في متحف نهاية ” #غزة “
م. #أنس_معابرة
في عام 2016 تم فتح قبو سفالبارد العالمي للبذور من أجل استخراج بعض البذور لنباتات اندثرت نتيجة الحرب السورية الطاحنة، وتم استزراعها في لبنان والمغرب حفاظاً على نوعها. وقبو سفالبارد – أو متحف نهاية العالم كما يسميه البعض – هو عبارة عن بنك لبذور جميع أنواع النباتات في العالم، ويقع غي جزيرة نرويجية بالقرب من القطب الشمالي المتجمد.
ويسميه البعض بمتحف نهاية العالم، لأنهم سيلجئون اليه في حال اختفاء واندثار أنواع كثيرة من النباتات نتيجة حرب عالمية نووية كبيرة.
مقالات ذات صلة حكاية الفلافل 2024/04/01وبما أن العالم المتحضّر قد سمح في القرن الحادي والعشرين لطغمة ظالمة باغية من المتطرفين المتعجرفين اليهود بالهجوم الشامل على قطاع صغير محاصر لأكثر من عقدين، فإننا أمام إبادة جماعية كبيرة، وانني ادعو العالم اليوم للبدء بإنشاء “متحف نهاية غزة”، على غرار متحف نهاية العالم الشهير.
نحن بحاجة إلى هذا المتحف لتخزين جينات شعب جبّار، صمد في وجه أطول احتلال في التاريخ، احتلال امتدّ لثمانية عقود، وما زال الشعب رغم تعاقب الأجيال؛ يطالب بحقه في الحياة، وحقه في الحرية من الاحتلال الظالم.
في “متحف نهاية غزة” سنضع جينات لعائلات كاملة أُبيدت أجيالها الثلاثة، ولقيت الشهادة تحت الأنقاض، نتيجة للهجمة المدمرة التي يقودها جيش الكيان الغاصب، وبمباركة دولية وعالمية كبيرة.
في “متحف نهاية غزة” سنخزن جينات أبطال كوائل الدحدوح، الذين دفن افراد عائلته عصراً، واطل على الشاشة في المساء ليغطي اخبار الحرب في غزة بمهنية كبيرة، بعيداً عن عواطفه الجياشة، ومخفياً دموعه خلف ستار من حديد.
هناك في “متحف نهاية غزة” سنخزن بذوراً لأشجار الزيتون والنخيل الغزاوي التي حرقت وتجرفت بيد قوات الجيش الصهيوني، وأصبحت اماكنها ساحات اعدام ميدانيّ، تُروى بدم الشهداء، سنخزن عينات لحبات فلافل، وأرغفة مسخن، وقطع مخلل، وحبات زيتون وبلح، واكياس من الطحين، لم يجدها الشعب من اجل الطعام، وباتوا يصومون ويتسحرون على الجوع في شهر رمضان الكريم.
في “متحف نهاية غزة” سنحتفظ بأصبع أبو عبيدة المرفوع تهديداً ووعيداً في وجه الكيان، وكذلك صوته الذي يرعب الملايين من الصهاينة والخونة الملاعين الذين يساندونهم في حربهم الظالمة، وكوفيته التي أصحبت علامة دولية شهيرة.
هناك في “متحف نهاية غزة”؛ سنحتفظ بعينات لحناجر لم تهدأ، وأقلام لم يجف حبرها، وهي تطالب بوقف الحرب الدامية في قطاع غزة، وأيادي باتت مرفوعة إلى السماء تدعو الله بنصر إخوانهم المجاهدين، وفي الوقت ذاته؛ كفّت عن بضائع الشركات والدول التي تدعم الاحتلال في مقاطعة هي الأضخم في تاريخ مقاطعات البضائع.
في “متحف نهاية غزة”؛ سنحتفظ بعينات لعيون باتت تبكي من خشية الله، وأخرى باتت تحرس في سبيل الله، في أرض الحشد والرباط ومولد الأنبياء والاسراء والمعراج، وايادٍ تقبض على الزناد في مواجهة قتلة الأنبياء، واحفاد المغضوب عليهم والضالين.
هنالك في “متحف نهاية غزة”؛ سنحتفظ بعينات لجثث أطفال لقوا الشهادة وهم في عمر الورد، أو فقدوا أجراءً من أجسادهم، ويتسألون عن الذنب الذي اقترفوه وقُتلوا من أجله.
