واشنطن"د. ب. أ": في عالم يعاني من التوترات السياسية والاجتماعية، يثير التهديد بالعنف قلقا متزايدا، خاصة عندما يأتي من شخصية عامة مؤثرة، مثل الرئيس السابق دونالد ترامب. ويصبح من الضروري التعامل مع قضايا التهديدات بالعنف بجدية وتحليلها بعناية وعدم تجاهلها على اعتبار انها دعاية انتخابية لا اكثر.

وقال الكاتب الأمريكي تيموثي أوبراين في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، إن ترامب نشر مقطع فيديو قصير على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، يتضمن صورة للرئيس جو بايدن مقيد اليدين والقدمين، وهو محتجز في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة.

ويضيف أوبراين: "ربما يرى المرء أن هذا مجرد فيديو مضحك من ترامب على حساب منافس سياسي... حسنا، فإن تصرفات ترامب أكثر اندفاعية وشراسة من الرؤساء السابقين بشكل عام".

وأوضح أوبراين أن الطريق من الوقت الحالي وحتى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر سيكون طويلا على نحو غير عادي، وأن ترامب سيواصل تعبيده بتهديدات العنف ونداءات الشر والتفرقة، فهذا هو الشر الذي يحركه، وتجنب مثل هذا الشر شيء طبيعي فقط لأي شخص يتعرض لمسرحياته وتهديده. ويقول إن النظر في الاتجاه الآخر يوفر قدرا من الراحة والاستمرارية في عصر مروع وصادم.

ويعتمد ترامب على ذلك بالطبع، فهو يريد تأجيج مشاعر أكثر أتباعه تحمسا بينما يؤثر سلبا على قدرة الآخرين على التحمل والصبر بسبب تهديداته المستمرة. هذا هو السبب في أن أي مجتمع يقدر التجربة الأمريكية، بعيوبها، وبكل ما فيها، يحتاج إلى تجنب فكرة التعامل مع سلوك ترامب على أنه "مجرد ترامب".

ويقول أوبراين إن ترامب ربما لم يدقق بعناية في الصور التي نشرها لبايدن، أو ربما يشعر بالمتعة من إثارة الفوضى، وإنه يعتقد أن الآخرين يجب أن يشعروا بالمتعة أيضا. ومن أجل نقاش كامل، يتعين ضمان هذه النقاط. ولكن تصاعدت الانتقادات بشأن منشور ترامب حول بايدن يوم السبت الماضي واكتسبت زخما في اليوم التالي.

وركزت الانتقادات على أمر واضح، ألا وهو أن ترامب يحتفي بالعنف الموجه ضد الرئيس الحالي. وعلى الرغم من هذه المخاوف، لم يهتم ترامب بإزالة منشوره، فقد رضي بالسماح لرسالته بالبقاء.

ويرى أوبراني أن ذلك كان ختاما ملائما لفترة نشاط ترامب، فقد استهدف بشكل متواصل ابنة القاضي خوان ميرشان، الذي يشرف على محاكمته في قضية احتيال جنائي بنيويورك. وزعم ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي وحتى عطلة نهاية الأسبوع أن مشاركة ابنة ميرشان في أنشطة سياسية للديمقراطييين تعني أن والدها لا يمكن أن يكون نزيها.

واستهدف ترامب القضاة بشكل منتظم، في نفس الوقت الذي كان يواجه فيه جميع القضايا القضائية التي تحيط به الآن، كما فعل ذلك في الماضي، وأصدر ميرشان أمرا يمنعه من توجيه انتقادات لممثلي الادعاء وموظفي المحكمة وأفراد أسرهم. ومع ذلك، لم يتضمن الأمر ميرشان وأفراد عائلته. ولذلك، لم يُضع ترامب وقتا كبيرا في مهاجمة ميرشان وابنته علنا، مما يجعلهما عرضة للخطر.

ويرى أوبراين أن الأمر جلي بالنسبة للقضاة الذين يراقبون كل هذا وهو يتكشف أمامهم.

وقال القاضي ريجي والتون في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأخبارية: "إنه أمر مقلق للغاية لأنني اعتقد أنه هجوم على سيادة القانون عندما يتعرض القضاة للتهديد، وخاصة عندما تكون أسرهم محل تهديد".

