بوابة الوفد:
2025-02-05@08:20:31 GMT

يلتزم برهة.. ثم يعود

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

نعانى كثيرًا من التجاوزات فى الشوارع.. وقلنا سابقًا (متى ينتهى احتلال الشوارع؟).. فهناك بالفعل حالة من الاحتلال للشوارع بشكل بشع وسخيف.. فلو هناك قهوة فى الشارع نجدها تأخذ 5 أمتار أمامها دون أى اعتبار لأى شىء وملعون أبو الناس.. لو وجدت فرنًا للمخبوزات تجده يحتل من الشارع ضعف مساحة الفرن فى الخارج، أى فى الشارع ليعرض مخبوزاته.

. واللى مش عاجبه يخبط دماغه فى الحيط.. وهكذا فى السوبر ماركت، فى الفكهانى.. حتى المحمصة تقوم بنفس الأمر.

وتنزل حملة لرصد كل تلك المخالفات.. وهو أمر مضحك بكل المقاييس.. فهناك من يعرف مسبقًا بميعاد الحملة فنجده يلتزم ليقول لك: جاءنى تليفون إنهم نازلين النهاردة عشان كده ملتزم لغاية ما يمشوا.. وبمجرد ما ينزلوا الكل فى الشارع نجده فى حالة التزام والكل ملتزم.. التليفونات اشتغلت.. إلا من كان حظه عاثر أو غير مربط الأمور فهو الذى تتم محاسبته.

وبمجرد ما تمر وتنتهى ساعة المرور الكل يعود لحالته المعتادة.. أى تعود ريما لعادتها القديمة.. وتسمعهم يقولون.. بياخدوا إيه من كل ده.. هما عارفين أنهم هيمشوا من هنا وكل شىء يرجع تانى.. يبقى إيه لازمتها.. والسؤال: هل أنت جاد حقًا فى الانضباط والالتزام؟ أن الأمر مجرد حركة صورية وإثبات أن الأجهزة تقوم بعملها؟ أظن الإجابة واضحة أنت غير جاد فى إحداث أى درجة من درجات الانضباط أو الالتزام.. وأن كل ما يحدث هو أن كل هؤلاء يتم الالتزام برهة أو ساعة بالأكثر ثم كل شىء يعود لحاله.. وبالتالى أنت تشعر أنه لا شىء يحدث ويظل كل شىء كما هو، بل تزداد الأمور من سيئ إلى أسوأ. والسؤال: هل أنت فى حاجة لكل هذا الأمر؟

ببساطة هناك الآن كاميرات أو عليك أن تلزم الجميع بتركيب كاميرات.. وعليه يمكن تتبع الكاميرات فمثلًا: هناك كاميرات فى واجهة المقهى، يمكنك متابعة هل تجاوزت حدودها، ونفس الأمر فى الدكاكين..الخ عن طريق متابعة الكاميرات يمكن أن تحدث درجة عالية من الانضباط فى الشارع.

إن فكرة النظام والالتزام يتم غرسها فى داخل المواطن إما عن طريق التربية أو عن طريق تطبيق القانون بحيث لا يميز بين (س) أو (ص) أى هناك عدالة فى تطبيق القانون بصرامة دون النظر إلى أن هذا ابن (السرياقوسى) بيه.. أو قريب أو تبع (جعبورة أبوسنجة) كبير البلطجية.. وما دامت تلك العشوائية السارية فى الشارع موجودة فلا فائدة من أى شىء على الإطلاق.. بداية الإصلاح هو الإيمان بالنظام واتباع القانون. وللأسف الشديد هذا لم ولن يحدث على المستوى القريب. وحتى على المستوى البعيد.. هى قناعة تؤمن بها الدولة أولًا ثم تطبقها الأجهزة المعنية.. لكن الأمر الآن غير وارد وعليه يظل الحال كما هو إلى أن يشاء الله.. فلنتوجه بالدعاء إلى السماء أن يجعلنا نفهم ونعى ونؤمن بفكرة النظام والالتزام.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون محاسبته فى الشارع

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: خواطر من الزمن الجميل !!



