في العدد (90) من “الشارقة الثقافية” أيام الشارقة المسرحية وتراكم الإنجاز الثقافي
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
صدر أخيراً العدد (90)، لشهر مارس (2024م)، من مجلة “الشارقة الثقافية”، وقد حفل بمجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والسينما والتشكيل، حيث توقفت كلمة العدد عند دور أيام الشارقة المسرحية، وما قدّمته للمسرح الإماراتي والعربي على مدى أربعة عقود من إنجازات وخبرات وإبداعات وإنتاجات مهمّة، فهي لم تقتصر على تقديم العروض المسرحية فقط، وإنّما حرصت على النهوض بالمواهب المسرحية وتنميتها في مجالات التمثيل والإخراج والكتابة، وكرّمت المسرحيين الكبار عرفاناً بإنجازاتهم وعطاءاتهم.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فتناول في مقالته (طرائف وحكايات المجالس التراثية)، مشيراً إلى أنّ صفحات الكتب وأسفار التراث العربي، ومجالس الحكام والخلفاء والولاة، تضيء بالعديد من الطرائف والنوادر، التي تحكي الكثير من الأجواء والمواقف والمفاكهات، حيث كانت تزين الليالي والأماسي هذه المجالس، التي تشهد الكثير من الحكايات والقصص. واقتطف منها للشاعر الظريف (أبو دلامة)، مع ثلاثة من الخلفاء؛ المهدي، وابنه هارون الرشيد، وحفيده المأمون.
وفي تفاصيل العدد، كتب يقظان مصطفى عن الحسن المراكشي الذي أسس لعلم الهندسة الإسقاطية، واستعرض عبدالرحمن الهلوش سيرة أحد أهم المستشرقين الإنجليز (إدوارد وليم لين) الذي اعتنق الإسلام وألف أول قاموس عربي – إنجليزي، فيما قام أحمد سليم عوض برحلة في دروب الصحراء الغربية، حيث جال في واحة (سيوة) المسكونة بعبقرية الموقع والمكان والتاريخ، وكتب محمد نجيم عن الرحلات والمغامرات البحرية التي انطلقت من مدينة (آسفي) نحو المحيط الأطلنطي إلى أمريكا، بينما قدم محمد العساوي إطلالة على مدينة (الحسيمة)، التي تعد لؤلؤة جبال الريف المغربي وأهم مراكز السياحة في حوض المتوسط.
أما في باب (أدب وأدباء)؛ فتابع خليل الجيزاوي فعاليات ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي احتفى بأربعة من مبدعي مصر، وكتب بول شاوول عن أبو القاسم الشابي في ذكرى رحيله، وهو الذي تأثر بـ(المهجريين والديوان) والموشّحات الأندلسية، أما محمد محمد مستجاب فتناول مسيرة يحيى حقي ونتاجه الأدبي، وقد أظهر البسطاء في أدب حقيقي، فيما كتب أنور الدشناوي عن عبدالرحمن شكري من رواد (مدرسة الديوان)، الذي دعا إلى الجانب الذاتي والوجداني في الشعر، وتوقف سعيد ياسين عند تجارب السيد حافظ وإبداعاته، وهو يعد موسوعة ثقافية مبدعة، حيث طرح مفهوماً جمالياً مغايراً، وألقى محمد سيد بركة الضوء على عالم الوراقة والوراقين، مستعرضاً دور الخانجي السوري في نشر التراث وحفظه، واحتفت د. جيهان الياس بمجد الشاعر والمغني والملحن خليل فرح، الذي يعتبر رمزاً وطنياً سودانياً، وحاور نور سليمان أحمد الروائي إبراهيم عطية الذي رأى أن دور المبدع الحقيقي استشراف آفاق المستقبل، بينما رصد محمد إسماعيل سيرة ومسيرة صلاح ذهني، الذي أضاءت كتاباته المشهد القصصي الحديث، وكتبت وراد خضر عن أدب الرسائل، الذي يشكل جزءاً من لغتنا وثقافتنا، أما يوسف الرجب فتوقف عند ظاهرة الكاتب الألماني (باتريك زوسكيند) وأشهر أعماله رواية (العطر)، وكتب مصطفى عبدالله عن أحدث كتب الناقد الدكتور محمد ساري الذي احتفى بأعمال خالدة لكتاب جزائريين يكتبون بالفرنسية، وقدمت لين غدير حسن قراءة في رواية (النعنع البري) للكاتبة أنيسة عبود، التي تناولت