الإندبندنت: نتنياهو غير شعبي ومكروه ويقود إسرائيل نحو الهاوية
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
استعرضت صحيفة "الإندبندنت" في افتتاحيتها الأوضاع في الأراضي المحتلة، قائلة "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل نحو طريق دموي مسدود".
وقالت الصحيفة، "إن التظاهرات الحاشدة التي شهدتها إسرائيل في الأيام الماضية تظهر مدى المعارضة للطريقة التي ادار فيها هذه الحرب القاسية في غزة ونتائجها العسكرية".
وأضافت، "أن مقتل 1,200 إسرائيليا وأسر232 أخرين أدى لوقوف العالم عمليا مع إسرائيل ودعم كل الإسرائيليين عمليا لحكومة نتنياهو، بل ودعا الأخير منافسه بيني غانتس للإنضمام إلى حكومة الحرب".
وأوضحت، "لم يعد هذا هو الحال، فالتظاهرات الحاشدة في إسرائيل والتي شارك فيها ألالاف الإسرائيليين الداعين لعزل نتنياهو من منصب رئيس الوزراء تكشف عن مدى المعارضة له ولحربه القاسية في غزة".
وبحسب الصحيفة، "فقد تعكس استطلاعات الرأي في إسرائيل اليأس الذي عبر عنه المتظاهرون من طريقة إدارة الحرب ورئيس الوزراء لا يحظى بشعبية".
وأشارت إلى أن النزاع أدى للإضرار بالإستقرار الإقليمي وأمن إسرائيل وعزلها دوليا وأكثر من هذا، وبحسب وجهة نظر المتظاهرين، هم الأسرى الذين لا يزالون في غزة، وقد مات الكثير منهم، وقتل بعضهم من نفس القوات التي أرسلت لإنقاذهم وهو وضع لا يمكن التسامح معه ولا يبدو أن نتنياهو يستطيع حله".
وذكرت، "أنه على الرغم من تجويع المدنيين الفلسطينيين والأطفال الذين يتمتهم الحرب والمستشفيات التي تحولت إلى أنقاض متفحمة والعوز وعشرات الألاف الذين ماتوا، إلا أن نتنياهو يخسر الحرب".
وبينت الصحيفة، "لم يقتل من قادة حماس سوى العدد القليل وخلق جيلا جديدا من الفلسطينيين المظلومين في غزة ولديه استعداد للقيام بحملة جديدة من القتال. واستطاع نتنياهو تنفير أهم وأقوى حليف لإسرائيل وهي الولايات المتحدة".
"ومن العدل القول أن الغضب على الحكومة الإسرائيلية في الغرب والعالم الإسلامي ليس مسبوقا والهزيمة الصادمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الإنتخابات البلدية نابعة من عدم الرضا عن سياسته تجاه إسرائيل"، وفقا للصحيفة.
وتابعت، "عندما يصبح رئيس الولايات المتحدة ورئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتحدثان إلا قليلا، فقد حان الوقت لكي يفهم سكان إسرائيل الضرر الذي تسبب به نتنياهو على بلدهم وهناك عدد كبير من قادة الغرب يناقشون الحد من الدعم لإسرائيل لكي يشعروا بالراحة".
وأوضحت، "أن نتنياهو سيخضع لعملية جراحية قريبا وسيكون تحت التخدير الكامل، ولو ترك وصية لخليفته لو حصل الاسوأ له، فهي مواصلة الحملة على رفح".
ونتنياهو العنيد دائما، لا يضع نفسه في مواجهة حماس فقط ولكن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والرأي العام الغربي والآن مواطنيه، بحسب تعبير الصحيفة.
وقالت، "إن حماس لن تصدق نفسها، وأنها وبعد ستة أشهر من الهجمات أوقعت نتنياهو في فخها، وهي لا تهتم على حد زعم الصحيفة برفاه شعبها كنتنياهو وهذه مأساة فلسطينية أخرى".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى "أن نتنياهو غير قادر على فهم الحقيقة الأساسية وحقيقة أنها لن تستسلم له مهما مات من الفلسطينيين".
