بحثا عن قذيفة.. أوكرانيا تسابق الزمن لتلقيم مدافعها
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
على طول خط يمتد ألف كيلومتر، يحتدم القتال العنيف بين روسيا وأوكرانيا، لكن الخبراء يعرفون أن الغلبة لروسيا في مرحلة حرجة من الحرب، مما جعل أوكرانيا تسابق الزمن لتوفير حاجتها من الذخيرة، خاصة من قذائف المدفعية، السلاح الأساسي في القتال الدائر.
ونقلت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقديرات معاهد ومراكز عسكرية غربية تقول إن الجيش الروسي يطلق 10آلاف قذيفة مدفعية يوميا، مقابل ألفي قذيفة يطلقها جيش أوكرانيا باعتراف وزير دفاعها رستم عمروف.
وتقول "لافانغوارديا" إن شح القذائف متوسطة المدى -وهو النوع الذي تحتاجه أوكرانيا حاليا- يضر بالجهد الحربي في لحظة حرجة تتوقع فيها كييف هجوما روسيا واسعا قريبا.
وظهرت آثار هذا الشح واضحة في جبهات الجنوب والشرق، وزاد الطين بلة تراجع جهد التعبئة، الذي يتردد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في توسيعه خشية التذمر الشعبي.
وحسب الصحيفة، أتاح التفوق الناري والعددي لروسيا السيطرة على أفدييفكا في إقليم دونيتسك وهي بلدة احتدمت فيها المعارك حتى قبل بداية الحرب الروسية على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، وانسحب منها الجيش الأوكراني بأمر من القيادة العليا.
وتقول الصحيفة إن كييف تتطلع إلى خطة تشيكية لشراء 800 ألف قذيفة من دول خارج الاتحاد الأوروبي، وإن 18 دولة حليفة، بينها ألمانيا والسويد وهولندا، التزمت بالمساعدة في تمويلها.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال خلال زيارة إلى لوكسمبورغ -الأسبوع الماضي- إن بلاده تعول على هذه الخطة لتكون لها بداية من هذا الشهر قوة ردع كافية، لكن تصريحه يبدو موغلا في التفاؤل حسب "لافانغوارديا"، فعمليات الشراء معقدة، والتشيك لا تتوقع اكتمال الكميات قبل يونيو/حزيران القادم.
حلول مؤقتةوتضيف الصحيفة الإسبانية أن الوقت يضغط، وطرق الإمداد إما معطلة أو بطيئة، كما هو شأن حزمة مساعدات أميركية قيمتها 6 مليارات دولار تبقى حبيسة مجلس النواب الأميركي بسبب اعتراض أعضاء جمهوريين عليها.
واضطر البيت الأبيض قبل أسبوعين إلى إقرار هبة بـ300 مليون دولار لأوكرانيا تم توفيرها من عمليات شراء سابقة. وسيوجه هذا المبلغ لشراء قذائف متوسطة المدى، لكن هذه القذائف لن تكفي في النهاية إلا لبضعة أسابيع.
أما الاتحاد الأوروبي الحليف الكبير الآخر لأوكرانيا الذي وعدها بمليون قذيفة بنهاية مارس/آذار الماضي، فلن يستطيع توفير إلا نصفها، ولن يمكنه تسليم 1.1 مليون قذيفة إلا بنهاية العام الجاري حسب مسؤول سياسته الخارجية جوزيب بوريل الذي يتوقع أن يستطيع التكتل بنهاية العام إنتاج 1.4 مليون من القذائف عيار 155 ملم.
وتتكتم أوكرانيا على كمية القذائف التي تصنعها محليا، لكنها حتى الآن تعتمد أساسا على دعم الحلفاء. وحسب مدير مركز القيم الأوروبية لسياسات الأمن ياكوب ياندا، أعادت التشيك تنشيط علاقاتها من فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي حين ورثت دول حلف وارسو كميات هائلة من السلاح والدبابات والعتاد الذي لم تعد تحتاجه وقررت بيعه إلى دول أخرى.