حالة الاغتراب والصراع مع البيئة المحيطة، وكتبت داليا سليم عن التفاؤل عند إيليا أبو ماضي الذي يبث الأمل في أشعاره ويدعو إلى الإقبال على الحياة، وكتبت عزة حسون عن الشاعرة ماري أوليفر التي تأثرت بشخصية وأشعار (الرومي)، فيما تناولت أميرة المليجي سيرة أبو القاسم سعدالله الذي أثرى الثقافة العربية في الجزائر، وكتب صالح لبريني عن محمد إبراهيم بوعلو الذي يمثل النموذج المثقف المبدع، بينما توقف د. أديب حسن عند تجربة أحمد إسماعيل، الذي كتب في المسرح والقصة، وتناول العديد من المفاهيم والقضايا الإنسانية، وقدم د. عبدالعزيز بودين مداخلة حول رواية (خرجنا من ضلع جبل) للروائية لولوة المنصوري، التي اعتمدت على سرد وبوح ذاتي ومكثف ومقنع، كذلك تضمن العدد تغطية لأمسية استذكارية للراحل الأديب والناقد عزت عمر، حيث شهدت مداخلات لعدد من الأدباء الأصدقاء الشهود على عطائه النقدي، وإطلالة على عالم إبراهيم ناجي الذي صنف كتاباً في علم النفس عن كيفية فهم الناس بقلم حاتم السروي.
نقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: سلمى المري (أنا ابنة هذه الأرض وحكايات الجدات) – حوار د. أماني ناصر، هاني الدلة.. الإنسان في مواجهة الفراغ – بقلم محمد العامري، سلطان القاسمي يكرم الفائزين في مهرجان أيام الشارقة المسرحية – بقلم عبدالعليم حريص، القدود الحلبية.. تاريخ وفن – بقلم عبدالقادر علي بدّور، فيلم (خيال أمريكي) وأدب الأمريكيين من أصل إفريقي – بقلم أسامة عسل.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: القصة في الفضاء الرقمي – بقلم أبرار الآغا، شعراء.. وألقاب – بقلم د. وليد السراقبي، رواية (شط الأرواح) وقائع ومواقف وحكايات – بقلم عباس سليمان، (جميل لحد انتهاء القصيدة) ديوان يتميز بثرائه الفكري والرؤيوي– بقلم أحمد أبودياب، محمد عناني يرصد خصائص الأدب وفنونه – بقلم ناديا عمر، نجيب محفوظ من (الجمالية) إلى نوبل- بقلم نجلاء مأمون، (المؤرخون الأنجلو – أمريكيون) ومصر الحديثة – بقلم د. أحمد الصغير، (لقيمات بكل اللغات) خيالات سردية تلائم الأطفال – بقلم مصطفى غنايم.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: الثقافة.. وخزائن الفكر المعرفي– بقلم منال محمد يوسف، أدب الرحلات والحج عند الألبان– بقلم محمد الأرناؤوط، أوغاريت.. وثائق تحكي ثقافة الحياة وتصور الحضارة – بقلم سلوى عباس، الترجمة معبر العرب نحو العالمية – بقلم حسن الوزاني، المتنبي الشاعر.. ذلك المختلف النادر– رعد أمان، الحكمة في الشعر العربي– بقلم الأمير كمال فرج، عالم الغربة.. والفراق – بقلم مازن العليوي، بيرم التونسي.. الشاعر والإنسان – بقلم د. محمد صابر عرب، أدهم شرقاوي.. يوثق حياة العرب وطرائفهم – بقلم ذكاء ماردلي، الأدب بين ذات الكاتب والواقع والحياة – بقلم عبدالنبي اصطيف، تحولات الرواية العربية في عصر التقنيات الحديثة – بقلم اعتدال عثمان، ثقافة الزمن.. ومستقبل الحياة – بقلم د. طالب عمران، (رسائل الأحزان) والرثاء في الشعر العربي – بقلم د. عبدالواحد لؤلؤة، الثقافة.. والمتغيرات الحياتية الكبرى – بقلم غسان كامل ونوس، باقة ذكريات جزائرية – بقلم محمد نجيب قدورة، الهوية السردية.. والمحكي بين التخييل والتاريخ – بقلم رشيد الخديري، العلة الصورية.. من منظور الموقف الشعري – بقلم مفيد خنسة، (من رسائل البلغاء) لفرحان بلبل صياغة حديثة لنصوص قديمة – بقلم عبدالحكيم مرزوق، آليات تشكيل النموذج – بقلم نجوى المغربي، ومض الجمال– بقلم محمد بدر حمدان.
ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: شريفة بدري (حقيبة طرقات) قصة، قراءة نقدية في قصة (حقيبة طرقات) – بقلم د. محمود الضبع، سلوى بن رحومة (عكازا عائشة) قصة قصيرة، هدى الهرمي (الصمت) قصة قصيرة، تيسير النجار (غروب) قصة قصيرة، حمادة عبداللطيف (المناظر الطبيعية) قصيدة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل (العلم أولاً وأخيراً)، وأشعار لها حكاية بقلم وائل الجشي، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة، فضلاً عن إضاءة تحت عنوان (الإسلاميات.. تميز اللون الأدبي المصري في الثلاثينيات والأربعينيات) استهدفت الرد على افتراءات بعض المستشرقين بقلم سهير عبدالحميد.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“بات عزل النظام الإماراتي واجباً”!!
يمانيون../
ضمن مسلسل فضائح النظام الإماراتي ودوره المعلن في هندسة اتفاقيات التطبيع مع “إسرائيل”، ودعم دعاة وحملات التطبيع، ولعب دور الأنظمة الاستعمارية في المنطقة من التدخل بشؤون الدول، وانتهاك السيادة، إلى ممارسة الأنشطة السرية، بدءاً من الصومال وسوريا وليبيا، إلى الجزائر وتونس والسودان واليمن، وما خفي كان أعظم؛ خدمة للأهداف الصهيونية.
ترى النُخب العربية، إن نظام الإمارة الخليجية الصغيرة المسماه “الإمارات” مجرد أداة لتنفيذ المخططات العٍبرية، وإشباع شهية أطماع الدول الاستعمارية وفق أجندة المستعمرين الجدد بنهب ثروات شعوب المنطقة عبر العملاء والمرتزقة الذين يُستخدمون للحكم وصناعة الخلافات والصراعات المسلحة، وإشعال الحروب التي تصنع قصص القتل والخراب والدَّمار وحالة اللاستقرار.
من فضائح بن زايد
يدرك عامة المجتمع العربي خطورة الأهداف المريبة لمافيات ومرتزقة النظام الإماراتي، التي تظهر جلياً في رسائل ماكناته الإعلامية المتبنية الرواية “الإسرائيلية” في سرد أحداث وقضايا المنطقة في برامجها، التي تُبث بلغتنا العربية، وعدائها غير المبرر ضد حركات المقاومة، وهدف القضاء على حركة حماس، وأي حركة تقع ضمن حركات الإسلام السياسي المقاوم.
يقول الحليف الأبرز لـ”إسرائيل” -رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، في أحد لقاءات الغرف المغلقة مع وزير الخارجية الأمريكي السابق، بلينكن، تحت تأثير صدمة عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023: “على “إسرائيل” الصبر، وأخذ الوقت الكافي لإنجاز المهمة والقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، شرط السماح لنا بإدخال المساعدات لكسب ود سكان القطاع”.