وذكرت، "أن لدى حماس حلفاء جدد في اليمن، جماعة الحوثي التي أجبرت الملاحة البحرية على حرف طرقها عن قناة السويس، كما خربت حماس الجهود الدبلوماسية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها من المغرب إلى الإمارات".
وفي الوقت الحالي أصبحت اتفاقيات إبراهيم ميتة وتلاشى حلم نتنياهو بكتلة إقليمية اقتصادية معها، بحسب الصحيفة.
وحول الولايات المتحدة تقول الصحيفة إنها تشعر بالقلق من عودة النفوذ الإيراني والنشاطات الإرهابية التي تدعمها في المنطقة وكذا علاقتها القريبة مع روسيا.
وتناقش الدول الغربية طرقا لدفع إسرائيل نحو وقف إطلاق النار ويكون في مصلحتها، حتى لو قدموا تنازلات لحماس وديمومتها.
وزعمت الصحيفة أن حماس لا تريد توقف الحرب التي تخدم مصالحها الجيوسياسية، ومرة أخرى يسهل نتنياهو على الحركة رفض شروطه، وفق ادعاء الاندبندنت.
وترفض أمريكا الآن استخدام الفيتو بشكل أوتوماتيكي لحماية حليف ترى أنه خرج عن السيطرة.
وسيكون وعلى دولة الاحتلال كما تقول الصحيفة لأول مرة الإجابة على اتهامات الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية.
وترى الصحيفة أن حقيقة عدم انتشار النزاع إلى الضفة الغربية ولبنان ينقذ نتنياهو وشعبه من توسع خطير للحرب.
ومن الناحية التكتيكية يقود نتنياهو بلده نحو طريق دموي مسدود، والمشكلة العميقة هي أنه ليست لديه رؤية لتشكيل إطار تعايش سلمي مع الفلسطينيين وهو يرفض حل الدولتين.
كما لا توجد إجابات سهلة للنزاعات في الشرق الأوسط، لكن عدم اهتمام نتنياهو بالحل غير عادي ولهذا يجب ألا يقود "إسرائيل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية نتنياهو الحرب غزة الأسرى حماس الاحتلال حماس غزة نتنياهو الأسرى الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن نتنیاهو فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
تشير تقارير اقتصادية حديثة إلى أن الأسواق المالية قد تقلل من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط حالة من التفاؤل الحذر في أسواق وول ستريت.
ورغم أن المكسيك وكندا حصلتا على تأجيل لمدة شهر قبل فرض تعريفات بنسبة 25%، فإن هذه الهدنة قد تزيد من حالة التراخي وعدم الاستعداد لاحتمال اندلاع حرب تجارية شاملة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
تفاؤل الأسواق وثقة مبالغ فيهاوعلى الرغم من المخاوف المتزايدة من حرب تجارية عالمية، فإن الأسواق المالية لم تشهد تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة. فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أمس الاثنين انخفاضا بنسبة 0.8%، في حين تراجع مؤشر الأسهم الأوروبية ستوكس 600 بنسبة 0.9%، لكن التأثير ظل محدودًا.
وتشير البيانات إلى أن أسهم الشركات المتأثرة مباشرة بالتعريفات، مثل فورد وجنرال موتورز -التي تصنّع سياراتها في المكسيك قبل بيعها في الولايات المتحدة-، لم تنخفض بشكل كبير، في حين استعاد الدولار الكندي والبيزو المكسيكي بعضا مما خسراه بعد الإعلان عن التأجيل.
ويقول التقرير إن المستثمرين في وول ستريت يرون في تهديدات ترامب مجرد تكتيكات تفاوضية لانتزاع تنازلات بشأن قضايا مثل الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، حيث أكد أحد المحللين أن "الأسواق لم تستوعب بعد التداعيات الحقيقية لهذه التعريفات".
