مسؤول صحي في غزة: مستشفى الشفاء لن يعمل بعد اليوم
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
وصف عضو لجنة الطوارئ الصحية في غزة، معتصم صلاح، الوضع في مستشفى الشفاء بالقطاع بأنه "كارثي"، مؤكدا أن المجمع الصحي الفلسطيني الأكبر "لن يعمل بعد اليوم".
وأوضح صلاح في تصريحات لقناة "الحرة"، الثلاثاء، أنه بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المستشفى، عقب عملية استمرت لأسبوعين، حلت "كارثة بتدمير المستشفى الأكبر في فلسطين".
وتابع: "حلت كارثة بالمنظومة الصحية في غزة.. عدد الأسرة التي كان يحتويها مجمع الشفاء بلغت أكثر من 750، وضم المجمع مبنى للجراحات المتقدمة، وللعناية المركزة، ووحدة لعلاج أمراض القلب، وغرف عمليات.. كل هذا تم تدميره".
واستطرد: "تم تدمير مباني الجراحة العامة، وأكبر قسم طوارئ، ومبنى الحروق، ومبنى الباطنة والأمراض الصدرية، ومبنى الولادة، والعيادات الخارجية والأشعة.. مجمع الشفاء الطبي لن يعمل بعد اليوم".
أشار المسؤول الطبي إلى أن "حجم الدمار لا يمكن وصفه، ولا يمكن إعادة ترميم أو تشغيل المستشفى. المبنى قائم وتتضح عليه الأضرار الخارجية، لكن بالداخل جميع الأجهزة والمعدات متفحمة بالكامل. حتى الجدران الأسمنتية بالداخل آيلة للسقوط".
وقال إنه خلال الاقتحام الأخير للجيش الإسرائيلي للمستشفى "قُتل 3 مدراء أقسام"، موضحا: "تم اعتقال أو استهداف الكوادر الطبية، حيث تم إعدام مدير دائرة الصيدلة، والدكتور محمد النونو، ومدير الهندسة والصيانة، ومدير المختبر.. وكأن الحرب مع القطاع الصحي".
وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ في 18 مارس، عملية كانت الثانية له في مجمع الشفاء الطبي منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.
وقال الجيش، الإثنين، إن قواته انسحبت من مجمع الشفاء بعد عملية استمرت أسبوعين قتلت خلالها "مسلحين فلسطينيين في اشتباكات، وضبطت أسلحة ووثائق مخابرات".
وأضاف أن عملية تمشيط المستشفى انتهت "من دون إلحاق أضرار بالمدنيين والمرضى والفرق الطبية".
وعلق صلاح على البيانات الإسرائيلية التي تؤكد استهداف المسلحين في المجمع الطبي دون المساس بالمدنيين، وقال: "أكاذيب وحجج واهية أمام الرأي العالمي. في الاجتياح الأول لمستشفى الشفاء أشار (الجيش الإسرائيلي) إلى وجود أنفاق.. أين هي هذه الأنفاق؟.. ثم ادعى أن هناك مسلحين.. إذا كان هناك مسلحين واقتحمت القوات الإسرائيلية المبنى لاعتقالهم، فلماذا تدمر المبنى؟.. هناك سياسة ممنهجة بتدمير كل مظاهر الحياة في قطاع غزة".
واتهمت إسرائيل مرارا حماس باستخدام أنفاق تحت مستشفى الشفاء في عمليات عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أوفير غندلمان، في نوفمبر الماضي، أن قوات الجيش الإسرائيلي دمرت "النفق الإرهابي الكبير الذي حفر تحت مستشفى الشفاء" في غزة.
كما أكد الجيش في بيان حينها، أن قواته دمرت "النفق الإرهابي" الذي جرى العثور عليه أسفل مجمع الشفاء.
من جانبها، قالت وزارة الصحة في غزة، الإثنين، إن الجيش الإسرائيلي انسحب من مجمع الشفاء الطبي "وجرى انتشال عشرات الجثث من داخله ومحيطه"، لافتة إلى أن "بعضها متحلل".
ونشر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على حسابه في منصة "إكس"، صورة للمجمع بعد انتهاء العملية العسكرية، يظهر فيها بعض المباني وقد تعرضت لأضرار كبيرة، مؤكدا أن المستشفيات "يجب أن تكون محمية".
