عمرو الليثي يزور العاملين في مشروع رصف طريق سندبسط بالغربية
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
زار الإعلامي عمرو الليثي، مقدم برنامج «واحد من الناس»، المذاع على قناة الناس، مشروع أعمال رصف طريق سندبسط في مركز زفتى بمحافظة الغربية، ضمن زياراته ولقاءاته مع العمال في المشروعات القومية بمحافظات الجمهورية.
وأوضح أن هذا المشروع سيكون له مردود كبير على المواطنين ويساعد في سرعة تقديم الخدمات، بالإضافة إلى أن هذا المشروع يسهل وصول الأهالي إلى المجمعات الخدمية والزراعية والحكومية ومركز طب الأسرة ومركز التأهيل بالقرية، مشددًا على أن هذا المشروع مهم ويسهل على المواطنين كافة أمورهم.
وخلال الزيارة، التقى «الليثي» بعدد من الأهالي في الشارع قبل الوصول للمشروع، ليؤكدون له أهمية هذا المشروع بالنسبة لهم، وهذا المشروع مهم جدًا بالنسبة لهم وسيكون بمثابة الرئة للإسراع في تنفيذ أعمالهم.
ويعد برنامج «واحد من الناس» من تقديم الإعلامي عمرو الليثي، ويُذاع يوميًا طوال شهر رمضان، ويسلط الضوء على استمرار الأعمال في عدد من المشروعات القومية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: واحد من الناس عمرو الليثي الإعلامي عمرو الليثي المشروعات القومية هذا المشروع
إقرأ أيضاً:
تفاصيل يوم واحد من أيام ديكتاتور مخلوع!
يختنق في البذلة العسكرية المثقلة بالنياشين والأوسمة، في جحيم الهواء الراكد المشحون برائحة بارود الاستعراض العسكري، اليوم عيد الثورة، العيد السابع والعشرين، نفس الصورة التي يبدو فيها في أغنية راب، انتشرت عبر تطبيق الواتساب انتشار النار في الهشيم.
(جوّعت الناس
يا رقّاص
قتلت الناس
يا رقّاص)
كان رجال أمنه يصادرون أجهزة التليفونات، ويعتقلون مشرفي مجموعات الواتساب والفيسبوك، لكن كل ذلك لم يوقف انتشار الأغنية التي رددتها حتى الببغاوات في مجاهل السافنا، فوق سفوح الجبال الغارقة في ضباب المطر الأبدي، وحتى مشارف الغابات المطيرة حول بحيرة فكتوريا، تزامن انتشار الأغنية مع الفوضى التي عمّت القصر الجمهوري إثر عودة رجال حزب المؤتمر الوطني للتزاحم في القصر مثلما كان يحدث في الأيام الخوالي، في أثناء تلك الفوضى صافحه شخص غريب، أمسك الغريب بيده لبعض الوقت حتى كاد الحرس الرئاسي يتدخل، حين اقترب الحرس ضاربا طوقا من حوله، تبخّر الرجل الغريب فجأة من أمامه، في دوامة هواء ضوئية، مُخلّفا سحابة صغيرة من ذرات لون عمامته البيضاء، شعر شعورا غريبا مجرد أن اختفى الغريب من أمامه: شعر أنّ تغييرا ما قد حدث في جسده، وأنه قد فقد أحد أعضاء جسمه!
يُقال إن هناك ساحر في المدينة سيدي الرئيس ما أن يصافح شخصا ما حتى يختفي عضوه الذكرى! ولابد من مساومة الساحر من أجل استعادة العضو المفقود!
