جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-08@18:19:26 GMT

رمضان.. شهر الفرح

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

رمضان.. شهر الفرح

 

مدرين المكتومية

قبل نحو 23 يومًا، كانت الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال ضيف كريم، اصطف الناس في المراكز التجارية والأسواق، لشراء احتياجاتهم لشهر رمضان الفضيل، استعدت الأُسر للعبادات والصلاة وغيرها من الشعائر الدينية المُصاحبة لشهر الصوم، كل ذلك وسط شعور كبير بالفرحة والابتهاج لمقدم هذا الضيف الذي يزورنا مرة في العام.

رمضان شهر الفرح، يأتي في بدايته ليعيش كل شخص فرحته الخاصة، تجد الناس تتبادل الأطباق فيما بينها، يدعون بعضهم البعض على الإفطار معًا، تجد كل الأبواب مفتوحة، الأرزاق تتوزع بقدرة الرحمن، فلا ترى في رمضان جائعًا ولا محتاجًا، وموائد الخير منتشرة في أنحاء البلاد.

رمضان بكل أفراحه وسعادته يعطي للحياة طعمًا آخر، يمنحنا شعورًا بالفرح مع كل فعل وعمل، ففي كل حبة تمر على الفطور سعادة تغمر الصائم، ومع بدء العشر الأواخر يسعد المؤمنون بأعمالهم التي تقربهم من الله.

رمضان يمنح الناس الفرح والسرور، حتى الأطفال يسعدون به، ويخططون له، فينتظرون الاحتفال بـ"القرنقشوه" بكل حب وسعادة وفرح، كما إنهم يعيشون الشهر بأجواء الفرح، فتراهم ينتظرون آذان المغرب بشغف وبهجة بعد تحمل يوم كامل من الصيام والجوع، يتنافسون فيما بينهم على صوم الشهر الفضيل كاملًا دون نقصان، وكذلك الحال مع كل أفراد المجتمع، فشهر رمضان شهر يعيش معه الناس فرحة تحقيق الكثير من الأشياء، وكأنه الشهر الذي ينتظرون ليطلبوا من الله تحقيق أمنياتهم ومطالبهم الحياتية.

واليوم ومع قرب انتهاء شهر رمضان نعيش فرحة أواخره بالتقرب من الله والعمل على طاعته، والنظر لحياتنا بعين الرضا، فهذه فرصة سانحة لاستشعارنا بالسعادة المؤجلة، فرصة لكي نعي أن أجمل ما في الحياة أن نستيقظ صباحًا بلا أي مشاكل صحية ودون ألم أو تعب، أن نبدأ يومنا كل صباح بشعور الامتنان والشكر للخالق عز وجل أن الله منحنا يومًا إضافيًا نعيش فيه مع من نحب ومن ينتمون إلينا، وهذا الإحساس بالرضا يجعلنا دائمًا نشعر أن ما بحوزتنا أجمل من كل ما يملكه الآخرون، لأن إنجازاتنا الصغيرة هي السعادة الحقيقية غير المُزيّفة.

شهر رمضان في مجمله يقدم لنا دورسًا في كل شيء.. درس لنا في أن نمنح أنفسنا ما يسعدها بمرضاة الله، وأن نحاول جاهدين أن نجعل من الحياة أكثر سهولة ومرونة، لأننا في نهاية المطاف نعيش حياة يتمناها غيرنا، ويرغب بعيشها آخرون.. إننا نمتلك الوقت الكافي لتغيير مفاهيمنا نحو الفرح والسعادة من خلال فقط التفكير العميق بأن الحياة أكثر جمالًا وأكثر سعة وأكثر رحابة؛ هي المتسع للجميع، ولكنها في ذات الوقت الفرصة الحقيقية لتجديد أنفسنا وتطهيرها من كل الشوائب النفسية التي قد تعلق بنا مع مرور الأيام.

