البوابة نيوز:
2025-02-24@04:05:58 GMT

إيران وصبرها الاستراتيجي

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

بمجرد انتهاء عملية مجمع الشفاء بالصامدة غزة، وإعلان الفضائح عن أعداد القتلى وصورة المجمع المحروق وكأننا عدنا إلى ما خلفته الحرب العالمية من دمار، انتقلت إسرائيل على الفور وتوجهت لتنفيذ عملية نوعية في دمشق بضرب القنصلية الإيرانية في دمشق. 

السفير الإيراني في سوريا، حسين أكبري قال في تصريحات رسمية إن ما بين 5 إلى 7 أشخاص قتلوا في الهجوم الإسرائيلي ثم تصاعد الرقم إلى 11 ولا نعرف نهاية الأرقام، السفير أوضح أن الهجمات تم تنفيذها بستة صواريخ.


العاصمة طهران أكدت مقتل محمد رضا زاهدي، أحد كبار قادة الحرس الثوري، ومساعده "الحاج رحيمي".
هذه العملية النوعية تفوقت على عملية اغتيال قاسم سليماني لأنها جاءت على أرض إيرانية يمثلها مقر القنصلية وهي محصنة بحكم القانون الدولي، لذلك لا يمكن اعتبار تلك العملية أنها عملية إغتيال عابرة ولكنها إعلان صريح للحرب.
الجانب الإسرائيلي لم يعترف بالعملية ومازال صامتا حتى كتابة المقال ولكن إسرائيل تعرف جيدا دور محمد رضا زاهدي، القائد الكبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري وتقول عنه انه "كان ممثل النظام الإيراني في دعم حزب الله وحماس والميليشيات العراقية، وأن مقتله يشكل صفعة مؤلمة بالنسبة لإيران".
لم يتعجب المراقبون من رد إيران الذي قال بعد الهجوم أن ردها سوف يكون قاسيا، هذا الرد القاسي المنتظر لن يخرج عن سياق مدرسة الصبر الاستراتيجي التي تلوكها إيران عقب كل صفعة إسرائيلية لها، حيث شهدنا خلال الأشهر الستة الأخيرة، قيام إسرائيل بتنفيذ العديد من الغارات الجوية على سوريا وضرب المصالح الإيرانية هناك واستهداف قادة إيرانيين.
الدولة الإيرانية طرحت منذ يناير 2020 مفهوم “الصبر الاستراتيجي” جاء ذلك  في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة في بغداد.
معروف بالطبع العلاقة الوثيقة بين إيران وحماس التي قررت إسرائيل القضاء عليها بعد أحداث السابع من أكتوبر، هذه العلاقة ليست السبب الوحيد الذي يجعل إيران وإسرائيل في حالة عداء دائم، فهناك البرنامج النووي الإيراني الذي يؤلم إسرائيل كثيرا.
طهران التي هي في حاجة لاسترداد أموالها المحتجزة اختارت الصراع طويل الأمد مع أمريكا وإسرائيل واختارت طهران الرد المتقطع بحيث لا تصل الأمور إلى حالة حرب كاملة حسب تعليمات المرشد العام، واختارت طهران التعامل وفق المدرسة المعروفة بالصبر الاستراتيجي ولكن هذا الصبر كلما استطال دخلت إيران في أكثر من مزنق استراتيجي أيضا، وجاءت حرب غزة كاشفة عن الوهم الذي أسموه وحدة الساحات ورأينا تراجع منظم لحزب الله في الجنوب اللبناني حتى أن بعض قادة حماس رأوا في ذلك خذلان لهم، لذلك اتجه إسماعيل هنية في الأسبوع الماضي  إلى طهران مباشرة ليعرف مصير حماس وخطوتها القادمة.
الجانب الإسرائيلي يحرق المراحل متعجلا كي يعلن انتصاره، ومن هنا جاءت عملية القنصلية الإيرانية في دمشق بكل فجورها وتحديها للقانون الدولي.
ما يهمنا في مصر هو انعكاس هذه التوترات علينا، لذلك نتوقع أن الذراع الإيرانية في اليمن ممثلة في جماعة الحوثيين سوف تحاول قدر إمكانيات أسلحتها مضاعفة عملياتها في مدخل البحر الأحمر ضد السفن التجارية وهو ما يؤدي إلى تحويل البحر الأحمر إلى مجرد بركة للماء لتخسر قناة السويس المصرية زادها وزوادها من السفن العابرة.
هنا يصبح من المنطقي التعامل بكل جدية وجهد من أجل وقف المذابح في غزة من خلال صفقة وهدنة، وفي الهدنة يمكن إعادة ترتيب الأوراق، المنطقة مهددة بالفعل ولابد من نزع فتيل تلو فتيل لتلك الأزمات التى تتراكم كل يوم، الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق هو ساعة الصفر لاشتعال المنطقة التي تبحث عن رجل رشيد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مجمع الشفاء الحرب العالمية الإیرانیة فی فی دمشق

