قال الشيخ عبد الله رمضان الواعظ بمنطقة البحر الأحمر، إن الكثير من الناس يتقربون إلى الله تعالى بمختلف أنواع العبادات والقربات ثم يذهب كل ذلك ولا يثبت أحد منهم على ما كان عليه من هذه القربات، لافتا أن العبد هنا قد وقع في مخالفة وتقصير لأمر عظيم من أوامر الله جل وجل ألا وهو الثبات على الطاعات.

وحذر خلال ملتقى الظهر بالجامع الأزهر من موانع الثبات على الطاعات، ذاكرا إياها في طول الأمل والحرص على الدنيا، والتوسع في المباحات من طعام وكلام ومنام، فضلا عن الابتعاد عن البيئة الإيمانية.

التنوع في الطاعات

وقدم روشتة علاج للثبات على الطاعة، وهي التنوع في الطاعات، والتعلق بالمساجد، ومعرفة سير الصالحين الأوائل، فإن هذا من أعظم ما يثبت العبد على الطاعة ولقد أشار الله إلى هذا مع نبيه صلى الله عليه وسلم فقال له «وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ».

وناقش ملتقى الظهر بالجامع الأزهر العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم المسلمين منذ انطلاقه في أول رمضان. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى الظهر الدعاء

إقرأ أيضاً:

في بطن الحوت: كيف قلب يونس عليه السلام المحنة إلى منحة؟

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن قول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87]، وهذه الآية العظيمة تحمل معاني عميقة تدعونا للتدبر والتفكر في سيرة نبي الله يونس عليه السلام ودروسه المستفادة.

فهم معاني النص القرآني

وضح جمعة أن "نقدر" هنا لا تعني عدم القدرة، بل تعني التضييق. فقد ظن نبي الله يونس أن الله لن يضيّق عليه بعد أن ترك قومه مغاضبًا. وهذا الظن لم يكن شكًّا في قدرة الله، بل جاء نتيجة لطول ما اعتاد عليه من لطف الله وكرمه.

في هذا الموقف الحرج، عندما كان في بطن الحوت محاطًا بالظلمات من كل جانب، لم يفقد يونس عليه السلام الأمل. بل لجأ إلى ذكر الله بالدعاء الذي أصبح نموذجًا للمؤمنين: {لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.

تواضع الأنبياء

وتابع: نجد أن نبي الله يونس، رغم مكانته العظيمة كنبي من أنبياء الله، يعترف أمام ربه بالظلم. وهنا يدعونا الدكتور علي جمعة للتأمل: كيف يتكبر الإنسان على ربه، ويعتقد أنه لم يعص الله قط؟

قيمة الصبر والدعاء

وأضاف : الآية الكريمة تستكمل: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}. هذا وعد إلهي، ليس فقط ليونس عليه السلام، بل لكل مؤمن يلجأ إلى الله بالدعاء والتوبة.

وأكد جمعة على أهمية الصبر، ليس فقط على البلاء، بل على الطاعات والعبادات والعمل. ويذكرنا بالحديث النبوي: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".

الصبر منهج حياة

يدعو الدكتور علي جمعة إلى التمسك بمنهج الصبر في كل نواحي الحياة:

الصبر على العمل: أدّ عملك بإتقان وإخلاص.

الصبر على الناس: لا تكن إمعة، بل تمسك بالقيم حتى لو خالفك الناس.

الصبر على الدعاء: استمر في دعائك ولا تستعجل الإجابة، فالله أعلم بالوقت المناسب للإجابة.

الصبر على البلاء: تذكر أن البلاء امتحان، وأن الجزاء عند الله عظيم للصابرين.

 

 

قصة نبي الله يونس درس في التواضع والصبر واللجوء إلى الله. وهي دعوة لنا جميعًا لمراجعة أنفسنا، والعودة إلى الله في كل حين. يقول الدكتور علي جمعة: "اصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، وتمسك بمنهج الأنبياء، فإن الله ينجي المؤمنين كما أنجى نبيه يونس من الظلمات".

 

مقالات مشابهة

  • روشتة إيمانية: 4 آيات قرآنية لزيادة الرزق والحماية من الخوف والغم
  • الأزهر يقدم نصائح لتعزيز السكينة في الحياة الزوجية
  • مدير الجامع الأزهر يتفقد سير الدراسة برواق العلوم الشرعية بالإسكندرية
  • 70 يوما بحد أقصى .. موعد شهر رمضان 2025 وكم يتبقى عليه؟
  • في 5 خطوات.. كيف يغتنم المسلم فصل الشتاء؟
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة
  • في بطن الحوت: كيف قلب يونس عليه السلام المحنة إلى منحة؟
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يشهد احتفال اليوم العالمي للغة العربية
  • خطيب الجامع الأزهر: أكرم الله أمة العرب وجعل معجزة النبي بلسانها
  • لمحو الأمية التكنولوجية.. فريق بجامعة الأزهر يقدم كورسات مجانية للطلاب