حسام زكي: الجامعة العربية متمسكة بالكفاح الدبلوماسي والقضائي والقانوني لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
أكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن الجامعة متمسكة بالكفاح الدبلوماسي والقضائي والقانوني والسياسي من أجل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يعد "نقطة سوداء" في الضمير العالمي، إذ إن إسرائيل لا تريد أن توقف آلتها العسكرية، بينما يدفع الشعب الفلسطيني الثمن يوميا من الدماء والإصابات والخسائر الرهيبة في الممتلكات.
وقال السفير حسام زكي، إن الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق يعد تطورًا مؤسفًا للغاية يمهد لأن تكون المواجهة الآن أوسع نطاقًا وأكثر تعقيدًا وتتسع على جبهات أخرى، مشددا على ضرورة أن تكون لمساعي الحالية منصبة على فكرة وقف إطلاق النار في غزة وليس توسيع دائرة الحرب.
وأضاف أن التصرفات الإسرائيلية تقودها رغبة محمومة لبقاء رئيس الحكومة الإسرائيلي في مكانه ومحاولة الاستفادة من الموقف للإجهاز على خصوم إسرائيل، مشيرا إلى أن الموجهة قد تؤدي بالمنطقة إلى مرحلة جديدة من النزاع والحرب وسيكون لها عواقب وخيمة، مؤكدا أن استعلاء إسرائيل على القرارات الدولية بشأن غزة أمر مشين.
وحول رؤية الجامعة العربية لتخليص سوريا من جعلها ساحة حرب، طالب السفير حسام زكي، بضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، لكي يكون هناك تقدم في عدد من الملفات حيث تعهدت الحكومة السورية التواصل مع لجنة الاتصال العربية لعودة اللاجئين ومكافحة الاتجار بالمخدرات، مضيفا أن الوضع يحمل الكثير من التعقيدات بسبب الوجود الإيراني والتدخل الإسرائيلي غير المرغوب فيه.
وأشار إلى أن هناك حوار ناضجًا بين سوريا ومجموعة الاتصال العربية (مصر والسعودية والأردن والعراق ولبنان) وتم تجاوز مرحلة إلقاء اللوم، فالوضع الحالي يشير إلى أن هناك أزمة في سوريا مظهرها الأساسي اقتصادي وأمني وهناك تدخلات من دولة ثالثة والبلد يستخدم كساحة، وكل عربي يدين هذا، معربا عن أمله أن يأتي الحوار بثماره في المستقبل.
وردا علي سؤال عما إذا كانت المنظمات الدولية الكبرى قد رفعت الراية البيضاء أمام إسرائيل، قال: "بالتأكيد لم ترفع الراية البيضاء ولكنها تدرك أن هناك قوة فوق القانون الدولي مثل إسرائيل وتتصرف بضوء أخضر من قوة عظمى مثل الولايات المتحدة، وهو أمر لا يستطيع أي طرف أن يوازيه، طالما أنه يعتمد على التحرك السياسي والدبلوماسي والقضائي القانوني مثل الدعاوى في المحاكم الدولية، فالصراع موجود في الساحات الدبلوماسية والإعلامية".
وبسؤاله حول التأخر في عقد قمة طارئة من الجامعة العربية بشأن أزمة غزة، أشار إلى أن عقد قمة طارئة بشأن غزة مخاطرة لارتفاع توقعات الرأي العام وعلم الحكومات لحقيقة المساندة الأمريكية الغربية لما يحدث وما تفعله إسرائيل في غزة، مشيرا إلى أن حدوث اجتماعات عليا دون الاتفاق على مخرجات لهذه الاجتماعات ستأتي برد فعل عكسي.
وحول مشروع القرار المقدم من فرنسا في مجس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في غزة، ذكر السفير حسام زكي: "أننا نتابع مع بعثة الجامعة في نيويورك ومندوب فلسطين كل التطورات متابعة حثيثة ودقيقة"، مؤكدا أهمية تأمين مرور هذا المشروع لأن مروره قد يعني مرحلة جديدة في تعامل مجلس الأمن مع القضية، لأن المشروع لا يتعامل مع فكرة وقف إطلاق النار فقط وإنما يتعامل مع الوضع الفلسطيني بشكل عام؛ بما في ذلك الاعتراف بفلسطين كدولة وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
وبخصوص تصريحات نيتنياهو بشأن المصادقة على خطة اجتياح رفح، قال زكي: "هذا أمر مؤسف ومحفوف بالمخاطر وتم توجيه نصائح مباشرة للجانب الإسرائيلي وغير مباشرة على عدم الإقدام على هذه الخطوة، معربا عن أمله في تضييق نطاق الحرب وصولا إلى وقف إطلاق النار كاملة".
وشدد على أن غزو رفح مرفوض ومدان سلفا، لافتا إلى أن الجامعة العربية تقف بكل تضامن مع الشعب الفلسطيني ومصر في مواجهة هذا الوضع.
وعن رؤية جامعة الدول العربية عن اليوم التالي للحرب في غزة، قال "إنه عندما تكون هناك قرارات نلتزم بها نعبر عنها بكل الطرق المتاحة، وعندما لا تكون هناك قرارات يعبر الأمين العام عن موقف سياسي يتماهى مع مواقف الدول عندما تكون هناك مجموعة دول تأخذ زمام المبادرة في هذا الموضوع".
ولفت إلى أن المطلب العربي الفلسطيني الأساسي هو وقف إطلاق النار، وأن الحديث عما بعد الحرب دون حديث عن وقف إطلاق النار كان ولا يزال شكلا من أشكال الاستسلام لمواجهة أمر واقع تفرضه إسرائيل على القطاع.
