تستمر طوال 12 يوماً.. ماذا تعرف عن احتفالات السنة الآشورية أو عيد أكيتو؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
السومرية نيوز – منوعات
خرج عراقيون مسيحيون، إلى الشوارع في أجواء بهيجة، وساروا في طريق بين الجبال، مرتدين ملابس تقليدية، وهم يرقصون ويغنون، احتفالا برأس السنة الآشورية الجديدة.
وفي الأول من أبريل من كل عام، يحيي الأشوريون والسريان والكلدانيون في العراق، وسوريا أيضا، احتفالات السنة الآشورية أو عيد "أكيتو" الذي مازال حاضرا في ثقافتهم رغم مرور آلاف السنين على ذكراه.
وتستمر الاحتفالات طوال 12 يوما كما كان يحدث سابقا في بابل وآشور..
وتغيب الإحصاءات الدقيقة لأعداد المسيحيين في البلاد. لكن تقديرات تشير إلى أن عددهم لا يتخطى 400 ألف نسمة، من نحو مليون ونصف مليون قبل عقدين، هاجروا بفعل عشرين عاما من الحروب والنزاعات.
ويعد شمال العراق مركزا مسيحيا مهما، لكن هيمنة تنظيم "داعش" على المنطقة في العام 2014 والانتهاكات التي ارتكبها، هجرت قرى بكاملها، فيما لجأت عائلات إلى إقليم كردستان وأخرى هاجرت إلى أوروبا أو كندا.
أصل الاحتفال
بحسب مصادر تاريخية، فإن بدايات العيد تقع بين الألفين الرابع والخامس قبل الميلاد، فيما يشير عدد من المؤرخين إلى أن السومريين والساميين احتفلوا به منذ عصر أريدو أي 5300 ق. م، وبالذات في جنوب بلاد ما بين النهرين، وباسم "زاكموك Zag mug" وكان يُحتفل به مرتين في العام الواحد، في الربيع والخريف.
وتتمثل طقوس الاحتفال بعيد "أكيتو" لدى بابل القديمة بانطلاق موكب الملك وخلفه رعية من عامة الشعب على وقع تراتيل دينية تمجد الإله مردوخ فضلا عن ممارسات أخرى بينها رش الماء وشراب النبيذ، بحسب تقرير لمنصة "إرفع صوتك".
الأسطورة
تعود احتفالات سكان بلاد ما بين النهرين برأس السنة البابلية الآشورية إلى أسطورة اكتشفت في خرائب نينوى، مفادها زواج عشتار آلهة الحب من تموز إله الخصب، وتتضمن تفاصيل حول نزول عشتار إلى العالم السفلي وحجزها هناك وعدم اكتراث زوجها تموز بذلك.
وتضيف الأسطورة أن "عشتار طالبت مجلس الآلهة بمعاقبة تموز ليقرر المجلس منحه الخلود النصفي، أي يبعث إلى الحياة ستة أشهر وينزل إلى عالم الأموات ستة أخرى وهكذا يبعث تموز في الأول من أبريل ثم يعود إلى العالم السفلي بنهاية سبتمبر.
ولا يزال البعض يزرع حفنة من الحنطة والشعير فى إناء قبل أبريل ويضعها في النافذة أو أمام الباب على أن تنبت قبل الأول من الشهر المذكور.
واسم التقليد بالسريانية "دقنة نيسان"، أي لحية نيسان، أما الساميون الذين سكنوا العراق القديم قبل وأثناء وبعد السومريين فقد اختاروا له تسمية "أكيتو" وتعني "الحياة".
وفي حديث لوكالة رويترز، قال كندر وليم، منظم احتفال هذا الاثنين، أن الاحتفالت تدوم من 1 إلى 12 إبريل، "نسميها احتفالات أكيتو" وفق تأكيده.
وأضاف "منذ فترة قبل الميلاد، كان الأجداد يحتفلون بهذا اليوم.. بداية تجدد الحياة، تجدد المعيشة".
وقال أحد المشاركين في الاحتفال، يدعى هرمز موشي، إن الحضور توافدوا من أنحاء العراق ومن العراقيين المقيمين في الخارج للاحتفال بهذه المناسبة في دهوك.
