وجبات وعصائر للإفطار على الطريق في كفر الشيخ.. قلوب تتسابق لفعل الخير
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
ينتشرون في جميع شوارع مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، يحملون المياه والعصائر والوجبات الخفيفة لتوزيعها على الصائمين في الطرقات، يسارعون في الخيرات من أجل الفوز بأجر إفطار صائم.
«إسلام» و«جرجس» يوزعان الإفطار يوميا على الصائمينإسلام إسماعيل سليت، يحرص كل عام على تجهيز وجبات إفطار بمشاركة صديقه جرجس وجيه عزيز، وجاره أحمد غالي؛ لتوزيعها بشكل يومي على الصائمين في الطرق الرئيسية بمركز ومدينة بيلا، بالتعاون مع أصدقائهم وزملائهم الذين يشاركونهم في شراء المياه والعصائر والتمور لتوزيعها على المارة والمسافرين.
«من سنين وإحنا بنجمع من أهلنا وأصحابنا تبرعات علشان نشتري تمور وميّه وعصير وباتيه، وبنجهز وجبات إفطار علشان نوزعها على الصائمين في الطرق الرئيسية بمركز ومدينة بيلا، وبنقف دايماً على طريق كفر العجمي بمركز بيلا، والجميل إنّ صديقي جرجس وجيه بيشاركني فى التوزيع، وكمان جاري أحمد غالي.. عادة ربنا ما يقطعها»، بهذه الكلمات يحكي إسلام إسماعيل سليت عن مبادرتهم الخيرية لـ«الوطن».
«جرجس»: بننتظر رمضان من السنة للسنةينتظر جرجس وجيه عزيز الشهر الكريم بلهفة وشوق؛ لتوزيع الوجبات على المارة في الشوارع كتفاً بكتف مع أصدقائه المسلمين: «بننتظر رمضان من السنة للسنة علشان روحه الحلوة، وعلشان أشارك أصدقائي المسلمين في توزيع وجبات الإفطار على الصائمين، وحقيقي بكون فرحان قوي، ودي حاجة مش غريبة علينا لأننا شعب واحد، ومعظم أصحابي المقربين مسلمين، ودايماً باحرص إني أنقل الروح دي لكل الناس، بيشوي ابن أختي الصغير بينزل معايا ويشارك في التوزيع، ويتعلم الوطنية وحب الآخرين».
ويحرص كثير من الأقباط على مشاركة المسلمين مظاهر وطقوس الاحتفال بشهر رمضان، ليضربوا أروع الأمثلة في الوحدة الوطنية، بحسب «عزيز»: «بنفرح لفرح بعض، وبنزعل برضه لزعل بعض، لأن كلنا واحد في وطن واحد وشعب واحد ونسيج واحد».
«غالي»: توزيع الإفطار على الصائمين فرحة كبيرةرغم انشغاله في دراسته، فإنّ أحمد غالي يحرص على المشاركة بشكل يومي في توزيع وجبات الإفطار على الصائمين في شوارع بيلا: «أنا أدرس في كلية التجارة، وباروح الكلية بشكل يومي، بس لازم أرجع بدري علشان أشارك في توزيع الإفطار على الصائمين، لأنها بتكون فرحة كبيرة قوي، وربنا يتقبل».
الوضع لم يختلف كثيراً عن كارم محمد حجازي، الذى جمع أصدقاءه وأبناء حي علوانة بمدينة بيلا الذي يقطنه؛ لتوزيع العصائر والمياه والتمور بشكل يومي على الصائمين بطريق المؤسسة ببيلا: «بقالنا 8 سنين متعودين نفطّر الناس على الطريق، وبنستعد من بدري أنا وأصحابي وجيراني، وبتكون فيه ميزانية للعصائر والميّه والتمر اللي بنوزعه على الصائمين، وده بيكون بمشاركة الشباب».
