطلقة، وأن يستسلم ويسلم أمره إلى الله، وألا يكون فظا غليظ القلب في معاملة الناس بالأفعال والأقوال، وفي التعامل مع الأب والأم فـ«البر» معناها أنه لا يتجاوز معهما لا في فعل ولا في قول حتى كلمة «أف» نهي عنها القرآن الكريم، مشددا على أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر.

بر الوالدين فيه سعة في الرزق

وشدد الإمام الأكبر على أن عدم البر بالآباء والأمهات في هذ الأيام قد تجاوز كل الحدود، وأصبح الكثير من الآباء والأمهات في حزن شديد من معاملة أولادهم لهم، وهذا له أسباب كثيرة، أولها انعدام التربية، وعدم تركيز التعليم على هذه القيم، فغاب توقير الآباء وبرهم واحترامهم، مبينا أن العقوق من أكبر الكبائر، ومن ذلك قوله تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» فالعقوق يأتي بعد الشرك مباشرة، كما أن بر الوالدين فيه سعة في الرزق وطول الأجل والجنة، مطالبا بضرورة عقد اجتماعات على مستوى وزراء التربية والتعليم، للنظر في تربية وتقويم الأبناء من الطلاب بالطريقة السليمة، مشيرا إلى أن مقررات ومناهج الأزهر فيها تأكيد على معنى بر الوالدين في جميع مراحل التعليم، على عكس الكثير من المدارس الأخرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يوم القيامة الإمام الطيب

إقرأ أيضاً:

ما حكمُ الصِّيَامِ في شهرِ رجب؟ الأزهر للفتوى يجيب

أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن ما حكمُ الصِّيَامِ في شهرِ رجب؟

قائلًا:الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.

وبعد؛ فإن شهر رجب من أشهر الله الحرم التي يحسن بالمسلم فيها أن يكثر من الأعمال الصالحة؛ لما للعمل الصالح فيها من الثواب الجزيل، وقد ورد في سنن أبي داود بسنده عن أبي مجيبة الباهلية أو عمها رضي الله عنه مرفوعًا: «صُم من الحُرُمِ واترك»، وفي سنن النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله ما أراك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان! قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان..» الحديث.

قال الإمام الشوكاني: (ظاهر قوله في حديث أسامة.. أنه يستحب صوم رجب؛ لأن الظاهر أن المراد أنهم يغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان ورجبًا به) اهـ.

وعليه: فالصوم في شهر رجب مُباح، بل هو مُستحب، وليس هناك ما يمنع من إيقاع العبادة -أيِّ عبادة- في أي وقت من العام إلا ما نص الشرع الشريف على منعه وفق الضوابط والأحكام الفقهية المُستقرة، والله تعالى أعلى وأعلم.

وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِهِ والتّ

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: الدعاء مستحب وفيه تضرع واففتار العبد لله تعالى
  • ما حكمُ الصِّيَامِ في شهرِ رجب؟ الأزهر للفتوى يجيب
  • "الصحبة الحلوة".. هل تُفاجئ هدى حسين جمهورها في رمضان 2025؟
  • دعاء قبل النوم في رجب.. 11 كلمة تكفر ذنوبا بعدد أيام الدنيا كلها
  • رشوان توفيق: رأيت النبي في شكل عالم أزهري
  • عدة المطلقة التي استؤصل رحمها.. الإفتاء توضح
  • حزب الله يربط انتخابه أي رئيس بـ 3 ملفات
  • رشوان توفيق: رأيت في المنام أيضا سيدنا إبراهيم وموسى وعيسى
  • “حزب الله”: بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً الأمر متروك لقرار المقاومة
  • أشعر بالابتلاء رغم قربي من الله فلماذا؟.. الإفتاء تنصح بهذه الأمور