إنني وقبل ختام هذا الشهر الفضيل، أدعو الجميع لمواصلة الجهد والعمل في هذه الحياة، دون كلل أو ملل، والاستمتاع بكل لحظة يمن علينا بها الله جلت قدرته، وأن ندرك أننا نعيش في هذه الدنيا من أجل إعمارها، ولن نتمكن من تحقيق ذلك دون سعادة حقيقية، والتي سنشعر بها إذا ما تحلينا بالصبر على مشاق الحياة وآمنا بقدرتنا على الإنجاز وتمسكنا بعزيمتنا في كل شيء.. فالحياة تستحق أن نعيشها بكل سعادة!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عبد الله بن زايد: رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان مبنية على ضمان الحياة الكريمة

أبوظبي-وام
قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع: «إن رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان هي رؤية طموحة مبنية على أسس التنمية وضمان الحياة الكريمة المستقرة والمستدامة، نتصور من خلالها مجتمعاً لأفراد يساهمون في خدمته، ويحافظون على ارتباطهم بعائلاتهم، ويحيون القيم والتقاليد التي كان وما زال لها عظيم الأثر في بناء مجتمع قوي جيلا بعد جيل».
جاء ذلك خلال مشاركة سموه في جلسة بعنوان: «التوجهات في ملف التعليم والتنمية البشرية والمجتمع»، خلال أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي اختتمت أعمالها اليوم بالعاصمة أبوظبي، وحضرها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.
وسرد سموه خلال كلمته قصة «حصة»، وهي فتاة تعكس الرؤية الاستشرافية للإنسان الإماراتي وما يتميز به من صفات تعكس التربية السليمة ضمن الأسرة المترابطة، والتعليم المتطور الشمولي الذي يمتد خارج الصفوف الدراسية ليشمل كل جانب من جوانب الحياة اليومية، باعتبارها مثالاً للفتاة المتعلمة الطموحة التي نشأت على احترام القيم والمبادئ والموروث الثقافي في مجتمعها، والاستزادة من أصالة الأهل والحي الإماراتي وجعلهم النهج الذي بنيت عليه شغفها بحب العلم والتعلم حتى وصلت إلى مهنة تبدع فيها مع زملائها، بناء وتطويراً واستكشافاً، لتصبح عضواً فاعلاً في جعل النجاح والتقدم من سمات واقع الإمارات في الحاضر وفي المستقبل.
وأضاف سموه: «لقد رسمنا من خلال قصة»حصة«لوحة جسدت واقعاً لمستقبل قادرين على توفيره لكل من يعيش على أرض الإمارات من مواطنين ومقيمين بتعاوننا جميعاً وعملنا بروح الفريق الواحد حتى نصقل شباب و شابات مثل حصة، يساهمون بشكل فعال في تنمية المجتمع وفي بناء مستقبل الدولة».
وتابع سموه: «إن التحول الذي نحاول تحقيقه لا يقتصر على عناصر نظام التعليم فحسب، بل يتطلب تعاوناً حقيقياً مع عناصر التنمية البشرية والمجتمع، بين الأسرة والمدرسة، وبين الجامعة وسوق العمل، وبين سوق العمل والمجتمع، والأهم من ذلك، تعاون بين كل مسؤول وزميله بطرق شمولية وإستراتيجية تركز على الأثر وليس فقط على المخرجات وتنتهج الطابع المحلي أساساً لها».
وتحدث في الجلسة إلى جانب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كل من: شما المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، وسارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، والدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، وأدارتها معالي هاجر الذهلي، الأمين العام لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع.
التعاون والتكامل فيما بين ملفات التنمية البشرية