إقرأ أيضاً:

باريس تتهم سلطات إيران بنهب وتدمير المعهد الفرنسي للأبحاث

في تصاعد جديد للتوترات بين باريس وطهران، اتهمت مصادر دبلوماسية فرنسية السلطات الإيرانية بسرقة وتدمير المجموعة الثمينة من الوثائق والمُقتنيات التاريخية، والمُعدّات التقنية التي كانت موجودة في مباني المعهد الفرنسي للأبحاث (IFRI)، الواقع في قلب العاصمة طهران.

مُقتنيات غنية

المعهد مؤسسة ثقافية تتبع وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وبالتالي السفارة الفرنسية في طهران، إلا أنّه لم يستفد من الحصانة الدبلوماسية.

وهو يُعتبر أحد سبعة وعشرين مركزاً بحثياً فرنسياً في العالم، مهمته تعزيز الأبحاث في مجالات بحوث الآثار والعلوم الإنسانية والاجتماعية.

وتضم مكتبته الغنية أكثر من 49 ألف مرجع من بينها 28 ألف كتاب، فضلاً عن قواعد بيانات ضخمة.

ويُعتبر المعهد الفرنسي للأبحاث مركزاً مرجعياً للعديد من الباحثين في العالم حيث يُقدّم لهم الدعم في دراساتهم، وقد تمّ إغلاقه في عام 2023 بعد نشر مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة رسوماً كاريكاتوريّة للمُرشد الأعلى علي خامنئي. وتمّ وضعه تحت الإشراف القضائي من قبل السلطات الإيرانية في أغسطس (آب) 2024.

وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أنّ المعهد كان "مكاناً رفيع المستوى للثقافة والتبادلات البحثية"، تأسس في عام 1983 إثر اندماج البعثة الأثرية الفرنسية في إيران، والتي أنشئت في عام 1897 بموجب حصول الفرنسيين على الحقوق الحصرية للتنقيب في إيران لأغراض أثرية، والمعهد الفرنسي لعلم الآثار في طهران الذي أسسه عام 1947 الفيلسوف والمُستشرق الفرنسي هنري كوربين.

#Iran | Le chargé d’affaires de l’ambassade d’Iran a été convoqué au ministère de l’Europe et des Affaires étrangères le 30 août. A cette occasion, la France a dénoncé la pose de scellés sur les portes de l’Institut français de recherche en Iran, alors que la France s’était… pic.twitter.com/btVwr9A5ad

— France Diplomatie ???????????????? (@francediplo) August 31, 2023 تدمير مُوجّه وتقاعس أمني

وفيما لم تُقدّم السلطات الإيرانية أيّ تفسير رسمي لاختفاء وتدمير محتويات المعهد، علمت السفارة الفرنسية في طهران من مصادرها في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2025، وفقاً للمعلومات التي جمعتها صحيفة "لوموند"، أنّ مباني المعهد تعرّضت للغزو المُنظّم في البداية من قبل مُدمنين على المخدرات. ك

ما أظهر المبنى الذي تمّ نهبه بالكامل آثار حريق، في حين تمّ تدمير المُعدّات الإلكترونية وتضرر الأثاث.

