دربال: من الضروري إستكمال مشاريع توزيع المياه الصالحة للشرب بالبويرة قبل الصيف
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
أكد وزير الري طه دربال، في البويرة على ضرورة الإنتهاء من إنجاز كافة المشاريع الجارية في قطاع الموارد المائية عبر الولاية “في أقرب الآجال وبالجودة المطلوبة، قبل الصيف المقبل”.
و وضح الوزير عقب استماعه لعرض حول وضعية المشاريع الجاري انجازها في قطاع الموارد المائية بالبويرة. أن الولاية عانت كثيرا من نقص المياه خلال الصائفة الماضية، بسبب شح مياه الأمطار المسجل منذ 7 أو 8 سنوات.
و ذكر في هذا الصدد بتخصيص الولاية، في إطار الجهود الرامية إلى سد هذا النقص، بجملة من المشاريع. التي تم إطلاقها وأخرى سيتم إطلاقها قريبا، مشددا على المسؤولين المحليين بضرورة السهر. على تسليم هذه المشاريع في أقرب الآجال مع احترام معايير الجودة، بغرض تمكين المواطنين من الاستفادة منها.
كما جدد وزير الري التذكير، بالمناسبة، أن الحل الجذري والنهائي لمشكلة شح الأمطار هو إنجاز محطات تحلية مياه البحر. على مستوى الشريط الساحلي للبلاد، مشيرا إلى تجنيد كافة الموارد المالية والمادية والبشرية لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف بخصوص ولاية البويرة، انه سيتم ربط سد كودية أسردون بمحطة تحلية مياه البحر الجاري انجازها حاليا ببومرداس. في الوقت الذي سيتم فيه ربط سد تيلسديت بمحطة مماثلة جاري انجازها ببجاية.
و في سياق متصل، أكد دربال على ضرورة إعادة استخدام المياه المصفاة في الري الفلاحي. سيما على مستوى هضبة عريب بعين بسام (غرب البويرة) ومحيط الساحل بمشداله والشرفة (شرقا).
وقال إن إعادة استخدام المياه المستعملة من شأنه إعادة بعث القطاع الفلاحي والمساهمة في تنويع الإنتاج وتنمية الاقتصاد الوطني.
وأعلن وزير الري بنفس المناسبة عن تجهيز كل محطات معالجة المياه المستعملة بنظام المعالجة الثلاثية. الذي يسمح برفع إمكانيات إعادة استخدام المياه المصفاة في مختلف القطاعات.
وكان وزير الري قد انتقل إلى محطة معالجة المياه بمدينة البويرة، قبل إشرافه على وضع حيز الخدمة لمشروع. ربط 14 بلدية بسد تيلسديت، تم انجازه بغلاف قدره 450 مليون دينار.
وبمقر الولاية، أطلق السيد دربال أشغال إعادة تأهيل شبكة التموين بالمياه الصالحة للشرب. قبل إشرافه ببلدية تاغزوت على وضع حيز الخدمة لمشروع ربط قرى آث القاضي وتالة بوغلال والكاف اوعرقوب بشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب.
كما انتقل إلى حيزر (شرق البويرة)، حيث أعطى إشارة انطلاق أشغال انجاز خزان مائي بسعة 500 م3 بقرية سليم. وخزان آخر بسعة 300 م3 بإغيل أزوقاغ.
و بعين الترك (غرب البويرة)، أشرف دربال على وضع حيز الخدمة لمشروع ربط بلديات معتوقة. ومرقب وزبوجة بشبكة توزيع المياه قبل معاينته بعين بسام لأشغال انجاز محطة لمعالجة المياه.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: وزیر الری
إقرأ أيضاً:
القدوة الصالحة وأثرها على المجتمع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الحمد لله متمم النعم والإحسان، معلم الحكم للإنسان، نور بكتابه القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، والصلاة والسلام على لبنة الكمال، وبدر التمام، ومسك الختام، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم – الذي جَعلَه الله لنا قُدوَةً وَمَثَلًا أعلى نتأسى به في كل شئون حياتنا إلى يوم الدين،، وبعد،،،
فمما لا شك فيه أن للقدوة الصالحة، والتأسي الحسن، أثر طيب في تربية النفوس، وصلاح المجتمعات، والقدوة في اللغة تدور حول عدة معان، منها: التقدُّم على الاخرين، ومتابعة الغير، وإذا شَممت الرائحة الطيِّبة تُمسِي قدوةً، وهكذا من كان طيِّبًا في سُمعته يُتابَع في فعله.
