سواليف:
2025-04-01@00:50:13 GMT

#تأملات_رمضانية

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

#تأملات_رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

كان أحدهم يسير مع أحد الفقهاء في السوق، صادفهما سائل، فقام بسرقة تفاحة وأعطاها للسائل، وسأل الفقيه متباهيا: أليست تجارتي هذه رابحة، فقد كسبت سيئة بسرقة التفاحة لكني نلت عليها عشر حسنات، فالحاصل ربح تسع حسنات، أجابه الفقيه: بل خسرت، فقد اكتسبت سيئة على السرقة، لكن صدقتك لم تقبل لأن الله لا يقبل إلا طيباً.


مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي، وتشكل مجموعات صداقة مرتبطة عبر الشبكات، نشأت حملات التدين الزائف، عن طريق تلاوة أوراد وأذكار معينة، بقصد جمع الحسنات المجانية بلا جهد ومن غير أن تتكلف مالاً.
لا شك أن ذكر الله من الأعمال الجليلة، لكن المقصود بالذكر ليس التسبيح والتهليل باللسان فيما الذهن منصرف عن معاني ما يردده، مقصد الذكر أن يتمثل المرء الله عز وجل حاضرا أمامه يرى ما يفعله، ويسمع ما يقوله، فيتقيه ويتجنب ما يغضبه، فإن لم يؤد الذكر هذه المهمة، فلا ينال المرء من ورائه غير تعب اللسان.
إن الله لا يقبل الأعمال إلا إن كانت خاصة لوجهه، وأدت الحكمة التي شرعها من أجلها، لذا فهولا يثيب فاعلها إلا بقدر ما أدت مبتغاها.
فالصلاة التي لا تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، تسقط الفريضة، لكنها لا خير فيها لمؤديها.
والصوم الذي لا يُلزم الجوارح بالكف عن انتهاك حرمات الناس وأعراضهم وأموالهم، لا يكسب صاحبه الا الجوع والعطش.
قراءة القرآن ليست بعدد الختمات، بل بالتدبر والتمعن في معانيه، لأن الهدف من الحض على مداومة قراءته، هو التأمل والتفكر لاستنباط فهم متجدد، لأن الله تعالى جعل فيه خاصية فريدة، وهي أنه مهما قرأه المرء، فسيجد في كل مرة معنى وفهما ومعرفة جديدة، لم يفطن إليها سابقا، لذلك فالتأمل المتعمق في بضع آيات، أفضل من قراءته كله خطفا.
جذور ظاهرة الورع الكاذب موجودة منذ فجر الإسلام، وأكثر من حاربها الفاروق رضي الله عنه، فمنع الذين يتركون أعمالهم وينقطعون للعبادة والإعتكاف في المساجد، وضرب الذين يتمتمون بالذكر والأوراد وهم سائرون في الأسواق متماوتين تظاهرا بالورع، وعندما رفع أحدهم لوزة وجدها أثناء الطواف قائلا: لمن هذه اللوزة، صرخ به: كلها وأرحنا يا صاحب الورع الكاذب.
حديثا مشايخ السلاطين، الذين يؤدون خدمات مأجورة لأسيادهم، وجدوا في العبادات التظاهرية نفعا، هدفها الأساسي إشغال الناس بالورع الكاذب لإبعاد أنظارهم عن الموبقات التي يرتكبها هؤلاء السلاطين، وإلهائهم عن الواقع المتردي الذي يعيشونه جراء فساد حكامهم، وذلك بالوعظ بالزهد بهذه الدنيا الفانية!، وصرفهم عن الإهتمام بأمورهم المعيشية المتردية، بإيهامهم أنهم سيربحون عددا هائلا من الحسنات بمجرد ترديد عبارات الذكر عددا محددا في كل يوم.
فتفرغ هؤلاء المشايخ لتنفيذ مهامهم من خلال وسائط التواصل الإجتماعي، كأن يطلب من كل من يقرأ الرسالة أن يرسلها مجانا الى عدد كبير(وهذا أمر ميسور وبلا كلفة)، أوان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة ثم يرسلها الى مائة صديق وهكذا يرسلها كل واحد الى غيره حتى يجمع الشخص ملايين الحسنات، وبذلك يثقل ميزانه مهما اقترف من سيئات!.
تشبه هذه الحالة حالات سبقت مرت فيها الأمة، كان المتقاعسون عن واجبهم في الحفاظ على ديار الإسلام من الغزاة، ويعقدون الصلح مع المعتدين، يلجأون الى إلهاء الناس بالتفرغ الى الذكر والتسبيح بدلا من محاسبة الحكام المتخاذلين.
فعندما غزت جحافل التتار أرض العراق، ارتعب حكام بلاد الشام فأرسلوا للغزاة قبل وصولهم طالبين عفوهم مقابل الإستسلام، وبرر الولاة ذلك بأنه جنوح للسلم، فنشطت حركات الصوفية، وعقدت حلقات الذكر المعروفة، واهتم المشاركون بإحصاء عدد المرات التي يرددون فيها :الله الله ، لكن “ابن تيمية” أنكر عليهم ذلك وتصدى لهم، ودعا للانصراف الى الجهاد فهو فرض عين، ومقدم على كل ماعداه من أعمال البر التي يتقرب بها الى الله.
في أيامنا هذه من يحاصرون القطاع ويجوّعونه لإرغام المقاومين على ترك الجهاد، لا ينفعهم ما يقدمونه من موائد إفطار عند الحسين والسيدة.
الخلاصة: الله تعالى هو فقط من يقدر الثواب والعقاب، لكنه بين لنا أن كل عمل يقصد به المسلم التقرب الى الله تعالى، ينال ثوابه بقدر الجهد والكلفة ونفعه للناس.

