الذكاء الاصطناعي يُهدد ذاكرة الطلاب ويُضعف تحصيلهم الدراسي.. دراسة تحذر
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
منذ إطلاق شات جي بي تي ChatGPT في نهاية عام 2022، سرعان ما تبعته «نماذج لغوية كبرى» أخرى، وبقدر ما لقيت هذه التقنيات حماسًا لدى وسائل الإعلام فقد حذرت أيضًا من تأثيرها المحتمل على التعليم، وهو ما أكدته دراسة نُشرت في «المجلة الدولية لتكنولوجيا التعليم» (the International Journal of Educational Technology).
وأظهرت الدراسة أن استخدام الطلاب المفرط لروبوت ChatGPT يؤدي إلى ضعف الذاكرة وتراجع التحصيل الدراسي، وقد جاءت هذه النتائج ضمن دراسة بحثية سلطت الضوء على التأثير السريع الذي أحدثه استخدام النماذج اللغوية الكبيرة مثل: نموذج (GPT) في الأغراض التعليمية.
وأجرى الباحثون استطلاع رأي للمئات من طلاب الجامعات - بدءًا من الطلاب الجامعيين إلى طلاب الدكتوراه - على مرحلتين، باستخدام تقييمات ذاتية للطلاب.
وجاء الدافع وراء هذه الدراسة من النمو الهائل لتقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في البيئات التعليمية، والقلق المتزايد بين المعلمين بشأن إساءة استخدامها، خاصة فيما يتعلق بالنزاهة الأكاديمية، على الرغم من قدرتها على المساعدة في التعلم والبحث، حيث ركزت الدراسات السابقة إلى حد كبير في المناقشات النظرية دون وجود الكثير من البيانات التجريبية التي تدعم هذه الادعاءات النظرية.
وقال الدكتور محمد عباس، أحد مؤلفي الدراسة والأستاذ في الجامعة الوطنية للحاسوب والعلوم الناشئة في باكستان سبب اهتمامه بهذا الموضوع: «لقد لاحظت على مدار العام الماضي اعتماد طلابي المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تنفيذ المهام والمشاريع المختلفة التي كلفتهم بها، وقد دفعني هذا إلى التعمق أكثر في فهم الأسباب الكامنة وراء استخدامهم هذه الأدوات، وكذلك عواقب هذا الاستخدام».
الذكاء الاصطناعيمراحل الدراسةولفهم العلاقة بين الاستخدام المفرط لروبوت ChatGPT، وتراجع التحصيل الدراسي لدى الطلاب، أجريت الدراسة على مرحلتين: في المرحلة الأولى، جمع الباحثون إجابات من 165 طالبًا، أجابوا باستخدام مقياس مكون من 8 درجات لتحديد مدى اعتمادهم على ChatGPT، وقد تراوحت العبارات المستخدمة في المقياس بين (استخدم ChatGPT لأداء فروضي الدراسية)، و(يُعدّ روبوت ChatGPT أداة مهمة في حياتي الجامعية).
وللتحقق من صحة نتائج المرحلة الأولى، أجرى الباحثون المرحلة الثانية التي اعتمدت على توسيع نطاق الدراسة المسحية لتشمل 500 طالب، جرت مقابلتهم 3 مرات خلال مدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين.
واكتشف الباحثون أن الطلاب عندما يكونون تحت ضغط العمل الأكاديمي والوقت، فإنهم يلجأون إلى استخدام ChatGPT بنحو كبير، حيث لاحظ الباحثون أن الطلاب الذين يستخدمون ChatGPT بنحو مكثف يعانون الكسل أكثر من أقرانهم، كما تضعف ذاكرتهم، إضافة إلى ذلك تراجعت درجاتهم بنحو ملحوظ.
نتائج الدراسةوبينت نتائج الدراسة أن الاستخدام المفرط لروبوت ChatGPT تسبب في تراجع الجهود الإدراكية التي يبذلها الطلاب مع فروضهم الدراسية، وذلك لأن الروبوت قادر على تقديم استجابات سريعة عن أي تساؤلات تُطرح عليه، بغض النظر كانت استجاباته جيدة أو سيئة.
وعلى عكس التوقعات، أظهرت الدراسة أن الطلاب الذين يخشون الحصول على درجات قليلة، ويرغبون في الحفاظ على مستواهم الدراسي، لا يميلون إلى استخدام ChatGPT في أداء فروضهم الدراسية، وذلك خوفًا من اكتشاف أمرهم.
الذكاء الاصطناعيولذلك نصح الباحثون بضرورة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي للأغراض التعليمية، بحذر وباعتدال، وأشاروا إلى أنه في الوقت الذي تساهم فيه هذه الأدوات في تحليل المواد والإجابة عن تساؤلات الطلاب، وتسهيل مهام البحث عن المعلومات، فإن الإفراط في استخدامها يؤدي إلى نتائج عكسية على قدرات الطلاب.
جدير بالذكر أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام دراسة التأثيرات الواسعة لاستخدام ChatGPT في نتائج تعلم الطلاب وصحتهم، ويمكن أن تتعمق الأبحاث المستقبلية في مدى تأثير الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في المهارات المعرفية والصحة العقلية وتجارب التعلم الشاملة.
وقال الدكتور عباس: «تتضمن أهدافي الطويلة المدى توسيع هذا النوع من البحث لمواصلة الاستكشاف من خلال طرق أخرى، مثل: التجارب، لكيفية تأثير الاستخدام المفرط للذكاء الاصطناعي التوليدي في نتائج الطلاب».
اقرأ أيضاً«فويس انجين».. أداة جديدة لاستنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بأسعار الأسهم في أسواق المال
أبل تسابق الجميع.. وتستحدث 4 مزايا جديدة تعتمد الذكاء الاصطناعي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذاكرة الذكاء اختبار الذكاء اصطناعي الذکاء الاصطناعی التولیدی الاصطناعی التولیدی فی
إقرأ أيضاً:
دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال
خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب، لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية، بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي "دي.إن.إيه"، يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.
وأجرى الباحثون تحليلات للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين ستة و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم، شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.
رد فعل بيولوجي فريد من نوعهوظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.
وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.
وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى من تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، مما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.
وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، مما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.
وقال مايكل بلوس رئيس الفريق، الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان "من المعروف أن للحرب تأثيرا سلبيا على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير".
وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال "قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم".
وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن "من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب" أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.
وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.