شيطنة "الأونروا".. الإنجاز السهل في الواقع الصعب
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
لبيب فالح طه **
في ظل تعثر سياسي وعسكري واستخباري، تبحث إسرائيل عن تحقيق أي نجاح، ولو كان على جبهة وهمية، أو معركة افتراضية. وفي ظل تدهور علاقاتها مع معظم دول العالم، تمارس دور الضحية وتشيطن الجميع وتحاول إسباغ هالة ملائكية حولها.
الأونروا التي تأسست من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، وتم تكليفها بتقديم المساعدة والحماية لمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين حينها؛ تأسيسها بقرار أممي أعطاها صبغة مؤسسة أممية، ولها شرعية دولية.
حين تأسست الأونروا كان يفترض أن يستمر وجودها لفترة مؤقتة حتى يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى مدنهم وقراهم، ولكن غيبتهم طالت، ومثل وجود الأونروا بالنسبة لإسرائيل علامة خطر تعني أن هناك مشكلة قامت إسرائيل بخلقها إبان النكبة ولا بد من حلها.
بدلًا من حل مشكلة اللاجئين، تسعى إسرائيل لحل وكالة الغوث (الأونروا)، وما يزيد في جرأة إسرائيل وتطاولها على الأونروا أن هناك عددًا من الدول المؤثرة دوليًا، والممولة بشكل رئيس للوكالة كالولايات المتحدة وألمانيا، قد قررت تجميد تمويلها للوكالة.
الحملة المسعورة على الأونروا تبدو غير مقنعة أو منطقية، لو فرضنا صحة الدعاية الإسرائيلية بأن بعض موظفي الوكالة شاركوا في الهجوم على إسرائيل يوم السابع من أكتوبر عام 2023، فإن ذلك تم بمبادرة منهم وليس بتحريض من الوكالة ولا علاقة للوكالة به، لو أن فلسطينيين يعملون في مصنع إسرائيلي شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر، فهل ستغلق إسرائيل ذلك المصنع؟! وهل نصدق إسرائيل أنها اكتشفت نفقا تحت مقر الوكالة في غزة؟
ولو كان ذلك صحيحًا– ونحن لدينا الكثير من الأسباب لنرفض الدعاية الإسرائيلية-فهل الوكالة هي التي حفرته أو دعت إلى حفره؟
الحملة الإسرائيلية على وكالة الغوث جزء من رؤية إسرائيل أن الأمم المتحدة بأنها عدو لإسرائيل وهي الدولة التي قد تكون الوحيدة في العالم التي أنشئت بقرار من هذه المنظمة الدولية. حملة إسرائيل تحاول استغلال ظرف التغيرات التي أفرزتها الحرب على غزة للتخلص من الوكالة التي يرمز وجودها إلى جريمة إسرائيل في التطهير العرقي واقتلاع مئات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم خلال حرب عام 1948. الحملة الإسرائيلية تهدف إلى إظهار صورة «الحمل الوديع» الذي «تتآمر» عليه مؤسسة دولية، الحملة الإسرائيلية تحاول الثأر لنفسها في نفس الفترة التي صدر فيها قرار محكمة العدل الدولية الذي يلزمها باتخاذ إجراءات تمنع الإبادة الجماعية في حربها على غزة. الحملة على وكالة الغوث تهدف إلى المساهمة في تجويع الفلسطينيين وحرمانهم من هيئة دولية تساعدهم، فمن لم يمت بالجوع مات بغيره، فالموت واحد والعدو واحد والحرب التي تشنها إسرائيل لا تستهدف التنظيمات الفلسطينية، وإنما تستهدف الشعب الفلسطيني ككل، واستشهاد المئات يوميا وتدمير كل شيء يخص الشعب الفلسطيني يعطي خير دليل على ذلك.
يذكر ان دولًا عدة اعادت تمويل الأونروا كالسويد وكندا وفنلندا؛ مما يعني استجلاء تلك الدول لكذب الدعاية الإسرائيلية، والانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يواجه الموت والتدمير على مدار الساعة.
** كاتب فلسطيني
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إيناس حمدان: قرار إسرائيل بمنع الأونروا من العمل في غزة غير مسبوق وخطير
إسرائيل تحاول إلغاء دور الأونروا في قطاع غزة والوكالة تؤكد استمرار خدماتهاعلقت إيناس حمدان، القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام والتواصل بوكالة الأونروا في قطاع غزة، على القرار الإسرائيلي بمنع الوكالة من تأدية مهامها في غزة، مؤكدة أن هذا القرار غير مسبوق وخطير.
وأضافت أن محاولة دولة عضو في الأمم المتحدة إلغاء أو تفكيك منظمة كبيرة مثل الأونروا، التي تعمل في مجال الاستجابة الإنسانية منذ 75 عامًا، تمثل خطوة غير مبررة.
الأونروا تواصل تقديم خدماتها رغم القرار الإسرائيليخلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة، أشارت حمدان إلى أن الأونروا، المسؤولة عن تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، ستواصل عملها في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، رغم أن الشق الأول من القرار الإسرائيلي قد دخل حيز التنفيذ.
وأكدت أن العيادات في الضفة الغربية وقطاع غزة لا تزال تعمل، كما تستمر الوكالة في تقديم المساعدات للاجئين.
الوضع في غزة كارثي والأونروا تعمل على الحفاظ على حياة السكانوقالت حمدان إن الوضع في قطاع غزة كارثي، وأن الأونروا تبذل جهودًا كبيرة لتوفير احتياجات السكان، خاصة بعد تدمير البنية التحتية بالكامل.
وأوضحت أن وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى للبدء في إعادة إعمار المنطقة وتقديم الدعم الإنساني.
الأونروا توزع مساعدات على مئات الآلاف من الفلسطينيينوأكدت حمدان أن خدمات الأونروا مستمرة في قطاع غزة، حيث قامت الوكالة بتوزيع أكثر من 550 ألف حصة غذائية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى توزيع 43 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للاستخدام والشرب لما يزيد عن 460 ألف شخص في القطاع.