دائماً يعود بى شهر رمضان الكريم إلى طفولتى، عندما كان أطفال الشارع يجتمعون لصنع زينات رمضان وتعليقها فى الشارع قبل بداية الشهر الكريم بأسبوع على الأقل، وكانت مهمتى صناعة الكُلَّة التى نلصق بها الزينات والرايات والأعلام فى الحبال الممتدة بها. وأحيانا أُحضر البوص الذى نستخدمه فى صناعة فانوس كبير أو مجسم لكعبة صغيرة سوداء نعلقهما فى وسط الشارع أعلى من مستوى حبال الزينة والرايات.

واقترح أحد الجيران من كبار السن ذات مرة أن نضىء الكعبة عن طريق مد سلك من بيته وإدخال لمبة داخل المجسم لتظل مضيئة طوال الليل، وهو ما حدث فعلا.

لم نكن ننفق من جيوبنا بطبيعة الحال، ولكن كنا نمر على أهالى الشارع لنجمع تكلفة الزينات والفوانيس المعلَّقة أو مجسم الكعبة، وكان أهالى الشارع يدفعون قروشًا بطيب خاطر تكفى لصناعة تلك الزينات والأعلام والرايات.

وأحياناً كانت بعض النسوة يطلقن الزغاريد أثناء تعليق تلك الزينات، ويقمن بالدعاء لنا ولأهل الشارع كله.

وعندما يحل الشهر الكريم نخرج ليلاً بفوانيسنا الصغيرة التى كانت تضاء بالشمع، ونذهب إلى مداخل المنازل ونردد: «إدونا العادة.. لبَّة وزيادة». والبيت الذى كان يعطينا العادة التى تتمثل فى بلح أو تمر أو مليمات وقروش نغنى له قائلين: «البيت ده كله عمار.. وصاحبه ربنا يحميه». أما البيت الذى لا يعطينا شيئًا ولا يفتح لنا نقول له: «عود كبريت على عود كبريت.. والبيت ده مليان عفاريت».

وطبعا معظم الجيران كانوا يتحاشون تلك الدعوة، فيجذلون لنا العطاء. 

وذات مرة كان معنا أحد الأطفال الذى قال إن ولديه خرجا من البيت ولا يوجد هناك أحد، وعلى الرغم من ذلك ذهبنا لمدخل البيت ورددنا قولتنا الشهيرة: «عود كبريت على عود كبريت.. والبيت ده مليان عفاريت»، وكانت المفاجأة أن صديقنا الطفل أخذ يبكى بشدة ويقول لنا: لا تقولوا هذا على بيتنا.

وعندما كبرنا، وبدأت أجهزة التليفزيون تدخل بيوتنا بدأت المسلسلات والفوازير وحلقات ألف ليلة وليلة تشغلنا، ولم نعد نخرج للتسلية والمرور على بيوت الجيران. وقد استطعت فى سنوات كثيرة الجمع بين العبادات ومشاهدة المسلسلات فى شهور رمضان المتعاقبة، فعلى الرغم من روحانيات الشهر الكريم، فإن بعض المسلسلات كانت تأخذنا فى طريق هذه الروحانيات مثل مسلسل «محمد رسول الله» بأجزائه المتعددة وهى من تأليف عبدالحميد جودة السحار، ومثل مسلسل «الوعد الحق» من تأليف الدكتور طه حسين، ومسلسلات أخرى مثل عمر بن عبدالعزيز بطولة نور الشريف وعمر الحريرى، وغيرها من المسلسلات الدينية التى كانت تجذبنى أثناء الشهر الكريم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشهر الکریم

إقرأ أيضاً:

فتح باب التقديم لبرنامج” معمل المسلسلات”

البلاد ــ جدة
كشفت معامل البحر الأحمر- أحد البرامج الرائدة لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي- عن فتح باب التقديم للنسخة الثالثة من برنامج “معمل المسلسلات”، بالشراكة مع Film Independent، وذلك حتى 22 مارس الجاري. ويهدف البرنامج إلى دعم صنّاع المحتوى التلفزيوني والكتّاب الطموحين من المملكة والعالم العربي وقارتي آسيا وأفريقيا، وإنشاء منصة تنموية داعمة لكتّاب المسلسلات من خلال تزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة؛ لتطوير مشاريعهم بمساعدة كوكبة من كتاب التلفزيون المحترفين، ومعدي البرامج وخبراء الصناعة، إضافة إلى تقديم دورات تدريبية مكثفة لتطوير النصوص التلفزيونية وتطويرها من أولى مراحلها وحتى ترى النور. ويتضمن البرنامج ورش عمل ودروسًا مكثفة، يقدّمها نخبة من الخبراء في عالم صناعة المسلسلات التلفزيونية، ضمن بيئة عمل جماعية محفزة، ويتخلل البرنامج التدريبي رحلة حصرية إلى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، تستمر لمدة أسبوعين؛ بهدف مشاركة الفُرق في عددِ من ورش العمل المكثفة، إضافة إلى حضورهم لمنتدى”Film Independent” الذي يُعد حدثًا مميزًا؛ يسعى لتمكين صانعي الأفلام من رواية سردياتهم القصصية الآسرة، عبر تزويدهم بالأدوات والشبكة الاجتماعية الواسعة، التي تمكنهم من إتمام مشاريعهم لترى النور.

مقالات مشابهة

  • جمعية الصداقة المصرية الروسية تنظم ورشة فنية لصناعة فانوس رمضان
  • عاهات مستديمة وموت.. الألعاب النارية تنشر الذعر فى الشهر الكريم.. القانون يتصدى لها بعقوبات تصل إلى المؤبد.. وخبير: الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لمكافحة جرائمها
  • روحانيات الشهر الكريم
  • فتح باب التقديم لبرنامج” معمل المسلسلات”
  • الصعيد.. و"ناسه"
  • تكريم 3 آلاف طفل من حفظة القرآن الكريم في البحيرة.. صور
  • ليالي رمضان.. الفوانيس المضيئة تُزين شوارع مدينة الباحة
  • الفوانيس المُضيئة تُزيّن مهرجان ليالي رمضان الباحة
  • ضربة لصناعة الشاي الكينية.. السودان يغلق أبوابه وخسائر بالمليارات
  • مصرع شاب وإصابة 19 في انفجار أسطوانة غاز بمحل حلويات بالمنصورة