ناسا تستغل كسوف الشمس وتطلق 3 صواريخ لفهم الظاهرة
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
يسعى مهندسو وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إلى الاستفادة من حدوث الكسوف في الثامن من أبريل/نيسان الجاري، والذي سيكون كسوفا كليّا للشمس يغطي مساحات كبيرة من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وإطلاق صواريخ مباشرة في ظل القمر لحظة الكسوف.
وتخدم عمليات الإطلاق هذه عدّة أغراض علمية بالغة الأهمية، منها فهم كيفية تأثير الانخفاض المفاجئ في ضوء الشمس على الغلاف الجوّي للأرض؛ إذ يؤدي الانتقال السريع من النهار إلى الليل إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة، وأيضا دراسة تأثير الكسوف على الغلاف الأيوني (الأيونوسفير) الذي يُعد الحد الفاصل بين الغلاف الجوّي العلوي والسفلي للأرض، ولا يزال مبهما في العديد من التفاصيل.
ويتأثر الغلاف الأيوني (يقع على ارتفاع بين 90 و500 كيلومتر فوق سطح البحر) بانتظام بالأشعة الشمسية فوق البنفسجية، فيحدث تفاعل معيّن يدفع الإلكترونات إلى التحرر من الذرّات، وينشأ عن ذلك مجموعة هائلة من الجزيئات المشحونة كهربائيا والتي تعمل هي الأخرى على توسيع الغلاف الجوّي العلوي للأرض.
دراسة شبهت طبقة "الأيونوسفير" ببركة ماء مستقرّة والكسوف كالزورق يسير وسط هذه البركة (ناسا)
ويشير أستاذ الهندسة والفيزياء في جامعة "إمبري ريدل" للطيران "أروه بارغاتيا" في دراسة أجريت عام 2023، إلى تشبيهٍ يقارن فيه طبقة "الأيونوسفير" ببركة ماء مستقرّة، وأنّ الكسوف أشبه بالزورق يسير وسط هذه البركة.
وبينما يسير الزورق في الماء يترك أثرا خلفه واضطرابات، وهذا ما يحدث تماما عند ظلّ القمر على الغلاف الجوّي للأرض مع نشاط الأيونات والجسيمات المشحونة، وبسبب هذه الاضطرابات تحدث بعض التقلّبات المؤقتة التي تعود إلى الاستقرار عندما يتوقف الزورق عن الحركة، أو عندما ينتهي الكسوف.
وعليه فإنّ علماء وكالة ناسا يبذلون قصارى جهدهم لجمع كافة البيانات الممكنة التي تتعلّق بتلك الاضطرابات في طبقة "الأيونوسفير"، والتي يمكن أن تتسبب بتعطيل العديد من الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية.
وسيُجري "بارغاتيا" وزملاؤه عمليات إطلاق الصواريخ الخاصة باضطرابات الغلاف الجوّي حول مسار الكسوف (إيه بي إي بي) من منشأة "والبوس" للطيران التابعة لناسا في جزيرة "والبوس" الأميركية. وبالرغم من أنّ الكسوف سيحجب فقط 81.4% من ضوء الشمس من فوق تلك المنشأة، يأمل الفريق في الحصول على أفضل الأرقام والبيانات الممكنة.
وتعد مساعي هذه التجربة استكمالا لتجربة مماثلة أجريت خلال كسوف جزئي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ حُجِب حينها ما يصل إلى 90% من ضوء الشمس، وأكدت النتائج في ذلك الحين إمكانية تأثير الكسوف في أنظمة الاتصالات بشكل ملحوظ.
وستُحلّق الصواريخ الفضائية في ثلاثة أوقات مختلفة: أحدها قبل الكسوف بـ45 دقيقة، والثاني أثناء الكسوف، والأخير سيُطلق بعد 45 دقيقة من وصول الكسوف ذروته. وتعتبر هذه الفواصل الزمنية مهمة لجمع البيانات بشأن كيفية تأثير الاختفاء المفاجئ للشمس على الغلاف الأيوني.
وما يزيد الأمر أهمية أنّ مثل هذا الكسوف لن يحدث في سماء هذه المنطقة حتى عام 2044، وهذا ما يحث العلماء على انتهاز الفرصة على أكمل وجه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات على الغلاف ی للأرض
إقرأ أيضاً:
"مدينة صواريخ" إيرانية تشكل تحدياً جديداً لأمريكا وإسرائيل
يمكن القول إن 2024 كان عاماً مروعاً بالنسبة للجمهورية الإسلامية في إيران، فمن مواجهة تداعيات الهجمات الإسرائيلية المباشرة ومشاهدة الانهيار الوشيك للجماعات الإرهابية التابعة لها في المنطقة، إلى فقدان قبضتها على سوريا، من خلال انهيار حكومة بشار الأسد، فإن لدى طهران الكثير لتثبته في العام الجديد.
