الثورة / خليل المعلمي
تتعدد المشاهد الرمضانية المتكررة كل عام بل ويتغير البعض من هذه المشاهد مع تغير عادات المواطنين سواء إيجاباً أو سلباً، وتعتبر هذه المشاهد الرمضانية أحيانا شيئا مألوفا لدى الغالبية، فهناك المشاهد الإيجابية التي يجب الحفاظ عليها، وهناك السلبية التي يجب معالجتها حتى يتم التخلص منها.

مشاهد إيجابية
المشاهد الإيجابية متعددة وكثيرة ومنها المتجذرة في عادات مجتمعنا سواء في الأرياف أو المدن وتتنوع هذه الأنشطة في التكاتف والتعاون وتبادل الزيارات وانتشار الأنشطة المختلفة الثقافية والاجتماعية، فتمتلئ المساجد في أيام الشهر الفضيل بالمصلين، ويبدأ اليوم الرمضاني بالذكر وقراءة ورد صباحي من آيات الذكر الحكيم في وقت الضحى وحتى وقت اقتراب صلاة الظهر، أما بعد أداء صلاة الظهر فيذهب معظم الناس إلى أعمالهم الخاصة وإلى الأسواق لشراء احتياجات اليوم الرمضاني من اللحوم والخضار وغيرها، فيما لايزال البعض ملازمين للمسجد وتأجيل التسوق إلى ما بعد العصر.
تقوم الكثير من الأسر بالترفيه على أفرادها عبر تنظيم رحلات بسيطة إلى ضواحي المدن خاصة في العاصمة صنعاء التي يختار سكانها الذهاب إلى وادي ظهر وزيارة دار الحجر، أو الصعود إلى قرية حدة، أو زيارة قرى منطقة سعوان وغيمان وغيرها، والعودة قبل أذان المغرب إلى البيت.
لا يتبادل الأقارب الزيارات في نهار رمضان ولكن يتم تبادل الزيارات والعزائم بين الأقارب والأصدقاء أثناء الإفطار وخلال الفترة المسائية، وبالتالي تزداد العلاقات الاجتماعية متانة وقوة بين الأهل والأقارب والأصدقاء.
المشاهد السلبية
أما المشاهد السلبية فنجدها منتشرة في طبائع الناس وتصرفاتهم الفردية والجماعية سواء في الشوارع أو في المنازل ومنها حالات النزق الشديد التي يصاب بها معظم الصائمين خاصة عندما يصلون إلى فترة العصر وحتى وقت المغرب، ونجد ذلك أثناء تواجدهم في الأسواق لشراء احتياجات الإفطار أو أثناء قيادتهم لسياراتهم أثناء الزحام وسنتطرق إلى بعض هذه السلبيات.
ومن الملاحظ أيضاً حالات الإسراف والتبذير المنتشرة لدى الكثير من الأسر ويمكننا الحد من ذلك بصفة عامة في شهر رمضان من خلال تغيير عاداتنا السيئة وشراء ما نحتاجه من الأطعمة الغذائية بكميات مناسبة، وعدم الذهاب إلى السوق قدر الإمكان وقت الصيام، لأن التسوق أثناء الجوع يدفع الكثيرين لشراء العديد من المواد الغذائية الزائدة عن الحاجة والتي ينتج عنها زيادة الطعام بعد الإفطار ويكون مصيرها إلى النفايات.
ويعد التبذير عادة سيئة لا بد من التخلص منها، لما لها من أضرار سلبية على جميع المستويات من آثار اجتماعية واقتصادية وخاصة مع غلاء الأسعار الذي تفرضها المضاربة والاحتكار.
الزحام في رمضان
يلازم الزحام المناسبات المختلفة، ومنها استقبال شهر رمضان ومناسبات العيدين الفطر والأضحى، في أمانة العاصمة وبقية المدن اليمنية المختلفة وحتى المدن الثانوية، وتعتبر أمانة العاصمة أكبر المدن اليمنية، حيث يعيش فيها أكثر من أربعة ملايين نسمة وتمتد أطرافها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وأصبحت حدودها متداخلة مع محافظة صنعاء، وتحوي الآلاف من الأسواق المنتشرة في مديرياتها، وتمتلئ هذه الأسواق المتنوعة بالمتسوقين من مختلف الفئات، ويزداد مرتادوها في المناسبات المختلفة.
مع الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل تكون الأسواق قد بدأت بالازدحام ويتهافت إليها المواطنون، الذين يعتبرون ذلك من الأولويات في التحضير والتجهيز لشهر رمضان المبارك بشراء كافة الاحتياجات الرمضانية، فالشهر الكريم مناسبة اعتاد اليمنيون أن تكون المائدة الرمضانية فيه متنوعة ودسمة في نفس الوقت، ومليئة بالأصناف المختلفة والتي لا يتم إعدادها إلا في شهر رمضان.
