قصص السحور.. برنامج إذاعي حكومي يعرّف الهولنديين بحياة المسلمين
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
تحولت الممثلة الهولندية من أصل مغربي نورا أكشار إلى مقدمة برنامج إذاعي حواري قبل ساعة من أذان الفجر بعنوان "قصص السحور".
ويسعى البرنامج الذي يبث على الهواء مباشرةً وتقدمه 7 نساء مسلمات هولنديات، لإزالة الغموض حول شهر رمضان للجمهور غير المسلم في البلاد.
ويعد "قصص السحور" البرنامج الإذاعي والتلفزيوني اليومي الوحيد في أوروبا الذي يتم بثه في رمضان عبر هيئة الإذاعة العامة الهولندية (حكومية)، ليصل إلى جميع أنحاء البلاد.
وحسب ما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء، فإن أكشار تسعى من خلال تشكيلة البرنامج النسائية لإزالة الصور النمطية السلبية السائدة في هولندا والغرب منذ فترة طويلة حول المرأة المسلمة قائلة، "لدينا قوة ونعيد كتابة القصص بطريقتنا".
ويعد البرنامج فرصة لتحقيق قدر أكبر من التفاهم في بلد هزه فوز حزب الحرية اليميني المتطرف المناهض للإسلام والمهاجرين، بقيادة خيرت فيلدرز في الانتخابات التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وسبق أن صرح فيلدرز في خطابه الانتخابي بأن المساجد والمدارس الإسلامية والقرآن الكريم لا تنتمي لهولندا، كما وعد بفرض حظر على ارتداء الحجاب في الدوائر الرسمية.
من جانبها، تقول أكشار إن "الأمر صعب الآن في هولندا. ما الخطأ الذي ارتكبته على الإطلاق؟ أحاول دائمًا أن أكون كائنا لطيفا، ثم ذهب 2.5 مليون شخص وصوتوا لصالح خيرت فيلدرز. ربما أعرف بعض هؤلاء الأشخاص".
وعبر موجات الأثير يصل "قصص السحور" إلى قطاع عريض من المسلمين في هولندا وسط الجدل المستمر بعد الانتخابات حول تشكيل الحكومة المقبلة، في محاولة لحمل المسلمين على مقاومة اليمين المتطرف النامي في هولندا.
"قصص السحور".. مزيج من الحنين والإلهامويتناول برنامج "قصص السحور" الشؤون الجارية بعيون المسلمين العاديين؛ فيستضيف مثلاً رجل أعمال يصنع النقانق الحلال، ومدرس لغة هولندية تحول إلى مؤدٍّ صوتي، كما يشارك الضيوف ذكرياتهم ويقدمون وصفات سحور مميزة.
View this post on InstagramA post shared by Abdelhak Aoulad Hadj (@meneerhadj)
ووفق الصحيفة البريطانية، فقد جذب البرنامج نحو 16 ألف مستمع يوميا في المدن الكبرى والريف ويتلقى أحيانا تعليقات "عنصرية"، لكنه حظي -بشكل عام- بالثناء على نطاق واسع، لأنه فتح آفاقًا جديدة في وسائل الإعلام الممولة من القطاع الحكومي.
ولا شك في أن الممثلة المسرحية والمنتجة السينمائية المولودة في المغرب، تدرك الشيطنة التي تتعرض لها العائلات المهاجرة التي تعيش في هولندا منذ فترة طويلة.
View this post on InstagramA post shared by Ramadan Bites (@ramadanbitesntr)
وقالت أكشار، إنه من الصعب تجاهل الوصم الدائم للمسلمين في المشهد الإعلامي، وهو ما يصورهم على أنهم "مفترسون أو مجرمون" على الشاشات.
View this post on InstagramA post shared by Zahra Valke (@zahravalke)
وتأمل أكشار في تغيير هذه الصورة النمطية من خلال برنامجها الإذاعي، "فلفترة طويلة جدا، كانت المشاكل المجتمعية مثل الإرهاب أو الجريمة تروى من خلال العدسة البيضاء، متجاهلة التجربة الحياتية للمجتمعات الموصومة بتلك الأفعال ذاتها".
وختمت حديثها قائلة، "يحب مخرجو الأفلام أن يدفعوني كامرأة مسلمة إلى مقاومة الطريقة التي نشأت بها لا أكثر. لكن أنا من سيحكي قصتي. نحن نرسل رسالة لأنه يتعين علينا الكفاح على العديد من المستويات. لقد سئمنا من القول إننا أناس طيبون".
مشاركات أكشار في السينما والدراماوتُعرف أكشار بفيلم "مسكينة" (Meskina) الذي طرح في عام 2021، ويجسد نظرة عائلة مغربية هولندية لابنتهم العازبة في الثلاثينيات من عمرها على أنها "مسكينة" (حالة مؤسفة)، حيث ترغب بشدة في تزويجها.