هذه إحدى نتائج عودة رجال الحزب الوطني لاحتلال ردهات القصر وغرفه، يتحوّل القصر الجمهوري إلى شيء أشبه بسوق الجمعة، كل شيء معروض للبيع، قطع الأراضي، المشاريع الزراعية، المؤسسات الحكومية التي دفع شعبنا ثمنا باهظا لينتزعها من براثن الرأسمالية الطفيلية التي ورثت الاستعمار الإنجليزي، وتحكّمت في اقتصادنا سيدي الرئيس، ليأتي هؤلاء الإخوان المسلمون، الذين خدعونا باللحي الزائفة، وغُرة الصلاة التي يرسمها على وجوههم متخصصون في رسوم التاتو، ولا تكلّف سوى بضعة جنيهات، فباعوا كل شيء في الوطن، حتى قضبان السكة الحديد التي زرعها اللورد كتشنر في الصحراء لنقل جنوده أواخر القرن التاسع عشر، نزعوها وباعوها لمصانع الحديد، حتى الرمال قاموا بتصديرها لمصانع السليكون في أوروبا، حتى العقارب، خدعهم الصينيون في البداية واشتروها منهم مقابل عشرة سنتات للكيلو الواحد، لعمل أبحاث حول المنافع الطبية لسموم العقارب، ثم اكتشفوا لاحقا أنّ الصينيين كانوا يشترونها لاستخراج ذرات صغيرة من الذهب من أحشائها! فالعقارب التي تعيش في بلادنا تأكل الذهب مع الرمال!
يموت أهل بلادنا من الجوع ومرض السل الذي بات من التاريخ في كل مكان في العالم سيدي الرئيس، والذهب تأكله العقارب، ويسرقه أعضاء حزبك جهارا نهارا. حين اكتشفوا وجود ذهب في أحشاء العقارب أصبحوا يقومون بسحب ذرّات الذهب من العقارب بواسطة إبر معدنية، ثم يقومون ببيع العقارب إلى الصينيين فارغة من الذهب بنفس السعر القديم! تريدون عمل أبحاث حول السموم؟ إليكم مصانع السموم الصغيرة هذه، فقط لا تنسونا حين تقومون بتصنيع أدوية من هذه السموم!
هل تصدّق أن هناك من يستطيع خداع الصينيين؟ فعلها هؤلاء الاخوان سيدي الرئيس! حصلوا من الصينيين على قروض لتمويل مشروعات زراعية لاستصلاح الأراضي في الصحراء، بعد أن باعوا كل الأراضي الخصبة المحاذية لنهر النيل، للمستثمرين الأجانب! وحين جاء الصينيون لتفقد المشروعات التي يقومون بتمويلها، وجدوها صحراء قاحلة! لا أثر فيها ولا حتى لشجرة الهوهوبا التي تنمو في أشد الصحاري جفافا، هل تصدق سيدي الرئيس خدعوا حتى بن لادن! قدموا له دراسات جدوى لمشروعات مضمونة الربح، وتبخروا بمشروعاتهم بمجرد أن حصلوا على المال!
استولوا على كل الأراضي السكنية في العاصمة، واستولوا على قطع الأراضي التي خصصتها البلديات لتكون متنزهات عامة وملاعب للأطفال. اقتسموا الأراضي الزراعية في كل مكان باعوا جزءا منها لمستثمرين أجانب يتبعون للتنظيم الدولي للإخوان، وقاموا بأنفسهم باستغلال الجزء المتبقي من الأراضي، يستوردون معدات زراعية غالية بدون أن يدفعوا مليما لمصلحة الضرائب أو الجمارك، لأنهم يستوردونها باسم منظمات خيرية تعمل في خدمة اليتامى والفقراء، ويدخلون كل هذه المعدات باعتبارها تعمل في مشاريع خيرية! تستورد منظماتهم الخيرية كل شيء سيدي الرئيس، من الأدوية والأسمدة منتهية الصلاحية، إلى الأسلحة والمخدرات!
