نواصل اليوم الكتابة عن القصة القصيرة في السودان، وسوف نستعرض أهم الجوانب التي يمكن أن نستفيد منها في هذا الموضوع.

التراث والمعاصرة في القصة القصيرة في السودان:

القصة القصيرة في السودان تعكس تنوعًا ثقافيًا وتاريخيًا غنيًا، حيث تمزج بين التراث والمعاصرة بطرق مبتكرة. ومنذ بزوغ عصر التأليف القصصي في السودان يمكننا القول أن هناك بعض الأعمال الأدبية (وهذه تشمل القصص القصيرة في السودان) تعكس قضايا اجتماعية وسياسية معاصرة مع تركيز على الهوية والهجرة والحرب والحب.

في الوقت نفسه، تستخدم القصص القصيرة السودانية رموزًا وتقاليد من التراث لإضفاء عمق ومعنى على النص وهذا هو المطلوب من الكاتب.

القاص ابن بيئته:

في القصة القصيرة في السودان، يمكن للقاص أن يستخدم بيئته وثقافته المحلية كمصدر إلهام وخلفية لأحداث القصة (الطيب صالح وابراهيم إسحاق كمثال). ويمكن أن يكون القاص “ابن بيئته” عندما يعكس تجاربه الشخصية وتفاعلاته مع محيطه الاجتماعي والثقافي في قصصه ومن خلال هذا، يمكن للقاص تقديم رؤية فريدة وعميقة لعالمه الخاص وتجاربه الشخصية.

القصة أو الرواية فيها انعكاس لواقع الكاتب:

نعم، في القصة القصيرة أو الرواية، قد تكون شخصية الكاتب أو تجاربه الشخصية هي مصدر إلهام أو جزء من القصة نفسها. لذا يمكن أن يعكس الكاتب تجاربه ومشاعره ورؤيته للعالم من خلال شخصياته وأحداث قصته تلك. يمكن أن تظهر هذه الانعكاسات بوضوح أو بشكل غير مباشر، وتساعد في إضفاء مصداقية وعمق على القصة.

مزج الزمان والمكان والأحداث بصورة خيالية تقنع القاريء بمتابعة النص:

نعم، مزج الزمان والمكان والأحداث بصورة خيالية يمكن أن يجعل القصة مثيرة وجذابة للقارئ. عن طريق خلق عوالم متخيلة أو تصوير الزمان بطريقة غير تقليدية، يمكن للكاتب جذب انتباه القارئ وإثارة فضوله. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسمح هذا المزج الخيالي للكاتب بتقديم رؤى مختلفة وفريدة عن الواقع، مما يثير تفكير القارئ ويثير مشاعره.

هل مطلوب من كاتب القصة القصيرة سرد الأحداث كما هي؟ليس دائمًا. في القصة القصيرة، يمكن للكاتب أن يستخدم تقنيات السرد بطرق متنوعة لجعل القصة أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام. يمكن للكاتب أن يستخدم الحوارات، والوصف، والتفاصيل الشخصية، والتعبير عن الشخصيات لنقل الأحداث بطريقة تجعلها تلفت انتباه القارئ وتثير فضوله. لذلك، ليس دائمًا مطلوبًا من الكاتب القاص سرد الأحداث بشكل تقليدي، بل يمكنه تبني أساليب مختلفة تتناسب مع رؤيته الفنية ومع القصة..

 

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی القصة القصیرة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (2)