وبجانب "مسكينة" لعبت الممثلة ذات الأصول المغربية دور الفتاة "هاجر الكوبيخي" في المسلسل التلفزيوني الهولندي الشهير "موكرو مافيا" (Mocro Mafia)، عام 2018 والذي انتقده البعض بدعوى إعطائه صورة سلبية عن المهاجرين المغاربة في هولندا والغرب.
كما شاركت أكشار في المسلسل التلفزيوني "فاكينفولرز" (Vakkenvullers) في عام 2018.
المسلمون في هولندابحسب مركز الإحصاء الهولندي "سي بي إس" عام 2019، فإن عدد المسلمين في هولندا يقارب 850 ألف نسمة وهو ما يمثل نحو 5% من عدد السكان البالغ نحو 17 مليون نسمة، معظمهم من الأتراك والمغاربة.
وفي عام 2011، قدم عدد من الهولنديين المسلمين شكوى قضائية ضد الحكومة إلى لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، متهمين إياها بالتخلي عن حماية مواطنيها ذوي الأصول الأجنبية من اعتداءات حزب اليمين المتطرف برئاسة خيرت فيلدرز.
وتوصلت باحثة هولندية في كتابها "الإسلاموفوبيا والتمييز" الذي عرضته في المنتدى الأكاديمي بجامعة أمستردام عام 2012، إلى غياب تشريعات وقوانين صارمة تهدف إلى التصدي للظواهر المعادية للإسلام واستهداف المساجد.
وأوضحت الباحثة أينكه فاندر فالك، المتخصصة في علم الاجتماع، أن الحوادث التي شهدتها مساجد في هولندا بين عامي 2005 و2010 بلغت 117 حادثة.
وتنوعت الحوادث بحسب الباحثة بين الحرق والتخريب والكتابة على الجدران، إضافة إلى رسائل بريدية ملغومة، وتهديدات عبر الهاتف، وتعليق شاة ميتة على عمود وكتابة عبارة "لا لبناء مسجد" عليها، أو وضع رأس خنزير، أو تلطيخ الحائط بالدماء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات فی هولندا
إقرأ أيضاً:
المشاط تستعرض تجربة مصر في تنفيذ برنامج تكافل وكرامة
استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي محافظ مصر لدى البنك الدولي، التجربة المصرية في تنفيذ برنامج الحماية الاجتماعية الرائد «تكافل وكرامة» على مدار 10 سنوات، وذلك في حدث خاص حول الحماية الاجتماعية ضمن اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المنعقدة بواشنطن، تحت عنوان «الحماية الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: دروس وابتكارات لحماية الأفراد».
يأتي ذلك في ضوء الشراكة الوثيقة بين جمهورية مصر العربية ومجموعة البنك الدولي، والدور الفاعل للبنك في تمويل العديد من المشروعات الحيوية في القطاعات المختلفة، من بينها الحماية الاجتماعية، والبنية التحتية، حيث تم بدء تنفيذ برنامج «تكافل وكرامة» عام 2015، وقام البنك الدولي بتمويله بنحو 1.4 مليار دولار على مدار 10 سنوات.
وخلال اللقاء، استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، جهود الدولة المصرية في مجال الحماية الاجتماعية، والتجربة الرائدة لتنفيذ برنامج «تكافل وكرامة»، منذ عام 2015، لحماية الفئات الأقل دخلًا وتعزيز الشمول المالي والدمج الاجتماعي.
وأضافت المشاط، أنه في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي، والتأثيرات السلبية المتلاحقة على الاقتصاد المصري، برزت الحاجة الملحة إلى تطوير شبكات أمان اجتماعي قادرة على حماية الفئات الأقل دخلًا في المجتمع، لا سيما في أوقات الأزمات.
وأكدت، على إيمان الحكومة المصرية بأن توفير الحماية الاجتماعية ليس فقط ضرورة إنسانية، بل هو حجر الأساس في الحفاظ على التماسك المجتمعي والاستقرار الاقتصادي، كما طورت البنية التشريعية للمنظومة من خلال صندوق قانون الضمان الاجتماعي والدعم النقدي، والذي يُعد خطوة فارقة في تاريخ الحماية الاجتماعية في البلاد.
ونوهت بأن القانون يحول برنامج «تكافل وكرامة»، من مجرد مبادرة وطنية إلى حق قانوني مكفول لجميع المواطنين المستحقين، خاصة الفئات الأكثر احتياجًا مثل كبار السن، والأيتام، وذوي الهمم، والعاطلين عن العمل، حيث ينص القانون على أن الدولة ملتزمة بتوفير مظلة حماية اجتماعية عادلة وشاملة، تضمن كرامة المواطن، وتكافؤ الفرص، بما يتماشى مع المادة 8 من الدستور المصري التي تؤكد على أن “المجتمع يقوم على التضامن الاجتماعي، والدولة تلتزم بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير سبل التضامن الاجتماعي لضمان حياة كريمة للمواطنين”.
