الثورة نت:
2025-02-03@10:16:44 GMT

في طريق بناء الدولة المدنية

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

في الأزمات والكوارث التي تصيب الأوطان تكون الحاجة لإخراجها منها إلى التوافق الوطني بين كل قوى الخير والسلام في الوطن أياً كان انتماؤها السياسي والديني والمذهبي والحزبي والعرقي والمناطقي حاجة وضرورة في نفس الوقت سواءً كانت هذه القوى في السلطة أو في المعارضة، لأن التنوع والتعدد موجود باستمرار ويفترض أنه محل احترام الجميع.


وفي اعتقادي أن شركاء الوطن من جميع الانتماءات يهمهم بالفعل لا بالشعارات حال الوطن وإن بنسب متفاوتة من الحماس والإيمان بحق الإنسان في الحياة بأمن وسلام واطمئنان وبحقوق الإنسان كافة التي تعبَّر عن المجتمع الدولي الحقيقي وليس من يسعى لاحتكار تمثيل المجتمع الدولي وبث الإرهاب الدولي باسمه في كل العالم!.
والوطن اليمني مع الأسف الشديد بفعل بعض أبنائه أو المحسوبين عليه، انزلق كما هو واضح إلى هاوية الانقسام والتشرذم بصورة تهدد وجوده برمته وليس فقط وجود الدولة المدنية لفقدان الكيان السياسي والشرعية المعبَّرة عن إرادة كل أبنائه دون تمييز، وأهم أسباب ذلك فقدان الثقة بالقوى السياسية المتلاعبة بمصير اليمن والمتسابقة على رهنه لتحقيق أجندتها الخاصة، ومع ذلك فإن غالبية اليمنيين بكل تأكيد وأمل لم ولن يفقدوا ثقتهم بأنفسهم وبوطنهم وبالله.
إن الإصرار على عدم الاستفادة من تجارب التاريخ واستمرار التجاهل والتعامي عنها، لم يعد فقط علامة من علامات فشل الدولة اليمنية، بل يهدد وجودها رغم الثقة الكبيرة في امتلاك اليمنيين القدرة والإيمان الإنساني والحضاري والديني على مواجهة العواصف والكوارث والرغبات الجامحة في التفرد والاستبداد وقادرون على تحديد الأولويات والتفريق بينما هو آني واستراتيجي ولا يعوزهم الوعي والإدراك الكافيين بخطورة استمرار التدخلات الإقليمية والدولية السلبية في شؤون وطنهم، وحين أقول السلبية فإني أقصد التمييز بينها وبين العلاقات الطبيعية المفترضة التي تقوم بين الدول في الظروف العادية على التعاون الاستراتيجي والحياتي الذي يخدم البلدان، وفي الظروف الاستثنائية والطوارئ من اضطرابات أو كوارث طبيعية تقوم على مد يد العون والمساعدة على الخروج من هذه الظروف، وفي كلتا الحالتين لا بد أن تبنى العلاقات بين الدول على ترسيخ مبدأ حسن النية في التعامل وتجنب التدخل الهادف إلى سلب الحق في السيادة واستثمار الثروات والقدرة على نسج علاقات متوازنة محترمة مع الجوار والعالم تقوم على التعاون ورعاية المصالح المشتركة المشروعة، وهذه هي العلاقة المطلوبة لليمن مع العالم، القابلة للبقاء والديمومة وتحقيق السلام على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، أما علاقات الاستلاب والعمالة والتدخل لنهب الثروات والتحكم في القرار السياسي فهي علاقات، لا تنتج سوى الأحقاد والخيبات والتوجس والتوحش وعدم الثقة والاضطرابات المستمرة والضياع.
إن تيار التوافق الوطني لا شك مصيب في طرح موضوع البحث في الدولة المدنية الحديثة وأين الخلل؟ لأن التوافق الجاد غير المشغول بتقاسم السلطة والنفوذ الذي اعتاد بعض فرقاء العمل السياسي من خلاله على تحويل اليمن وكأنها ملكية خاصة إلى كعكة يتقاسمها ذوو القوة والنفوذ خارج موجبات الانتماء الوطني.
الدولة المدنية الحقيقية تتأسس داخلياً على المواطنة المتساوية أو دولة القانون وخارجياً على الاحترام المتبادل بين الدول، بما يمكنها من نسج علاقات تعاون سوية والتحدث بلغة المصالح المشروعة وتحقيقها ورفض علاقة التبعية، وهذا هو الطريق الذي يحقق السلام الداخلي لأي دولة ويساعد على تحقيق السلام العالمي.
في حضرة الأمل
طاحونة الأوهام تطحن الطغاة
من تحالف الشمس والمطر
تضحك الأرض من دموع السماء.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الدولة المدنیة