وانتشرت صور وفيديوهات لبعض مباني المجمع وقد تضرر بعضها، فيما بدت آثار الحرق على مبان أخرى.
ماذا جرى لبقية مستشفيات القطاع؟منذ اندلاع الحرب منذ 6 أشهر تقريبا، شنّ الجيش الإسرائيلي عددا من العمليات التي طالت مستشفيات ومرافق طبية والأحياء المحيطة بها، متهّما حماس باستعمالها كستار لنشاطاتها. لكن الحركة نفت بشدة استخدام مقاتليها الشفاء وغيره من المرافق الصحية.
وفيما يتعلق بوضع بقية المستشفيات في القطاع، لفت صلاح إلى أنه "تم استهداف 30 مستشفى"، مضيفا أن "المجمع الوحيد في شمال غزة تم إخراجه عن الخدمة منذ نحو شهرين، ولم يبق سوى مراكز طبية قدرتها محدودة".
وأشار في حديثه للحرة، إلى أنه في خان يونس، يقع ثاني مجمع بعد الشفاء هو مجمع ناصر، قائلا إن "هناك عملية عسكرية إسرائيلية تجري فيه".
وبالتوازي مع العملية في الشفاء، قالت حماس إن القوات الإسرائيلية موجودة في مجمّع مستشفى ناصر، فيما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن عمليات تجري في مستشفى الأمل، وكلاهما في مدينة خان يونس.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الأحد، مقتل 4 أشخاص وإصابة 17 آخرين في قصف إسرائيلي على مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وسط القطاع.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرة تابعة لسلاح الجو "قصفت مركز قيادة عملياتيا تابعا لحركة الجهاد الإسلامي وإرهابيين متمركزين في باحة مستشفى الأقصى في منطقة دير البلح".
وأضاف: "بعد هذه الضربة الدقيقة، لم يتضرر مبنى مستشفى الأقصى ولم تتأثر وظيفته".
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، مما تسبب بمقتل أكثر من 32 ألف فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مجمع الشفاء الطبی الجیش الإسرائیلی من مجمع الشفاء مستشفى الشفاء فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت، عن عدد أسرى الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
وذكرت الصحيفة أن "41 أسيرا إسرائيليا من بين 251 أسرتهم حماس في غزة، قُتلوا في الأسر، بعضهم قُتل بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي شنتها على غزة".
وأضافت أن "الخرائط العسكرية تؤكد أن موقع مقتل 6 من الأسرى على يد الجيش الإسرائيلي في أغسطس/ آب الماضي، كان ضمن مناطق العمليات المحدودة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي عندما نشر تحقيقه حول مقتل الأسرى الستة، قال إنه لم يكن يعلم بوجودهم في المنطقة"، مؤكدة في الوقت ذاته أن الجيش "كان على علم بالخطر الذي يحدق بالأسرى عندما عمل في المنطقة التي قُتل فيها الرهائن الستة".
يشار إلى أن الأسرى الإسرائيليين الستة الذين تم قتلهم هم: هيرش جولدبرج بولين، أوري دانينو، إيدن يروشالمي، أليكس لوبانوف، كارميل جات، وألموج ساروسي.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه "رغم قرار وقف نشاط الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس (جنوب) بقطاع غزة، بسبب المخاوف على حياة الأسرى، إلا أنه بعد توقف ليوم واحد فقط، قرر الجيش مواصلة عملياته هناك بهدف تحديد مكان زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار".
وأشارت إلى أنه "بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تقرر أن العثور على السنوار كان أكثر أهمية من إنقاذ أرواح الأسرى الإسرائيليين (لم يتم تحديد مكانه في حينه)".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أي بعد نحو عام على بدء عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من حرب إسرائيلية مدمرة ضد قطاع غزة، اغتيل السنوار بمدينة رفح جنوب القطاع برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يقاتل.
ورغم تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة من المسؤولية عن مقتل أسرى إسرائيليين في قطاع غزة وتحميل حركة حماس مسؤولية ذلك، إلا أن المعارضة الإسرائيلية تحمله مسؤولية مقتل عدد كبير من الأسرى جراء عرقلته لأشهر طويلة التوصل إلى صفقة لإعادتهم خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي كان وزراء من اليمين المتطرف به يضغطون لمواصلة حرب الإبادة على غزة.
ومطلع آذار/ مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلق الاحتلال الإسرائيلي مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وبدعم أمريكي ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.