وتطرقت إلى الشراكة الاستراتيجية مع البنك الدولي، في تصميم وتنفيذ وتطوير برنامج «تكافل وكرامة»، حيث قدم البنك على مدار عشر سنوات تمويلات تنموية بقيمة 1.4 مليار دولار، إلى جانب دعم فني من الخبراء التابعين للبنك، الذين ساهموا في بناء قدرات الموظفين الحكوميين المعنيين بتنفيذ البرنامج، ورقمنة عمليات صرف الدعم النقدي من خلال تقديم بطاقات “ميزة”، إلى جانب تطوير آليات المتابعة والتقييم، وتعزيز مفهوم “التنمية البشرية” كأولوية داخل البرنامج، وأسهم هذا الدعم الفني والمالي في تمكين الدولة المصرية من الوصول إلى أكثر من 4.6 مليون أسرة مستفيدة على مستوى الجمهورية، ما يعكس حجم التأثير المجتمعي للبرنامج.
وقالت «المشاط» إن البنك الدولي يضع برنامج «تكافل وكرامة»، الذي يجري تنسيقه بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، كنموذج لبرامج الحماية الاجتماعية الوطنية ويسعى لتطبيقه بدول أخرى.
وذكرت أن البرنامج ينقسم إلى مسارين رئيسيين هما مسار تكافل للفئات القادرة على العمل ولكنها عاطلة عن العمل مؤقتًا، ومسار كرامة: للفئات غير القادرة على العمل مثل ذوي الهمموكبار السن والأيتام، لافتة إلى أنه لضمان الاستثمار في مستقبل الأطفال، يشترط البرنامج على الأسر المستفيدة من “تكافل” الالتزام بتسجيل الأطفال في المدارس وتحقيق نسبة حضور لا تقل عن 80%، وإجراء النساء والأطفال لفحوصات صحية دورية ثلاث مرات سنويًا، وتهدف هذه الشروط إلى كسر حلقة الفقر بين الأجيال من خلال تمكين الأطفال من التعليم والصحة، وتمكين النساء من دعم أسرهن بدنيًا واقتصاديًا.
وأكدت أن تمكين المرأة هو محور أساسي في البرنامج، حيث تُشكل النساء 75% من حاملي بطاقات الدعم. وساعد البرنامج في تعزيز قدرة النساء على اتخاذ القرارات الاقتصادية داخل أسرهن، وتحسين مكانتهن الاجتماعية، ما ينعكس إيجابًا على المستوى المعيشي للأسر بالكامل، موضحةً أن الدولة تتجه نحو جعل التمكين الاقتصادي الهدف النهائي للحماية الاجتماعية. ويُعمل حاليًا على وضع مستفيد “تكافل” القادر على العمل في مسار محدد بمدة زمنية تؤهله “للتخرج” من البرنامج، والانتقال إلى الاعتماد على الذات من خلال فرص عمل أو مشاريع صغيرة.
واستفاد من برنامج تكافل وكرامة 4.67 مليون أسرة مسجلة؛ وحوالي 17 مليون مستفيد مباشر وغير مباشر؛ و51% من الأسر المشمولة بمظلة برنامج تكافل تمتثل للشروط الصحية المتمثلة في القيام بثلاث زيارات للوحدة الصحية سنويًا، و63% من الأسر المشمولة بمظلة البرنامج تلتزم بشروط التعليم المتمثلة في معدل مواظبة على الدراسة بنسبة 80%؛ و100% من المستفيدين يحصلون على المبالغ النقدية من خلال الوسائل الإلكترونية.
وفي أكتوبر 2023 تم الإعلان عن موافقة مجلس النواب في جلسته العامة، على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 220 لسنة 2023 بشأن الموافقة على اتفاق مشروع توسيع برنامج تكافل وكرامة للتحويلات النقدية وبناء الأنظمة، بين جمهورية مصر العربية والبنك الدولى، وذلك بتمويل بلغ 500 مليون دولار، بما يعزز توجه الدولة نحو زيادة الجهود المبذولة لحماية الفئات الأقل دخلًا من خلال البرامج المختلفة.
الجدير بالذكر، أنه تم إطلاق برنامج تكافل وكرامة عام 2015 للتخفيف من آثار الإصلاحات الاقتصادية على الغير قادرين، ما في ذلك من إلغاء دعم الطاقة، حيث تم تصميم البرنامج لتقديم دعم نقدي للمستحقين مع نظام قوي لتقديم تلك الخدمة، فضلًا عن أنه يهدف إلى تحقيق أهداف التنمية طويلة الأجل من خلال تعزيز رأس المال البشري بالحصول على خدمات الرعاية الصحية والتعليم.