إقرأ أيضاً:

الكتائب ودعم العهد .. التفاهم على بناء الدولة هم مشترك

اختار حزب الكتائب كفريق أساسي في المعارضة إعلان التأييد التام لعهد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منذ بداية الطريق ، فكانت زيارة رئيسه النائب سامي الجميل إلى القصر الجمهوري مؤخرا وقبلها زيارة الرئيس امين الجميل دليلا قاطعا على هذا التأييد. قبل الأنتخاب وبعده، عبر نواب وأنصار الكتائب عن دعمهم للرئيس عون ، فالفرصة مؤاتية لإستعادة الدولة دورها ولبسط سلطتها على كامل أراضيها حيث لا سلاح إلا سلاح الشرعية. وشعار الولاء للدولة هو ما رفعه الحزب ويتفاهم بشأنه مع الساعين إلى تطبيقه. اما دعوته اليوم فتقضي بالالتفاف حول رئيس الجمهورية ، وبالنسبة له فالأمر مفروغ منه. وبهذا التأييد للعهد، يكون فريق مسيحي قد عبر عن عملية الوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية لتحقيق ما تعهد به في خطاب القسم .

وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة ان هذه الخطوة أكثر من ضرورية وتستدعي متابعة، حتى أن الأفرقاء الآخرين والذين صوتوا للرئيس عون مدعوون لصون هذا الدعم والإبقاء في حال من التأهب لهذه الغاية إذ ان هذا الالتفاف على رئيس البلاد يمكنه من العمل وفق البرنامج الذي حدده.
وترى المصادر عبر " لبنان ٢٤" أن هناك حاجة إلى تسهيل المهمة الرئاسية في المراحل المقبلة وهذا يترجم في مجلسي الوزراء والنواب من خلال مناقشة ما قد يطرح لاسيما في ملف الإصلاحات الذي يتحدث عنه الرئيس عون بشكل متواصل من أجل استعادة الثقة بلبنان .

وتعتبر المصادر نفسها أن حزب الكتائب من أوائل الأحزاب المتحمسة للفصل الجديد في البلاد وليس مستبعدا أن تعاود تقديم رؤيتها إلى رئيس الجمهورية علما ان هناك عناوين وضعت في خطاب القسم تتوافق بنسبة كبيرة مع طرح الكتائب لاسيما بالنسبة إلى مسألة الإصلاحات وحتى في الملفات السياسية.
وتشير المصادر إلى انه كلما كان الدعم للعهد صلبا كلما ساعد ذلك على التقدم في تحقيق هذه العناوين، ملاحظة أن رئيس الجمهورية يرغب في أن تشاركه جميع المكونات العمل على وضع الدولة ومؤسساتها على السكة الصحيحة، إلا أن اختبارات التفاهم مع رئيس الجمهورية تتظهر لاحقا ولاسيما مع انطلاقة عمل حكومة العهد الأولى .

اما بالنسبة إلى الكتائب، فإن التعاون مع رئيس الجمهورية محسوم وفق هذه المصادر التي توضح أن هذا العهد الجديد يحمل التطلعات وينهي ما تكرس سابقا على كافة الأصعدة في البلد والجهد مبذول لعدم فرملة توجهاته أو إفشال ما يسعى إليه رئيس الجمهورية الذي ذكر أكثر من مرة أهمية الإنتماء للبنان.


تعهدات رئيس الجمهورية في خطاب القسم متنوعة وحزب الكتائب قرر أن يكون جنبا إلى جنب معه من أجل نقل البلاد إلى واقع جديد ودائما تحت عنوان الدولة القوية والقادرة . المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • السجال السياسي والفكري مابعد حرب غزة -3-
  • الكتائب ودعم العهد .. التفاهم على بناء الدولة هم مشترك
  • أنهضي يا أحزان الحرب العبثية وأتَّحدي يا أفراح الدولة المدنية
  • ضياء رشوان: الحوار الوطني مستمر منذ إطلاق دعوة الرئيس السيسي
  • السامرائي والنجيفي يبحثان تطورات المشهد السياسي وتعزيز العمل الوطني
  • النزاهة تطلق حملة وطنية لتعزيز الثقة بمؤسسات الدولة
  • الرسالة وصلت.. محلل سياسي عن اتصال ترامب: أمريكا تعلم ثقل مصر السياسي
  • أستاذ علاقات دولية: مصر لم ولن تتخلى عن حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم
  • أستاذ علاقات دولية: مصر لا زالت تثبت أنها الداعم الأول للقضية الفلسطينية
  • السوداني: حكومتنا تشكلت بظروف شهدت عزوفا عن الانتخابات وتراجع الثقة بالنظام السياسي