موقع النيلين:
2025-01-10@23:26:55 GMT

بنادق الجنجويد ضد النسب الثقافي السوداني

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT


ماذا لو تكلمنا هكذا بشيء من الوضوح والإفصاح وأن نضع كل الأسئلة عن أسباب تمرد الجنجويد وخوضهم هذه الحرب ، والأزمات المكدسة بعضها فوق بعض على ظهور أهل السودان ؟
وحتى نكون على بينة من الكلام :
* هل الجنجويد يقاتلون ضد الجيش لإسقاط الحكومة ؟
نعم !
* هل يقاتل الجنجويد لإقصاء الإسلاميين ونفيهم من الوجود ؟
نعم !
* هل يمارس الجنجويد في حربهم هذه أبشع عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية والتهجير القسري ، ضد قبائل الزرقة – السود – المساليت ، والإرنقا في غرب دارفور خاصة ، وكل من ينتسب إلى العنصر النوبي أو الزنجي عرقا ودما ولونا لإستأصالهم من أرضهم ومحو آثار أسلافهم ؟
نعم مارسوا كل ذلك في أقليم دارفور عامة !
* هل الجنجويد في تمردهم هذا يقاتلون من أجل
إستأصال وإزاحة الجلابة وأبناء الشريط النيلي من أقصاه إلى أقصاه ، بجميع مكوناتهم القبلية ؟
نعم !
* هل الجنجويد يقاتلون ضد دولة ” 56 ” ؟
نعم وهذا هو شعارهم الأعلى !
* فما علاقة بيت مشكاة العلوم والمعرفة البروفيسور علي شمو بالجيش ؟
* ما علاقة بيت الرياضي نجم فريق نادي المريخ الراحل سامي عزالدين بالجيش ؟
واسألوهم عن الزعيم الازهري ومحمد احمد المحجوب !! هل المدنية مختبأة في بيوت أسرهم ؟
* والسؤال الكبير .

. ماذا تبقى من السودان بعد كل ذلك باستثناء أحزاب قوى الحرية والتغيير ” قحت ” محبوبة الجنجويد .
البداهة تقول إن المسألة ، ليست مسألة إسقاط البرهان والبحث عن الديمقراطية ومدنية الدولة ؟ وهل لا يتحقق ذلك إلا بتلك المذابح في دارفور ونفي وإقصاء كل أهل السودان ؟
هذا التمرد الأقبح في تاريخ السودان ليس إلا هو مشروع فكري ثقافي آخر يحمل معتقد وتصورات تهدف أولا للخلاص من الشخصية الثقافية السودانية ، ومحو ملامح سودانويته المائزة . وفق مخطط دولي يخفي في أصله فطرة دكتاتورية ونزعة للتسلط والتفرد والإستئثار بالسودان وجغرافيته .
في فوهات بنادق الجنجويد ومدافعهم الآن أخطر مشروع فكري ثقافي مضاد لإرثنا المعرفي ، والتركيبة السكانية ، بفسيفساء مكوناتها الإجتماعية ، وقوس قزح أعراقها ، ومشاربهم الثقافية المتعددة الوسامة والجمال .
الجنجويد وكلاء دعاة يستترون وراء حدودنا . حرب هي في الأصل دعوة لعمليات إزاحة شعب بثقافته ومياسمه المائزة في الحياة ، وإبداله بشعب ومجتمعات أخرى ذات خصائص قابلة للتشكل وفقا لمعتقد جديد بتصورات ورؤى فكرية ثقافية متخيلة .
هذه الحرب ليست ضد الجيش وحده ، وإلا ، لماذا دمروا الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العلمية وأحرقوا المكتبات الفكرية الثقافية بكل تلك الفظاظة ؟
ما علاقة الجيش بالمتحف القومي ودار الوثائق القومية حتى تنالها مدافع الجنجويد ونيرانهم الحارقة ؟
وما علاقة قبائل الفور والمساليت والإرنقا والنوبة بدولة ” 56 ” ؟
وأسألك بالله يا قارئي ، ما هي نسبة الديمقراطية في دم عرب دول الخليج ، وهل لديهم وسائل للحكم غير الوراثة التناسلية الأسرية أب عن أب ؟
ومن أين للعربان معرفة لمعنى المدنية وأصولها ؟ أليست حياتهم هي تزلف لروح العصبيات العرقية والعنصريات ؟
وأية نكهة للديمقراطية في الطبق القبلي العشائري عند عربان الخليج ؟
أولئك العربان المدججون بالتناقضات ، ما فهمهم للديمقراطية والحوار ؟ وكيف يحددون علاقتهم بالآخر ؟ وما علاقتهم بالأنسنة ؟
الجنجويد في هذه الحرب ليسوا إلا ظهور تم إستإجارها لتحمل أسفار مشروع فكري ثقافي دولي مضاد للنسب الثقافي السوداني المتفرد في أصالة بعده الحضاري .

