سودانايل:
2024-07-10@01:01:23 GMT

انشقاق الجيش.!!

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

بعد أن تباينت الرؤى بين قادة الجيش من الإخوانيين، أصبح في حكم المؤكد انقسام القيادة ما بين الضباط المؤيدين لمسار إيقاف الحرب والانخراط في سباق السلام، والآخرين المتشددين في ولائهم لتنظيم الاخوان، الذين يسيرون على درب الإخوان القذة حذو القذة، ويراهنون على مليشيات وكتائب حزبهم البائد، التي دخلت المعركة بانكشاف واضح لوجهها الإرهابي، وافتضاح بائن لممارساتها الداعشية القاطعة للرؤوس والآكلة للحوم البشر، وبما أن العالم بجميع تحالفاته ومحاوره يعمل على محاربة الإرهاب، فإنّ حظ التيارات المتطرفة في مستقبل العملية التفاوضية المؤدية للسلام ضعيف جداً، وهذا ربما ما تنبه له قادة الجيش المراعين لمصلحة البلاد العليا، لذا قد بان الخطان الواضحان لكلا الفريقين، وشهدت منصات الإعلام المخاطبات الصريحة الصادرة من الفريق الداعم لخط التسوية، تلك التصريحات الرافضة لما يسمى بالمقاومة الشعبية، التي أصبحت بوابة لدخول المجرمين وأصحاب السوابق الجنائية، الذين ظهر سلوكهم السالب في شمال أم درمان وقرى الجزيرة بنهبهم لممتلكات المواطنين، والدافع الأكبر لبروز تيار الضباط المناوئين للاستعانة بالحرس الثوري الإيراني، والرافضين للخبراء الأوكرانيين، الدافعين لعجلة غرفة عمليات الجيش التي أصابها العطب، هؤلاء الضباط يعلمون خطورة رهن المؤسسة العسكرية لإمرة جماعات وأحزاب متطرفة عالمياً، ويدركون مغبة خوض معركة أسموها معركة الكرامة بأيدي غير وطنية، مما يدحض صدقية الشعار المرفوع الذي خاطبوا به الشعب، كل هذه الحقائق تدفع بهؤلاء الضباط لأن يلعبوا دوراً مغايراً لتوجهات الإخوان المسلمين، الذين أشعلوا حرباً ظنوا أنهم سينتصرون فيها بمرور بضع سويعات، فخانهم ظنهم فاستمرت لعام وما يزال حبلها على الجرار.