وخرج مايكل لوتيج، وهو قاض اتحادي سابق ورمز في الدوائر القانونية المحافظة، إلى وسائل التواصل الاجتماعي بنفسه بعد رؤية مقابلة والتون، حيث غرد: "تشهد الأمة نزع الشرعية بشك حازم عن كل من أجهزتها القضائية الاتحادية وعلى مستوى الولايات، والتفكيك المنهجي لنظام العدالة وسيادة القانون من قبل رجل واحد - الرئيس السابق للولايات المتحدة".

وهناك أيضا سجل حافل يمكن تمييزه بسهولة هنا، فقد حرض ترامب على العنف الذي اجتاح مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021.كما رافقته نداءات العنف منذ اللحظة التي نزل فيها السلم المتحرك في برج ترامب عام 2015 للإعلان عن أول محاولة رئاسية ناجحة له. لقد كانت تلك السمات المميزة لتجمعاته وخطاباته ووجوده على وسائل التواصل الاجتماعي وفترة رئاسته.

ويميل ترامب ومحاموه إلى القول بأن الرئيس السابق يمارس فقط حقه بموجب التعديل الأول لحرية التعبير عندما ينتقد بايدن وغيره ممن هم أكثر عرضة للخطر. لكن حرية التعبير لا تحمي الدعوات إلى العنف أو التحريض على الأعمال الإجرامية.

ولأن "ترامب على وجه التحديد هو ترامب"، فإن المساءلة تكتسب أهمية. إنه يطمح إلى أن يكون في أقوى منصب في العالم، في نهاية المطاف، وستزداد الآثار السلبية للسماح له بتحويل القانون ليلائم مصالحه الشخصية مع اقترابه من العودة للمكتب البيضاوي. يجب أن يلتزم ترامب بمعايير أعلى، لا بمعايير أكثر تسامحا، لأنه رئيس سابق وقد يكون رئيسا مستقبليا. إن كلماته وأفعاله وتهديداته تحمل وزنا ضخما، غير عادي.

ويقول أوبراين إنه يجب على جهاز الخدمة السرية زيارة ترامب وسؤاله عما كان يقصد من وراء نشر مقطع فيديو يتسم بالتهديد عن بايدن، كما يفعل الجهاز مع أي مواطن آخر يفعل نفس الشيء.

ويجب على القاضي ميرشان إعادة النظر في أمر التزام الصمت وجعله أكثر صرامة. وإذا انتهكه ترامب مرة أخرى، فعليه أن يلقيه في السجن. وإذا شعرت المحكمة العليا برغبة في التحرك بشكل أسرع مما فعلت، فعليها أن تخبر ترامب أنه ليس محصنا إزاء سيادة القانون.

ويختم أوبراين تحليله بالقول إن على الناخبين مواصلة استيعاب كل هذا، وبصفة خاصة الجمهوريين الذين يقولون إنهم يقدرُون القانون والديمقراطية. ومهما كان الأمر مرهقا ومحبطا ومملا، يجب على الجميع أن يواصلوا متابعة ترامب عن كثب خلال الأشهر القادمة، والنظر إلى كل ما يقوم به على أنه بالفعل اعتداء على النسيج والأسس الأساسية للمجتمع المدني.

الجدير بالذكر، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قدم امس ضمانة بقيمة 175 مليون دولار أمام القضاء الأميركي لتجنّب المصادرة القانونية لأصوله بعد الحكم عليه بغرامة قدرها 454 مليون دولار بتهمة الاحتيال المالي، وفقاً لوثيقة قضائية تمّ نشرها.

وكان أمام الرئيس السابق للولايات المتحدة، المرشّح للعودة إلى البيت الأبيض، مهلة حتى الخميس لتقديم هذه الضمانة التي تغطّيها شركة تأمين والتي تعادل وديعة، في هذه القضية المدنية التي استأنف فيها.

ويخضع ترامب للمحاكمة ابتداءً من 15 أبريل، ولكن بتهم جنائية هذه المرة، في قضية دفع أموال لإسكات نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز في فترة حملته الانتخابية عام 2016، في سابقة تاريخية لرئيس أميركي سابق.