وقال ابن منظور: «والقُدوة والقِدوة: الأُسْوة. يُقَالُ: فُلَانٌ قُدْوَة يُقْتَدَى بِهِ. والقَدْوةُ التقَدُّمُ. يُقَالُ فُلَانٌ لَا يُقادِيه أَحد وَلَا يُماديه أَحد وَلَا يُباريه أَحد وَلَا يُجاريه أَحد، وَذَلِكَ إِذا بَرَّز فِي الخِلال كُلِّهَا». ومن خلال هذه المعاني، يمكن القول بأن القدوة هي اتّخاذ الغير مِثالًا لنا، وأن نقتدي به وأن نحذوا حذوه.
فإن كانت التأسي به في الخير، فهو القدوة الصالحة والمثال الحسن والإنموذج الطيب، وإن كان التأسي في الفساد والشرِّ فهو القدوة السيئة. والإنسان بطبعه وفطرته يميل إلى الاقتداء والتأسي؛ حيث يحتاج في حياته إلى تواجد شخصية إيجابية ناجحة كي يستفيد من تجاربها الناجحة في حياته، وتطوير ذاته، وتحديد قدراته، وتنمية مهاراته في مختلف المجالات.
ولو تدبرنا نصوص الشريعة من قرآن وسنة، لوجدنا أن القدوة الصالحة، والتأسي الحسن خُلُق كريم، وصفة عظيمة من صفات أنبياء الله ورسله - عليهم الصلاة والسلام - ولأهميتها في حياة الأمة، وفي إصلاح المجتمعات، نجد أن القرآن الكريم قد حث على أهمية القدوة في حياة الأمة، فأرشد نبينا وحبيبنا محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى الاقتداء بأحوال السابقين من المرسلين؛ فهم صفوة عباده، وخيرة خلقه، جُبلوا على كمال الدين، وجميل الصفات، ومكارم الأخلاق وطيب العادات؛ فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم؛ فقال الله – تعالى - بعد أن ذكر عليه قصصهم - ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 90].
وأرشد الله تعالى أمة حبيبه صلى الله عليه وسلم إلى التأسي برسولهم صلى الله عليه وسلم في جميع سلوكياته وأقواله ؛ فقال الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
لذا اقتدى صحابته- رضوان الله عليهم - به في كل أحواله وحركاته وسكناته، والأدلة على ذلك كثيرة، منها: ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ، قَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ»، قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا - أَوْ قَالَ: أَذًى - " وَقَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ: فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلَيْهِ قَذَرًا أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا" ( ) قال العظيم آبادي عند تعرضه لشرح هذا الحديث:«وَفِيهِ أَنَّ الِإْتِسَاءَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَفْعَالِهِ وَاجِبٌ كَهُوَ فِي أَقْوَالِهِ وَهُوَ أَنَّهُمْ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فخَلَعُوا نِعَالَهُمْ».
إن القدوة الحسنة لها أثر طيب في إصلاح الأفراد والمجتمعات؛ فهي توفر جهودا كبيرة، وأوقاتا كثيرة على الآباء في مجال تربية أبنائهم، وتساعدهم في غرس القيم الجميلة، والأخلاق النبيلة الايجابية في نفوس أطفالهم ونشئهم. فالأولاد دائما يتأثرون بآبائهم وأمهاتهم، والقائمين على تربيتهم منذ نعومة أظفارهم، وقد أصاب كبد الحقيقة من قال:
مَشَى الطاووسُ يومًا باعْوجاج فقلدَ شكلَ مشيتهِ بنوهُ
فقالَ علامَ تختالونَ؟
قالوا: بدأْتَ به ونحنُ مقلّدوهُ
فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ
فإنا إن عدلْتَ معدلوه
أمَـا تدري أبانا كلُّ فــــــــرعٍ يجاري بالخُطى من أدبوه؟
وينـشَأُ ناشئُ الفتيانِ منـا على ما كان عوَّدَه أبوه.
إن وجود القدوة الصالحة، والمثال الحسن، في حياة الأطفال والشباب –الذين هم عماد الأمة وقادة المستقبل - له جميل الأثر ودوام النفع على الفرد والمجتمع ويساعد على بناء جيل يتصف بسلوك حميد صفات إيجابية مما يجعلهم قادرين على النهوض بأمتهم وإصلاح مجتمعهم.
د. أحمد رزق درويش، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية