زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي

تزامنا مع التحديات المناخية التي يشهدها العالم تبنت عدة دول استعمال الطاقة الشمسية في الفلاحة بما فيها الدول المجاورة للمغرب؛ الذي يبدو أنه بات متخلفا في تعميم هذا المشروع المستقبلي، بسبب غياب رؤية حقيقية لوزير الفلاحة محمد صديقي، الذي يستمر في منصبه للسنة الثالثة من عمر الحكومة دون ترك لمسة حقيقية يتذكره المغاربة بها.

وتمضي العديد من الدول في تعميم الطاقة الشمسية على الفلاحين الكبار والصغار لتخفيف الضغط على مصادر الطاقة (الكهرباء، الغاز) من خلال مشروعات داخلية صغيرة، أو من خلال اتفاقيات موسعة مع شركات عالمية، لا سيما مع تشديد الأمم المتحدة على ضرورة تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، ووفاء الدول بالتزاماتها وتعهداتها المتعلقة بهذا الشأن.

ويبدو أن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، يغني رصيده إنجازاته الوزارية من خلال المشاريع والبرامج التي أطلقت في السنوات الأخيرة مع الحكومات المتعاقبة، دون أن يأتي بمشروع وطني يضيفه إلى “رصيده الضعيف” على مستوى النتائج، حيث خابت آمال مئات آلاف الفلاحين الذين كانوا يأملون في تخليصهم من أسعار فواتير الكهرباء وملايين قنينات الغاز المستعلمة في الإنتاج، عبر برنامج وطني لتعميم الطاقة الشمسية بالضيعات الفلاحية عن طريق تسيهلات للفلاحين تشرف عليه وزارته.

وربما لا يعي جيدا وزير الفلاحة أنه في حالة تقديم برنامج وطني لتعميم الطاقة الشمسية في الفلاحة بشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية سيقدم خدمة كبيرة للحكومة وللواطنين، حيث سيتم تعويض غاز البوتان بالطاقات المتجددة في مجال الفلاحة؛ وذلك بهدف تقليص الفاتورة الطاقية المرتفعة للمغرب، والتي تستنزف جزءا كبيرا من ميزانية الدولة، وخصوصا البوتان الذي تدعمه دون أن تستفيد منه الطبقات الاجتماعية الهشة.

ويبدو أن وزير الفلاحة لايهمة هذه الأيام الارتفاع المتزايد على قنينات الغاز من قبل الفلاحين، ولا النقاش الدائر حول استهلاك الملايين من قنينيات الغاز سنويا لانتاج محصولات فلاحية واستخدامها في الزراعة الحيوانية (انتاج الدجاج والبيض). الأمر الذي يستنزف صندوق المقاصة الذي يدعم بشكل أساسي هذه المادة التي يستخدمها المغاربة أيضا في الطبخ وأغراض أخرى، بالإضافة إلى أن اللجوء إلى تعميم الطاقة الشمسية في الفلاحة سيخفف الضغط على مادتي الكزوال والبنزين.

ويبدو أن الوزير لايعلم أن استعمال الطاقة الشمسية في الفلاحة يسهم في زيادة كفاءة المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى تحقيق عوائد مادية للمزارعين، خاصة مع انخفاض تكلفة الألواح الشمسية بشكل متواصل، وتوجُّه كثير من الدول إلى رفع قدراتها التصنيعية لها.

وللإشارة فإن استعمال الطاقة الشمسية في الفلاحة يمتاز بأنه سهل خاصة في الدول التي يكثر فيها وجود الشمس وتندر فيها أو ترتفع تكاليف استخدام الوقود العادي مثل الديزل أو الغاز، إذ توجد مضخات رفع المياه باستخدام الألواح الشمسية في هذه المناطق، ما يتيح إنتاجًا أفضل وتكلفة أقلّ.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

«مركز بحوث وتطوير الفلزات» يناقش التعاون مع ماليزيا في مجال الطاقة الشمسية

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية تعزيز التعاون بين المراكز البحثية والجهات البحثية الدولية في المجالات الحيوية التي تُسهم في دعم التنمية المستدامة، موضحًا أن تبادل المعرفة والخبرات مع المؤسسات العالمية يتيح تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات، خاصة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، مشددًا على العمل لتطبيق مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ومن بينها مبدأ "المرجعية الدولية"، والاستفادة من الشراكات الدولية في دعم قدرات الباحثين بالمجالات التي تخدم الاقتصاد الوطني من خلال تطبيق أبحاث علمية متقدمة تواكب التطورات العالمية، والوصول لحلول مبتكرة قابلة للتنفيذ.