ويرى خبراء الاقتصاد أن سياسات ترامب التجارية الحالية أكثر تطرفا بكثير من تلك التي فرضها خلال ولايته الأولى، حيث كان التركيز آنذاك على ممارسات التجارة غير العادلة والأمن القومي، مع فرض تعريفات على الصين وبعض القطاعات مثل الصلب والألمنيوم بجرعات تدريجية سمحت للشركات بالتكيف.
إعلانأما الآن، إذا رفضت الدول المستهدفة تقديم تنازلات، فقد تصل معدلات التعريفات الجمركية الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، فضلًا عن تعطيل سلاسل التوريد العالمية التي أثبتت جائحة كورونا هشاشتها بالفعل.
كندا ترد بقوة وسط إجماع سياسي نادرعلى الرغم من أزمتها السياسية الداخلية، فإن كندا استجابت للتهديدات الأميركية بتوحيد صفوفها، حيث أظهر التقرير أن هناك إجماعًا سياسيا غير مسبوق بين حكومة جاستن ترودو من يسار الوسط، ومعارضيه من اليمين المحافظ.
وقرر رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد، الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه مقرب من ترامب، اتخاذ إجراءات انتقامية، مثل إزالة المشروبات الكحولية المصنعة في الولايات المتحدة من الأسواق المحلية، وإلغاء عقد الإنترنت العالي السرعة مع شركة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك.
تداعيات على الأسواق العالميةوفقًا للتقرير، فإن المنتجين الأميركيين قد يواجهون تداعيات طويلة الأمد نتيجة هذه السياسة الحمائية، حيث قد يتحول المستهلكون في الدول المتضررة إلى بدائل محلية أو أوروبية.
ويضيف التقرير أن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي واجهت تحديات مماثلة، إذ أدى عدم اليقين بشأن المفاوضات التجارية الطويلة إلى تراجع الاستثمارات في قطاع الأعمال، وهو ما قد يتكرر مع الولايات المتحدة في حال تصاعد الحرب التجارية.
هل هناك فوائد اقتصادية محتملة؟يرى بعض الاقتصاديين أن التعريفات الجمركية قد تعود بفوائد على المدى الطويل إذا تم تطبيقها بشكل انتقائي لدعم الإنتاج المحلي، كما حدث في بعض الدول الآسيوية في القرن العشرين.
فعلى سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة فرض تعريفات لحماية صناعة السيارات الكهربائية كما فعلت الصين سابقًا، مما قد يعزز قدرتها التنافسية عالميًا. لكن في الوقت نفسه، يُحذر الخبراء من أن السياسات الحمائية الشاملة غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية كما حدث في أميركا اللاتينية في الخمسينيات والستينيات.
إعلان من "أميركا أولا" إلى "التعريفات أولا"؟تشير الصحيفة إلى أن سياسات ترامب التجارية تفتقر إلى رؤية اقتصادية واضحة، إذ إن فرض تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي بدلًا من تحفيز الاقتصاد.
ويضيف التقرير أن المستثمرين في الأسواق المالية قد يساهمون دون قصد في تصعيد الأزمة، إذ إن تجاهلهم للتداعيات المحتملة قد يشجع الإدارة الأميركية على اتخاذ خطوات أكثر تشددًا، مما يزيد من مخاطر حدوث أزمة تجارية عالمية.
ومع تصاعد الحمائية الاقتصادية الأميركية، يتزايد القلق من أن الأسواق المالية تقلل من خطورة الوضع وسط تفاؤل مفرط بأن التعريفات مجرد أداة تفاوضية.
لكن الواقع يشير إلى أن الحرب التجارية قد تتحول إلى أزمة حقيقية إذا لم تتمكن الدول المتضررة من إيجاد بدائل، مما قد يؤدي إلى موجة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأسواق التكيف مع عالم تقوده سياسة "التعريفات أولا"؟