ويقول ياندا إن الصناعة العسكرية التشيكية استطاعت، بفضل علاقة الثقة السابقة هذه وبطلب من الحكومة، استئناف التواصل مع هذه البلدان التي لا تريد أن يظهر اسمها علنا "خشية روسيا والصين أيضا". واكتفى ياندا بالإشارة إلى دول من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
وذكرت الصحيفة أن 60% من 800 ألف قذيفة تدبرتها التشيك هي عيار 155 ملم، وهي القذائف المعتمدة رسميا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) والجيوش الغربية الحديثة، في حين أن 40% عيار 122 ملم، وهي الطراز المستخدم في المدفعية السوفياتية.
نزال بالمدفعيةوتستطيع قذائف المدفعية بلوغ أهداف على بعد 24 إلى 32 كيلومترا، لذا تفضلها القوات البرية لمهاجمة أهداف معادية من مسافة آمنة. ويقول ياكوب ياندا إن "أوكرانيا في وضعية دفاع الآن، وأمسّ ما تحتاج إليه هو سلاح المدفعية".
وتحولت الحرب إلى ما يشبه بالأساس نزالا بالمدفعية، ورغم الاستخدام المكثف للطائرات المسيرة والصواريخ والدبابات، فإن 70% من خسائر الجيشين سببها سلاح المدفعية حسب مجلة عسكرية إيطالية مختصة.
وتشير تقديرات أوروبية إلى أن أوكرانيا تحتاج 357 ألف من هذه القذائف شهريا كحد أدنى لتكون عملياتها فعالة، لكن "المبادرة التشيكية تظل حلا على الأمد القصير ريثما ترفع الصناعة الأوروبية إنتاجها".
ويقول ياندا إن مصانع السلاح الأوروبية تحتاج عاما على الأقل لبلوغ الوتيرة اللازمة لإنتاج ما يكفي من القذائف، "وفي غضون ذلك تتواصل الحرب، للأسف".
أما روسيا فتحتاج إلى 4 ملايين قذيفة، لكنها عكس أوكرانيا تستطيع -حسب المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع- سد النقص إلى حد كبير، فصناعتها العسكرية تعمل بأقصى طاقتها وربما هي قادرة الآن على إنتاج مليون طلقة مدفعية سنويا، حسبما ذكر قائد أركان الجيش الإستوني مارتن هاريم قبل بضعة أسابيع.
وتستطيع روسيا أيضا أن تتدبر بسهولة نسبية الذخيرة من الخارج، خاصة من كوريا الشمالية التي زودتها -حسب الاستخبارات الأوكرانية- بمليون قذيفة عيار 122 و152، وهما العياران السائدان في المدفعية الروسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
روسيا تدعي السيطرة على بلدة جديدة شرق أوكرانيا.. وقرار أوروبي بتمديد العقوبات على موسكو
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأحد، سيطرتها على بلدة فيليكا نوفوسيلكا، وهي مركز دفاعي استراتيجي للقوات الأوكرانية في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا. ويأتي هذا الإعلان في وقت وافق فيه الاتحاد الأوروبي على تمديد العقوبات المفروضة على موسكو لمدة ستة أشهر إضافية.
اعلانوتُعد فيليكا نوفوسيلكا نقطة محورية على الخطوط الأمامية، والسيطرة عليها تمثل مكسبًا عسكريًا كبيرًا لروسيا، إذا ما تأكدت صحة المزاعم. وفقًا للمحللين، كانت السيطرة على هذه البلدة مسألة وقت فقط، نظرًا لموقعها الاستراتيجي القريب من منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة.
وقد أعلن اللواء 110، الذي ينشط في المنطقة، عبر قناته على تطبيق تيليغرام أن القوات الأوكرانية انسحبت من أجزاء معينة من البلدة لتجنب الوقوع في حصار روسي. وأكد أن الانسحاب لم يكن شاملاً، حيث لا يزال القتال مستمرًا في البلدة.