وكانت محكمة استئناف في نيويورك خفّفت الضغوط المالية على الملياردير الجمهوري قبل أسبوع، وذلك من خلال خفض الكفالة إلى 175 مليون دولار.

وقال المرشح الجمهوري للرئاسة في نوفمبر "أحترم بشدّة قرار محكمة الاستئناف وسأودع 175 مليون دولار... بسرعة كبيرة، خلال عشرة أيام".

وكان قد حُكم على دونالد ترامب في منتصف فبراير بدفع غرامة قدرها 454 مليون دولار مع ولديه إريك ودون جونيور، بتهمة الاحتيال المالي عبر إمبرطوريتهم العقارية "منظمة ترامب".

واتُهموا في إطار هذه المحاكمة بتضخيم أصولهم بشكل كبير طوال العقد الأول من القرن الـ21 للحصول على قروض أفضل من البنوك.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرئیس السابق ملیون دولار ترامب على

إقرأ أيضاً:

هل ينتكس الذهب ويعود لمستواه قبل ترامب؟

سجّل المعدن الأصفر أرقامًا قياسية غير مسبوقة بالأسواق العالمية -مؤخرًا- في ظل موجة استثمارية وُصفت بـ"الجنونية" مع سعي المستثمرين إلى الملاذ الآمن وسط تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي بالأسواق العالمية، مما دفع سعر الأوقية إلى كسر حاجز 3500 دولار قبل يومين في ظل تصاعد المخاوف من ركود عالمي محتمل وتنامي الضغوط المالية والاقتصادية على كبرى الاقتصادات العالمية.

ويتوقع المحللون الآن أن يصل المعدن الأصفر إلى 4 آلاف دولار بعد أسابيع فقط من تجاوز السعر 3 آلاف دولار لأول مرة، وفقًا لصحيفة غارديان البريطانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الذهب والنفط يرتفعان مع زيادة الطلب بفعل التراجعات الأخيرةlist 2 of 2تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الخميسend of list

وقال مهند عريقات كبير المحللين الماليين بشركة "سي إف آي" العالمية -للجزيرة نت- إن الذهب سجل ارتفاعًا بحوالي 33% منذ بداية العام الحالي "وهي تُعتبر حتى الآن أكبر وتيرة ارتفاع سنوية منذ عام 1979، كما سجل ارتفاعًا خلال أبريل/نيسان الحالي بحوالي 12% وهي تعتبر أيضًا أكبر وتيرة ارتفاع شهرية منذ أغسطس/آب 2011".

عوامل الارتفاع

وأضاف عريقات "كل تلك المكاسب جعلته يصعد لأعلى مستوياته على الإطلاق قرب 3500 دولار للأونصة مدعومًا بمجموعة من العوامل" وأبرزها:

الطلب الأقوى من المتوقع ومضاعفة البنوك المركزية من حيازتها للذهب بحوالي 5 أضعاف منذ عام 2022 مما يعتبر تحولاً في إدارة الاحتياطات الإستراتيجية. تسارع التدفقات لصناديق الاستثمار المتداولة بسبب زيادة المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي. استمرار حالة عدم اليقين المتعلقة بسياسات التعرفة الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي تهدد بفرص حدوث ركود، وهذا ما اتفق معه رئيس البنك المركزيجيروم باول بأن تلك الرسوم سوف تقوض قدرة المصرف على احتواء التضخم وتعزيز النمو وتهدد بزعزعة استقرار سوق العمل. سياسات ترامب الاقتصادية رفعت أسعار الذهب (شترستوك)

وفي نفس الوقت، تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له في 3 سنوات بعد أن صعّد ترامب الضغط على الاحتياطي الاتحادي، داعيًا إلى تخفيضات حادة في أسعار الفائدة، ومشيرًا إلى أنه يدرس إقالة رئيس الاحتياطي الفدرالي، وذلك قبل أن يتراجع إلى الاقتصار على الدعوة إلى خفض كلفة الاقتراض.

