أعراض غامضة ظهرت على عشرات الدبلوماسيين وعائلاتهم بالسفارة الأمريكية في هافانا، في ربيع عام 2016، إذ أصيب العشرات منهم بدوار وطنين في الأذنين إلى صداع نصفي، وفقدان للسمع بشكلٍ مفاجئ، دون اكتشاف السبب، لتُسمى تلك الحالة واللغز المحير بـ«متلازمة هافانا».

ما متلازمة هافانا وكيف ظهرت؟

«متلازمة هافانا» لا تزال لغزا طبيا يحيطه الغموض ويُشعل فتيل التوتر بين الدول حتى تلك اللحظة، فمنذ 2016 بدأت المتلازمة تتخذ منحنى عالميًا، بعدما أبلغ عن حالات مشابهة في أماكن أخرى مثل الصين وروسيا، لأن تلك الدول كافة التي واجهت الأعراض المشابهة فشلت في معرفة الأسباب أو حتى طرق الوقاية، أدى ذلك إلى توجيه اتهامات سياسية بزراعة وخلق أمراض جديدة للحروب البيولوجية.

ما أعراض متلازمة هافانا؟

تعددت النظريات حول سبب متلازمة هافانا، فبينما يرى البعض احتمال هجوم بالموجات فوق الصوتية، يرجح آخرون فرضية التسمم أو العدوى الفيروسية، والتي تأتي من تناول أطعمة بعينها أو تحدث لأشخاص لديها حساسية ضد بعض المواد الغذائية، وأعراضها تأتي على النحو التالي:

الدوار والغثيان الصداع النصفي فقدان السمع والطنين في الأذنين مشاكل في الذاكرة والتركيز الإرهاق والشعور بالتعب صعوبة النوم ألم في الوجه والرأس

ذهب البعض إلى أن هذه الأعراض الخاصة بالمتلازمة، تأتي من الهجوم بالموجات فوق الصوتية، وهي موجات صوتية عالية التردد لا يمكن سماعها من قبل البشر، فيما ذهب البعض الآخر إلى التسمم، أو العدوى الفيروسية، بحسب موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

فيما كشف تحقيقًا استمر لمدة 5 سنوات، أجراه برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي اس» بالتعاون مع «ذا إنسايدر» و«دير شبيغل» الألمانية، عن أدلة تربط أحد الوحدات التابعة للمخابرات الروسية بالأعراض العصبية المعروفة بـ «متلازمة هافانا».

يُعد هذا أول دليل يربط خصمًا أجنبيًا بهذه الحالات الغامضة التي ظهرت لأول مرة عام 2016 بين موظفي السفارة الأمريكية في هافانا.

رحلة البحث عن السبب والعلاج النهائي

ألقى هذا اللغز الطبي بظلاله على العلاقات الدبلوماسية، حيث طردت الولايات المتحدة دبلوماسيين كوبيين من واشنطن، بينما ردت كوبا بإجراءات مماثلة.

لا يزال البحث جاريًا عن علاج لمتلازمة هافانا، خاصة أنه لا يوجد علاج لهذا المرض حتى تلك اللحظة، بينما يركز الأطباء على تخفيف أعراضها المزعجة، لكن تُبقي متلازمة هافانا العالم في حالة ترقب دائم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: متلازمة هافانا أمريكا متلازمة هافانا

إقرأ أيضاً:

متلازمة أم فريحانة

رشا عوض 

الاستنكار ليس لفرح الناس بتقدم الجيش، بل الاستنكار هو لمسرحية دعائية قوامها الكذب، وهذه المسرحية صناعة كيزانية بامتياز تم تسويقها بعناية لخدمة خط سياسي يهدف لإدخال السودانيين مجددا تحت بوت الجيش وتنصيبه حاكما تحت مزاعم أن الشعب يحبه ومتيم به، والأمر في حقيقته ليس تحركا شعبيا تلقائيا للاحتفاء بانتصار الجيش الذي لم يتحقق واقعيا حتى الآن، فنحن نعلم أن الحشد والخروج إلى الشوارع للتعبير عن الرأي والمشاعر ليس مكفولا دون قيد أو شرط في مناطق سيطرة الجيش، هذه المساحة من حرية التعبير والتظاهر متاحة فقط للكيزان وجهاز أمنهم وللاستخبارات العسكرية، يعني لو مواطنين خرجوا إلى الشارع صامتين بدون أي ضجيج وسيك سيك وميك ميك وواك واك، ورفعوا لافتة مكتوب عليها لا للحرب مثلا في شوارع عطبرة أو بورتسودان أو أمدرمان ماذا سيكون مصيرهم؟ ألم يتم اعتقال مواطنين وتعذيبهم لمجرد انتمائهم إلى الحرية والتغيير حتى، دون أن يفعلوا أي شيء؟