1 في الحلقة الأولى من هذا المقال، أوضحنا لماذا لجأت الإمارات إلى خطة التطويق، وقلنا إن السبب هو فشل خطط الاستيلاء على الدولة السودانية عشية 15 أبريل 2023. وبعدها بدأ التخبط والانتقال من خطة فاشلة إلى أخرى أكثر فشلًا، إلى أن وصلنا إلى خطة التطويق الشامل. ما هي تلك الخطة؟ وماذا فعلت الإمارات مع دول الطوق؟ وكيف جرى استقطابها؟
2
تقضي خطة التطويق بأن يُحاط السودان بدول معادية تسهل تجنيد المرتزقة فيها أو تيسر تنقلهم عبرها، كما حدث في ليبيا حيث عبر الكولومبيون إلى السودان من ليبيا حفتر. وتتمثل مهمة الدول المستخدمة في تطويق السودان في أن تكون ممرًا لعبور الأسلحة إلى المليشيا في الداخل، وتوفير الإمدادات للقوات بكل ما تحتاجه. كما تعد هذه الدول ميدانًا خلفيًا لإخلاء الجرحى، وقد شهد بعضها إقامة مستشفيات (أم جرس/ أويل)، إضافة إلى إنشاء معسكرات للتدريب وقواعد لإطلاق المسيرات. فالمسيرات بعيدة المدى تُطلق الآن من داخل تشاد، وتحديدًا من أم جرس.!
كل ذلك يتم لدعم المجهود الحربي للمليشيا. ولإحكام الحصار على السودان، سارعت الإمارات إلى تمتين علاقاتها القائمة أصلًا مع دول الجوار (ليبيا حفتر، وإثيوبيا آبي أحمد)، ثم الإسراع في تأسيس علاقات جديدة مع الدول الحدودية أو القريبة من السودان مثل تشاد، وجنوب السودان، افريقيا الوسطى وكينيا، وأوغندا. لنرَى ماذا فعلت وتفعل الإمارات مع دول الطوق هذه.
3
إثيوبيا:
بدأت العلاقات الإماراتية الإثيوبية قبل سنوات كعلاقات تجارية، وتُعتبر إثيوبيا من أبرز الدول التي تستثمر فيها الإمارات، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية فيها 2.9 مليار دولار حتى نهاية عام 2022. وتم تأسيس 113 مشروعًا استثماريًا إماراتيًا في إثيوبيا في مجالات مختلفة.
كما شهدت مرحلة حكم آبي أحمد محاولة من أبو ظبي لتحويل البلاد إلى منصة سياسية لنفوذها في القرن الإفريقي، فبعد رعاية اتفاق السلام بين أديس أبابا وأسمرة، وعدت الامارات بتخصيص 3 مليارات دولار للاستثمار والمساعدات، منها مليار دولار وُضع في بنك إثيوبيا الوطني، إلى جانب العديد من المشروعات الاستراتيجية، كإنشاء خط أنابيب نفط يربط ميناء عصب الإريتري بإثيوبيا.
4
شهد التحالف الإثيوبي – الإماراتي تطورًا استراتيجيًا بعد اندلاع الحرب بين الحكومة الإثيوبية مع جبهة التقراي، حيث كان تدخل الإمارات فيها حاسمًا، إذ حُسمت الحرب لصالح الحكومة الإثيوبية بفضل مسيرات “بيرقدار” التركية التي تكفلت بها الإمارات لدعم الجيش الإثيوبي. اضافة إلى مسيرات صينية. فقد أكد خبر منشور على موقع Military Africa، استنادًا إلى صور أقمار صناعية ملتقطة في أغسطس/آب 2018، وجود طائرة مسيرة صينية من طراز Wing Loong 2 في القاعدة، مضيفًا أن أبو ظبي اشترت عددًا غير معلوم من هذا الطراز من الشركة الصينية المصنعة عام 2022.
5
تحاول الإمارات الآن تزويد المليشيا بطائرات مسيرة طويلة المدى من طراز “بيرقدار” عبر شرائها من تركيا وتسليمها للمليشيا، حيث يتم تشغيلها من تشاد، بالإضافة إلى المسيرات الصينية Wing Loong 2 الموجودة بحوزة الإمارات. وقد استُخدمت هذه الطائرات في قصف معسكر “سركاب” بأم درمان قبل ثلاثة أشهر. أي أنه يتم استخدام نفس الأسلحة التي ساهمت في هزيمة التقراي، لعلها وعسى أن تنقذ المليشيا، رغم أنها تدرك أن انتصار المليشيا على الجيش السوداني مستحيل ولو حشدت كل أسلحة الأرض. لو كان السلاح يقاتل ويحقق الانتصارات لانتصرت إسرائيل التي توفرت لها مخازن أسلحة أمريكية وغربية مفتوحة على غزة وهى 365 كيلو مترا فقط.!!
6
نتج عن تلك العلاقات التجارية والدعم العسكري توسع النفوذ الإماراتي في إثيوبيا. ونتيجة لذلك، منذ اندلاع الحرب في السودان، تبنّت إثيوبيا الموقف الإماراتي الداعم للمليشيا، وأعلنت عدم شرعية الحكومة، ودعت إلى وقف الحرب وإيقاف سلاح الطيران. كما فتحت أراضيها لكل المعارضين السياسيين للحكومة السودانية لدعم المليشيا، واستضافت مؤتمرات المليشيا وكل أعداء السودان على أراضيها.
إضافة إلى ذلك، بدأت إثيوبيا في الاستجابة لطلبات الإمارات بإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها مع بداية الحرب، لولا التحذير الشديد اللهجة من السودان، خاصة أن الخرطوم كانت قد غضت الطرف عن شحنات سلاح عبرت من إثيوبيا إلى جنوب السودان، حيث تم تسليمها للمليشيا في الأشهر الأولى للحرب.
7
هكذا، تم تجيير الموقف الإثيوبي لصالح المليشيا، وكانت إثيوبيا هي المدماك الأول في الطوق الأول حول السودان، الذي بدأ يعمل بفعالية لإنفاذ خطة التطويق الشامل، ثم استمر بناء الطوق كما سنرى.
نواصل…

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: الموقف العربي الموحد يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في الضغط على إسرائيل
  • إيه لي سبنس.. اكتشف كنز الجورجيانا وأعاد كتابة تاريخ الحرب الأهلية ما القصة؟
  • محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات
  • تعاونيات الكتابة قفزة أم حفرة؟
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (2)
  • فيديو قديم تحوّل من مسيرة مؤيدة لترامب إلى مظاهرة مناهضة لأوكرانيا.. ما القصة؟
  • جامعة جنوب الوادي الأهلية تعلن عن الفائزين في مسابقة القصة القصيرة والرواية والتأليف المسرحي
  • وحدة السودان
  • المداح الجزء الخامس الحلقة 18.. الحرب ضد بنات إبليس تشعل الأحداث
  • من أطلق الرصاصة الأولى؟ القصة الخفية وراء بداية الحرب في السودان – الحلقة الأولى