حمد الله لأنّ صديق طفولته الذي يحكي له ببراءة عن فساد الاخوان، ليس كاهنا ليعترف له أنّ ربع أرباح الفساد الإخواني كانت تصب في الحسابات البنكية لإخوته وزوجته، وحسابات الشركات التي تعمل في غسيل كل شيء: غسيل العربات، غسيل الكلى، غسيل الأموال وغسيل الذهب! حتى غسيل الملابس! تُوَفِّر شركات إخوته مسحوق غسيل يزيل أكثر بقع الملابس التصاقا! كما يقول الإعلان الذي تذيعه الفضائيات التابعة للحزب! يدّعي الفقر أمام صديق طفولته حتى يصدّق أنه وإن كان يعلم بألاعيب الاخوان وفسادهم لكنه بعيد عنه، يقول لا توجد قهوة منذ يومين في القصر! فرغت علبة القهوة، طلبت منهم إحضار كعك وحلويات للضيوف لكنهم اعتذروا بسبب التقشف الذي تمارسه الحكومة لخفض النفقات الحكومية، حتى أنهم اغلقوا عددا من السفارات وقاموا بدمج بعض الوزارات!
يقول لصديق طفولته بخوف: هل لا تزال تقرأ أفكار الناس مثلما كنت تفعل أيام المدرسة؟ كنت تقرأ أفكار كل الناس من حولك كأنك تقرأ من كتاب مفتوح، حتى أنّ الناس كانوا يلوذون بالفرار حين تظهر في مكان ما، خشية كشف أفكارهم أمام الناس!
يضحك صديق طفولته ويقول: لا يحتاج الانسان الان ليقرأ الأفكار ليعرف حجم الدمار الذي نعيش فيه بسبب سياسات حزبكم! ثم ضحك وقال: صرت مثل ذلك الرجل الذي كان يقف قبل سنوات في إحدى إشارات المرور ينتقد الحكومة، يقال أنّ رجال أمنك اعتقلوه وتعرّض للتعذيب، وحين أطلق سراحه توقف عن مخاطبة الناس في إشارات المرور، التقيته مرة بالصدفة وسألته لم توقف عن نقد الحكومة، فقال لي ضاحكا: بسبب الجوع الناجم عن سياسات الحكومة، لم أعد اقوى على الوقوف طويلا لمخاطبة الناس!
يعلّق السيد الرئيس ضاحكا: طلبت منك عدة مرات أن تقرأ الأفكار المفيدة، أن تقرأ أفكار معلم الحساب، لنعرف أسئلة الامتحان، بدلا من ذلك كلما كنت تقرأه من أفكار كان يدور حول مشاكل المدرسين مع أولادهم وزوجاتهم، ومشاكل التلاميذ مع زملائهم وأخوانهم!
يضحك زميل الطفولة ويقول: أعتقد انني حاولت، لكن لا ينجح دائما قراءة أفكار الناس، بعض الناس يضعون أفكارهم داخل جدار يصعب اختراقه، والبعض يفكرون خارج رؤوسهم، فيمكن لأية عابر سبيل قراءة ما يفكرون به!
يحاول السيد الرئيس بناء جدار سريع في ذاكرته لوضع كل ما لا يرغب في كشفه من خلف الجدار، يضع جزءا من الجدار في لسانه، يتكلم بهدوء، يدافع بلطف عن أعضاء حزبه، محاولا ألا يعطي انطباعا أنه كان يدافع في الواقع عن نفسه، يقول: الكثير من قصص الفساد غير حقيقية، هناك العلمانيون والشيوعيون وعملاء الإمبريالية (يشعره استخدام كلمة إمبريالية بنوع من الفخر الخفي، دون أن يكون واثقا أنه يستخدمها في الموضع الصحيح) هناك الذين كانوا يستفيدون من الفوضى التي ضربت أطنابها في الوطن قبل وصولنا إلى السلطة، الاعلام الغربي يتواطأ ضد مشروعنا الحضاري، يقتلون ملايين الناس بالقنابل الذرية والأسلحة التي يحرّمون استخدامها بعد أن يصنعونها، ثم يدسون أنوفهم في ثياب نسائنا، يتحدثون عن حقوق الإنسان، عن حقوق النساء، عن امرأة جلدتها محكمة النظام العام لأنها ترتدي زيا فاضحا! يريدون أن تسود الرذيلة في مجتمعاتنا المحافظة!
