حاولت مرارًا وتكرارًا مكافأتها على معروفها معى ولكنها أبت، وعندما طلبت منها علاج بعض الحالات المشابهة لحالتى ممن يترددون على الجريدة أو الأصدقاء والأقارب كانت لا تمل، ولم تغير معاملتها يوما ما رغم الضغوط التى كانت تعانى منها فى العمل والزحام و الأعداد المهولة التى كانت تأتى إليها يومى السبت والثلاثاء من كل أسبوع فى معهد الرمد التذكارى بالجيزة، فحاولت مكافأتها بطريقة أخرى فطلبت منها نشر موضوع بالجريدة باسمها وصورتها للحالات التى نجحت فى علاجها وتفوقت بها على العديد من زملائها داخل المعهد وخارجه، ولكنها كانت ترفض بشدة معللة أنها لا تحب الظهور الإعلامى ولا تسعى لأى طموح فى حياتها سوى خدمة البسطاء الذين لا يستطيعون العلاج فى العيادات الخاصة، وعندما طلبت منها الذهاب إلى عيادتها الخاصة أو المركز الذى تعمل فيه فكان الرد بكل قناعة واطمئنان أنا ليس لى عيادة خاصة ولا أعمل إلا فى معهد الرمد التذكارى بالجيزة.
بداية معرفتى بها كانت فى غضون عام ٢٠١٧ عندما فوجئت بازدواج فى الرؤيا وجحوظ بالعينين وترددت على أكبر أطباء العيون بالمستشفيات الخاصة وكانت النتيجة واحدة، لا استطيع غلق العينين أثناء النوم وضغط العين فى ارتفاع مستمر.
قابلت أحد الأطباء المشاهير فى جراحة الجفون بمركز عيون شهير يحمل فى يده (مازورة) التى يستخدمها الترزية ولم يفحصنى بأية أجهزة وكان رده السريع.. سيتم تكسير عظام حجاب العينين وإجراء ثلاثة عمليات أخرى بعدها لما يترتب على العملية الأولى من أثار وطلب مبلغ خيالى نظير الأربعة عمليات التى ستجرى لى فى المركز الشهير.
تركته وعدت إلى أساتذة معهد الرمد التذكارى الذين حذرونى من هذه الجراحة الخطيرة أثناء وجود الطبيبة عواطف عبداللطيف، والتى طلبت أن تتولى علاج حالتى بعد ان وجدت اليأس يبدوا على حالتى، وطلبت منى بكل هدوء وثقة وابتسامه رقيقة أنها ستعالج حالتى بعد أن قدمت المشيئة كعادتها، ومن يومها وأنا مدين لها ولم تنقطع اتصالاتى بها، حتى بعد الخروج للمعاش وكانت تطلب منى عمل الأشعة وإرسالها على الماسنجر ونجحت خطة علاجها فى الأسابيع الأولى من العلاج، وتطلب منى مساعدة ومتابعة أية حالة مشابهة لحالتى وعندما عرضت عليها نشر مشكلة تأخر مستحقاتها التأمينية لمدة تزيد عن عام رفضت أيضًا، وقالت سوف أسعى بكل السبل للحصول على حقى دون شوشرة أو مجاملات، ورغم المشقة التى واجهتها للحصول على حقوقها التأمينية إلا انها لم تهنأ يصرفه أكثر من عامين، وبعدها وافتها المنية دون ان يشعر بها أحدًا من مرضاها لكى يردوا لها الجميل ويتبعوا جنازتها أو الدعاء لها، رغم أنها لم تتردد لحظة قبل وفاتها بأيام قليلة من متابعة حالة شاب أوشك على فقد بصره، وتوجهت معى ومعه إلى مستشفى قصر العينى وفحصت حالته بنفسها دون أن تتقاضى مليما واحدا كعادتها ورفضت حتى تشرب زجاجة مياه معدنية، وطلبت منى التحرك بسرعة لخطورة الحالة وانصرفت مسرعة ولا نعلم أنها كانت تودعنا بكرمها المعهود، وتعافى المريض التى خرجت لأجله وذهبت هى إلى جوار ربها ليجزل لها العطاء ويضعها فى المكانة التى تليق بها (نحسبها كذلك ولانزكى على الله أحد) وأتمنى من الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى تكريم اسمها ووضعه على إحدى القاعات بمعهد الرمد التذكارى بالجيزة تكريما لإنسانيتها التى نفتقدها هذه الأيام ولا ننسى أن نقدم خالص العزاء لأسرتها الكريمة فى مصابهم الأليم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هموم وطن طارق يوسف
إقرأ أيضاً:
تضر بصحة الكبد.. طبيبة تحذر من تناول هذه الأطعمة
أشارت الدكتورة فاليريا لوموفا أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، إلى أن الكبد مسؤول عن العديد من العمليات في الجسم، بما فيها العمل كمرشح طبيعي، وتخليص الجسم من السموم.
ووفقا لها، أي أن حالته تعتمد إلى حد كبير على ما يأكله الشخص. وتحدد الأطعمة التي تدمر الكبد، مثل الكحول، لذلك فإن تناول الكحول بصورة منتظمة يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل تليف الكبد وتشمع الكبد.
وتقول: "يجب توخي الحذر عند تناول الأطعمة الغنية بالدهون الحيوانية لأن كثرتها يمكن أن تؤثر سلبا في صحة الكبد، مثل الزبدة والشحم والسمن والنقانق واللحوم الدهنية (لحم الضأن ولحم الخنزير والبط والإوز) والمعجنات والكعك ومنتجات الدقيق والوجبات السريعة".
ووفقا لها يجب تناول الفواكه باعتدال على الرغم من فوائدها العديدة لأن زيادة مستوى الفركتوز يمكن أن يؤدي إلى تنكس مرض الكبد الدهني، لذلك من الأفضل تناول فواكه وثمار لا تحتوي على نسبة عالية من السكر.
وتقول: "عامل الخطر الآخر للإصابة بمرض الكبد الدهني هو السكر الزائد، لأنه يزيد من مستوى الغلوكوز في الدم، لذلك من الأفضل عدم الإفراط في تناول الحلويات المختلفة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، بما فيها المشروبات الغازية".
وتشير الطبيبة، إلى أن هناك مجموعة منتجات، مثل المعلبات والأطعمة المعالجة يمكن أن تلحق الضرر بالكبد.
وتقول: "يجب اتباع نظام غذائي متوازن يتكون بصورة أساسية من الأطعمة الصحية. كما يجب إجراء فحوصات وقائية دورية لأن أمراض الكبد غالبا ما تتطور دون أعراض".