من هو العميد زاهدي الذي اغتالته (إسرائيل) .. وكيف ستردّ طهران؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
سرايا - أكدت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية مقتل العميد محمد رضا زاهدي من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في الهجوم الإسرائيلي اليوم الاثنين، على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
من هو زاهدي؟
العميد محمد رضا زاهدي البالغ من العمر 63 عاماً، كان قائداً لـ"فيلق القدس"، الذراع العسكري للحرس الثوري الإيراني، في سورية ولبنان.
التحق زاهدي بالحرس بعد عامين من انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وكان من قادته من الصف الثاني خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، فكان قائداً للواء "44 قمر بني هاشم" لمدة ثلاث سنوات، ثم أصبح قائداً لفريق "14 الإمام الحسين".
وعمل العميد زاهدي قائداً للسلاح البري للحرس الثوري الإيراني من 2005 إلى 2008، ثم اختاره قائد الحرس الثوري عام 2016 إلى 2019 قائداً للعمليات في الحرس.
كما التحق العميد زاهدي عام 2007 بـ"فيلق القدس"، وكان قائد الحرس في سورية ولبنان.
كيف ستردّ طهران؟
وفي مباحثات هاتفية مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، مساء اليوم، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد "فقد توازنه بالكامل بسبب إخفاقاته المتواصلة في غزة، وعدم تحقيق الأهداف".
وأكد أمير عبد اللهيان، وفق بيان للخارجية الإيرانية، أن الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق "يمثل تجاوزاً لكلّ التعهدات والاتفاقيات الدولية"، محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي "مسؤولية تبعات هذا الهجوم".
وهدد القيادي السابق في الحرس حسين كنعاني مقدم في حديث مع "العربي الجديد"، باستهداف جميع السفارات الإسرائيلية من الآن فصاعداً، بعد الهجوم على القنصلية.
وقال كنعاني مقدم، إن الاعتداء على القنصلية الإيرانية هو اعتداء على الأراضي الإيرانية، مؤكداً أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "قد ارتكب خطأً كبيراً في حساباته بهذا الهجوم".
وأضاف أن الهجوم (الإسرائيلي) الجديد "محاولة من نتنياهو لتجاوز المأزق والأزمات التي يواجهها على أرض الواقع في غزة، وفي الداخل"، مشيراً إلى أنه "يريد صناعة أزمة جديدة للتهرب من أزماته الراهنة".
وتابع القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم (الإسرائيلي) على القنصلية الإيرانية "قد منح لإيران الحق والمسوغ في استهداف كلّ السفارات والمقرات الدبلوماسية (الإسرائيلية) في العالم"، مضيفاً أن هجوم اليوم سيغير طريقة الرد على الهجمات (الإسرائيلية)، و"سيجعل كلّ نقاط العالم التي توجد فيها المقرات (الإسرائيلية) هدفاً مشروعاً لانتقام صعب، وقد وسّع جبهة الحرب مع (إسرائيل)".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستردّ هذه المرة مباشرة على (إسرائيل)، قال إن "السياسة الإيرانية هي سياسة رادعة، فإذا كان هناك شعور بضرورة الردّ المباشر، فستفعل طهران ذلك بكل تأكيد، كما فعلت ذلك عندما استهدفت قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق" مطلع عام 2020 رداً على اغتيال الجنرال سليماني. وأكد أن إيران "ستعمل على اختيار أفضل هدف في وقت وظروف مناسبة، لتوجيه ضربة مؤلمة إلى الاحتلال".
في غضون ذلك، قالت الخارجية الإيرانية في بيان، إنها تدين بشدة الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، مشيرة إلى أنها تدرس حالياً أبعاد هذا الهجوم.
وحمّل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، "الكيان الصهيوني مسؤولية عواقبه وتبعاته"، مضيفاً أن "هذا الهجوم الوحشي يمثل انتهاكاً سافراً للمقرات الدولية خاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961"، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التنديد بالهجوم بـ"أقوى العبارات واتخاذ إجراءات لازمة تجاه المعتدي".
وأكد أن بلاده "تحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات للردّ على الهجوم، وستقرر بشأن طبيعة الردّ ومعاقبة المعتدي".
مقتل قادة آخرين في الهجوم
ولم يكن زاهدي القتيل الوحيد في الهجوم (الإسرائيلي) الجديد على سورية، حيث تحدث السفير الإيراني حسين أكبري لوسائل إعلام إيرانية عن مقتل 5 إلى 7 أشخاص في الهجوم، قبل أن تنقل وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مصادر، تأكيدها مقتل العميد حاجي رحيمي مساعد زاهدي أيضاً.
وأشار السفير الإيراني إلى أن ثلاثة من القتلى هم مستشارون عسكريون إيرانيون. وأضاف أكبري أن الاحتلال استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بستة صواريخ، مؤكداً أن الهجوم سيعقبه "ردنا القاسي".
إلى ذلك، أورد موقع "فرارو" الإيراني أن الهجوم (الإسرائيلي) أدى إلى مقتل ثلاثة قادة عسكريين إيرانيين، هم العميد محمد رضا زاهدي قائد الحرس الثوري في سورية ولبنان، والعميد حسين أمين الله رئيس الأركان العامة للحرس في سورية ولبنان، والعميد حاج رحيمي مساعد زاهدي.
