غزة –  منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، الثلاثاء، إنه لا يمكن الدفاع عن المتورطين بمقتل عمال إغاثة دوليين في قصف إسرائيلي استهدف قافلتهم بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وقال غريفيث على منصة إكس: “غاضبون من مقتل عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي في غزة، لقد كانوا أبطالاً قُتلوا أثناء محاولتهم إطعام الجائعين، تعازيّ لعائلاتهم وزملائهم”.

واستنكر المسؤول الأممي الحدث قائلا: “كل هذا الحديث عن وقف إطلاق النار، ولا تزال هذه الحرب تسرق أفضلنا”.

وأكد على أنه “لا يمكن الدفاع عن تصرفات من يقفون وراء هذه الجريمة”، مشددا على أن “هذا (الحرب) يجب أن يتوقف”.

وصباح الثلاثاء، علقت المنظمة عملياتها في غزة، مؤكدة مقتل 7 من موظفيها الأجانب جراء قصف إسرائيلي استهدف قافلتهم مساء الاثنين، رغم تنسيق تحركاتهم مع الجيش الإسرائيلي.

وقالت إن قتلاها السبعة بالقصف الإسرائيلي بغزة “هم من أستراليا وبولندا وبريطانيا وجنسيات مزدوجة أمريكية وكندية وفلسطينية”.

وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان، الثلاثاء، أنه فتح تحقيقا “معمقا في الحادث من خلال أعلى الرتب في الجيش لفهم جميع ملابساته”.

فيما حثّت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إسرائيل على التحقيق في استهداف موظفي المنظمة الخيرية الدولية، مشددة على ضرورة حماية موظفي المنظمات الإنسانية أثناء توزيعهم المساعدات.

ومساء الاثنين، اتهم مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، في مؤتمر صحفي، إسرائيل بقصف فريق أجنبي “بدم بارد من خلال الطائرات الحربية التي تجوب قطاع غزة وتقوم بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية”.

وأفاد مراسل الأناضول أن الجيش الإسرائيلي قصف سيارة تابعة لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، بينهم أجانب.

وأظهرت الصور التي التقطتها عدسة الأناضول، أن الأجانب يرتدون ملابس ودروعا تحمل شعار المطبخ المركزي العالمي.

وكانت المنظمة (مقرها الولايات المتحدة) نظمت بالتعاون مع جمعية “أوبن آرمز” (الأذرع المفتوحة) الإسبانية، شحنات من المساعدات الإنسانية إلى غزة تم إرسالها عبر سفينتين أبحرتا من قبرص في 12 و30 مارس/آذار الماضي.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

ممثل يهودي أرجنتيني: يتهموني بمعاداة السامية لدفاعي عن الإنسانية بغزة

أعرب الممثل اليهودي الأرجنتيني نورمان بريسكي، عن إدانته لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، موضحا أنه يتعرض للاتهام بمعاداة السامية كلما دافع عن القيم الإنسانية.

 

وفي مقابلة مع الأناضول بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، استعرض بريسكي ردود الفعل التي تلقاها عقب تصريحاته المنتقدة للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة خلال حفل توزيع جوائز "مارتن فييرو السينمائية" في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، مشيرا إلى أن معظم تلك الردود كانت "إيجابية".

 

وأوضح بريسكي أنه قرر القول في الحفل إن "غزة لن تُهزم أبدا"، عقب إبلاغه بنيله جائزتين، مؤكدا أنه "لو حصلت على الجائزة من جديد، فلن أتردد في تكرار العبارة نفسها".

 

وتُعد ليلة توزيع جوائز "مارتن فييرو السينمائية" التي تنظمها هيئة الإذاعة والتلفزيون الأرجنتينية، الحدث الأبرز في مجال الجوائز السينمائية بالبلاد.

 

وموجها كلامه إلى الجمهور، قال بريكسي خلال حفل أكتوبر: "غزة، غزة، غزة... غزة لن تُهزم أبدا. لا يهم إن صفقتم لي أكثر أو أقل، لكنني أشعر بذلك في دمي. أدافع عن شعب غزة الذي يُقتل".

 

** مسؤولية إنسانية

 

وقال بريسكي: "لم أتفاجأ بتجدد الهجوم على غزة. أن تطالب بالسلام أو الهدنة ثم تتعمد قتل الأطفال وقصف شعب بأسره بوحشية، يجعلنا كبشر مطالبين بالتصرف بمسؤولية".

 

وأضاف: "عندما أدافع عن القيم الإنسانية، يتم اتهامي بمعاداة السامية، وهذه مفارقة يجب أن نتخلى عنها".

 

وأكد أن ما يحدث في غزة لا يُنظر إليه من منظور "يهودي أو فلسطيني"، بل من زاوية إنسانية شاملة، داعيا إلى "التوقف عن إلقاء اللوم كاملا على حركة حماس".

 

ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية وإشراف أمريكي.

 

وبينما التزمت "حماس" ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.

 

واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس الماضي جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين فلسطينيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين بقطاع غزة.