طهران لا تمتلك حالياً صاروخاً باليستياً عابراً للقارات
وكتبت مايا كارلين في مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، أنه استناداً لوسائل الإعلام التي تديرها الدولة، يستخدم النظام الإيراني ترسانته الصاروخية لتحذير خصومه. وكشفت البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني هذا الأسبوع، عن قاعدة صواريخ أخرى تحت الأرض في المناطق الساحلية بجنوب إيران.
وتعهد قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري، بأن طهران تستعد "لمواجهة أي عدو، على أي نطاق، وبأي طريقة، وفي أي منطقة جغرافية". وقد عكس القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي هذا الخطاب، داعياً أعداءه "كي يجروا حسابات أكثر دقة، والتأكد من أنهم لا يرتكبون أخطاء من شأنها التسبب في المشاكل لأنفسهم وللآخرين".
وهذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها إيران النقاب عن "مدينة صواريخ" جديدة. وفي يناير (كانون الثاني)، افتتحت البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني قاعدة صواريخ بحرية أخرى تحت الأرض بالقرب من الخليج العربي، كما عرضت القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني مدينة صواريخ مماثلة تحت الأرض قبل أيام. ومما لا شك فيه أن النظام يروج لمخزوناته الموجودة تحت الأرض، كوسيلة ليثبِت لخصومه، أنه سيظل في إمكانه الحصول على الأسلحة إذا تعرض لهجوم.
???????? A secret Iranian programme is fast-tracking Tehran’s plans to build a nuclear bomb after receiving missile designs from North Korea, it has been reported
Read more ⬇️https://t.co/dHmnti9PZc pic.twitter.com/DXirk9BHbk
وتوسعت ترسانة طهران الصاروخية إلى حد كبير خلال العقد الماضي. وتشمل أسلحة النظام الآن صواريخ باليستية عالية الدقة ومسيّرات وصواريخ كروز. في البداية، من المرجح أن تعطي إيران الأولوية لتطوير صواريخها السريعة من أجل تحقيق هدفها المتمثل في تطوير أنظمة إطلاق للأسلحة النووية. ومع ذلك، على مر السنين، شهدت طهران مدى فائدة هذه الأسلحة في أيدي وكلائها الإقليميين.
https://t.co/NlFgL6ipQO
Should Israel Be Worried? Iran Is Showing Off Its New “Missile City”
February 4, 2025
By: Maya Carlin
واستخدم الحرس الثوري الإيراني تحديداً ترسانته المتقدمة من الصواريخ لشن هجمات على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، والجماعات الكردية في شمال العراق. وربما الأهم من ذلك هو أن الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة - بما في ذلك حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحوثيون في اليمن - قد جنت فوائد هذه الترسانة المتنامية.
وكما يتضح من الغارات الجوية الإيرانية التي استهدفت إسرائيل عام 2024، يمتلك الحرس الثوري الإيراني مجموعة من القدرات الصاروخية الباليستية وصواريخ كروز. ويُزعم أن أسلحة النظام الأطول مدى قادرة على ضرب أهداف تصل إلى 2000 كيلومتر (1240 ميلاً).
وفي حين أن طهران لا تمتلك حالياً صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، من شأنه أن يوفر مدى أطول، فمن المؤكد أنها تسعى جاهدة لتحقيق هذا الهدف. وفي وقت سابق من هذا الشهر، اختبرت طهران صاروخ كروز مضاداً للسفن يصل مداه إلى 1000 ميل. ومن شأن هذه القدرة أن تمنح النظام خيار استهداف السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية العاملة في بحر عمان والخليج العربي.
ويتعرض مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي الذي يمر عبره نحو خُمس شحنات النفط العالمية سنوياً، لتهديد منتظم من إيران - سواء من خلال الصواريخ أو غيرها من التكتيكات غير المتماثلة مثل الزوارق السريعة. ومع استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، ستشكل القدرات الصاروخية المتنامية لطهران المزيد والمزيد من التحديات لإسرائيل والولايات المتحدة.