إعلان

وقد هزت المخاوف من التدخل السياسي في السياسة النقدية الثقةَ بالدولار. وفي الوقت نفسه، زادت تهديدات ترامب -بفرض رسوم جمركية، بما في ذلك تحقيق جديد في واردات المعادن الأساسية وفقًا للبيت الأبيض- من المخاوف بشأن تباطؤ النمو وارتفاع التضخم، وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن.

لكن هل سيواصل الذهب ارتفاعاته القياسية بعد انتهاء أسباب التوتر الحالية؟ وهل يمكن أن ينتكس ويعود لمستواه قبل عهد ترامب؟

في محاولتنا للإجابة عن هذا السؤال الجوهري سنتعرف أولا على ما يلي:

تقلبات الذهب الحادة عبر التاريخ

يوضح أداء الذهب منذ عام 2005 وحتى الآن أن المستويات القريبة من 1380 دولار للأوقية والمستويات 2075 تعتبر أبرز المحطات في مسار ارتفاع الذهب على اعتبار أنها كانت تمثل منطقة مقاومة، وفي كل مرة كان الذهب يتجاوز فيها تلك المناطق كنا نشهد ارتفاعات متتالية على أسعار الذهب، وفقًا لعريقات.

ولو عدنا للوراء قليلًا، فقد شهد السعر تقلبات كبيرة عدة خلال العقود الماضية وفقا لمنصة "ماكرو ترندز" وقد وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عام 1980 بعد أدنى مستوياته في سبعينيات القرن الماضي.

وفي السنوات الأخيرة، وصل الذهب إلى مستوى أعلى من ذلك، مسجلاً رقماً قياسياً بلغ 2265 دولاراً للأونصة أوائل أبريل/ نيسان 2024، ليشهد صعودًا تاريخيًا جديدًا في أبريل/نيسان الجاري.

تقلبات

شهد المعدن الأصفر عبر الـ50 عاما الماضية تقلبات حادة ومشهودة وفقا لمنصة "ماكرو ترندز" وقد نتجت التغيرات في سعر الذهب جزئيًا عن الأحداث البارزة التالية وفقًا لمنصة إنفستوبيديا:

أدى انتهاء نظام بريتون وودز عام 1971، والذي سمح للدولار الأميركي بالتعويم بحرية، إلى إنهاء سعر الصرف الثابت بين الذهب والدولار، وشهدت هذه الفترة كذلك ذروة أزمة الركود التضخمي في الولايات المتحدة، والتي اتسمت بارتفاع التضخم، وانخفاض النمو الاقتصادي، وارتفاع معدلات البطالة.
وأدى كل ذلك إلى ارتفاع حاد بأسعار الذهب في سبعينيات القرن الماضي، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند حوالي 665 دولارًا في يناير/كانون ثاني 1980. وصل سعر الذهب إلى أدنى مستوى له محليًا عند حوالي 253 دولارًا للأونصة عام 1999، بسبب الأداء القوي للاقتصاد الأميركي وقوة الدولار، مما قلل من جاذبية الذهب كاستثمار بديل، كما انخفض سعره بسبب فائض المعروض في السوق، إذ باعت العديد من البنوك المركزية احتياطياتها من المعدن الأصفر لجمع الأموال وتنويع محافظها الاستثمارية. أدى الركود الكبير الذي حدث بعد عام 2008 إلى هروب إلى الملاذ الآمن وزيادة الطلب على الذهب، وارتفع سعره من حوالي 730 دولاراً في أكتوبر/تشرين الأول 2008 إلى 1300 دولار بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2010. أثارت أزمة الديون السيادية الأوروبية بين عامي 2010 و2012 مخاوف بشأن استقرار منطقة اليورو والاقتصاد العالمي، وبلغ سعر الذهب مستوى قياسيًا جديدًا بلغ حوالي 1825 دولارًا في أغسطس/آب 2011. أشارت سياسة "التيسير الكمي" الذي أجراه "المركزي" الأميركي خلال الفترة 2013-2014 إلى تطبيع تدريجي للسياسة النقدية وتعزيز للدولار، وانخفض سعر الذهب بنسبة 29% من 1695 دولارًا في يناير/كانون ثاني 2013 إلى 1200 دولار في ديسمبر/كانون أول 2014. تسببت جائحة كورونا عامي 2020 و2021 في حدوث اضطرابات وعدم يقين اقتصادي واجتماعي غير مسبوقة، وارتفع سعر الذهب بنسبة 27% من 1575 دولارًا في يناير/كانون الثاني 2020 إلى أكثر من 2000 دولار بحلول صيف 2020. بعد ذروة الجائحة، انخفضت أسعار الذهب إلى نطاق تداول يتراوح بين 1700 و1900 دولار، قبل أن ترتفع أواخر عام 2023 إلى مستويات قياسية جديدة عند حوالي 2135 دولارًا، ثم انخفضت إلى نطاق تداول أعلى بقليل من 2000 دولار. في أبريل/ نيسان 2024، ارتفع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة تجاوزت 2265 دولاراً للأوقية، مدفوعاً بالطلب الصيني المتزايد والمخاوف المستمرة بشأن التضخم. إعلان