جنود روس يستعدون لإطلاق طائرة مسيّرة في موقع غير معلن داخل أوكرانيا، في صورة مأخوذة من فيديو وزعته دائرة الإعلام التابعة لوزارة الدفاع الروسية يوم السبت، 25 يناير 2025.AP/Russian Defense Ministry Press Serviceوقال اللواء في بيانه: "انسحبنا بمهارة من المناطق التي شكلت تهديدًا بالتطويق، مستغلين الظروف الجوية. هذا لا يعني مغادرتنا المدينة بالكامل. هدفنا تقليل الخسائر وإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالقوات الروسية."
وأشار اللواء إلى أن النهر في المنطقة يشكل عقبة أمام تقدم القوات الروسية، ما يعقد أي محاولات للتوغل العميق في الأراضي الأوكرانية.
Relatedقصف روسي على كييف يسفر عن ثلاثة قتلى على الأقل وأوكرانيا تهاجم 13 موقعًا هل يستطيع دونالد ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا؟الجيش الروسي يواصل تقدمه في أوكرانيا: السيطرة على بلدة جديدة في خاركيفوأكد الجنود الأوكرانيون الأسبوع الماضي أن القتال العنيف في دونيتسك يضعهم في موقف "صعب للغاية"، مع حاجة ملحة للمزيد من الأسلحة لصد التقدم الروسي. وأضافوا أن الروس يتمتعون بتفوق في القوة البشرية، رغم التكافؤ في المدفعية والطائرات بدون طيار.
الاتحاد الأوروبي يجدد العقوبات على روسيافي السياق السياسي، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا، التي تشمل حظر التجارة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسلع الكمالية والنقل. كما تستهدف العقوبات أصول البنك المركزي الروسي.
وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عبر منشور على منصة X: "حرمان روسيا من الإيرادات لتمويل حربها هو التزامنا. يجب أن تدفع موسكو ثمن الأضرار التي تسببت بها."
ويتطلب تجديد العقوبات إجماع الدول الأعضاء الـ27، ورغم تهديدات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان باستخدام حق النقض، تم تمرير القرار بعد تراجع المجر عن معارضتها.
المصادر الإضافية • AP
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية المجر تتراجع عن استخدام الفيتو: اتفاق دبلوماسي يمهد لتمديد العقوبات الأوروبية ضد روسيا الجنود الأوكرانيون في دونيتسك يطالبون بأسلحة إضافية لمواجهة الهجمات الروسية المستمرة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: انتصار روسيا سيقوض مصداقية الناتو ويثقل كاهل التحالف بتكاليف ضخمة روسياأوكرانياالاتحاد الأوروبيعقوباتالحرب في أوكرانيا قوات عسكريةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. إسرائيل تسمح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع وتواجه ضغوطًا شعبية في جنوب لبنان للانسحاب يعرض الآنNext "بتنسيق مع نتنياهو".. لماذا اقترح ترامب تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن بشكل مفاجئ؟ يعرض الآنNext المجر تتراجع عن استخدام الفيتو: اتفاق دبلوماسي يمهد لتمديد العقوبات الأوروبية ضد روسيا يعرض الآنNext مشاهد جوية تُظهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين يعودون إلى شمال غزة يعرض الآنNext أمطار جنوب كاليفورنيا ترفع خطر الفيضانات وتساعد في مكافحة حرائق الغابات اعلانالاكثر قراءة خطة لـ"تطهير غزة"..ترامب يدعو لنقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن ترامب يهدد كولومبيا بعقوبات صارمة لرفضها استقبال المهاجرين.. والأخيرة تخصص الطائرة الرئاسية لعودتهم "كندا ليست للبيع".. قبعة تجتاح الأسواق وتتحول إلى رمز وطني ضد تهديدات ترامب 70 أسيرًا فلسطينيًا يصلون إلى مصر بعد الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل قبل التوجه إلى دول أخرى نائب الرئيس الأمريكي: الولايات المتحدة خاضت حروبًا على مدى 40 عامًا دون أن تنتصر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلدونالد ترامبقطاع غزةحركة حماسغزةأزمة إنسانيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة المهاجرينواشنطنروسياالأمم المتحدةالاتحاد الأوروبيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025