وأضاف أن من المشاركين من جاء من المهجر، ومن جميع المدن العراقية والأقاليم، "الجميع حضر لهذه المناسبة، وفي كل عام يتم إحياء هذه المناسبة في بلدة دهوك".
سر التسمية
كلمة أكيتو كانت تُلفظ عند البعض "حِجتو" وذلك في اللغة الأكادية والعربية لاحقاً، أما في اللغة السريانية الآرامية فلا تزال كلمة "حج" تعني الاحتفال إلى اليوم.
وفي اللغة البابلية القديمة كانوا يسمون هذا العيد "ريش شاتم". وتعني كلمة ريش: رأس، و شاتم تعني: سنة.
وفي لغة "السورث" المحكية حتى اليوم في العراق من قِبَل الكلدان لا يزال يلفظونها: "ريش شاتة" أي رأس السنة.
واستناداً لبحوث تاريخية، فإن ذلك العيد كان معروفاً منذ الأزمنة العتيقة لبلاد ما بين النهرين في مدن مثل أريدو، وأور، ولجش، وكيش، وأوروك. وهو واحد من عيدين رئيسيين: زاكموك وأكيتو.
ويقول موقع "العراق في التاريخ" إن عيد أكيتو لم يكن يمثل احتفالا دينيا فقط، بل كانت له أهمية سياسية واجتماعية في المجتع البابلي – الآشوري.
ويبرز الموقع أن طقوس الاحتفال تتضمن تجديد حكم الملك والكاهن الأكبر وإبداء خضوعهما للإله الذي تقدم له القرابين، كما تتضمن الطقوس تخصيص يومين لتقرير المصائر والشرعية لملوك بلاد الرافدين. ويصادف هذا العيد الاعتدال الربيعي الذي يحدث بين شهري مارس وإبريل ويستمر اثني عشر يوماً يتم خلالها الاحتفال بالآلهة مردوخ ونابو، وكذلك مدينة بابل، وفق موقع "آركيولوجي" التابع للحكومة الفرنسية.
ويقام هذا الحفل على شارع الموكب ويمر تحت بوابة عشتار الشهيرة، لينتهي خارج الأسوار في معبد أكيتو حيث يتم أداء الطقوس خلال الأيام الأخيرة من المهرجان.
يذكر أن عيد أكيتو في الأصل هو احتفال زراعي كان يقام في الربيع والخريف، ثم اتخذ بعداً جديداً من خلال ارتباطه بالعام الجديد.
وتوارثت الأجيال هذا الحتفال، من خلال الممارسة، وحتى كتابات الألف الأول للفترة الاشورية الحديثة والبابلية الجديدة، وفق ذات المصدر.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
هل الله يأمر ملك الموت بقبض الأرواح لهذه السنة في شوال؟.. انتبه
يعني الاستفهام عن هل الله يأمر ملك الموت بقبض الأرواح في شهر شوال ؟ بأحد أكبر الغيبيات المخيفة، وهكذا كل ما يتعلق بالموت ، وحيث إننا نشهد شهر شوال والذي انقضى أسبوعه الأول تقريبا ، وهو ما يطرح السؤال عن هل الله يأمر ملك الموت بقبض الأرواح في شهر شوال ؟، لعلنا نفيق من غفلتنا ونتعظ فنستعد للقاء الله سبحانه وتعالى بصالح القول والعمل ، ومن ثم نكن من الفائزين.
ورد في مسألة هل الله تعالى يأمر ملك الموت في شهر شوال أن يقبض روح الأشخاص الذي يريد أن يقبض روحهم في نفس السنة، و متى الله تعالى يأمر ملك الموت أن يقبض روح شخص ما؟، أنه لم نقف على خبر صحيح يفيد بأن الله تعالى يأمر ملك الموت في شهر شوال أن يقبض أرواح الأشخاص الذين يراد أن تقبض أرواحهم في نفس السنة، فيما أن الوارد في ذلك أن ليلة القدر يكتب فيها جميع ما سيكون في السنة، ومنه قبض الأرواح.
وقد أخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنك لترى الرجل يمشي في الأسواق وقد وقع اسمه في الموتى، ثم قرأ: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ. يعني: ليلة القدر. ففي تلك الليلة يفرق أمر الدنيا إلى مثلها من قابل. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: صحيح على شرط مسلم.
