ما هي منظمة المطبخ المركزي العالمي التي قتل سبعة من موظفيها في غارة إسرائيلية على غزة؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد
عندما تقع كارثة إنسانية أو تندلع حرب في أية منطقة من العالم، تأتي المنظمات الإنسانية إلى هذه الأماكن لتقديم يد العون والمساعدة للناجين والضحايا.
فهناك منظمات تقدم المساعدات الطبية مثل "أطباء بلا حدود" أو "أطباء العالم" ومنظمات أخرى تسمح للضحايا بالاتصال بذويهم بشكل عاجل لطمأنتهم مثل منظمة "اتصالات بلا حدود".
تأسست هذه المنظمة، التي تقدم وجبات طازجة للمتضررين من الحروب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعة، في العام 2010 من قبل الطاهي الأمريكي إسباني الأصل الشهير خوسيه أندريس في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي والذي أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص وخلف عددا كبيرا من المفقودين. وكانت تلك المرة الأولى التي تقدم فيها منظمة "المطبخ المركزي العالمي" مساعداتها في الميدان.
منظمة "المطبخ المركزي العالمي" وزعت وجبات غذائية لسكان غزة بعدما قامت بايصالها عبر البحر من قبرص. مارس/آذار 2024. © رويترزومنذ ذلك الحين لغاية يومنا هذا، قدمت المنظمة أكثر من 250 مليون وجبة غذائية عبر العالم، معتمدة على مساعدات وتبرعات مالية يقدمها أفراد وهيئات خاصة من جميع أنحاء العالم. وجمعت المنظمة هذا العام ملايين من الدولارات. وهو مبلغ معتبر مقارنة بالمنظمات الإنسانية غير الربحية الأخرى التي تشكو من نقص في التبرعات.
"عندما يشكو الناس من الجوع، يجب إرسال الغذاء لهم"منظمة "المطبخ المركزي العالمي" منظمة غير ربحية وغير حكومية تتخذ من واشنطن مقرا لها، لكنها تملك العديد من المكاتب عبر العالم. تعرف نفسها على أنها "الأولى في الخطوط الأمامية خلال الكوارث الطبيعة والأوضاع الاستثنائية مثل الحروب"، فيما يكمن عملها في تقديم وجبات غذائية للمتضررين من النزاعات والكوارث مثلما هو الحال بقطاع غزة. خوسيه أندريس مؤسس منظمة "المطبخ المركزي العالمي" ولد في إسبانيا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة وعمره 21 عاما وليس في جيبه سوى 50 دولارا.
باشر مهنة الطبخ عندما كان شابا في الجيش الإسباني ثم أصبح طباخا معروفا في الولايات المتحدة بعد ثلاثين عاما من العمل في هذا المجال. وكان دائما يسأل نفسه كيف يمكن أن "نغير العالم إلى الأحسن بواسطة المساعدات الغذائية".
وكتب خوسيه أندريس على الموقع الإلكتروني لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" أنه "بدأت من فكرة بسيطة تقاسمتها مع زوجتي باتريسيا مفادها: عندما يشكو الناس من الجوع، يجب إرسال الغذاء لهم. اليوم وليس غدا".
176 مليون وجبة ساخنة للأوكرانيينوأضاف: "عندما تحتاج إلى خدمات طبية، تأتي بالأطباء والممرضات. وعندما تريد إعادة بناء البنية التحتية، تأتي بالمعماريين والمهندسين. لكن إذا أردت أن تقدم الغذاء للناس، فتحتاج إلى طباخين محترفين".
وبعد سبع سنوات من تأسيسها، أطلقت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" برامجها في منطقة الكاريبي وفي بعض دول من أمريكا الوسطى ثم فتحت مدرسة للطبخ في العاصمة بورت أوبرانس بهايتي تحت إدارة أحد الطباخين المحليين المعروفين وهو سول شوفاليه.
عملية نقل موظفي منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الذين قتلوا بغارو إسرائيلية إلى المستشفى أبريل/نيسان 2024. © رويترزوفي 2017، عندما ضرب إعصار هورغان ولاية هيوستن، سارع الشيف خوسيه أندريس وطاقمه إلى عين المكان لتقديم وجبات غذائية للمتضررين. كما قدم مساعدات مماثلة للاجئين الذين فروا من فنزويلا هربا من العنف والفقر، وللأوكرانيين.