يعتريني في كثير من الأوقات وربما كثيرين غيري ممن هم في عمري، هذا الإحساس الذي يتطرق كثيرًا إلي مشاعري، ويشدني إلي الكتابه عنه، (الحنين إلي الماضي)، أحداثًا، وتاريخًا، بل وإيضًا جغرافيًا 
ولعل هذا الأحساس الذي يشمل تفسيره الأحداث، والتي نطلق عليها في بعض الأحيان بأحداث الزمن الجميل، " فنًا وأدبًا وسلوك إجتماعي، أما التاريخ فهو ما يجعلنا نتعرض فيه إلي ما كان يحدث في الشارع المصري والحاره المصرية أمام أزمات عامة تمر بها بلادنا، أو أفراح يعيشها شعب مصر أثر، نجاحنا في تحقيق أهداف سعينا إليها من خلال مشروعات سياسية تبناها قادة الثورة المصرية وعلي رأسهم الراحل " جمال عبد الناصر " مثل تحرير الوطن من الإستعمار أو مشروع الإصلاح الزراعي أو بنائنا لمشروع السد العالي ( مشروع القرن ) أو مجانية التعليم التي سمحت لعامة شعب مصر بإلحاق أبنائه بمراحل التعليم المتوسط والعالي، والتي كانت من الصعوبة بمكان علي طبقات الشعب المحدودة الدخل تعليم أبنائها، لصعوبة تدبير مصروفات الدراسة.
ولعل التاريخ أيضًا، يذكرنا بأن أغلبية شعب مصر في هذه الحقبات من الزمن أواخر الأربعينيات والخمسينيات، كان ( الفقر والجهل والمرض ) هي السمات الثلاث التي قامت الثورة للقضاء عليهم، فغالبية المصريون يسيرون ( حفاه ) في الشارع، وهذا كان من المناظر المعتادة والطبيعية أن تجد أطفالًا بل رجالًا ونساء دون أحذية، في الشارع المصري، وكان أيضًا من المتسولون من يجمع ( سبارس ) أي (أعقاب السجائر) الملقاه في الشارع لكي يستخلصوا من تلك البقايا  التباك ( الدخان ) لإعادة لفها وإعادة تدخينها، هذه بعض الملامح للفقر الذي كان يعتري المجتمع، وأيضًا في الجغرافيا، الحنين إلي شوارع وحوارى القاهرة فكنت أحد سكان (منيل الروضة )، منذ عام 1948، حيث إنتقلت أسرتي من حي السيدة زينب ( حيث ولدتُ ) !!للإقامة في شارع الغمراوي، وهو الشارع الشهير بالسوق المركزي لجزيرة منيل الروضة في هذا الوقت وربما حتي اليوم !!
وكانت جزيرة منيل الروضه تتميز بقلة سكانها، حيث يقع مستشفي القصر العيني علي رأس الجزيرة " وقصر الأمير محمد علي "، وكانت المنطقة المكدسه بالسكان والمعروفة بالمنيل القديم، ثم محطة الهلباوي، ومحطة الغمراوي ومحطة الباشا، ويقسم الجزيرة شارع منيل الروضة، وكان " بحي المنيل " أربعة دور سينما صيفي شهيرة ( سينما جرين )، و ( سينما الروضة ) في شارع المنيل متواجهين، يلجأ إليها الشباب والسكان وربما إشتهرت (سينما الروضة ) بحادثة شهيرة، حينما أشيع عن أن المقدم " محمد أنور السادات " إصطحب زوجته السيده " جيهان السادات " (وهم من سكان الروضة إلي سينما الروضة ليلة قيام ثورة 23 يوليو، وتشاجر مع أحد المشاهدين، لكي يثبت وجوده في دار السينما، لو قدر الله وفشلت الحركة !!هكذا قيل أو أشيع عن الرجل !!
وإيضًا سينما " الجزيره "، حيث تقع علي ضفاف نهر النيل في شارع " عبد العزيز أل سعود "، أما السينما الأخيرة هي سينما "ميراندا" والمشهورة الأن بإسم " فاتن حمامه "، وهي سينما مغطاه، كانت هي ملجأ الشباب والأطفال وخاصة في الحفلات النهاريه،للهاربين من حضور الدروس في مدارسهم أو من الجامعه،هذه المنطقة جغرافيًا، كانت تضم الطبقة الوسطي في مصر، وإيضًا طبقات محدودة الدخل،
حيث كان تنتشر فيها ( جزيرة منيل الروضة ) الأراضي الزراعية، وترتبط بالجيزة، بكوبري " عباس " الشهير بكوبري الجيزة والذي له تاريخ سياسي، حيث فتحه القلم السياسي سنة 1936، في حكومة ( صدقي باشا) علي شباب جامعة القاهرة المتظاهر بالمطالب بعودة  " دستور 1923 ".
ويعود الحنين إلى شارع المنيل وكل النواصي التي كنا نقف مجموعات من الشباب فيها،حيث كنا نتمركز كمجموعتين إحداهما  تفضل محطة الغمراوي أمام (عصير قصب منصور) وأخرين يفضلوا الناحية الأخري من الشارع عند(عصير قصب جرجس ) !!، وليس العملية مرتبطة بديانة كل من صاحب المحل، ولكن هكذا كانت !! 
وهكذا الحنين إلي الماضي في بعض صوره أضعها أمامي وأمامكم لعل وعسي نتذكر شيئًا جميلًا في هذا الزمن... !!

مقالات مشابهة

  • الزوبعي: قانون العفو العام متفق عليه وبرنامج الحكومة يلتزم بتنفيذه
  • ترامب عن موقف الاردن ومصر: هناك من يرفض أمورا ثمّ يعود للموافقة
  • السيادة يحمّل الطاعنين بإقرار العفو العام مسؤولية تداعيات تجييش الشارع لمصالح شخصية
  • رأي الشرع في العثور على مبلغ مالي في الشارع .. دار الإفتاء تجيب
  • د.حماد عبدالله يكتب: خواطر من الزمن الجميل !!
  • نائب محافظ القاهرة تقود حملة لإزالة إشغالات ميدان الحلمية بعين شمس (صور)
  • قيادي لدى حماس: ملتزمون بما يلتزم به الاحتلال الإسرائيلي
  • هآرتس: نتنياهو لن يلتزم لواشنطن بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • نظارات السوء
  • الذبح: أو ربط الفضاء العام بذاكرة الدم