ولا مانع من الاحتفاظ في “متحف نهاية غزة” لعينات من بعض الضمائر التي ماتت، وهي تشاهد المذابح والمجازر التي تجري هناك يومياً، وهم يلتزمون الصمت، ويمدون أيديهم بالسلاح والغذاء والدواء للكيان الصهيوني الغاصب، ضمائر تدافع عن حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها امام الغزو الروسي من جهة، وتشجب وتستنكر حمل أهل غزة وفلسطين للسلاح امام حملات الاعتقال والقتل والاغتصاب والتجويع التي يقوم بها الاحتلال من اكثر من قرن من جهة أخرى.
لا مانع من الاحتفاظ في “متحف نهاية غزة” لعينات من أخوة الدم والعقيدة، الذين يلقون بالمساعدات الغذائية إلى اهل غزة من الطائرات لتقتلهم، أو لتذهب إلى الأسماك في البحر، ويمهدون الطرق لتزويد الاحتلال بالسلاح الذي يقتل إخوانهم.
في “متحف نهاية غزة”، سنكتب التاريخ الأسود لعالم يدّعي المدنية والتطور، وهو قابع في العصور المظلمة، ظلمة لقلوب قتلة الأطفال والنساء، وظلمة للضمائر الميتة، وظلمة في الوجوه القبيحة التي تقف إلى جانب الاحتلال، وظلمة يعيش بها عشرات الألوف من المعتقلين وفي سجون الاحتلال، وظلمة يعيش بها من بقي على قيد الحياة من أهلنا في القطاع المنكوب.
اللهم إنا نبرأ إليك من كل قطرة دم سالت في فلسطين.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: غزة
إقرأ أيضاً:
“الإسلامية لتمويل التجارة” توقّع مذكرة تفاهم مع الإيسيسكو
وقعت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة – عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية -، بمقر المؤسسة في جدة اليوم، مذكرة تفاهم مع منظمة العالم الإسلامي للتربية.
ونوه المدير العام لمنظمة “الإيسيسكو “، الدكتور سالم بن محمد المالك، بالتطور السريع الذي شهدته المنظمة خلال السنوات الخمس الماضية، مستعرضًا عددًا من البرامج والأنشطة والمشاريع التي أسهمت الإيسيسكو في تنفيذها، ومن أبرزها: إعداد ميثاق أخلاقي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، فضلًا عن جهودها الحثيثة في مجالات حماية وصون تراث العالم الإسلامي، والحفاظ على هوية الشعوب وموروثها الثقافي.
من جانبه أكد مدير العمليات في المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، الدكتور نظيم نوردلي، على الدور الكبير “للإيسيسكو” في تمويل المشروعات الخاصة بالتنمية الاقتصادية ببلدان العالم الإسلامي، مشيرًا إلى اهتمام المؤسسة بالتعاون الناجع مع الإيسيسكو في مجالات الاختصاص المشترك لتحقيق الأهداف المبتغاة.
أخبار قد تهمك رئيس البنك الإسلامي للتنمية يبحث التعاون مع المدير العام لمنظمة “الفاو” 14 فبراير 2025 - 2:13 صباحًا “الإيسيسكو” تدعو إلى تعزيز دور المتاحف في التعليم والبحث 17 مايو 2024 - 12:12 مساءًوتستهدف مذكرة التفاهم إرساء أسس التعاون في سبيل تنفيذ مبادرات وبرامج مشتركة من شأنها تعزيز ريادة الأعمال والشركات الناشئة، خاصة تلك التي تستهدف الشباب والنساء، بالإضافة إلى تقليل الفجوة في المهارات بسوق العمل، وتوظيف الحلول العلمية والتكنولوجية في مجالات الزراعة والأمن الغذائي وإدارة النفايات الغذائية، كآليات لضمان تحقيق نمو اقتصادي مستدام.
وتهدف كذلك، إلى تنمية قدرات الدول الأعضاء على مجابهة التغيرات المناخية وتحسين الاستدامة البيئية من خلال التعليم والابتكار والتقنيات الخضراء فضلًا عن تشجيع تبادل المعرفة وتبادل أفضل الممارسات بين الدول الأعضاء في الجانبين.