وحاليا نشهد موجة جديدة من ارتفاع أسعار الذهب وصلت لمستويات قياسية غير مسبوقة.

عند انتفاء العوامل التي أدت لارتفاع الذهب مؤخرا يُتوقع أن يتراجع سعر الأوقية لمستوى قريب من 2500 دولار (شترستوك)

ونعود للسؤال السابق: هل يمكن أن ينتكس الذهب ويعود لمستواه قبل عهد ترامب؟

والإجابة ليست سهلة بسبب دخول العديد من العوامل التي تلعب أدوارًا بارزة في سعر الذهب، وحسب الخبير المالي عريقات فإن "استمرار تحقيق الذهب للمكاسب يرتبط بالدرجة الأولى على مدى بقاء العوامل التي أدت أصلًا لارتفاعه وأهمها حالة عدم اليقين الاقتصادي وارتفاع التضخم ومخاوف الركود".

وفي حالة انتفاء هذه العوامل، يتوقع عريقات أن يتراجع الذهب ويعود سعر الأوقية للمستويات القريبة من 2500 دولار.

ولكن عريقات يستدرك قائلًا "لا مؤشرات حقيقية حتى الآن لانتهاء الأسباب التي أدت لارتفاع الذهب خصوصًا مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووصولها لمستويات جديدة غير مسبوقة هي الأخرى".

وتبقى حقيقة تاريخية جديرة بالذكر:

في فبراير/شباط عام 1915 وفي خضم الحرب العالمية الأولى وصل سعر الذهب إلى 615 دولارًا للأونصة، وبعد الحرب عاود الانخفاض ليصل إلى 320 دولارًا في مايو/أيار 1920 وفقًا لمنصة "ماكرو ترندز". استمر الذهب بعدها في حركة من الصعود ليصل إلى قمة جديدة بلغت 841 دولارًا للأونصة في مايو/أيار 1934، وبعد ذلك شهد الذهب منحنى انخفاض وصل أوجه في ديسمبر/كانون الأول 1970 وصولًا إلى قاع بلغ 293 دولارًا.

ومما سبق يتبين أن القمم تتلوها قيعان، والقيعان تتلوها قمم جديدة، وكل ذلك له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بأحداث جيوسياسية في عالم صار في أصغر من شاشة صغيرة في قبضة اليد.

مقالات مشابهة

  • تحليل لـCNN: لماذا قد تكون الجولة المقبلة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية أكثر صعوبة؟
  • اعتقال بودريقة الرئيس السابق للرجاء البيضاوي المغربي
  • ترامب يستعد لصفقة أسلحة مع السعودية بقيمة 100 مليار دولار
  • هل ينتكس الذهب ويعود لمستواه قبل ترامب؟
  • بلا حدود تعلن تعليق أعمالها في مستشفى "خمر" بعمران بعد تهديدات أمنية
  • تدهور صحة الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو بعد جراحة معقدة في الأمعاء
  • تحليل :هل ستكون رئاسة ترامب الثانية ودية تجاه كوريا الشمالية؟
  • كوريا الجنوبية.. اتهام الرئيس السابق مون جيه-إن بتلقّي الرشوة
  • وفاة الرئيس التونسي السابق فؤاد المبزع عن عمر 91 عاما
  • الدولار يرتفع بعد تراجع ترامب عن تصريحاته تجاه الرئيس الفيدرالي