طهي 300 وجبة أسبوعياًكما خصص «حجازي» يوم الجمعة من كل أسبوع لطهي 300 وجبة، وتوزيعها على الأسر الأوْلى بالرعاية خلال شهر رمضان المبارك: «قررنا إننا كل جمعة خلال شهر رمضان نعمل 300 وجبة، عبارة عن لسان عصفور وبطاطس طبيخ وكفتة وفراخ، ونوزعها على الأسر الأوْلى بالرعاية عندنا في بيلا، وبنجمع الخامات من بيوتنا، وبنشتري النواقص، وبيكون معانا طباخ متطوع لوجه الله، والتوزيع بيكون عن طريق أصحابنا اللي في الأحياء المختلفة، والحمد لله قدرنا نعمل حاجة مفيدة في المجتمع، وأحلى حاجة إننا كلنا شباب مفيش حد فينا كبير، والحمد لله إننا قادرين نعمل كده لوحدنا، ومستمرين بإذن الله».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كفر الشيخ بيلا توزيع وجبات إفطار شهر رمضان المبارك شوارع بيلا الأقباط والمسلمين شهر رمضان وجبات الإفطار الإفطار على الصائمین على الصائمین فی بشکل یومی
إقرأ أيضاً:
أصل الخير كله.. خطيب المسجد الحرام: أُمرنا بإمساك اللسان عن السوء والشر
قال الشيخ الدكتور عبدالله الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن اللسان عضو من أهم أعضاء الجسد، وهو من نعم الله تبارك وتعالى العظيمة على عباده امتن بها عليهم فهو ترجمان الأفكار والقلوب.
أصل الخير كلهوأوضح “ الجهني” خلال خطبة الجمعة الأولى من جمادي الأولى من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن به يُعَبِّرُ الإنسانُ عن مَكنونِ نَفْسِه، ويُظهِرُ ما يَحويه قَلبه وعَقلُه ونَفسه من الخَير أو الشَّرّ، ومِن الإيمان والكُفرِ، وغَيرِ ذلك من دواخل الإنسانِ.
ونبه إلى أننا قد أُمِرنا بإمساكِ اللِّسانِ عنِ السُّوء والشَّرّ، وكَفَّ اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله، ومن ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه، وما لم يستخدم العاقل لسانه فيما يرضاه الله تعالى من الكلام كان وبالًا وحسرة على صاحبه يوم القيامة، منوهًا بأن من أبلغ الوصايا وأقيمها وأجلها وأنفعها، حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا.
وتابع: فرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول : اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا»، مؤكدًا أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا الكلام الذي تظهر المصلحة فيه.
السنة الإمساك عنهوأشار إلى أنه متى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه قال صلى عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»، محذرًا من أعظم آفات اللسان العظيمة القول على الله بغير علم والكذب والغيبة والنميمة والبهتان وقذف المحصنات الغافلات.
وأفاد بأن زلة من زلات هذا العضو الصغير قد تؤدي بالإنسان إلى الهلاك والعطب، فليحذر العاقل مما يجري به لسانه ، من انتهاك حرمات المسلمين ، وإساءة الظن، والطعن بالنيات ، والخوض بالباطل فيهم.
وأضاف أن عليه التعود على حفظ لسانه من الوقوع في القيل والقال، حينئذ سيعتاد عليه ويستقيم أمره، ويسهل عليه التحكم في لسانه وينجو من شرّه ولو أن عبدًا اختار لنفسه ما اختار شيئًا أفضل من الصمت.
وأردف : ورحم الله امرأ حفظ عن اللغو لسانه، وعن النظر المحرم أجفانه، وعن سماع الملاهي آذانه، وعمر أوقاته بالطاعات وساعاته بكتب الحسنات وتدارك بالتوبة النصوح ما فات، قبل أن يصبح وجوده عدمًا، وصحته سقمًا، وعظامه رفاتًا وحياته مماتًا في برزخ لا يبرح من نزله حتى يلحق آخر الخلق أوله .
واستطرد : فحينئذ زلزلت الأرض زلزالها ، وأخرجت الأرض أثقالها، وجوزيت الخلائق بأعمالها ، ووفيت جزاء كسبها وأفعالها ، فطوبى لعبد قال خيرًا فغنم ، أو سكت عن الشر فسلم، لافتًا إلى أن من محاسن إسلام المسلم وتمام إيمانه ابتعاده عما لا يخصه ولا يهمه ولا يفيده وما لا يفيده من الأقوال والأفعال، وعدم تدخله في شؤون غيره.
وأكد أنه ينبغي عليه الحذر من المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالعباد مجزيون بأعمالهم، ومحاسبون على أقوالهم وأفعالهم وكفى بالله محصيًا أعمال عباده ومجازيًا لهم عليها .
وبين أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان أفصح العرب لسانًا، وأوضحهم بيانًا، وأعذبهم نطقًا، وأسدهم لفظًا، وأبينهم لهجة، وأقومهم حجة، وأعرفهم بمواقع الخطاب، وأهداهم إلى طرق الصواب، تأييدًا ولطفًا إلهيًا ، وعناية ربانية ، ورعاية روحانية، ولم يكن فاحشًا متفحشًا ولا لعانًا ولا طعانًا.