ورغم الطلبات المتكررة من السفارة الفرنسية، إلا أنّ الشرطة الإيرانية لم تتدخل للحيلولة دون تفاقم الأضرار والخسائر، وهو ما يُثير العديد من الأسئلة حول وجود دور رسمي، بما في ذلك كيفية كسر الأختام التي تُغلق المعهد. ويُصبح هذا الوضع أكثر إثارة للاهتمام نظراً لأنّ المعهد الفرنسي يقع في منطقة شديدة الحراسة، وتضم العديد من المؤسسات الإدارية والرسمية الإيرانية.

وكان المعهد مركزاً رئيسياً للدراسات حول العلوم الإنسانية والاجتماعية والأبحاث الأثرية حول إيران، والتي تُغطّي الفترة من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحالي. ولم يقتصر مجال بحثه على حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل كان يمتد إلى جميع الثقافات في مُحيطها الإقليمي.

L’Iran ferme un institut français après la publication par « Charlie Hebdo » de caricatures https://t.co/FRRjX32q4S

— Le Monde (@lemondefr) January 5, 2023 مُساومة إيرانية

وكثيراً ما تتهم طهران فرنسا والغرب بالتدخل في شؤونها الداخلية. وقد بقي المقر الرئيسي للمعهد، الذي يقع في وسط طهران، مُغلقاً لسنوات عديدة، إلى أن أعيد افتتاحه في عهد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني (2013-2021) كإشارة إلى تحسّن العلاقات بين باريس وطهران حينها، قبل أن يتم إغلاقه مُجدّداً منذ نحو سنتين.

يُذكر أنّ أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، وفي إطار دعمها "الإيرانيين الذين يُناضلون من أجل حريتهم"، أطلقت مُسابقة في عام 2023 لاختيار رسوم كاريكاتورية حول الأوضاع الداخلية في إيران، وذلك في أعقاب تصاعد احتجاجات الشعب الإيراني على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة في سبتمبر (أيلول) 2022.

L'Iran menace la France après la publication de caricatures de Khamenei dans "Charlie Hebdo" https://t.co/Cs4rA1veXH

— Marianne (@MarianneleMag) January 5, 2023

وعلى إثر ذلك دعت السلطات الإيرانية باريس إلى ما أسمته "مُحاسبة مُرتكبي هذه الكراهية والعنصرية" واصفة تلك الرسوم بـِ "المُهينة".

وأغلقت طهران المعهد الفرنسي للأبحاث كردّ على رفض الحكومة الفرنسية تقديم أيّ تنازلات ضدّ حرية الصحافة والرأي.

وكان من بين مهام المعهد، تنظيم ودعم المؤتمرات الدولية من خلال الرعاية المالية والدعم الاستراتيجي، والتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإيرانية. وشكّلت مكتبته وقواعد بياناته، والخدمات المُتنوّعة التي كان يُقدّمها، مُلتقى نادراً للحياة الفكرية والبحثية للإيرانيين والفرنسيين والأجانب.

مقالات مشابهة

  • مجدداً..هل تستعد إسرائيل لضرب نووي إيران؟
  • في إيران.. إقامة مراسم تأبين لنصرالله وصفي الدين
  • الخارجية الإيرانية: لافروف يزور طهران الثلاثاء لإجراء محادثات رفيعة المستوى
  • باريس تتهم سلطات إيران بنهب وتدمير المعهد الفرنسي للأبحاث
  • الخارجية الإيرانية: لافروف يزور طهران لإجراء محادثات رفيعة المستوى
  • بعد أسابيع من زيارة الرئيس الإيراني موسكو.. وزير الخارجية الروسي في طهران
  • تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟
  • اعتقال بريطانيين في إيران.. سياقات التصعيد وانعكاساته
  • إيران: سنسوي إسرائيل بالأرض..هل اقتربت عملية الوعد الصادق3؟
  • رغم النفي الإيراني.. وفد من واشنطن سيصل بغداد قريبا لبدء مفاوضات مع طهران - عاجل