وفي هذا الإطار، قام مركز بحوث وتطوير الفلزات بعقد لقاء مع البروفيسور جيراج سيلفراج، المدير التنفيذي للمركز التخصصي المتقدم للطاقة بجامعة ماليزيا، وهو خبير في مجال الطاقة الشمسية.

وأوضح الدكتور إبراهيم غياض، القائم بأعمال رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات، أن اللقاء تناول بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين في إطار اتفاقية تعاون مقترحة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في ماليزيا.

حيث تم تقديم عرض حول إمكانيات المركز البحثية والتكنولوجية، وما يضمه من معامل وأقسام متخصصة. واستعرض البروفيسور سيلفراج من جانبه إمكانيات المركز التابع له في جامعة ماليزيا، والتقنيات الحديثة التي يعمل عليها في مجال الطاقة المتجددة وتخزين الهيدروجين الأخضر.

وناقش الطرفان إمكانية توقيع اتفاقية تعاون في مجالات الطاقة المتجددة، ومنها تطوير الخلايا الكهروكيميائية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتطوير المواد المستخدمة لنقل الهيدروجين، بالإضافة إلى تحسين منظومة إدارة الطاقة في المباني السكنية وغير السكنية.

كما شملت المناقشات التعاون في تنفيذ برامج تدريبية متخصصة في تصميم وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية، إلى جانب إجراء اختبارات كفاءة البطاريات بأنواعها المختلفة، وتطوير المواد ذاتية التنظيف لاستخدامها في صناعة الخلايا الشمسية.

وخلال الزيارة، قام البروفيسور سيلفراج بجولة تفقدية داخل المركز، شملت عددًا من الأقسام البحثية والتكنولوجية، منها إدارة الخدمات الفنية التي تضم أحدث الأجهزة الخاصة بالتحليل والتوصيف، وقسم البطاريات المتخصص في تقنية تخزين الطاقة، وقسم النانو الذي يعمل على تطوير المواد النانوية وتطبيقاتها، بالإضافة إلى قسم اللحام الذي يساهم في تطوير تقنيات التصنيع الحديثة. وأشاد بالإمكانيات البحثية والتكنولوجية التي يمتلكها مركز بحوث وتطوير الفلزات، معربًا عن سعادته بالتعاون العلمي المشترك بين الجانبين، ومؤكدًا على أهمية تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة في مجالات الطاقة المتجددة، بما يحقق استفادة متبادلة ويُسهم في تحقيق تقدم علمي مستدام.

تجدر الإشارة إلى أنه نُظِّمت الزيارة بناءً على دعوة الدكتور أسامة أحمد فؤاد، رئيس قسم مركبات وتكنولوجيا النانو، وحضر اللقاء عدد من الأساتذة ورؤساء الأقسام بالمركز، المتخصصين والمهتمين في مجالات البحث والتطوير.

ويعد البروفيسور جيراج سيلفراج أستاذًا ومديرًا تنفيذيًا لمركز UMPEDAC بجامعة مالايا بدولة ماليزيا، وخبيرًا في الطاقة الشمسية لأكثر من 15 عامًا، وحاصلًا على عدة زمالات دولية، منها NAM، والأكاديمية الملكية للهندسة بالمملكة المتحدة، وإيراسموس.

اقرأ أيضاً«أمهات مصر» تُشيد بالتعاون المصري الإيطالي في تطوير التعليم الفني

«وزير التعليم»: اتفاق مصري إيطالي لبحث تأسيس مدارس فنية بمناهج إيطالية

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل تنفيذ دراسة حول المحطات الكهربائية الصغيرة باستخدام الطاقة الشمسية
  • بي بي تبدأ الإنتاج من المرحلة الثانية لمشروع آبار ريفن للغاز في مصر
  • وزير الكهرباء يبحث تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية والرياح بغرب سوهاج وخليج السويس
  • ثورة الطاقة الخضراء .. مصر تتعاون مع شركات عالمية لتحويل المخلفات إلى مصدر دائم للغاز
  • طالبات بجامعة خليفة يبتكرن مشروعاً لتحلية المياه بالطاقة الشمسية
  • النائب عيدروس الزبيدي يلتقي المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للغاز
  • كيف تعمل أوروبا مع الدول العربية على إيجاد بديل لخطة ترامب بشأن غزة؟
  • «بحوث الفلزات» يناقش التعاون مع ماليزيا في مجال الطاقة الشمسية
  • «مركز بحوث وتطوير الفلزات» يناقش التعاون مع ماليزيا في مجال الطاقة الشمسية
  • مركز بحوث الفلزات يناقش التعاون مع ماليزيا في مجال الطاقة الشمسية