قال الدكتور أبو اليزيد سلامة مدير عام شؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف والباحث بهيئة كبار العلماء، إن الإسلام حث على التراحم والتعاطف وإغاثة المحتاج وإعانة الملهوف والتداوي بالصدقات، فالإسلام دين يحث على التكافل الاجتماعي، ويكفل للمحتاج وجوبًا ما يُقتطع من مال المسلمين ما يعين المحتاج على حياته من أموال الزكاة، متحدثا عن شروط الزكاة ذاكرا منها الإسلام والملك والنماء والحول والسوم وملك النصاب.

ملتقى الظهر بالجامع الأزهر يقدم روشتة للثبات على الطاعات ملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر يوضح أحكام زكاة الفطر منزلة الزكاة في الإسلام 

وفي هذا السياق ذكر الشيخ ياسر صلاح عجوة الباحث بالجامع الأزهر الشريف، أن الزكاة هي النماء والريع والزيادة، مشيرًا إلى منزلة الزكاة في الإسلام كأحد أركانه الخمسة، ولأهميتها ذكرها الله -تعالى- في القرآن الكريم مثل قوله تعالى "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ"، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا».

واختتم الشيخ محمد عبد المعبود قنديل، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الزكاة من الأفعال التعبدية التي أملاها الشرع على العبد (إيتاء الزكاة)، فهي أوامر ربانية كُلف بها  المؤمنون لما يترتب عليها من خير وبيان لعلامة إيمان العبد بالله -تعالي- واليوم الآخر، ومن هذه الأعمال ما يتعلق بالبدن كالصلاة، ومنها ما يتعلق ببذل المال المحبوب إلى النفس كالزكاة.

ملتقى الظهر بالجامع الأزهر يقدم روشتة للثبات على الطاعات

وفي سياق متصل قال الشيخ عبد الله رمضان الواعظ بمنطقة البحر الأحمر، إن كثيرًا من الناس يتقرب الي الله -تعالي- بمختلف أنواع العبادات والقربات ثم يذهب كل ذلك ولايثبت أحد منهم على ما كان عليه من هذه القربات، لافتا إلى أن العبد هنا قد وقع في مخالفة وتقصير لأمر عظيم من أوامر الله -جل علا-، ألا وهو (الثبات على الطاعات).

وحذر خلال ملتقى الظهر بالجامع الأزهر، من موانع الثبات على الطاعات، ذاكرا إياها في طول الأمل والحرص على الدنيا، والتوسع في المباحات من طعام وكلام ومنام، فضلا عن الابتعاد عن البيئة الإيمانية.

وقدم روشتة علاج للثبات على الطاعة، وهي: الدعاء، والتنوع في الطاعات، والتعلق بالمساجد، ومعرفة سير الصالحين الأوائل، فإن هذا من أعظم ما يثبت العبد على الطاعة ولقد اشار الله إلى هذا مع نبيه -صلي الله علي وسلم- فقال له (وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ).

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر هيئة كبار العلماء الإسلام التراحم والتعاطف أموال الزكاة الجامع الأزهر بالجامع الأزهر على الطاعات

إقرأ أيضاً:

ملتقى الجامع الأزهر : سيدنا موسى تدرب على مواجهة بني إسرائيل في أرض سيناء

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن أرض سيناء" بمشاركة الدكتور مجدي عبد الغفار، الرئيس السابق لقسم الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور ربيع الغفير، استاذ اللغويات بجامعة الأزهر. 

الصاوي: فكرة المعيد انتقلت من الأزهر إلى جامعات الدنيارئيس جامعة الأزهر يستقبل فريق هيئة ضمان الجودة والاعتماد لمراجعة برنامجين بكلية اللغات.. صور

وأدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، وحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى، من رواد الجامع الأزهر.

في بداية الملتقى قال فضيلة الدكتور ربيع الغفير: إن سيناء لها مكانة خاصة لأن فيها البقعة المباركة التي تجلى فيها الحق سبحانه وتعالى لسيدنا موسى وهذه البقعة هي جبل الطور العظيم "فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا"، الذي أقسم به الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "وَالطُّورِ، وَكِتَابٍ مَّسْطُور فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُور"، وهذا القسم هو شاهد على مكانة جبل الطور في عقيدتنا الإسلامية، لأن قسم الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بجبل الطور دليل على أن هذا المكان عزيز وله شأن عظيم، لهذا سمى الوادي المقدس "إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى"، وهو دليل تأكيد على أن هذه البقعة لها قداسة ولها مكانة عظيمة.