واقع العمليات العسكرية الذي أخرج الجيش من قيادته العامة، وطرد مكوناته المسؤولة من حراسة القصر الجمهوري، ولم يدع للجيش موطئ قدم في عاصمة البلاد الخرطوم – الولاية الرئيسة، التي يكتظ بها ربع سكان البلاد، وأفقد الجيش ولايات غرب السودان، ودفع قائد الفرقة الأولى لأن ينسحب من مدينة ود مدني – عاصمة الولاية المركزية المتحكمة في اقتصاد البلاد، هذا الواقع لابد وان يحرك ساكن بعض الذين ما تزال قلوبهم تنبض بالحس الوطني، ليستدركوا ما تبقي للمؤسسة من ماء للوجه في الولايات التي لم يلحقها التحرير، وكما تقول القاعدة الفقهية (ما لا يدرك كله لا يترك جله)، فإنّ بعض قادة الجيش أدركوا أخيراً خطورة استمراء الانقياد لأوامر الاخوانيين المتخمين في تركيا، وأن التماهي معهم سوف يوصل المؤسسة العسكرية للانهيار الكامل، فالإخوانيون لا يعبئون بكينونة الوطن، ولا يتورعون لإزهاق المزيد من الأرواح، في سبيل إعادة ملكهم الذي نزعه الثائرون في ديسمبر المجيد، فالحرب التي يديرها النفعيون الهائمون على وجوههم في دول الغرب وبلدان الشرق، لن تدوم طويلا، ما لم يقذفوا بفلذات أكبادهم المنعّمين في أتونها، ودائماً ما يكتوي بنار الحرب ومآسيها المقهورون والمحرومون والفقراء والمعدمون، وهؤلاء يمثلون الكتلة الحرجة في معادلة الحرب والسلم، وقد استاؤوا من لا نهائية الموت المجاني، واقتنعوا بأن الحرب التي يمثلون وقودها لابد وأن تضع أوزراها، وآمنوا بحتمية فناءهم لو أنهم مضوا على هذا الدرب الذي يدفعون ثمنه موتاً، مقابل منحهم الحياة للذين نهبوا ثروات البلاد ثم هربوا، وعاشوا على مواردها في بلاد بذل أهلها الغالي والنفيس لكي تنعم بالأمن والسلام، ما يجعل انشقاق قيادة الجيش أمراً متوقعاً مهما راهن المتاجرون بدماء الفقراء على نصر مستحيل.
عندما تدفع ثمن الحرب شرائح اجتماعية موصوفة بالتهميش، يكون انقسام الجيش أمراً محتملاً في أي مرحلة من مراحل الحرب، وقد وضح جلياً في هذه الحرب اللعينة أن الذين أمسكوا بالزناد وماتوا، ودفنوا في مجاري الصرف الصحي وداخل قنوات المزارع، جاؤوا من مناطق بعينها، وحتماً سيدرك هؤلاء المغفلون النافعون خبث من استغفلهم، وسيلحقون بركب الأحرار الذين أرغموا أنف القاهر وأجبروه على الترجل، وفي أيام الحرب هذه التي قاربت على أن تكمل دورتها السنوية، لابد لقيادة الجيش التي ليست على قلب رجل واحد أن تنشق لحزبين، حزب القانعين بعبثية الحرب وعدم جدوى خوضها، والحزب المكابر الذي ليس لرموزه ولد ممسك بمقبض اطلاق النار في الميدان، ومن المؤكد ان الحزب الأول في حال انحيازه لخيار الجلوس للتفاوض بشأن السلام، هو الغالب، لأن أولاده هم الذين اكتووا بنار الحرب، وفي آخر المطاف لن يقيم بهذه البلاد المتخمون الناهبون لثرواتها والسارقون لقوت شعبها، بل سيحرسها ويحرثها الحريصون على أمنها وسلامها، وهذه الحرب لن تدوم كما يتوهم المشعلون لنارها، لسبب بديهي يتمحور حول انعدام الدافع الوطني لمشعليها، فإذا سئل المقاتل المدافع عن شرذمة الفاسدين من منسوبي النظام البائد، لماذا تقاتل من أجل عودة من سرق طعام وكساء ودواء الناس؟، سوف يبهت ويترك البندقية على الأرض ويذهب الى حال سبيله، فمع انعدام المسوغ الأخلاقي لنشوب الصراع تخمد نار الحرب، التي لا دوافع وطنية لاشتعالها، وكما يقول أهلنا في البادية (لا يوجد دواس بدون غبينة)، فالغبن لا وجود له في نفس من اصطف مع من أشعل الحرب.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تصاعد خطاب الحرب بين الجيش والحوثيين في اليمن.. وتهديد جديد للسعودية

ارتفعت وتيرة الأعمال القتالية وخطاب الحرب بين قوات الجيش الحكومي اليمنى وجماعة أنصار الله الحوثيين خلال الفترة الماضية، بعد سلسلة من الصدامات، والتهديدات، حيث جددت جماعة الحوثي، تهديداتها للسعودية والتي أطلقها، زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، والذي اتهم المملكة بخطوات تصعيدية طالت الملف الاقتصادي.

وذكرت وكالة "سبأ" بنسختها التي تديرها الجماعة، أن المجلس السياسي الأعلى (أعلى سلطة للحوثيين في صنعاء) أيد الخيارات التي لوح بها زعيم الجماعة لمواجهة التصعيد الاقتصادي العدواني ـ حسب وصفه ـ الذي يقوم به النظام السعودي خدمة لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي، وسعيا لتجويع اليمنيين وحصارهم.

وأكد المجلس السياسي للحوثيين على "معادلة المطار (السعودي) بالمطار (مطار صنعاء) والموانئ (السعودية) بالميناء (ميناء الحديدة غربي البلاد) والبنوك بالبنوك"، وفق الوكالة

ودعا المجلس التابع للجماعة بحسب الوكالة الحوثية ـ القوات والتشكيلات التابعة لها بالاهتمام بتطوير قدراتها العسكرية التي أشاد أيضا بتطورها والتي أذهلت الأعداء".

وأشار إلى "الاستمرار في العمليات المساندة للشعب الفلسطيني المظلوم في مواجهة العدوان الإجرامي الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة.


وشددت الجماعة على "الانخراط في أنشطة التعبئة العامة واستعدادا لأي مواجهة محتملة وأي خيارات يوجه بها زعيم الجماعة".

والأحد، حذر عبد الملك الحوثي، المملكة العربية السعودية من تبعات خطواتها التصعيدية في القطاع المصرفي، ملوحا بخطوات مماثلة تستهدف البنوك والمطارات والموانئ التابعة لها.

وقال: "لن نقف مكبلين ومكتوفي الأيدي أمام هذه الخطوات من السلطات السعودية الجنونية أو أن نتفرج أن يتضور اليمنيين جوعا وينهار وضعه الاقتصادي".