مقالات ذات صلة كلام عن الروح المعنوية 2024/04/02

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات رمضانية

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة يبارك الشعب اليمني والشعب الفلسطيني بعيد الفطر



فيما يلي نص التهنئة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

قال اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185]

صدق الله العلي العظيم.

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحـان الله بكرةً وأصيلاً.

بمناسبة حـلول عيد الفطر السَّعيد، أعاده الله على أمَّتنا الإسلامية بالخير والنصر والبركات، أتوجَّـه بأطيب التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، ومجـاهديه الأعزاء المرابطين في الجبهات، وكافة منتسبي القوات المسلَّحـة والأمن، ومختلف المؤسسات الرسمية، وأسر الشهداء والجرحى والأسرى، وإلى أمتنا الإسلامية عموماً، والشعب الفلسطيني ومجـاهديه الأعزاء خصوصاً، ولاسيَّما أهل غزة، الذين نالوا مع فضيلة صيام شهر رمضان، شرف الجهاد، وفضيلة الثبات في وجـه الطغيان الإسرائيلي، والحصار، والإبادة الجماعية، فطوبى لهم على صبرهم وثباتهم.

إنَّ هذه المناسبة المباركة هي احتفاءٌ وتبجيلٌ لنعمة الله بشهر رمضان، بما فيه من البركات، وبما له من عطاء تربوي يسمو بالإنسان، فهو مدرسة ربَّانية للتَّزود بالتقوى، وهو ربيع القرآن الكريم، الذي ينير لنا درب الهداية والبصيرة، فيجمع لنا بين تزكية النفوس، والرشد الفكري والثقافي، والبصيرة، والوعي، والمعرفة بتعليمات الله المباركة، القيِّمة، الحـكيمة، التي يترتب على اتِّباعها خير الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183]، وكما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة:185]، وكما قال تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185].

إنَّ مناسبة العيد هي مناسبة للشكر لله، والتكبير له، على نعمته بالهدى، والتوفيق لإحياء الشهر الكريم بصيامه وقيامه، وما جعل الله فيه من مضاعفة الأجر، ونزول البركات، وأتاح فيه من الفرص التي تساعد الإنسان على الارتقاء الإيماني، وما فتح الله فيه من أبواب الخير، والاستجـابة للدعاء، فهي مناسبةٌ للفرح والاستبشار بنعمة الله وفضله؛ ولذلك فينبغي أن يكون إحياؤها سليماً من كل أشكال المعاصي، وأن تكون مناسبة لذكر الله، وفعل الخير، وصلة الأرحـام، وتعزيز أواصر الإخـاء والمحبة بين مجتمعنا المسلم، مع العناية بإخراج زكاة الفطرة، التي هي من الواجبات الإسلامية، ومن مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام، كما ينبغي للمسلمين جميعاً أن يتذكَّروا في هذه المناسبة ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من: تجويع، وإبادة جماعية، وما يعانيه في الضفة من: تدمير وتهجير، وما يتعرَّض له المسجد الأقصى، مسرى النبي "صلى الله عليه وعلى آله" من: اقتحـامات واستباحـة من قِبَل الصهاينة اليهود المجرمين، وما تتعرض له القضية الفلسطينية عموماً من مؤامرات أمريكية إسرائيلية لتصفيتها، وأن يتذكَّروا مسؤوليتهم الإيمانية والدينية تجـاه ذلك.

فإننا نؤكِّد في هذه المناسبة: ثبات شعبنا على موقفه المبدئي الإيماني، في الإسناد الكامل والمناصرة للشعب الفلسطيني، والتصدي للعدوان الأمريكي الإجرامي على بلدنا، ونؤكِّد على أنَّ العدوان الأمريكي لن يؤثر على القدرات العسكرية، والعمليات الجهادية البطولية للإسناد لغزة، كما أنَّه لن يؤثر على قرار وموقف شعبنا، يمن الإيمان والجهاد، يمن الأنصار، الذي يستند إلى الهوية الإيمانية، والبصيرة القرآنية، ويعتمد على الله تعالى.

{وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}

وَالسَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

عبدالـملك بدرالدين الحوثي

29 / رمضان / 1446هـ

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث بعد صلاة العيد؟.. الملائكة تبشر المصلين بـ3 أرزاق في الدنيا
  • صلاة عيد الفطر اليوم.. أحكامها لتصليها مثل النبي وترقب 7 عجائب
  • خواطر رمضانية
  • النصر الكاذب
  • كلمة مقتضبة من الملك سلمان بمناسبة عيد الفطر 2025
  • الرئيس عباس يوجه كلمة للشعب ويخص غزة فيها
  • قائد الثورة يبارك الشعب اليمني والشعب الفلسطيني بعيد الفطر
  • الاثنين أول أيام عيد الفطر المبارك
  • العيد.. قنديل سعادة
  • زوجة معتقل أردني توجه رسالة شكر ساخرة لمسؤولي السجن.. ماذا قالت فيها؟