يقرأ صديق الطفولة أفكارا مشوشة تناقض أقوال الرجل الذي كان يجلس بجانبه طوال ست سنوات في المدرسة الابتدائية، ولم يكن يهتم بإنجاز فروضه المدرسية، كان يكتفي فقط باستعارة أوراق جاره لينقل منها ما فاته من دروس. حين يحاول النفاذ الى ما خلف خطوط دفاعاته عن أعضاء حزبه، يصطدم بالجدار الحديدي الذي تقبع من خلفه أسرار انهيار الدولة.
لكن الرذيلة تسود سيدي الرئيس! ليس بسبب الاستهداف الخارجي لكن لأنّ حزبكم أفقر الناس! وهل هناك رذيلة أكثر من الفساد سيدي الرئيس!
يطرق السيد الرئيس، يحاول أن يزيح من ذاكرته، صورة نسبة الأرباح التي يحصل عليها مع إخوته وزوجته من الأعمال التجارية التي تغطي الوطن كله، يحاول دفعها الى ما وراء جدار الذاكرة، حتى لا يقرأ صديق طفولته أفكاره ويكتشف بعض تفاصيل فساد اسرته وحزبه. يشعر أنّ الجدار يكاد يسقط تحت ضغط تسونامي وقائع الفساد التي تعج بها ذاكرته.
ذات مرة جاءه أحد ضباط الجيش، قال له تنفيذا لأمر من قيادة القوات الجوية، قمنا بمسح كامل لصحراء الوطن سيدي الرئيس، لتحديد المهابط الطبيعية الصالحة لهبوط الطائرات دون داع لتمهيدها أو رصفها بالأسفلت، وجدنا كثيرا من المهابط الطبيعية، المفاجأة أننا وجدنا آثار طائرات سيدي الرئيس، يبدو أن أجواء بلادنا تُستخدم من قبل طائرات أجنبية ليس معلوما ماذا تجلب أو تنقل هذه الطائرات، إنه أمر في غاية الخطورة سيدي الرئيس، لكنني حضرت للقاء سعادتكم لأمر آخر، أثناء تنفيذ المهمة شاهدنا قوافل من الإبل تعبر الصحراء، حاولنا أن نقترب منهم لكنهم حاولوا الفرار، قلنا لهم نريد فقط أن نسألكم أن شاهدتم أية طائرات تهبط في هذه المنطقة، قال أحدهم هل تتبعون لوحدات مكافحة التهريب؟ وحين نفينا ذلك ظهر الارتياح على وجوههم، سألتهم هل أنتم خائفون من وحدات مكافحة التهريب، لاذوا بالصمت، لكن أحدهم أوضح قائلا: هذه الإبل تتبع لحرم السيد رئيس الجمهورية! ولا نريد أن ندخلها في مشاكل! أحببت أن أبلغك ذلك سيدي الرئيس، أن وحدات مكافحة التهريب تنشط أحيانا وقد يتسرب خبر أن حرم السيد الرئيس تقوم بتهريب الإبل عبر الحدود، ما قد يضر بصورة فخامتكم سيدي الرئيس!
شكر الضابط على تفانيه وشجاعته، وفي عيد الجيش بعد أيام قليلة، قام بتكريمه، منحه نوط الشجاعة من الدرجة الاولى، ثم أمر بوضع اسمه في أول كشف للضباط الذين سيتم طردهم من الخدمة، ما لم يعرفه الضابط المسكين، أنّه كان شريكا مع زوجته في تجارة الإبل عبر الحدود!
يقول رفيق طفولته: تقول إن الحكومة أغلقت بعض السفارات وأدمجت عددا من الوزارات لخفض النفقات الحكومية، إذا لماذا يوجد لدينا أكبر عدد من الوزراء في حكومة واحدة في كوكب الأرض! هذا بخلاف الوزراء الولائيين ونواب البرلمانات الولائية وغيرهم من أصحب الوظائف التي لا يعرف أحد ما الذي يؤدونه من عمل، بجانب آلاف الوظائف الوهمية التي يتحدث عنها الناس، شخص لا مؤهل له سوى لحية طويلة، وفجأة يكتشف أنه يحمل درجة دكتوراة في الفيزياء النووية، رغم أنه لا يعرف الفرق بين نوى التمر ونواة الذرة، يكتشف بالصدفة أنه يشغل عدة وظائف يحصل من بعضها على أجر ويذهب أجر بعضها لمن تكبدوا عناء صنع المؤهلات الوهمية وصنعوا له الوظائف المناسبة!