طبيعة الأسواق في العاصمة
تقع معظم الأسواق في العاصمة صنعاء على الشوارع الرئيسية والمتفرعة من هذه الشوارع، كما تنتشر المحلات التجارية على طول هذه الشوارع، وقد اعتبر شارع جمال وشارع هايل وشارع تعز من أشهر الأسواق في العاصمة صنعاء، وهناك أسواق أخرى في حدة وشميلة والحصبة والجراف ومنطقة دارس على شارع المطار، وغيرها من الأسواق التي بدأت تزداد مع توسع العاصمة صنعاء جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً.
وتبعا لذلك تنتشر الأسواق أكثر في المناسبات، رمضان والعيدين، مع عشوائية تناثر البسطات على جوانب هذه الأسواق وعدم التحكم في وقوف السيارات في مواقف هذه الأسواق وعلى الشوارع الرئيسية، وكل ذلك يؤدي إلى زيادة الزحام في هذه الشوارع وهذه الأسواق ويعرقل حركة السير داخل العاصمة، خاصة مع عدم وجود شوارع بديلة لحركة السير، وأحيانا يتأذى السكان المجاورون لهذه الشوارع والأسواق عند خروجهم ودخولهم إلى حاراتهم وأحيائهم السكنية، سواء بالأصوات العالية المتداخلة أو مخلفات الباعة على تنوعها.
شكاوى متعددة
يشكو الكثير من الساكنين بالقرب من هذه الأسواق العشوائية المتزايدة والزحام الشديد الذي يؤثر على هدوء الأحياء السكنية خاصة، عندما يقوم الكثير من السائقين بتغيير خط سير المركبات والتحول إلى داخل الأحياء السكنية للهروب من الزحام.
فيما يشكو أصحاب المحلات والمتسوقون من عشوائية وقوف السيارات وانتشار البسطات وعدم احترام آداب التسوق، فبالرغم من أن الكثير من الأسواق المستحدثة قد وضعت مواقف للسيارات، لكن هذه المواقف لا تكفي، لما تشهده هذه الأسواق من إقبال، وكذلك عدم قيام السائقين بالوقوف المنظم وبحسب تعليمات المرور بالوقوف بطريقة موازية للرصيف، ولكن ما يتم هو الوقوف العشوائي، كل سائق بحسب طريقته، مما يؤدي إلى ازدحام الشارع الرئيسي وعرقلة حركة السير.
المسؤولية مشتركة
إن المسؤولية في حل هذا المشكلة مشتركة بين الجهات المختصة والمجتمع المحلي والمستفيدين من السائقين وسكان هذه المناطق، والملاحظ أن هناك إجراءات قامت بها إدارة المرور في نشر أفرادها في الجولات وبالقرب من الأسواق لتنظيم عمليات السير وعليها تقع مسؤولية تطبيق القانون في حصول المخالفات في حركة السير والوقوف العشوائي.
كما يجب على الجهات المختصة تطبيق النظم والقوانين واللوائح الخاصة بإنشاء الأسواق وتكليفها بتوفير المواقف المناسبة والكافية لمرتادي هذه الأسواق بحسب حجم السوق وعدد المحلات فيه.
ومن الحلول الممكنة أيضاً قيام مكاتب الأشغال بإعادة تنظيم البسطات المنتشرة في أحواش هذه الأسواق وعلى أرصفة الشوارع الرئيسية وإيجاد بدائل وحلول مناسبة بما يحفظ حقوقهم وحقوق المارة، والتقليل من الزحام، كما يجب منع أصحاب المحلات بعدم عرض بضائعهم على الأرصفة والذين يصل الأمر بهم إلى وضعها في الشوارع الرئيسية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كيف كان الصحابة والتابعون يتهيؤون لشهر رمضان؟

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتجدد في النفوس معاني الاستعداد الروحي والتعبدي، وهي سُنّة درج عليها الصحابة والتابعون، حيث كانوا يستقبلون الشهر الفضيل بشوقٍ ولهفة، ويتهيؤون له بعادات وعبادات تميزت بالإخلاص والجد والاجتهاد. فكيف كان سلفنا الصالح يستعد لاستقبال رمضان؟

الدعاء وطلب بلوغ الشهر

كان الصحابة والتابعون يدعون الله ستة أشهر قبل رمضان أن يبلغهم الشهر الكريم، ثم يدعونه بعد رمضان ستة أشهر أن يتقبله منهم، تعبيرًا عن شوقهم لهذا الموسم المبارك وخوفهم من عدم إدراكه أو عدم القبول. فقد كان من دعائهم: "اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلاً."