وتابع السفير زكي:"أنه عقب المواجهة الدامية وسقوط آلاف الضحايا المصابين فقد تم تشكيل حكومة جديدة في الجانب الفلسطيني وتم تكليفها أن تعود إلى غزة عندما يتاح هذا؛ وبالتالي فإن هناك توجها فلسطينيا لاستعادة السلطة قدرتها على السيطرة على الأمور في غزة، كما أن هناك أوضاعا معينة لابد أن يكون فيها تفاهم مع جميع الفصائل الفلسطينية".
وحول كون الجامعة العربية هي المكان المناسب لحل مسألة الانقسام الفلسطيني، قال إن المكان ليس المشكلة، مشيرا إلى أن الفلسطينيين اجتمعوا في أماكن كثيرة ولكن الإرادة هي المشكلة، مضيفا أنه إذا حسنت النوايا ووضعت المصلحة الفلسطينية العليا قبل أي مصلحة فصائيلة فهذا سيؤدى لاستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام.
وعن مقترح إرسال قوات دولية وعربية مشتركة لحفظ الأمن لفترة معينة في قطاع غزة ورؤية الجامعة في ذلك، قال ان الدول العربية لم تتعامل من خلال الجامعة العربية مع هذه السيناريوهات، ولا يوجد قرار عربي في هذا الموضوع، مشيرا إلى أن أي تواجد لقوات سواء عربية أو دولية في قطاع غزة لابد أن يسبقه إطار سياسي واضح يطمئن الفلسطينيين بأن طموحهم في الاستقلال هو طموح جاري العمل على تحقيقه وليس الإطاحة به في المستقبل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السفير حسام زكي الفلسطيني الشعب الفلسطینی الجامعة العربیة السفیر حسام زکی وقف إطلاق النار مشیرا إلى أن أن هناک فی غزة
إقرأ أيضاً:
جلسة مرتقبة للبرلمان السويسري للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني
أكد النائب في البرلمان السويسري كارلو سوماروجا على ضرورة كسر جدار الصمت الذي يلف العالم حول ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى جلسة مرتقبة للبرلمان، للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني.
وقال سوماروجا في حديث لبرنامج "مع رئيس التحرير" الذي يبث عبر تلفزيون فلسطين:" إن اللوبي الإسرائيلي له تأثير على البرلمان السويسري، إلا أن المؤيدين والداعمين للقضية الفلسطينية في البرلمان يطالبون الحكومة دائماً بضرورة احترام القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة.
وأشار إلى الدعوات المتكررة لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة ، ووقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، بما فيها القدس ، موضحا أن أعضاء البرلمان ينتقدون بشدة ما تقوم به إسرائيل، ويطالبون الحكومة السويسرية بضرورة التحرك ضد سلوكها.
وأكد ضرورة انسجام النظام السياسي في سويسرا مع موقف شعبها، مشيرًا إلى أنه لا يوجد سبب موضوعي يمنع اعتراف سويسرا بالدولة الفلسطينية، وأن هذا الموقف يحظى بدعم شعبي كبير.
ولفت إلى أنهم يضغطون على الحكومة لتتخذ موقفًا واضحًا ضد ما تتعرض له المؤسسات الأممية، مثل وكالة غوث وتشغيل " الأونروا "، التي يعد وجودها حاجة ضرورية في حياة المواطن الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، وفي المخيمات خارج فلسطين.
وأوضح أن إسرائيل تتعمد محاربة الوكالة، ومنع عملها للقضاء على الحقوق الفلسطينية، وإلغاء حق اللاجئين بالعودة، وفي ذلك انتهاك واضح للقيم القانونية الدولية.
وفي سياق متصل، أكد سوماروجا أن ما تقوم به إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين هو قتل متعمد وانتهاك للقانون، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك عقوبات تفرضها الدول الأوروبية على اسرائيل بسبب جرائمها اليومية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال:" إن العالم كله سيتخذ مواقف مختلفة لو حدث ذلك في مكان آخر غير فلسطين".
وأوضح أن ما يحدث في الضفة وغزة والقدس هو نكبة مستمرة بحق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنهم يطالبون بشكل مستمر الحكومة السويسرية للعمل من أجل الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان، إضافة للتواصل المستمر مع أعضاء البرلمانات في أوروبا، لتكوين ائتلاف وحوار مستمر لدعم القضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أكد سوماروجا أن إسرائيل تتعمد فرض قيودا على مدينة القدس، وهذا مخالف للقيم الدينية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على حقوق المواطنين في الوصول إلى المواقع الدينية وأداء طقوسهم الدينية بحرية مطلقة.
وشدد على وجوب ضغط المسيحيين في العالم على إسرائيل لرفع الحصار عن مدينة القدس، وضمان حرية العبادة للجميع".
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول السيطرة على مدينة القدس بالكامل، وما يشكل انتهاكا للاتفاقات السياسية وللشرائع السماوية، مشيرًا إلى أن القدس هي بوابة الحل السلمي القائم على حل الدولتين.
وأعرب سوماروجا عن دعمه لدعوة الرئيس محمود عباس بضرورة التوجه إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة حظيت بصدى كبير في سويسرا.
وفي السياق، أكد النائب السويسري أن قرصنة الأموال الفلسطينية من قبل الحكومة الاسرائيلية أمر مرفوض ، ومن الضروري إعادة هذه الأموال إلى السلطة الفلسطينية، لتقديم الخدمات للمواطنين، وتفادي حدوث حالة من الانهيار، في حال استمرت اسرائيل في قرصنتها.
المصدر : وكالة سوا