كما تحدثت قنوات إيرانية على "تليغرام" عن مقتل العميد حسين أمير الله، رئيس الأركان العامة للحرس الثوري في سورية ولبنان نائب العميد زاهدي.
وكشفت "مصادر إيرانية" لـ"العربي الجديد" عن أن القادة الإيرانيين كانوا في اجتماع داخل القنصلية الإيرانية، قبل أن يستهدفها الاحتلال (الإسرائيلي) بهجومه.
وتوعد السفير الإيراني حسين أكبري بالرد على الهجوم (الإسرائيلي)، قائلاً إنه سيتم إعلان هوية القتلى لاحقاً.
تصعيد إسرائيلي جديد
وبذلك، أضيف زاهدي ورفاقه إلى قائمة قادة الحرس الثوري الإيراني وضباطه الذين اغتالتهم (إسرائيل) خلال الأشهر الأخيرة التي أعقبت الحرب (الإسرائيلية) على قطاع غزة.
ومن أبرز هؤلاء القادة الإيرانيين، العميد رضي موسوي، الذي اغتاله الاحتلال (الإسرائيلي) في ضربة صاروخية، أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي في منطقة السيدة زينب في ريف العاصمة السورية. وكان موسوي أبرز قائد عسكري إيراني يُغتال بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" السابق، الجنرال قاسم سليماني في ضربة جوية مطلع 2020 في العاصمة العراقية بغداد.
إلا أن اغتيال زاهدي اليوم الاثنين، حصل في مكان مختلف عن الاغتيالات السابقة، حيث تم في مقر القنصلية الإيرانية في دمشق بعد تدميرها بالكامل، والذي يُعتبر بحسب القوانين الدولية جزءاً من التراب الإيراني باعتباره مقراً دبلوماسياً.
إقرأ أيضاً : تأهب في سفارات (إسرائيل) بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشقإقرأ أيضاً : ما هي منظمة "وورلد سنترال كيتشن" التي قُتل موظفون لها في غزة؟إقرأ أيضاً : السيسي يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لمصر لفترة ثالثة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: محمد اليوم محمد إيران الثاني بني فيصل حسين رئيس الوزراء الاحتلال حسين رئيس الاحتلال اليوم العالم إيران سياسة إيران حسين الاحتلال محمد حسين الله رئيس حسين رئيس الاحتلال حسين الاحتلال سليماني اليوم العالم إيران سليماني العراق سياسة اليوم الله القدس غزة الاحتلال السيسي بني الثاني حسين فيصل لمصر محمد رئيس الوزراء القنصلیة الإیرانیة فی دمشق الثوری الإیرانی فی سوریة ولبنان الحرس الثوری على القنصلیة فی الهجوم أن الهجوم
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تبنت عقيدة أمنية جديدة بعد فشلها الكبير في 7 أكتوبر
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن المعلومات التي كشفتها القناة 12 الإسرائيلية بشأن قدرة حزب الله اللبناني على الوصول إلى مدينة حيفا لو انخرط بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعتبر منطقية بالنظر إلى الخطورة التي كان يمثلها الحزب في ذلك الوقت.
ووفقا لما قاله حنا -في تحليل للجزيرة- فقد كانت إسرائيل تضع حزب الله على رأس المخاطر منذ عام 2006، حتى إن وزير الدفاع السابق يوآف غالانت كشف عن أنه طلب توجيه ضربة له قبل الحرب لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغه بأن الأمر يتطلب موافقة الولايات المتحدة.
وكانت القناة 12 قد كشفت في تحقيق أن رئيس الأركان المستقيل هيرتسي هاليفي قال إن الحزب كان بإمكانه الوصول إلى مدينة حيفا لو أنه قرر الانخراط في الحرب يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ووصف حنا حزب الله بأنه كان المركز الرئيسي لاهتمامات إسرائيل الأمنية لأنها كانت تعتقد دائما أن الخطر سيأتيها من جبهة لبنان، وهو ما عرّضها لانهيار سياسي وإستراتيجي واستخباري عندما جاء الهجوم من قطاع غزة.
وإلى جانب الفشل العسكري والاستخباري الذي كشفه في إسرائيل، فقد كشف طوفان الأقصى أيضا عن وجود خلل كبير في المنظومة السياسية وعقيدتها الأمنية، لأن الجيش فشل في إحباط الهجوم حتى بعد ساعات من وقوعه، كما يقول حنا.
إعلان
عقيدة أمنية جديدة
لذلك، فإن تغيير رئيس الأركان وقادة الفرق والعمل على خلق مناطق عازلة بالقوة في لبنان وسوريا وغزة يعكس أننا إزاء نظرة أمنية جديدة لدولة الاحتلال، برأي الخبير العسكري.
ولفت تقرير القناة 12 إلى أنه تم إطلاع ضابط الاستخبارات التابع لنتنياهو على استعدادات حماس للهجوم قبل وقوعه لكنه لم يبلّغه بذلك، مشيرة إلى أن موظفي مكتب غالانت حاولوا إيقاظ ضابط الاستخبارات المسؤول لحظة الهجوم لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
وقالت القناة إن هاليفي أعرب عن استغرابه من عدم نشر هذه المعلومات في وقت سابق، وقال إنها كانت ستساعد المؤسسة الأمنية في مواجهة الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها.
وكان تحقيق نشره الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي أقر بفشل الجيش والاستخبارات الكارثي في التعامل مع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي يعتبر أكبر عملية تشنها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل على الإطلاق.