هل تجر إسرائيل المنطقة إلى حرب إقليمية؟ .. إنه السؤال الذي يشغل بال جميع متابعى تطور الأحداث بالشرق الأوسط، وتزداد المخاوف وتتجدد، مع إقدام تل أبيب على جريمة أكثر بشاعة، في حرب الإبادة الجماعية بحق العب الفلسطيني في قطاع غزة، وما تلا ذلك من مناوشات إقليمية شملت عدة دول إقليمية منها لبنان وسوريا واليمن، وذلك مع فظاعة الجرائم الإسرائيلية بحق اليابس والأخضر داخل القطاع.

 

وفي جريمة جديدة، شنت إسرائيل غارة جوية على الحي الدبلوماسي في دمشق، مما أدى إلى تدمير القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، وهي الخطوة التي تثير الكثير من الذعر، في ظل خطورة تلك الجريمة، وتعديها على منشئات دبلوماسية، وكذلك جسامة الخسائر البشرية، ححيث طالت أحد أكبر القادة العسكريين في إيران، فوفقاً لطهران، قُتل ما لا يقل عن 13 شخصاً، من بينهم جنرالان من الحرس الثوري الإسلامي، وهو فرع النخبة في القوات المسلحة الإيرانية، وقد أدان عددا من دول العالم هذا الهجوم، فيما يتجه مجلس الأمن لعقد جلسة خاصة مساء اليوم لمناقشة الحادث، وهنا نرصد الحقائق المؤكدة حول الجريمة.

 

 

 

ماذا حدث

 

 

في يوم أمس الاثنين، وتحديدا في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت جرينتش، شنت القوات الإسرائيلية غارة جوية بستة قذائف من طائرات مقاتلة من طراز F-35 على حي المزة في غرب دمشق، حيث تقع السفارة والقنصلية الإيرانية، وبحسب البيانات السورية والإيرانية الرسمية، فقد قُتل ما لا يقل عن 13 شخصا، بينهم جنرالان في الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي ومحمد هادي حاجي رحيمي، وخمسة ضباط عملوا كمستشارين عسكريين في دمشق، وقد أظهرت المشاهد الواردة من سوريا، حجم الدمار الذي طال المنشئات المستهدفة، فقد تم تدمير مبنى القنصلية بشكل كامل، وقد كان السفير الإيراني حسين أكبري في الموقع لكنه لم يصب بأذى، ويضم المجمع أيضًا مباني يقيم فيها عادةً مسؤولو الحرس الثوري الإيراني، وقد أصابت إحدى القذائف مبنى يستخدم عادة لعقد اجتماعات مع المنظمات اللبنانية والفلسطينية.

 

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB) التي تديرها الدولة، نقلاً عن السفير الإيراني في العاصمة السورية حسين أكبري، إن عدد القتلى في الغارة الجوية الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق ارتفع إلى 13 شخصًا، وذلك بعد الكشف عن وفاة اثنين آخرين اليوم، ووفقًا للدبلوماسي الإيراني، قُتل سبعة مستشارين عسكريين إيرانيين، من بينهم جنرالان كبيران في الحرس الثوري الإسلامي أو الحرس الثوري الإيراني (وحدات النخبة في القوات المسلحة الإيرانية - تاس)، وستة مواطنين سوريين فيما صرح مصدران أمنيان في لبنان بأن عضوا واحدا على الأقل في جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران قتل أيضا في الهجوم.

 

رد فعل إيران

 

 

من جانبها قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الهجوم الإسرائيلي ينتهك قواعد القانون الدولي، في حين توقعت أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد فقد "رباطة جأشه العقلية"، وذكرت وزارة الخارجية إن إيران تحتفظ بالحق في "معاقبة المعتدي" ردا على ذلك، وتعهد المبعوث الإيراني إلى سوريا بأن الانتقام سيكون قاسيا، ومع ذلك، أشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى أنه يجب تحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن الهجوم باعتبارها "الداعم الرئيسي للنظام الإسرائيلي".

 

فيما وصفت البعثة الدائمة لجمهورية إيران الإسلامية لدى الأمم المتحدة الهجوم الإسرائيلي بأنه عمل إرهابي، وعقد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بشأن الهجوم الإسرائيلي، فيما شارك المئات في تظاهرات في طهران، مرددين شعارات مثل "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل".

 

وتوعد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالانتقام، وقال: "سينال الكيان الصهيوني الخبيث عقابه على أيدي رجالنا البواسل، سنجعل الصهاينة يندمون على جريمة الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق ومثيلاتها"، فيما قال علي شمخاني المستشار السياسي لخامنئي في منشور على منصة إكس إن الولايات المتحدة تظل مسؤولة مباشرة سواء أكانت على علم بنية إسرائيل تنفيذ هذا الهجوم أو لم تكن.

 

 

ردود الفعل الإسرائيلية والأمريكية

 

 

وعن الجانب الآخر، فلم يعلق جيش الدفاع الإسرائيلي على تقارير الغارة بشكل رسمي حتى الآن، ومع ذلك، عززت إسرائيل الإجراءات الأمنية محليا وكذلك في بعثاتها الدبلوماسية في جميع أنحاء العالم، بينما لم تعلق وزارة الخارجية الأمريكية على الضربة، لكن شبكة "إن بي سي نيوز" قالت نقلا عن مصادر إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تكن على علم بخطط الهجوم على دمشق.