ما تم بالأمس هو مسرحية مصنوعة هدفها سرقة لسان الشعب لتقديم بيعة سياسية أبدية للجيش في الظاهر وللكيزان في الباطن، لو شارك في هذه المسرحية مواطنون عاديون فهم ضحية التضليل والتجهيل المنهجي الذي من ضمن ضحاياه شخصيات مستنيرة من أساتذة الجامعات والإعلاميين الذين يتساءلون بمنتهى الجدية: هل حميدتي ما زال حيا؟ وهذا يدل على سحر آلة الكذب الكيزانية التي تحب من تشاء، وتميت من تشاء وتقنع المغيبين بذلك! فما بالك بمواطن تنهال عليه الأكاذيب المدروسة من كل حدب وصوب، سيكولوجية الجماهير عموما أنها تكره من يقول لها الحقيقة المرة، وتعشق من يخدرها بالأكاذيب التي ترغب في تصديقها، ولذلك فإن الاستثمار في عواطف الجماهير وقت الأزمات مربح سياسيا، ولكن ما العمل؟ هل نسكت عن قول الحقيقة؟ هل ننزل إلى حلبة الزار ونطط، وننقز مجاملة لحالة فرح مؤسس على الكذب عشان الجماهير ما تزعل وعشان الاستثمار السياسي للمجرمين ينجح؟

المضحك المبكي لما يجي كوز محتال يقدم لك المواعظ حول احترام حق الشعب في الفرح، في حين أن هذا الكوز المأفون هو من سلب من الشعب حق الحياة، إذ أشعل حربا حرمت الناس من الحياة بالقتل، ومن العيش الكريم في بيوتهم وداخل وطنهم، طبعا المعلوف سيقول لك الجنجويد هم من فعلوا ذلك، ولكنه لن يسمح لك بطرح السؤال لماذا هناك جنجويد أصلا؟ من الذي صنع هذا الكيان العسكري، وجعله موازيا للجيش، وبناه من موارد الدولة، ومن مال دافع الضرائب السوداني؟ أليس هو نظام الكيزان! وما هو السبب الذي جعل هناك حاجة ماسة لوجود قوات الدعم السريع؟ أليس هو فشل الجيش في في قتال الحركات المسلحة التي كانت تهدد سلطة الكيزان وبدلا من حل مشكلتها سياسيا أرادوا سحقها عسكريا، فسلطوا عليها الجنجويد! والآن انقلب السحر على الساحر من كل النواحي!

عندما يواجه البشر كارثة كبرى مثل حربنا هذه، لن ينجحوا في النجاة منها إلا بالتتبع العقلاني لأسبابها الجذرية لضمان عدم تكرارها، نتفهم تماما شوق المواطن العادي إلى العودة إلى بيته، ولكنه لن يعود إلى بيته، دون أن يعرف ويعقل السبب الذي أخرجه من بيته!

أنت يا مواطن خرجت من بيتك بسبب حرب بين جيشين استنزفا مواردك وثروتك القومية بحجة أنهما يوفران لك الحماية، ولكن الجيشين تمردا على وظيفتهما أي الحماية وطمعا في السلطة السياسية، وفي النهاية نشأ بينهما صراع على السلطة تحول إلى حرب طاحنة تسببت في قتلك وتمزيق أوصالك وتجويعك وإذلالك وطردك من بيتك ثم من وطنك!

لو عاقل لن يفرحك شيء سوى توقف هذه الحرب وإعلان طرفيها الالتزام بالحل السلمي التفاوضي.

السلام فقط هو الذي سيضمن عودتك إلى بيتك!

الرهان على أن الجيش هو الذي سيعيدك إلى بيتك عبر انتصار حاسم يقضي على آخر جنجويدي هو مجرد علف للأسباب التالية:

الإصرار على رفض التفاوض، وعلى الحسم العسكري معناه استمرار الحرب طويلا، انتصار هنا وهزيمة هناك، استلام مدينة وفقدان أخرى،AA وفي ظل الحرب بداهة لن يعود أحد قريبا.

ومن زاوية أخرى استمرار الحرب سيترتب عليه دمار شامل، والأبواق الكيزانية أكثر من مرة طالبت بتسوية المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع بالأرض عن طريق الطيران وعدم التردد، حتى لو مات كل المواطنين ومعنى ذلك أنك يا مواطن لن تعود إلى بيتك، بل ستعود إلى الأنقاض وأكوام التراب وتحتها جثث القتلى!

ممكن يا مواطن تشرح لنا ما هو السبب الموضوعي الذي يجعلك مصابا بام فريحانة في مثل هذا الواقع البائس؟

الوسومرشا عوض

مقالات مشابهة

  • أحكام قضائية صارمة ضد المتابعين في قضية أحداث 15 شتنبر .. وهذا مصير الجزائرية المثيرة للجدل
  • أفضل نظام غذائي نباتي.. ماذا تعرف عن البيسكاتاريان؟
  • بعد تصريحاتها المثيرة للجدل.. نجوى فؤاد تتصدر تريند "جوجل"
  • ماذا يحدث الآن داخل لبنان؟.. تعرف على القوات المشاركة في التوغل الإسرائيلي
  • ماذا تعرف عن كسوف الشمس الحلقي؟
  • وزير التموين: الشراكة مع القطاع الخاص تأتي بتكليف رئاسي
  • عاجل - ماذا قال الرئيس السيسي عن استغلال البعض للسيارات المخصصة لذوي الإعاقة؟
  • ماذا تعرف عن نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله؟
  • متلازمة أم فريحانة
  • قرود أفريقية خضراء وخفافيش الفاكهة.. ماذا تعرف عن فيروس ماربورج؟