سواليف:
2024-12-18@09:17:00 GMT

في متحف نهاية “غزة”

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

في متحف نهاية ” #غزة “

م. #أنس_معابرة

في عام 2016 تم فتح قبو سفالبارد العالمي للبذور من أجل استخراج بعض البذور لنباتات اندثرت نتيجة الحرب السورية الطاحنة، وتم استزراعها في لبنان والمغرب حفاظاً على نوعها. وقبو سفالبارد – أو متحف نهاية العالم كما يسميه البعض – هو عبارة عن بنك لبذور جميع أنواع النباتات في العالم، ويقع غي جزيرة نرويجية بالقرب من القطب الشمالي المتجمد.

ويسميه البعض بمتحف نهاية العالم، لأنهم سيلجئون اليه في حال اختفاء واندثار أنواع كثيرة من النباتات نتيجة حرب عالمية نووية كبيرة.

مقالات ذات صلة حكاية الفلافل 2024/04/01

وبما أن العالم المتحضّر قد سمح في القرن الحادي والعشرين لطغمة ظالمة باغية من المتطرفين المتعجرفين اليهود بالهجوم الشامل على قطاع صغير محاصر لأكثر من عقدين، فإننا أمام إبادة جماعية كبيرة، وانني ادعو العالم اليوم للبدء بإنشاء “متحف نهاية غزة”، على غرار متحف نهاية العالم الشهير.

نحن بحاجة إلى هذا المتحف لتخزين جينات شعب جبّار، صمد في وجه أطول احتلال في التاريخ، احتلال امتدّ لثمانية عقود، وما زال الشعب رغم تعاقب الأجيال؛ يطالب بحقه في الحياة، وحقه في الحرية من الاحتلال الظالم.

في “متحف نهاية غزة” سنضع جينات لعائلات كاملة أُبيدت أجيالها الثلاثة، ولقيت الشهادة تحت الأنقاض، نتيجة للهجمة المدمرة التي يقودها جيش الكيان الغاصب، وبمباركة دولية وعالمية كبيرة.

في “متحف نهاية غزة” سنخزن جينات أبطال كوائل الدحدوح، الذين دفن افراد عائلته عصراً، واطل على الشاشة في المساء ليغطي اخبار الحرب في غزة بمهنية كبيرة، بعيداً عن عواطفه الجياشة، ومخفياً دموعه خلف ستار من حديد.

هناك في “متحف نهاية غزة” سنخزن بذوراً لأشجار الزيتون والنخيل الغزاوي التي حرقت وتجرفت بيد قوات الجيش الصهيوني، وأصبحت اماكنها ساحات اعدام ميدانيّ، تُروى بدم الشهداء، سنخزن عينات لحبات فلافل، وأرغفة مسخن، وقطع مخلل، وحبات زيتون وبلح، واكياس من الطحين، لم يجدها الشعب من اجل الطعام، وباتوا يصومون ويتسحرون على الجوع في شهر رمضان الكريم.

في “متحف نهاية غزة” سنحتفظ بأصبع أبو عبيدة المرفوع تهديداً ووعيداً في وجه الكيان، وكذلك صوته الذي يرعب الملايين من الصهاينة والخونة الملاعين الذين يساندونهم في حربهم الظالمة، وكوفيته التي أصحبت علامة دولية شهيرة.

هناك في “متحف نهاية غزة”؛ سنحتفظ بعينات لحناجر لم تهدأ، وأقلام لم يجف حبرها، وهي تطالب بوقف الحرب الدامية في قطاع غزة، وأيادي باتت مرفوعة إلى السماء تدعو الله بنصر إخوانهم المجاهدين، وفي الوقت ذاته؛ كفّت عن بضائع الشركات والدول التي تدعم الاحتلال في مقاطعة هي الأضخم في تاريخ مقاطعات البضائع.

في “متحف نهاية غزة”؛ سنحتفظ بعينات لعيون باتت تبكي من خشية الله، وأخرى باتت تحرس في سبيل الله، في أرض الحشد والرباط ومولد الأنبياء والاسراء والمعراج، وايادٍ تقبض على الزناد في مواجهة قتلة الأنبياء، واحفاد المغضوب عليهم والضالين.

هنالك في “متحف نهاية غزة”؛ سنحتفظ بعينات لجثث أطفال لقوا الشهادة وهم في عمر الورد، أو فقدوا أجراءً من أجسادهم، ويتسألون عن الذنب الذي اقترفوه وقُتلوا من أجله.