من جانبها، قالت شما المزروعي وزيرة تنمية المجتمع: «نرى أن التعاون والتكامل فيما بين قطاعات التنمية البشرية هما عاملان أساسيان في جعل قصة»حصة«واقعاً ملموساً، وفي زيادة تأثير التنمية لكل فرد، بداية من وضع رؤية مشتركة لأهدافنا وتحديد الفرص عبر القطاعات المختلفة، وتضمين قيمنا الإماراتية في كل ما نقوم به. علينا أن ننظر إلى تنمية المجتمع من خلال توفير فرص شاملة للجميع وإعادة بناء المهارات، وتعلم سبل إدارة الثروة، وتنمية المسؤولية المشتركة بين الجميع».
تنشئة جيل إماراتي الهوية
وقالت سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم: «تجسد قصة حصة طموحنا في تنشئة جيل إماراتي الهوية، ومؤهل على المستوى العالمي، ولديه المهارات اللازمة التي تواكب الطموحات العلمية والعملية لدى كل طالب. وهذا ما دفعنا لبناء نظام تعليمي محلي يزود الطلبة بالمهارات المستقبلية إلى جانب غرس القيم والمبادئ الإماراتية التي تبني شخصية الإنسان في دولة الإمارات».
تنمية بشرية شاملة
في ذات الإطار، قال الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة: «تمنحنا قصة حصة إلهاماً حقيقياً ودفعة أكبر للعمل بشكل مضاعف لتحقيق أحلام أبنائنا وبناتنا. فالإنجازات الكبيرة هي ليست إنجازات تعليمية أو أكاديمية فقط، إنما هي إنجازات مجتمعية وفكرية واقتصادية وغيرها الكثير، وتنمية بشرية شاملة. وتعتبر القيم والهوية الإماراتية جزءاً لا يتجزأ من توجهاتنا الإستراتيجية، وهو ما عودتنا عليه القيادة الرشيدة، بحيث لا تكون منفصلة إنما أساسية لنجاحنا».
مسؤولية مشتركة
من جانبها، قالت هاجر الذهلي، أمين عام مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع: «قصة حصة هي قصة توضح مسؤوليتنا المشتركة للعمل معاً من أجل تطوير كوادر بشرية تتمتع بمهارات عالية ولا تقتصر إنجازاتهم على تحقيق نجاح أكاديمي وحسب، بل بتمسّكهم بالقيم والمهارات الاجتماعية، وبمهن هادفة ومثمرة. إن إعادة تشكيل المجلس يأتي انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن النهج الشامل للتنمية البشرية هو السبيل الأمثل لتحقيق الطموحات التي رسمتها لنا قصة حصة».
وتُشكل الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024 الحدث الوطني الأبرز والأهم، الذي يشهد مناقشة تنفيذ الخطط التنموية والأولويات الوطنية لدولة الإمارات على مختلف المستويات خلال المرحلة المقبلة.
وتشهد الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024 تطورات جذرية في آلية تنظيمها، وأولوياتها، وأجندة فعالياتها، ومنطلقاتها، وأهدافها، والعديد من الأطر التي حافظت عليها خلال الدورات السابقة، وبما يتماشى مع توجهات ورؤى القيادة للتطوير والتحديث المستمرين لهذا الحدث الوطني الهام، وبما يتماشى مع الأولويات الوطنية، لتحقيق المستهدفات الإستراتيجية لحكومة دولة الإمارات، وتطوير العمل الحكومي وفق أفضل الممارسات العالمية.

مقالات مشابهة

  • الفرح الخطير.. ضبط قائدي سيارتين لقيامهم بحركات استعراضية في حفل زفاف الدقهلية
  • هل بر الأم مقدم على الأب وما حقوقها الثلاثة؟ شرح حديث «من أحق الناس بحسن صحابتي»
  • القرآن وتأثيرُه على النفس والوجدان
  • عالم أزهري: الماء هو أساس الحياة ومنه تنبع جميع النعم
  • أمين الفتوى ينصح فتاة بعد موت والدها ولا تستطيع التكيف مع الحياة (فيديو)
  • من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه
  • مشكاة النور في تاريخنا الحضاري
  • ما حكم قراءة القرآن في المسجد قبل صلاة الفجر؟
  • أمين الفتوى: لا تجعل حبيبك محور حياتك حتى لا تخسره (فيديو)
  • عبد الله بن زايد: رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان مبنية على ضمان الحياة الكريمة