اقرأ أيضاما هي منظمة "المطبخ المركزي العالمي" التي توفر المساعدات الغذائية للنازحين في غزة ولبنان وإسرائيل؟
ففي كييف أسست المنظمة جمعية اسمها "طهاة من أجل أوكرانيا" تنشط من سبع دول - مولدافيا وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا والمجر وألمانيا وإسبانيا- وتقدم الغذاء للمحتاجين. وقدمت المنظمة ما يقارب 176 مليون وجبة ساخنة للأوكرانيين ومستلزمات الطبخ للعائلات الأوكرانية بالداخل والخارج، وفق موقع "شير أمريكا" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.
منظمة "المطبخ المركزي العالمي" تعلق نشاطها في غزةوتابع نفس الموقع أن "موظفي منظمة وورلد سنترال كيتشن" أي "المطبخ المركزي العالمي" يتعلمون من المجتمعات المحلية كيفية إعداد وجبات طعام لها مذاق مثل المذاق الذي اعتاد عليه الناس في بيوتهم. فمثلا، عندما خدموا الناس في هايتي أو جزر البهاما، كانوا يطهون الحساء المحلي، وهو حساء خضار يقدم مع الأرز الأبيض. وفي أوكرانيا، قدم العمال وجبات مع حساء أوكراني مصنوع من البنجر (الشمندر) الأحمر".
وفيما يتعلق بقطاع غزة، أكدت المنظمة أنها قدمت حوالي 41 مليون وجبة غذائية فقط عن طريق الجو والبحر والبر، وفتحت 60 مطبخا في عدة مناطق بخان يونس ورفح ودير البلح وتقوم بتوظيف حوالي 400 فلسطيني في هذه المطاعم التي تقدم حوالي 170 ألف وجبة غذائية في اليوم. ما رفع عدد الوجبات الغذائية التي قدمت في غزة منذ 175 يوما حسب المنظمة إلى 42 مليون وجبة.
لكن هذه المنظمة قررت وقف أنشطتها الإنسانية بعدما قتل سبعة من موظفيها أمس الإثنين في ضربة جوية إسرائيلية بقطاع غزة. وفي تغريدة على موقع "إكس" كتب جوزيه أندريس مؤسس المنظمة: " اليوم منظمة ’وورلد سنترال كيتشن‘ فقدت العديد من الإخوة والأخوات في قصف إسرائيلي على غزة. لهذا السبب قررنا تعليق مهامنا في هذه المنطقة".
وأضافت الجمعية: "المتطوعون السبعة هم من أستراليا وبولندا وبريطانيا وكندا إضافة إلى متطوع يحمل جنسية مزدوجة أمريكية كندية وفلسطينية".
سفينة مواد غذائية من قبرص إلى غزةمن جهتها، أكدت وكالة الأنباء أن أحد مراسليها شاهد في مستشفى في غزة خمس جثث وثلاثة جوازات سفر أجنبية. ومن بين القتلى مواطنة أسترالية تدعى زومي فرانكوم (43 عام). ولدت في مدينة ملبورن والتحقت بمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" في سبتمبر/أيلول 2019. شاركت في عمليات الإنقاذ خلال الزلزال الذي ضرب مدينة مراكش في 2023. واعترف رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيس بمقتل مواطنته، واصفا ما وقع بـ"غير المقبول" وداعيا إلى "تحديد المتورطين في هذا الفعل الذي أودى بحياة متطوعين إنسانيين".
من جهته، وعد الجيش الإسرائيلي بإجراء "تحقيق معمق لكشف أسباب هذا الحادث"، مضيفا أنه سينشر نتائج التحقيق بكل "شفافية".
وكانت منظمة " المطبخ المركزي العالمي وراء إرسال باخرة محملة بالمواد الغذائية من قبرص تجاه غزة، وهي التي بنت رصيفا مؤقتا في بحر غزة، لكي ترسو فيه البواخر.