 

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة أوقعت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، إضافة إلى دمار واسع ونقص حاد في الخدمات الأساسية.

 

** "الدفاع عن قضية شعب شريف مصدر فخر"

 

وأشار بريسكي إلى أن تضامنه مع غزة جعله يشعر "بفرح داخلي عميق لما وجدته من دعم شعبي".

 

وقال لمراسل الأناضول: "سعادتنا نابعة من هذا التضامن. أنتَ تطلب مقابلتي، وتريد التحدث إليّ، وهذا بحد ذاته يشعرني بعمق مشاعر الأخوة الإنسانية".

 

وأضاف: "في الشارع، الناس يحيّوني ويحتضنوني. البعض عارضني، حتى من أقربائي، لكنني واثق أن موقفي يجلب لي الشرف، فالدفاع عن قضية شعب شريف هو مصدر فخر لي".

 

كما لفت إلى التناقضات في الولايات المتحدة، قائلا: "في الوقت الذي تنظم فيه احتجاجات دعم لغزة داخل الجامعات، يتم معاقبة الطلاب، وهذا يتعارض مع حرية التعبير".

 

والعام الفائت، انتشرت بالولايات المتحدة احتجاجات داعمة لفلسطين بدأت في جامعة كولومبيا وتوسعت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة خلالها آلاف المحتجين معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

 

** ممارسات إسرائيلية عنصرية

 

وانتقد بريسكي ما وصفه بـ"التمييز العنصري" الذي تمارسه إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وقال: "الشعب اليهودي خاض نضالات كثيرة، لكن الوضع الحالي مبني على اتفاق سياسي مع البريطانيين".

 

وتابع: "هذا يُشوه إمكانية التعايش السلمي بين الشعوب. إسرائيل تتبع سياسات عنصرية وفصل تمييزي، وهذا يعرقل التقارب الحقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

 

وأشاد بتصريحات الأمم المتحدة المتكررة ضد إسرائيل، وأكد أن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هي انعكاس لتلك الإدانات الدولية.

 

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يواف غالانت (2022–2024)، بتهمتي ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب" بحق الفلسطينيين في غزة.

 

** "مجرد كونك على حق لا يكفي"

 

وعن رؤيته لمستقبل غزة قال بريسكي: "من الصعب جدا تخيّل احتمال انسحاب إسرائيلي أو التوصل إلى هدنة. ما يحدث في الشرق الأوسط يرتبط بشكل وثيق بما يجري في سوريا وروسيا. كل الأمور متشابكة وجميع الاحتمالات صعبة".

 

وأردف: "المسألة ليست من هو على حق. في هذا العالم القوة هي التي تصنع الفارق، فمجرد كونك على حق لا يكفي".

 

وزاد: "كما قال البطل الكوبي خوسيه مارتي أن تكون محقا لا يكفي، نحن على حق منذ زمن طويل، لكن هذا وحده لم يُغيّر العالم".

 

** دعوة لأخوة إنسانية للدفاع عن شعب فلسطين

 

وقال بريسكي: "لا يمكننا أن نظل صامتين تجاه ما تفعله الولايات المتحدة وإسرائيل. إسرائيل تتحرك بدافع الفرصة العسكرية لتوسيع خطط الاحتلال".

 

وأضاف: "واجبنا هو نقل ما يحدث بصدق، وتسمية الأسماء بمسمياتها، فالأدلة موجودة والأحداث واضحة، تجري على مرأى ومسمع العالم".

 

وأكمل: "يجب أن نبني ونعزز وشائج الأخوّة الإنسانية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الرائع والاستثنائي الذي ناضل وصبر وتحمّل".

 

ورأى أن استئناف إسرائيل لهجماتها على غزة رغم التهدئة يعد "استمرارا لسياسة الإبادة الجماعية"، مشككا في إمكانية التوصل إلى أي اتفاق في الوقت الراهن.

 

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.


مقالات مشابهة

  • اتحاد النقابات العمالية: حرب الإبادة دمرت 95% من مصادر عيش العمال بغزة
  • وزير الدفاع: سيطرة الجيش الإسرائيلي على بعض المواقع يعوق انتشار الجيش في جنوب الليطاني
  • الجيش الإسرائيلي: إجلاء 3 مواطنين سوريين دروز لتلقي العلاج الطبي داخل إسرائيل بعد إصابتهم في سوريا
  • مسؤولة أممية: الوضع بغزة يزداد سوءًا ولا يمكن احتواء الوضع
  • ممثل يهودي أرجنتيني: يتهموني بمعاداة السامية لدفاعي عن الإنسانية بغزة
  • الاحتلال يستمر في المراوغة ورفض مقترحات الوسطاء.. والأوضاع الإنسانية في غزة تصل إلى "مستويات اليأس"
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاد مخزونه من الغذاء بغزة
  • الأمم المتحدة: لا يمكن لـ إسرائيل ممارسة السيادة على الأراضي الفلسطينية
  • جلسات استماع في العدل الدولية عن التزامات إسرائيل الإنسانية بغزة
  • جلسات استماع بـ”العدل الدولية” حول التزامات إسرائيل الإنسانية بغزة