وفي الأشهر الأخيرة، يشهد اليمن حربا مستعرة تدور رحاها في القطاع المصرفي بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي على خلفية سلسلة من الإجراءات اتخذها البنك المركزي بعدن ضد البنوك الموجودة في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في سبيل تعزيز سلطته النقدية وتوحيد الانقسام الحاصل في هذا القطاع.

ونهاية مايو/ أيار الماضي، أقر البنك المركزي في عدن بإيقاف التعامل مع 6 بنوك تعد الأكبر في اليمن، تمارس أنشطتها في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، بعدما رفضت الاستجابة لقرارات سابقة للبنك اليمني نقل مقراتها الرئيسي إلى العاصمة المؤقتة للبلاد.


ومن جانبه دعا رئيس أركان الجيش اليمني، فريق، صغير بن عزيز، الاثنين، قواته إلى رفع اليقظة والجهوزية والتعامل الحازم مع تنظيم الحوثي المدعوم من إيران، وذلك مع عودة خطاب الحرب في البلاد.

وقال بن عزيز في كلمة له على هامش فعالية أقامتها مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع إن "القوات المسلحة اليمنية ماضية في أداء واجباتها المقدسة بكل جلادة وتجرد تحت راية الجمهورية والثوابت الوطنية وأوامر وتعليمات القيادة الشرعية".

وتابع أن هذه القوات بمختلف تكويناتها وتشكيلاتها أكثر كفاءة وجاهزية، وقادرة بفضل وحدتها وتماسكها وإخلاص منتسبيها على تجاوز التحديات والمخاطر والمضي لفرض خيار السلام الدائم في اليمن المستند للمرجعيات الثابتة، بما يحفظ لليمنيين مكاسبهم وكرامتهم وعزتهم.

يأتي ذلك في ظل عودة خطاب الحرب وارتفاع وتيرة الأعمال القتالية بين قوات الجيش الحكومي وجماعة الحوثي، وحسب رئيس أركان الجيش اليمني وقائد العمليات المشتركة فإن "النصر سيكون للشعب اليمني ومشروعه الجمهوري ولأهداف ومبادئ ثورتي 26سبتمبر 1962 و14أكتوبر 1963"، مشيرا إلى أن اليمن سيستعيد دولته استقراره وأمنه وسيادته وسعادته، ويتحرر من أدران الكهنوت والاستعمار ومشاريع الموت والإرهاب والخراب".


وشدد الفريق بن عزيز على "أهمية الحفاظ على اليقظة والجهوزية لتنفيذ المهام الموكلة لها والتعامل بحزم مع أية محاولات يائسة لتنظيم جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، والتصدي لأعمالها العدائية".

وحض رئيس أركان الجيش اليمني على "تعزيز الصبر والعزيمة واستشعار المسئولية والمضي قدما نحو تحقيق الأهداف المنشودة التي يتطلع إليها الشعب اليمني وضحى من أجلها آلاف القادة والأبطال بأرواحهم ودمائهم الزكية"، حسب قوله

وأضاف أن "سيول الدماء التي سكبها الأحرار سوف تثمر نصرا وعزا لليمن ولجميع اليمنيين الذين يكتوون بويلات الحرب التي فرضتها مليشيا التمرد والعمالة التي تتوهم عبثا في تحويل اليمن إلى مستعمرة لفارس".

وأكد أن الشعب اليمني يثق بجيشه ومقاومته ويعي جيدا بحجم التضحيات وصدق الغايات، وهو يضع كل أمله في قيادته الشرعية وقواته الباسلة للانتصار لحريته وكرامته، وتحريره من جرائم وانتهاكات تنظيم جماعة الحوثي وما تقوم به من قمع ووحشية مفرطة بحق اليمنيين.

مقالات مشابهة

  • لحظات ما قبل الانهيار
  • تصاعد خطاب الحرب بين الجيش والحوثيين في اليمن.. وتهديد جديد للسعودية
  • حالة من الغيبوبة والجنون المُطبق..!
  • معركة الاحتلال الداخلية‎
  • جنرالات إسرائيل الكبار يعانون نقص الذخيرة ويريدون إنهاء الحرب
  • حربنا الفاجعة!!
  • لماذا يُهزم الجيش؟.. إلى ماذا أفضى الحياد؟
  • مليشيات الحوثي تعتقل والد أحد أبرز جواسيسها الذين ساهموا في إسقاط محافظة «عمران»
  • نيوزويك: هذا هو القاسم المشترك بين الانتخابات في فرنسا وبريطانيا وأميركا
  • خطاب الكراهية والعنصرية لماذا؟!!