 

لكن مسؤولا حكوميا إسرائيليا كبيرا تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته قال إن هؤلاء الذين أصابهم الهجوم، كانوا وراء الكثير من الهجمات على أصول إسرائيلية وأمريكية وكانوا يخططون لشن هجمات أخرى، وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن السفارة الإيرانية لم تكن هدفا، وقد كثفت إسرائيل حملة ضربات جوية مستمرة منذ سنوات على أهداف إيرانية أو أهداف لمتحالفين مع إيران في سوريا منذ بداية حرب غزة، لكن هجوم يوم الاثنين كان واحدا من أجرأ الضربات حتى الآن.

 

 

ردود الفعل العالمية

 

 

وقد أعقب الهجوم أدانت واسعة حول العالم، ومنها روسيا التي أدانته بشدة الهجوم الإسرائيلي على القنصلية وطلبت عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الأمر، ومن المقرر أن يقام اليوم 2 أبريل الساعة 7 مساءً بتوقيت جرينتش، وسينظر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في طلب إيران بإدانة الضربة الإسرائيلية، وقد أعرب مكتب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه إزاء قصف السفارة.

 

فيما أدانت مصر، وفنزويلا والعراق وقطر والإمارات العربية المتحدة وعمان وباكستان وسوريا الهجوم، وأعلنت حركة حماس الفلسطينية ومقرها قطاع غزة وحزب الله ومقره لبنان تضامنهما مع سوريا وإيران.

 

 

نطاق الهجوم

 

 

وخلال الهجوم، قُتل الجنرال في الحرس الثوري الإيراني يوسف أوميد زاده، قائد استخبارات قوات القدس الخاصة الإيرانية، بطريقة مماثلة في 20 يناير في دمشق. ودمرت ثلاث طائرات إسرائيلية مبنى مكونا من أربعة طوابق تدميرا كاملا في ذلك الهجوم، ومع ذلك، وفقًا للمبعوث الإيراني إلى دمشق، فإن هذا هو أول هجوم إسرائيلي على الإطلاق على بعثة دبلوماسية إيرانية.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحرس الثوری الإیرانی القنصلیة الإیرانیة فی الهجوم الإسرائیلی على القنصلیة فی دمشق

إقرأ أيضاً:

رداً على ترامب..الحرس الثوري الإيراني يهدد بالرد على أي هجوم

أكد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، أن إيران ستردّ على أي هجوم يستهدفها، وذلك في تصريحات الأحد رداً على تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من دعم الميليشيا الحوثية في اليمن.

وقتل 31 على الأقل في اليمن، حسب وزارة الصحة في صنعاء الأحد، بعد الضربات الأمريكية للميليشيا الحوثية. ودعا ترامب طهران إلى الكفّ "فوراً" عن دعمها. "انتهى وقتكم".. ترامب يتوعد الحوثيين بـ"جهنم" - موقع 24وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، رسائل إلى الحوثيين وإيران بعد تنفيذ ضربات جوية في صنعاء، ضد أهداف تابعة لميليشيا الحوثي.

وقال سلامي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، الأحد، إن "إيران لن تشنّ حرباً، لكن اذا هددها أحد، ستردّ بشكل مناسب وحاسم وقاطع".

ووصف سلامي الميليشيا الحوثية بـ" حركة ممثلة للشعب اليمني"، مشيراً إلى أنها  "تتخذ قراراتها الاستراتيجية بنفسها".

وجاءت الضربات الأمريكية الأولى منذ تولي ترامب منصبه في يناير (كانون الثاني) بعد توعد الميليشيا باستئناف هجماتها على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب. 

ترامب يهدد إيران ويعلن بدء ضربات "حاسمة" ضد الحوثيين - موقع 24أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، عن اتخاذ إجراءات عسكرية قوية ضد الحوثيين في اليمن، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد أصدرت أوامر للجيش الأمريكي بشن ضربات حاسمة ضد المليشيا المدعومة من إيران.

وقال ترامب، السبت، إن واشنطن أطلقت "عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً" ضد ميليشيا الحوثي متوعداً باستخدام "القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا". كما طالب إيران بـ "التوقف فوراً" عن دعمها "للإرهابيين الحوثيين".

وفي وقت سابق الأحد، أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي "بشدة" الضربات، معتبراً أنها "انتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي".

وأتى ذلك بعد موقف وزير الخارجية عباس عراقجي على  إكس، شدد فيه على أن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة إيران الخارجية.

رداً على قصف الحوثيين..عراقجي: لا حق ولا سلطة لواشنطن لتملي على إيران سياساتها - موقع 24شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الأحد، على أن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة بلاده الخارجية، بعدما دعا الرئيس الأمريكي ترامب طهران الى وقف دعم الحوثيين في اليمن "فوراً".

مقالات مشابهة

  • القصة الكاملة لاعتــ.داء مدير مدرسة البحيرة على طالبتين بفناء المدرسة
  • الأمم المتحدة تعارض الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة بين سوريا والجولان المحتل
  • رداً على ترامب..الحرس الثوري الإيراني يهدد بالرد على أي هجوم
  • 30 قضية وأحكام 100 سنة.. القصة الكاملة للقبض على صاحب السراج مول
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: نحذر أعداء إيران من أي تهديد.. وردنا سيكون صارمًا ومدمرًا
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: سنرد بقوة إذا تم تهديدنا
  • الخطة الإيرانية الثلاثية تجاه سوريا الجديدة
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ” 
  • ليلة رعب في قلب القاهرة.. القصة الكاملة لحريق "المعامل المركزية"
  • القصة الكاملة لـ صلح مرتضى منصور وأحمد شوبير ..هل انتهت الخلافات؟