يضيف، وفقاً لكتاب الصحفي الاستقصائي الأمريكي الشهير، بوب وودوورد، بعنوان “الحرب”، الصادر في أكتوبر 2024، حول موقف النظام الإماراتي من حرب الإبادة الصهيونية لغزة: “يجب أن لا توقف “إسرائيل” الحرب على غزة حتى يتم القضاء على حركة حماس بشكل نهائي”.
طعنات مؤلمة
بدوره، دعا رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، الكاتب محمد جميل، قادة الأنظمة العربية إلى عدم السماح للنظام الإماراتي بفرض أجندته التطبيعية على المنطقة، محذراً من أن استمرار المسار التطبيعي لنظام محمد بن زايد سيؤدي إلى عزل الإمارات إقليمياً ودولياً.
وقال: “النظام الإماراتي ليس فقط مجرد رائد للتطبيع مع “إسرائيل”، بل أصبح يتماهى مع عقيدة اليمين الصهيوني المتطرف الذي يخطط ويعمل على ابتلاع الأرض العربية ومن عليها”.
وأضاف، في مقال نشره موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني بعنوان “عزل النظام الإماراتي بات أمراً ملحاً”، وفقاً لموقع “عربي21”: “المتتبع نهج النظام الإماراتي بقيادة محمد بن زايد في التعامل مع القضايا الحساسة بالمنطقة، خاصة الصراع العربي – “الإسرائيلي”، يجد أن نظام هذه الدولة الصغيرة يسدد طعنات مؤلمة في ظهر القضية الفلسطينية والأمة العربية”.
دعوات لعزل النظام
رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، دعا قادة الأنظمة العربية إلى عزل النظام الإماراتي إقليمياً ودولياً؛ لانسياقه وراء تحقيق الأهداف الصهيونية وخيانته القضية الفلسطينية، بعد أن أثبت زيف مبررات كانت مجرد غطاء لترسيخ مخططات التطبيع مع “إسرائيل” لا لدعم عملية السلام، واستعادة حقوق الفلسطينيين.
من وجهة نظره كحقوقي، فإن ما فعله النظام الإماراتي بعد التطبيع عكس ذلك تماماً، فقد عزز علاقته مع سلطة اليمين المتطرف الذي زاد أنشطته الاستيطانية والتعسفية وحملات الاعتقالات والاعتداءات على الفلسطينيين، وصولاً إلى حرب الإبادة لأهل غزة، التي خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح، ودمرت كل شيء في القطاع.
وأكد بقوله: “حدث ويحدث كل ذلك ولم يحرك بن زايد ساكناً، لا بالتنديد ولا التهديد بتجميد التطبيع، فقط بزيادة علاقات التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، وتبادل الزيارات السياحية على أعلى المستويات، وإنجاز مشاريع استثماربة لرجال أعمال إماراتيين في المستوطنات؛ غير التبرعات بمبالغ هائلة للمنظمات المتطرفة”.
محاولات التظام لإنقاذ الكيان
وأضاف: “عندما هاجمت القوات اليمنية سفن “إسرائيل” في البحر الأحمر إسناداً لغزة، وما سببه ذلك من أزمة اقتصادية في نقص البضائع، هبَّ بن زايد إلى إنقاذ حليفته بشق طريق بري من أراضيه مروراً بالسعودية إلى الأردن، وصولاً إلى فلسطين المحتلة؛ لتزويد الكيان بالبضائع، الأمر الذي لعب دوراً مهماً في منع انهيار اقتصاد “إسرائيل”.
المؤكد في قناعة رئيس المنظمة العربية الحقوقية ، جميل، هو عدم تخلي النظام الإماراتي عن تحالفه مع “إسرائيل” لارتباط التحالف بالولايات المتحدة والكيان المؤقت، ومصالح أخرى.
وفي سبتمبر 2020، وقعت الإمارات و”إسرائيل” اتفاقية تطبيع العلاقات والتعاون في مجالات الاستثمار والدفاع والأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية والطاقة والتكنولوجيا الزراعية، بوساطة أمريكية، وقد ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما، حتى عام 2024، إلى 3.24 مليار دولار.
السياســـية – صادق سريع