ولا مانع من الاحتفاظ في “متحف نهاية غزة” لعينات من بعض الضمائر التي ماتت، وهي تشاهد المذابح والمجازر التي تجري هناك يومياً، وهم يلتزمون الصمت، ويمدون أيديهم بالسلاح والغذاء والدواء للكيان الصهيوني الغاصب، ضمائر تدافع عن حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها امام الغزو الروسي من جهة، وتشجب وتستنكر حمل أهل غزة وفلسطين للسلاح امام حملات الاعتقال والقتل والاغتصاب والتجويع التي يقوم بها الاحتلال من اكثر من قرن من جهة أخرى.

لا مانع من الاحتفاظ في “متحف نهاية غزة” لعينات من أخوة الدم والعقيدة، الذين يلقون بالمساعدات الغذائية إلى اهل غزة من الطائرات لتقتلهم، أو لتذهب إلى الأسماك في البحر، ويمهدون الطرق لتزويد الاحتلال بالسلاح الذي يقتل إخوانهم.

في “متحف نهاية غزة”، سنكتب التاريخ الأسود لعالم يدّعي المدنية والتطور، وهو قابع في العصور المظلمة، ظلمة لقلوب قتلة الأطفال والنساء، وظلمة للضمائر الميتة، وظلمة في الوجوه القبيحة التي تقف إلى جانب الاحتلال، وظلمة يعيش بها عشرات الألوف من المعتقلين وفي سجون الاحتلال، وظلمة يعيش بها من بقي على قيد الحياة من أهلنا في القطاع المنكوب.

اللهم إنا نبرأ إليك من كل قطرة دم سالت في فلسطين.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غزة

إقرأ أيضاً:

توزيع نصف قرن سجناً على أفراد “عصابة المليار” التي استولت على أموال ومجوهرات فيلا طبيب بالجديدة

زنقة 20 | الرباط

وزعت غرفة الجنايات الاستئنافية بالجديدة، 49 سنة سجنا على أعضاء عصابة “المليار” ، و التي سبق و أن استولت على فيلا طبيب بحي كاليفورنيا الراقي بالجديدة.

و نقلت مصادر، أن محكمة الجنايات بالجديدة أدانت ثلاثة أشخاص بـ15 سنة سجنا لكل واحد منهم ، فيما قضت بسجن سيدة 4 سنوات ، بعد تورطهم في تشكيل عصابة قامت شهر ماي الماضي ، بالسطو على فيلا طبيب بحي كاليفورنيا الراقي بالجديدة.

أفراد العصابة كانوا قد راقبوا بدقة تحركات الطبيب ، وحينما تأكدوا بعدم وجود الطبيب و أشقائه ، اقتحموا الفيلا ، و استولوا على مبلغ يقارب “المليار” كان مخبأ في دولاب بأحد غرفها و على حلي ومجوهرات وهاتف محمول، كان هو الوسيلة التي تمكنت من خلالها الشرطة القضائية بالوصول إليهم.

الشرطة كانت قد أوقفت متورطين اثنين ببرشيد ، قبل أن يتم اعتقال باقي المتورطين وحجز مبلغ يقدر بـ130 مليون سنتيم تم إخفاؤه في حفرة بمدينة بني ملال، بينما ألقي القبض على والدة أحدهم متلبسة بارتداء حلي من المجوهرات المسروقة.

مقالات مشابهة

  • مركز جامع الشيخ زايد الكبير يفتح أبواب متحف “نور وسلام” أمام الزوار
  • تبوك.. “البلدة الأخرى” التي ألهمت الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد للكتابة في أدب الرحلات
  • توزيع نصف قرن سجناً على أفراد “عصابة المليار” التي استولت على أموال ومجوهرات فيلا طبيب بالجديدة
  • شاهد بالفيديو .. قصة الأغنية التي حققت 375 مليون مشاهدة على اليوتيوب “ارفع يديك فوق”
  • مركز جامع الشيخ زايد الكبير يفتح أبواب متحف “نور وسلام” أمام الزوار في “قبة السلام” الوجهة الثقافية الجديدة في الإمارة والدولة
  •  تعرفت عليه عبر “سنابشات” فغدر بها.. نهاية مأساوية لفتاة قاصر
  • شياخة: “أشكر بيتكوفيتش على الفرصة التي منحني إياها”
  • 10 آلاف مركبة دخلت “الفوريار” نهاية 2023
  • “تقدم” – العمياء التي لا ترى ما حولها.!!
  • وزارة المجاهدين تُدين السلوكات “المشينة” التي تمس برموز الثورة الجزائرية وتاريخها المجيد