طاهر هاني
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات البلدية التركية ريبورتاج غزة أوكرانيا غزة غزة غزة حصار غزة مساعدات إنسانية الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل تركيا انتخابات معارضة الحرب بين حماس وإسرائيل الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا المطبخ المرکزی العالمی خوسیه أندریس ملیون وجبة فی غزة
إقرأ أيضاً:
منظمة إنقاذ الطفولة: الأسلحة المتفجرة تسبب إعاقة 475 طفلًا شهريًا بغزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت منظمة "إنقاذ الطفولة" في تقريرها، إن استخدام الأسلحة المتفجرة في غزة بحلول عام 2024 أدى إلى تسجيل إصابات خطيرة جسدية ونفسية، بين الأطفال.
وأضافت المنظمة أن نحو 475 طفلًا شهريًا (15 طفلًا يوميًا) تعرضوا لإعاقات دائمة تشمل بتر الأطراف وفقدان السمع، وفقًا لتحليل استند إلى تقرير صادر عن مجموعة حماية غزة التي تضم عدة منظمات إنسانية.
وبيّنت الإحصائيات أنه خلال الأشهر الإحدى عشرة الأولى من عام 2024، أُصيب ما لا يقل عن 5230 طفلًا بجروح تطلب دعمًا كبيرًا لإعادة التأهيل.
وأشارت المنظمة إلى أن القيود المفروضة على دخول الإمدادات الطبية، بالإضافة إلى الهجمات المستمرة على المرافق الصحية أعاقت تقديم العلاج اللازم للأطفال مما زاد من تعرضهم لإعاقات جسدية ونفسية طويلة الأمد.
وأكد التقرير أن الإصابات التي يعاني منها الأطفال تشمل فقدان الأطراف والبصر والسمع. كما أشار إلى أن هذه الحالات تفاقمت بسبب انهيار النظام الصحي وتدمير المرافق الطبية.
وأوضحت المنظمة أن مركز إعادة بناء الأطراف الوحيد في غزة توقف عن العمل منذ ديسمبر 2023 نتيجة نقص الموارد وتعرضه لأضرار خلال غارة جوية في فبراير 2024.
وأضاف التقرير أن الأطفال الذين فقدوا أطرافهم بحاجة ماسة إلى رعاية متخصصة ومتابعة دورية لتحديث الأطراف الاصطناعية بما يتناسب مع نموهم، وهو أمر يكاد يكون مستحيلًا في ظل الظروف الحالية.
وذكرت المنظمة أن العديد من الأطفال في غزة يعانون من صدمات نفسية عميقة بسبب الحرب.
وأبرز التقرير قصة طفل يدعى أحمد، يبلغ من العمر خمس سنوات، فقد والده وذراعه إثر قصف استهدف مدرسة كانت تستخدم كمأوى.
وخلال جلسة دعم نفسي، طلب أحمد من مرشدته أن تصنع له ذراعًا ووالدًا من الطين، في مشهد يعكس عمق الألم النفسي الذي يعيشه.
من جهته، قالت الدكتورة آنا جيلاني، جراحة عظام تعمل مع منظمة المساعدة الطبية للفلسطينيين (MAP)، إن سوء التغذية يُعيق التئام الجروح، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للبتر.
وأضاف الدكتور غسان أبو ستة، الذي عمل في غزة، أن الأطفال المصابين يواجهون تحديات صحية طويلة الأمد قد تؤثر بشكل خطير على حياتهم المستقبلية.
كما عبّرت ألكسندرا صايح، رئيسة السياسة الإنسانية والمناصرة العالمية في منظمة إنقاذ الطفولة، عن قلقها العميق من تأثير هذه الإصابات على الأطفال والمجتمع الفلسطيني. ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف التصعيد وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري.
وأشارت منظمة "إنقاذ الطفولة" إلى أنها تعمل في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1973، حيث تمكنت من تقديم مساعدات لأكثر من مليون شخص في غزة، تشمل الإمدادات الأساسية، الغذاء، منتجات النظافة، وبرامج دعم الصحة النفسية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها.
وأكدت المنظمة أن محكمة العدل الدولية دعت إسرائيل إلى الامتناع عن أي أعمال قد ترقى إلى الإبادة الجماعية.
وأضافت أن المنظمة مستمرة في مناشدة الدول الموردة للأسلحة لوقف إمداداتها التي تُستخدم في انتهاك القانون الدولي.
واختتم تقرير المنظمة بالتأكيد على أن مستقبل أطفال غزة يبقى مرهونًا بتحرك فوري وجاد من المجتمع الدولي لإنقاذهم من دوامة المعاناة التي يعيشونها يوميًا.