وأوضح الدكتور ربيع الغفير، أن الأماكن التي تحدث عنها القرآن الكريم بالبركة تشهد بركة في كل شيء، "أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" لهذا فإن أرض سيناء أرض مباركة في شعبها وفي مقدراتها وفي أمنها وسلامها إلى قيام الساعة، مثلما نجد البركة في بيت المقدس "الذي باركنا حوله"، لهذا نفهم صمود أخوتنا الفلسطينيين العزل أمام طواغيت الأرض ومن خلفهم طغاة الدينا تساعدهم وتمدهم بالعتاد والعدة، فإن الصمود هو أثر من آثار البركة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على هذه البقعة. 

وأشار إلى أهمية وعي شباب مصر بمكانة بلده وعظم مكانتها عند المولى سبحانه وتعالى، لكي يحرصوا على الدفاع عنها أمام كل الأطماع، وعليهم أن يدركوا أن كل الخطط هدفها الحقيقي هو هذا البلد، وأن دماء شهدائنا هي خير شاهد على هذه الأطماع.  

من جانبه قال الدكتور مجدي عبد الغفار: يجب أن نقف على فهم دقيق وعميق لمعاني الآيات التي ذكرت فيها سيناء في القرآن الكريم، لأنها توضح لنا المكانة العظيمة لأرض سيناء المباركة، وهذه الآيات هي دليل قدسية لهذه البقعة التي شهدت تجلي الحق سبحانه وتعالى، لأن هذه البقعة هي الوحيدة التي تجلى الله سبحانه وتعالى عليها، كما لا توجد بقعة في الأرض مر عليها من الأنبياء مثلما مر على أرض سيناء، لذلك فإن أرض سيناء هي أرض النماء لما فيها من البركة، ومظهر الانتماء لما لها من القدسية والمكانة التي توجب علينا أن نعرف مكانتها وأن نُعرّف بها. 

كما أن أرض سيناء شاهدة على هلاك الطغاة ونجاة الصالحين كما هلك فرعون ونُجى موسى ومن معه، وهذا دليل على أن أرض سيناء لا مكان فيها لطاغية أو ظالم.

وأضاف الدكتور مجدي عبد الغفار، أن أرض سيناء كانت بمثابة مكان آمن لسيدنا موسى عليه وعلى نبينا السلام، لتستقر فيه نفسه وتهدأ، وكانت هذه المرحلة ضرورية لسيدنا موسى ليتهيأ لما بعد ذلك، وكان لا بد أن يوجهه الحق سبحانه وتعالى لمكان له قدسية ومكانة عظيمة، لهذا اختار له الحق سبحانه وتعالى أرض سيناء، لتكون موطنًا لتأهيل وتدريب سيدنا موسى عليه وعلى نبينا السلام لمواجهة بني إسرائيل "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى".

وفي ختام الملتقى أوصى الدكتور مجدي عبد الغفار الشباب بضرورة أن يتدبروا آيات القرآن الكريم، لأنه لا يمكن أن يفهموا ما جاء في القرآن من دروس وعبر وأحكام ومعاني بدون التدبر "إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية"، لذلك عليهم تدبر ما جاء في القرآن الكريم، حتى يحصنوا أنفسهم ضد كل من يحاول أن يهدم ثوابتهم، مستغلًا جهلهم بمعاني القرآن والأحكام التي جاءت القرآن الكريم.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

طباعة شارك الأزهر الأزهر الشريف الجامع الأزهر ملتقى الجامع الأزهر ارض سيناء

مقالات مشابهة

  • هل يجوز للمرأة ارتداء غير الأبيض في الحج؟.. الأزهر يوضح
  • أمير حائل: تعزيز التكافل ونشر ثقافة العطاء
  • حكم الحج لمريض الزهايمر.. الأزهر للفتوى يوضح
  • محافظ جدة: تبرع سمو ولي العهد لجود الإسكان يجسد اهتمامه بالعمل الخيري وتعزيز قيم التكافل
  • الإسلام.. يجرّد الدين من الكهنوت
  • نائب أمير نجران: دعم سمو ولي العهد للإسكان يؤكد النهج القويم لقيادتنا الرشيدة لتعزيز التكافل الاجتماعي
  • علي الأزهري: الرجل مطالب بالإنفاق على زوجته حتى لو كانت غنية
  • ملتقى الجامع الأزهر : سيدنا موسى تدرب على مواجهة بني إسرائيل في أرض سيناء
  • كيفية اختيار الأصدقاء .. الأزهر للفتوى يوضح
  • كيف أقضى الصلاة الفائتة ؟.. الأزهر للفتوى يوضح