يقول السيد الرئيس: لا تصدق القصص التي تُروّج في الواتساب والفيس بوك، معارضة الخارج أدمنت العيش على أموال المنظمات الأجنبية، ولا عمل لهم سوى اختلاق قصص الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، بما يضمن استمرار عطف المنظمات الأجنبية التي لا تريد ببلادنا خيرا، عليهم!
لا يعبأ كثيرا بالفوضى المحتملة كما يسميها، ما دام يمسك هو وإخوته بخيوط الفوضى، يحرّكها في كل الاتجاهات، كل عمليات فساد أعضاء الحزب موثقة، كل فسادهم الأخلاقي موثق، زواجهم العرفي لفتيات صغيرات، اغتصابهم لأطفال صغار، والشقق السرية التي كانوا يمارسون فيها مجونهم، ويستعيدون ورعهم الزائف مجرد أن يغادرونها، وحين تنكشف فضائحهم يلقون باللوم على إبليس! يقولون خدعنا الشيطان، مع أنّ العامة يقولون إنّ إبليس قد رحل عن بلادنا سيدي الرئيس، منذ أن استولى رجال حزبك على السلطة، يقول الناس إن بعض أعمالهم لم يفكر فيها الشيطان نفسه! أحد قياداتهم سيدي الرئيس قام بالاستيلاء على أرض حكومية زراعية، ثم قام بتحويلها إلى أرض سكنية رغم أن القانون لا يسمح بذلك، ثم سلّمها إلى جهاز الأمن والمخابرات، فتبرّع الجهاز ببناء قصر للقيادي عليها، ثم استأجرت الحكومة القصر ليقيم فيه القيادي صاحب البيت نفسه! هل تصدق أنّ الشيطان يمكن أن يفعل شيئا كهذا؟
هل صحيح أنك عفوت عن أحد هؤلاء الإخوان بعد إدانته بتهمة اغتصاب طفل سيدي الرئيس؟
يخفي السيد الرئيس ضيقه من السؤال، يقول: تلك كانت مؤامرة ضمن صراع الأجنحة داخل التنظيم! هذا الرجل كان تقيا وورعا، بنى مسجدا وكان يقيم أغلب وقته في مسجده وحين يتغيب المؤذن كان يرفع الاذان بنفسه! دسوا له هذا الغلام في شقة يستخدمها بيتا لزوجته السرية، كانت زوجته السرية مسافرة حين ذهب لتفقد الشقة فوجد الصبي المليح في انتظاره، وأكمل إبليس بقية القصة! ولم ينتبه بالطبع لأجهزة التصوير التي كانت تدور سرا!
وهل ألقيتم القبض أيضا على إبليس أم أنه لم يظهر في شريط الفيديو! قال صديق الطفولة ذلك ساخرا، قبل أن ينتبه إلى أنه تجاوز كل الحدود، صمت ثم قال موضحا: الشائعات تقول إنه لم يذهب لتفقد الشقة، بل كان يصطحب معه إحدى عصفورات الليل، أي أنه جاء مصطحبا إبليس معه ولم يجده في انتظاره كما تقول الرواية الرسمية!
الناس تقول إنه حين يرتكب أحد المواطنين جريمة ما، يتحمل وحده المسئولية ولكن حين يرتكب أهل النظام من أخوان حزبكم جريمة ما، يتحمّل إبليس وحده تبعات الجريمة!
العيد السابع والعشرين، حسب نبوءة الشيخ الكناني تبقى له ثلاثة عشر عاما في السلطة!