وقال أكثر المفسرين بمثل هذا عند تفسير الآية السابقة، والصحيح من كلام أهل العلم أن ليلة القدر في رمضان، ودليل ذلك أن القرآن نزل فيها، كما قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) الآية الأولى من سورة القدر، والقرآن نزل في رمضان، كما قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) الآية 185 من سورة البقرة، هذا فيما يتعلق بكتابة المقادير في السنة، وأما بخصوص أمر ملك الموت بقبض الأرواح، واطلاعه على الآجال التي يكون فيها ذلك، فلم نقف على دليل فيه.
أحاديث عن فضل الموت في بعض الأياملم يرد أحاديث عن فضل الموت في بعض الأيام أو الشهور ، فيما أن الروايات المنتشرة ليست بصحيحة، ولا أصل لهذا، ورد في الجمعة أحاديث، لكنها ضعيفة، غير صحيحة، من مات فيها؛ غفر له، لكنها غير صحيحة، لكن يرجى لمن مات على أثر عبادة في أثر صيامه في الصيام، أثر صيام عرفة، أثر الحج؛ يرجى له الخير، هذا إذا ختم له في وقت العبادة، وفي أثناء العبادة يرجى له الخير.
وجاء أن السلف يرجون الخير لمن مات في العبادة، أو على أثر العبادة، عند انصرافه من الحج، عند إفطاره من رمضان، عند صومه عرفة، وما أشبه ذلك، نعم.
مواقيت الموتورد أن الفقه في الدين هو غاية وأمنية أهل الإيمان، ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»، وينبغي على كل انسان أن يسأل نفسه، هل ربنا يريد به خيرًا أم عليه أن يعيد حساباته مع نفسه، مشيرًا إلى أن الإمام مالك رأى بمنامه شخص شكله غريب ومخيف وعملاق وله جناحان، فقال له من أنت، فقال له "أنا ملك الموت"، فقال له: "يا ملك الموت كم بقي لي من العمر؟"، فأشار ملك الموت للإمام مالك 5 واختفى، فنادى: "يا ملك الموت أي خمس تقصد"، واستيقظ مذعور يبحث عن من عبر ويفسر له هذه الرؤية، منوهًا إلى أن تفسير الرؤى مجرد تخمين وليس علم يقين، مشددًا على أنه لا يوجد علم يسمى تفسير الأحلام.
وكان الإمام مالك توجه للإمام ابن سيرين، وقص له رؤيته، فقال له أن ملك الموت يريد أن يخبره أن مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمها إلا الله، وهي علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفسًا ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفسًا بأي أرض تموت.. وملك الموت لا يعلم أيضا مواعيد موت الخلائق قبلها"، وهذا الحديث يذكره على هامش حادث الدرب الأحمر الإرهابي، مؤكدًا أننا ننتظر كافة البلايا والاحتمالات من أجل الحصول على وطن آمن، ومن أجل الحصول على مرتبة الشهادة، والحصول على نعمة الله سبحانه وتعالى، مشددًا على أن الانتقال إلى الله نعمة وهدية لمن يُحب ذلك ويستعد لها، مشيرًا إلى أن الله أبلغنا في كتابه العزيز: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) الآية 155 من سورة البقرة.
الموتكان العرب في الجاهلية ينظرون للموت على أنّه النهاية، فليس بعد الموت حياة كما كان يعتقد أغلب العرب قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام رسخ العقيدة الصحيحة حول النظرة الإسلامية للحياة والموت، وأن الموت هو نهاية الحياة الدنيا، وأول الطريق في الحياة الآخرة، وأنّ الناس جميعًا سيُبعَثون يوم القيامة، وأنّ الحياة والموت عبارة عن ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: «الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور».
ويعد الموت هو أوّلُ منازل الآخرة، قال سبحانه وتعالى: «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ»، ومعنى الآية الكريمة أنّ كل حيٍّ سيموت، وتُفارقُ روحه البدن الذي تعيشُ فيهِ وتسكنه.
وورد أن الموت في اللغة: ذهاب وزوال القوّة من الشيء، والموتُ ضدّ وعكس الحياةِ، والموت يُطلَق على ما لا روح فيه، الموت في الشرع: خروج الروح من الجسد، أو بمعنى قبض الأرواح، كما ورد في سورة البقرة قال تعالى: «فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ» وموت النفوس هو أن تُفارق الروح لأجسادها وخروجها منها.