الدكتور فضل الله أحمد عبدالله

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ما علاقة

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس السيادة السوداني يوجه بتطوير وتعزيز العلاقات الخارجية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 أكد رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان على أهمية تطوير وتعزيز علاقات السودان الخارجية ودفعها ودعم كافة الجهود الرامية لتعزيز مسار تلك العلاقات بما يحقق المصالح العليا للسودان.

 وأكد رئيس المجلس السيادي لدى وداعه اليوم سفيري السودان لدى كل من الهند والنيجر، السفير محمد عبدالله التوم ، والسفير إبراهيم عوض البارودي، بحضور وزير الخارجية السفير الدكتور علي يوسف ، على أهمية الاستمرار في مد جسور التعاون وتعزيز آفاقه بين السودان وتلك الدول بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة ويعود بالخير والنماء على الجميع.

 وقال سفير السودان لدى الهند السفير محمد عبدالله التوم في تصريح صحفي " تلقينا توجيهات واضحة من رئيس مجلس السيادة بأهمية دعم مسار علاقات السودان الخارجية وتعزيزها انطلاقاً من عمق أزلية العلاقات بين السودان وتلك الدول. 

وأضاف السفير أن السودان يستشرف مرحلة جديدة بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة على المليشيا الإرهابية ودحر مشروعها التدميري، مما يعزز فرص وجهود بناء علاقات وشراكات تشمل دعم الاستقرار في السودان وإعادة البناء والإعمار.

 وأشار إلى تميز العلاقات السودانية الهندية والتي تقوم على التنسيق السياسي وتبادل الدعم في مختلف المجالات، مؤكداً حرصه على الارتقاء بعلاقات البلدين وتعزيزها ودفعها إلى آفاق أرحب بما يحقق المصالح المشتركة. 

وأشار السفير محمد عبدالله إلى أن رئيس مجلس السيادة نوه إلى حرص السودان على تمتين علاقاته مع غرب إفريقيا وتكثيف الوجود السوداني في المنطقة ومد جسور العلاقات والتعاون بما يحقق المصالح المشتركة .

مقالات مشابهة

  • اللمبي السوداني المصري الجديد !
  • دين وقضايا المجتمع الراهنة – قراءة في المشهد السوداني المعاصر
  • الجيش السوداني يبسط سيطرته على مدينة استراتيجية
  • ???? عثمان عمليات القائد العسكري الفاشل الذي أضاع ملك آل دقلو وتسبب في هلاك الجنجويد
  • الى المغيبين من الشعب السوداني، يجب ان تفهموا ان الحرب الدائرة حالياً ابعد من ان تكون بين الجيش والدعم السريع
  • اندلاع مواجهات عنيفة بين الجيش المسنود بدرع السودان ومليشيا الجنجويد
  • أستكمالًا لدورها في إثراء المشهد الثقافي المصري.. مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية تحتفل بالفائزين بجائزة "ساويرس الثقافية" في دورتها العشرين
  • «البيت الأبيض»: الدعم السريع ارتكب فظائع منهجية ومروعة ضد الشعب السوداني
  • رئيس مجلس السيادة السوداني يوجه بتطوير وتعزيز العلاقات الخارجية
  • السوداني: علاقة العراق بإيران كعلاقة الأم بولدها