ستنتهي دورته الرئاسية بعد ثلاثة أعوام، سيترشح مرة أخرى رغم مكائد رجال حزبه لمنعه من الترشُح، الدورة الرئاسية ست سنوات، ستكون قد تبقت له حسب النبوءة أربعة أعوام في السلطة! هل يعني ذلك أنه لن يكمل دورته الأخيرة، وما السبب؟ انقلاب عسكري، ثورة شعبية؟ ارتجف جسمه لفكرة الخيار الثالث: الموت!
شعر للمرة الأولى أنه يخشى الموت أكثر من خوفه من فقدان السلطة! كان يعتقد قبل ذلك أن فقدان السلطة والموت يعنيان الشيء نفسه، أوضح الشيخ الكناني، انه لا يستطيع سوى رصد تحولات كرسي السلطة، ان حاول تتبع خطوات الموت سيتجاوز كل صلاحياته.
لم يكن هناك من حل آخر: لابد من تعديل الدستور، لتصبح الدورة الرئاسية خمس سنوات، حين يفقد سلطته حسب النبوءة سيكون السبب هو انتهاء دورته الرئاسية، وسيتخلى عن السلطة طوعا.
قال بامتنان شاكرا لفكرة مستشاره الذي أنقذ حياته بتعديل دستوري، مستشار رئاسي جيد أفضل من شيخ يتنبأ بالمستقبل دون أن يضع في الحسبان وضع نبوءاته ضمن الإطار الدستوري، نبوءة مليئة بالثغرات التي يمكن أن يتسلل منها ملك الموت.
اغلق الطريق على ملك الموت بتعديل دستوري، لكنه حين وجد سهولة الانتصار على الموت فكر في الانتصار على النبوءة نفسها، بات يعتقد في نبوءات مستشاره أكثر من نبوءات الشيخ الكناني.
هل تعتقد أنه سيمكنني مواصلة الحكم بعد سنوات الشيخ الكناني!
لا تصدق هؤلاء الشيوخ سيدي الرئيس، أنهم يعملون بنظرية: اما أن أموت أنا أو يموت الحمار أو يموت السلطان!
تساءل السيد الرئيس: وما قصة الحمار والسلطان؟
أوضح المستشار: يقال إن رجلا عرض على أحد السلاطين أن يقوم بتعليم حمار السلطان ليصبح حمارا مثقفا ومتحدثا لبقا، حصل على المال، وطلب مهلة خمس سنوات لإنجاز العمل، وحين سأله الناس كيف سيتصرف حين تنصرم المدة ويكتشف السلطان الخدعة، قال خلال خمس سنوات سيموت أحدنا، أنا أو السلطان أو الحمار!
تعني أن الشيخ الكناني يكذب؟
لا لا أقصد ذلك، هو يقول مجرد كلام خطر على باله، ليس ضروريا أن يحدث بالضبط كما خطر له، هذا هو عمله الذي يرتزق منه سيدي الرئيس! صحتك جيدة يا سيدي، ستكون عندها في الثمانين ويمكنك أن تحكم عشرين عاما أخرى.
ردد السيد الرئيس كلام مستشاره: صحتي جيدة، صحتي جيدة، كأنه يريد أن يصدّق أنه سيعمر حتى يتجاوز المائة عام، كما تنبأ له عرّاف، التقاه أثناء فترة الحرب الأهلية الأولى في جنوب الوطن.
قال السيد الرئيس: كيف تقول إنه يقول مجرد كلام يخطر على باله، هل نسيت أنه حذرنا ست مرات من محاولات انقلابية وقعت كلها؟
قال المستشار مبتسما، وهل تحتاج معرفة الانقلاب إلى من يتنبأ به سيدي الرئيس، تستطيع أنت أن تفعل ذلك يا سيدي، حين تنظر في وجوه وزرائك أو ضباط جيشك، الرجل لم يستخدم أية قوى خارقة، نظر فقط في وجوه ضباط جيشك أو قادة حزبك وعرف أنهم يريدون استغلال الأزمات التي يعاني منها المواطنون، بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على بلادنا، للوصول إلى كرسي السلطة.
فصل من رواية كهنة آمون.
أحمد الملك
ortoot@gmail.com