الصيام في شعبان استعدادًا لرمضان

من أبرز مظاهر التهيؤ لرمضان عند الصحابة والتابعين، الإكثار من الصيام في شهر شعبان، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي كان يصوم أكثره، كما رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان." (رواه البخاري ومسلم). وكانوا يرون في ذلك تدريبًا للنفس على الصيام، حتى لا يكون الدخول في رمضان مفاجئًا لها.

الاجتهاد في تلاوة القرآن

كان الصحابة والتابعون يكثرون من تلاوة القرآن في شهر شعبان، استعدادًا للنهل من بركاته في رمضان. فقد ورد أن الإمام الشافعي كان يختم القرآن في شعبان ورمضان ستين مرة، وكذلك كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختمه كل ليلة. وكانوا يحرصون على تدبر الآيات والاستعداد الروحي لاستقبال كلام الله بتدبر وخشوع.

إخلاص النية وتجديد العهد مع الله

لم يكن الصحابة ينظرون إلى رمضان على أنه مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل كانوا يعدونه فرصة لتجديد العهد مع الله، فيستعدون له بالتوبة الصادقة، والتخلص من الذنوب والمعاصي، ورد المظالم، وصفاء القلوب من الأحقاد، حتى يدخلوا الشهر بقلوب طاهرة ونقية.

الصدقة والإنفاق في سبيل الله

من عادات الصحابة والتابعين أنهم كانوا يكثرون من الصدقة في شعبان تحضيرًا لشهر رمضان، حتى يستطيع الفقراء والمحتاجون استقبال الشهر بفرح وسرور. وكان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل." (رواه البخاري ومسلم).

التخطيط للعبادة وتنظيم الوقت

كان الصحابة والتابعون يضعون لأنفسهم خططًا واضحة للعبادة في رمضان، حيث يحددون وردًا يوميًا من القرآن، وجدولًا للصيام، ووقتًا محددًا للذكر والاستغفار، حتى لا يضيعوا لحظة من أوقاته المباركة.

التفرغ للعبادة والاعتكاف

كان الصحابة يستعدون للاعتكاف منذ بداية رمضان، وخاصة في العشر الأواخر، فكانوا يعتزلون الدنيا، ويكرسون أنفسهم للعبادة، مقتدين بالنبي ﷺ الذي كان يعتكف في المسجد طلبًا لليلة القدر.

 

لم يكن استقبال الصحابة والتابعين لشهر رمضان مجرد طقوس عابرة، بل كان استعدادًا حقيقيًا، يجمع بين الجسد والروح، ويغلب عليه الإخلاص لله تعالى. واليوم، ونحن على أعتاب الشهر المبارك، علينا أن نستفيد من هذه النماذج المضيئة، فنُحضر قلوبنا وأعمالنا لاستقبال رمضان كما كانوا يفعلون، حتى ننال من بركاته وأجره العظيم.

مقالات مشابهة

  • شوارع أبوظبي تتزين لاستقبال شهر رمضان
  • إمساكية رمضان 2025 في السعودية: موعد أول أيام الشهر الكريم
  • إمساكية رمضان 2025.. مواعيد السحور والفطور وموعد أول أيام الشهر الكريم
  • كيف كان الصحابة والتابعون يتهيؤون لشهر رمضان؟
  • مشاهد جديدة من كواليس تصوير «شهادة معاملة أطفال» رمضان 2025 بطولة محمد هنيدي
  • أطول يوم في رمضان 2025.. اعرف إمساكية الشهر الكريم
  • «القدس للدراسات»: حماس تجعل مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين حدثا سياسيا وأمنيا ونفسيا وإعلاميا
  • «القدس للدراسات»: حماس تجعل من مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين حدثا سياسيا وأمنيا ونفسيا وإعلاميا
  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
  • كم يومًا يتبقى على رمضان 2025؟.. أول أيام الشهر الكريم وموعد عيد الفطر